عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والطموح

حامدالحمداني 

في مثل هذا اليوم العاشر من كانون الأول من هذا العام 2002، يكون قد مرَّ أربعة وخمسون عاماً على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هذه الوثيقة التي تعتبر من أهم الوثائق التي أصدرتها الأمم المتحدة منذ تأسيسها عام 1945 وحتى يومنا هذا، والتي تتعلق بحياة البشرية، وحق كل إنسان يعيش على كوكبنا في الحياة الحرة الكريمة،  وفي جو من الحرية التامة والعدل والسلام، و على قدم المساواة بين بني البشر، بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو القومية أو العقيدة، وأن  يتمتع الإنسان بحرية الفكر والعقيدة، متحررا من الخوف والفزع.
وعلى الرغم من أن معظم دول العالم قد وقعت على هذا الإعلان،
وتعهدت بالالتزام به، إلا أن الواقع يؤكد لنا أن هذا الالتزام في معظم البلدان الموقعة عليه هو حبر على ورق ليس إلا، واستمرت هذه الدول تمارس ضد مواطنيها أشنع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وكذلك القتل دون محاكمة،أو تصدر وتنفذ أحكام الإعدام من قبل محاكم صورية، لا تتوفر فيها ابسط متطلبات العدالة، حيث يحرم المواطن من حرية اختيار محامٍ له، وحتى حريته في الدفاع عن نفسه، كما تقوم العديد من الحكومات بمجازر جماعية ضد أبناء شعوبها مستخدمة كل الأساليب الفاشية، وليس بعيداً عن أذهاننا وبصائرنا تلك المجازر التي ارتكبها الحكام الطغاة ضد شعوبهم، ففي العراق قتل عشرات الألوف من العراقيين، من ضحايا الفكر والضمير، ومن السياسيين الوطنيين،على أيدي انقلابي شباط 1963، أما ضحايا الحكم الصدامي منذ عام 1968 وحتى يومنا هذا فلا  يمكن إحصائها، ولا يمكن وصف بشاعتها. لقد اقترف النظام العراقي أبشع مجزرة ضد الشعب الكردي فيما سمي بـ [حملة الأنفال] حيث صفى ما يزيد على 180 ألف مواطن كردي، ولا يعرف عن مصيرهم شيئاً منذ عام 1988 وحتى يومنا هذا  وتوج جريمته في كردستان باستخدام السلاح الكيماوي، وإبادة 5000 كردي في حلبجة الشهيدة، وهدم أكثر من 4000 قرية كردية، وحولها إلى كوم من الأحجار والأنقاض دون أن يهتز ضمير العالم [المتحضر]!!.                                                         .

ولا يمكن أن ننسى جريمة نظام صدام بطرد مئات الألوف من الأكراد الفيليين إلى إيران
بحجة التبعية لإيران !!، وسلب أملاكهم وأموالهم، واحتجاز ما يزيد على تسعة آلاف من أبنائهم، والذين اختفى أي أثر لهم منذ ربع قرن، ومن المؤكد قد جرى تصفيتهم من قبل النظام وكانت آمال ذويهم قد خابت في العثور عليهم بعد أن أعلن الدكتاتور ما سماه بالعفو العام وإطلاق سراح المسجونين!!.                                                    .
ومثلما لطخ النظام العراقي أياديه بدماء الشعب الكردي، فقد شن حملة إبادة ضد الشيعة من سكان جنوب ووسط العراق أبان قمعه للانتفاضة الشعبية عام 1991 ذهب ضحيتها عشرات الألوف من المواطنين، دعك عن تصفيته كل القوى السياسية المعارضة لحكمه، ودعك عن حروبه الإجرامية ضد الجارة إيران
، وضد الشعب الكويتي الشقيق، وحربه التي خاضها ضد سوريا في لبنان أبان الحرب الأهلية، إن جرائم نظام صدام يندى لها جبين الإنسانية، وهي تستصرخ كل ضمير حي.                                                  
.
وفي إندونيسيا قتل ما يقرب من مليوني مواطن خلال وبعد انقلاب الدكتاتور سوهارتو،
حسبما ذكرته وثائق المخابرات المركزية الأمريكية، والتي سبق وبثتها قناة  MBC الفضائية في وقت سابق.

وفي شيلي قُتل عشرات الألوف من الشيليين على أيدي الانقلابيين بزعامة الدكتاتور بينوشيت عام 1973. وكذا الحال ما جرى في إيران،عندما قام الجنرال زاهدي بانقلابه في إيران ضد حكومة الدكتور مصدق عام 1954، ويطول الحديث عن مثل تلك المجازر في الانقلابات العسكرية التي وقعت في أمريكا اللاتينية، وما اقترفته من جرائم بحق شعوبها،والتي لا يمكن حصرها، وكل تلك الانقلابات جرت بتدبير وتخطيط المخابرات المركزية الأمريكية.
ومارست ولا تزال تمارس إسرائيل أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، وتعتدي على جيرانها العرب،
وتحتل أراضيهم في الجولان، ولبنان، والضفة الغربية من فلسطين، ولا تعترف بكل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتتحدث بمنطق القوة  متحدية الرأي العام العربي والعالمي، وتستخدم شتى أنواع الأسلحة الفتاكة لقمع انتفاضة الشعب الفلسطيني المكافح من أجل حريته واستقلال وطنه، ولا شك أن ما جرى في مخيم جنين هو مثال صارخ على الهمجية الإسرائيلية حيث جرى تهديم المخميم على رؤوس ساكنيه الذين قتل المئات منهم، وتلقى إسرائيل رغم كل هذا دعم ومساندة غير محدودة من الولايات المتحدة وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.              
.

إننا لو تابعنا انتهاكات حقوق الإنسان في سائر بلدان العالم لهال لنا الأمر،
لأن معظم الأنظمة تمارس باستمرار الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان من أجل الحفاظ على سلطانها. كما أن أقوى دولة في العالم تمارس كل أنواع الانتهاكات ضد شعوب العالم المستضعفة.
أليس الحصار الجائر المفروض على شعب العراق منذ عام 1990 يمثل أبشع انتهاك لحقوق الإنسان؟
 أليست هي حرب إبادة تمارسها الولايات المتحدة، وتصر على استمرارها بحجة معاقبة النظام العراقي!!. لقد ذهب ضحية هذه الجريمة التي تنفذ باسم الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن أكثر من مليون ونصف المليون عراقي جراء هذا الحصار الغاشم الذي لم يعرف له العالم من قبل                                            
إن [الشرعية الدولية] تعاقب الشعب العراقي وحده منذ اثنا عشر عاماً
، دون أن يمس النظام الدكتاتوري الحاكم أي ضرر، حيث لم يعانِ من الجوع و الفقر والمرض رجال النظام وعوائلهم ومريديهم، فهم يمتلكون كل شيء.                                      
.
إن عالمنا اليوم بحاجة ماسة لأن يرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الأمم المتحدة قبل أربعة وخمسين عاماً قانوناً دولياً تلتزم كل دول العالم بتطبيقه دون استثناء، وأن يكون شرطاً أساسياً لعضوية الدول في الأمم المتحدة
، والانخراط في المجتمع الدولي، والعمل على تفعيل لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ومنحها الصلاحيات اللازمة لكي تتابع تطبيق تلك الحقوق التي اقرها الإعلان وحصر الانتهاكات مهما كانت، ومحاسبة الحكومات عليها، وتفعيل المحكمة الدولية لجرائم الحرب لكي تلاحق كل من تسول له نفسه من الحكام وأجهزتهم القمعية الذين يمارسون أبشع أنواع التعذيب والقتل ضد أبناء شعوبهم، وإنزال العقاب الصارم بهم، ولاشك أن التزام الدول الكبرى، وفي المقدمة منها الولايات المتحدة التي أصبحت القطب الأوحد في عالمنا اليوم، والتي تلعب دوراً رئيسيا في إدارة شؤون العالم، بتطبيق حقوق الإنسان بشكل دقيق سوف يجعل من العسير على حكومات الدول الأخرى أن تمارس الانتهاكات دون أن تخشى العقاب.    
موقع حامد الحمداني الجديد

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب