عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

محنة الشعب العراقي بين أنياب أمريكا ومخالب صدام حسين

حامد الحمدان     
20 آذار 2003
تتصاعد المخاطر المحدقة بالشعب العراقي ساعة بعد ساعة، ولاسيما بعد أن وجه الرئيس الأمريكي بوش إنذاره الحاسم لصدام حسين بالخروج من العراق مع ولديه عدي وقصي ومنحه 48 ساعة فقط للمغادرة وإلا تعرض للحرب .
لقد بلغت الأزمة العراقية ذروتها، وباتت الحرب مسألة ساعات لا أيام، ولا يبدو في الأفق أي أمل في تجنبها، فالولايات المتحدة  لم تعد قادرة على التراجع عن خططها الهادفة لغزو العراق وإسقاط النظام الصدامي ،لأن تراجعها سيعني تلاشي آمالها في الهيمنة على مقدرات العالم ، وقد اختارت العراق كبش فداء بغية إفهام سائر الدول أن إرادتها فوق الجميع، وأن لا أحد يستطيع الوقوف بوجهها ، وأنها عازمة على تنظيم شؤون العالم حسب مشيئتها، وحسب ما تقتضيه مصالحها الاستراتيجية البعيدة المدى.وبرغم الادعاءات الأمريكية بالحرص على إنقاذ الشعب العراقي من النظام الدكتاتوري الصدامي الذي فتك به خلال أربعة وثلاثين عاماً، وورطه بحروب أتت على كل شئ ، وحولت الشعب العراقي إلى أفقر شعوب الأرض جراء تلك الحروب ، وجراء مشاريع التسلح التي استنزفت ثروات البلد ، فإن الشكوك تساور المتتبعون للسياسة الأمريكية حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدة تجاه العراق .
وبنفسي أن اصدق ما تدعيه الولايات المتحدة ولو لمرة واحدة ، لكن تجارب التاريخ البعيدة والقريبة لا تترك مجالاً للشك بأن الولايات المتحدة لا تهدف إلا إلى تحقيق أهدافها ومصالحها ، وإن أخر ما تفكر به خدمة مصالح الشعوب ، ومنها شعبنا العراقي المنكوب ، فهي التي جاءت لنا بانقلابيي  8 شباط الفاشيين عام1963 ،وهي التي جاءت بالعصابة البعثية   في انقلاب 17 تموز عام 1968، وهي التي دفعت صدام حسين لمهاجمة إيران بالنيابة عنها وورطت العراق بحرب لا يمكن تبريرها ، وعملت جاهدة على أن تجعلها تستمر أطول مدة ممكنة ، ولا يخرج منها أحد منتصراً ، كما جاء في مذكرات وزير الخارجية الأمريكية السابق [ هنري كيسنجر ] فكانت حرب دامية استمرت ثمانية أعوام ذهب ضحيتها أكثر من نصف مليون من شباب العراق بعمر الورود ، واتى على البنية التحتية للعراق وعلى كافة مدخراته واستنزفت جميع موارده طيلة تلك السنين ، ولم تسع الولايات المتحدة إلى إيقافها إلى أن تحولت إلى حرب الناقلات النفطية مما عرض الإمدادات النفطية للخطر ، عند ذاك قررت الولايات المتحدة إصدار قرار من مجلس الأمن يطلب بوقف الحرب .
وخرج العراق من تلك الحرب غارقاً بالديون منهك الاقتصاد وقد خربت بنيته التحتية ، وفكر النظام الصدامي في السبل التي تمكنه من تعويض خسائره وإنقاذ اقتصاده المنهك واستقر  رأيه على مهاجمة الكويت والسيطرة على مواردها النفطية ، ووجدت الولايات المتحدة ضالتها المنشودة للتخلص من أسلحة العراق التي زودته هي وحلفائها الغربيين والبلدان الاشتراكية فكان الفخ الذي نصبته للنظام العراقي في غزوه للكويت لكي توجه له ضربة قاصمة في حرب الخليج الثانية [ عاصفة الصحراء ]وتفرض عليه شروطاً قاسية في خيمة صفوان كان منها تدمير أسلحة العراق ذات الدمار الشامل ، كما فرضت الولايات المتحدة الحصار على العراق منذ عام 1990 وحتى يومنا هذا ، وهي تدرك تمام الإدراك أن الحصار لم يصب النظام العراقي بأي أذى في حين حول الشعب العراقي إلى أفقر شعوب الأرض .
كما أن الولايات المتحدة تنكرت للشعب العراقي بعد أن دعته على لسان رئيسها بوش الأب للثورة على النظام العراقي ، وسمحت لصدام حسين باستخدام كافة الأسلحة التي بحوزته لإجهاض الإنتفاضة المجيدة في آذار 1991 ، وسمحت له بإغراق الشعب العراقي بالدماء  وقمع الانتفاضة بكل شراسة وهمجية .
واليوم ، وقد باتت الحرب قاب قوسين أو أدنى يرفض صادم حسين والعصابة الملتفة حوله تتنازل عن ملكيتها للعراق وعبوديتها للشعب الذي لا يملك مصيره ، فالنظام العراقي اليوم أشبه بخاطف أخذ الشعب رهينة بين يديه وهو يدرك  تمام الإدراك أن لا أمل له بالنجاة من النهاية المحتومة ، وهو مصر على خراب العراق وقتل أبنائه في حرب مدمرة يعرف الجميع أنها محسومة سلفاً للولايات المتحدة ، ولسان حال صدام يقول [لتدور الدوائر على وعلى شعبي ] .
إذاً الشعب العراقي اليوم أمام خيارين أحلاهما مُر فلا هو قادر على تحمل استمرار النظام الصدامي  الدكتاتوري الفاشي ، ولا هو قادر على تحمل مصائب الحرب وويلاتها ، وما تخفيه الولايات المتحدة من أهداف ، وقد غدا كمن سلم رقابه للجزارين ، وغير قادر على درء المخاطر المحدقة به .
ومما زاد في الطين بلة انقسام المجتمع الدولي حول الأزمة العراقية ،مما شجع النظام العراقي على التمسك بالبقاء في السلطة ، مجيراً المواقف المعارضة للحرب لصالح بقائه .وكان بإمكان الدول المعارضة للحرب أن تسعى إلى إجبار النظام العراقي على التخلي عن السلطة وإرسال قوات تابعة للأمم المتحدة من دول محايدة لتنظيم وضبط الأوضاع في العراق ، ولضمان انتقال السلطة إلى حكومة انتقالية من الشخصيات الوطنية من التنكقراط تقوم بتصفية مخلفات النظام العراقي وأجهزته القمعية ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، وإعادة تنظيم الجيش وتثقيفه بالثقافة الديمقراطية ، وإبعاده عن أي نشاط سياسي أو حزبي ، والعمل على إجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجلس تأسيسي تحت إشراف الأمم المتحدة يأخذ على عاتقه سن دستور ديمقراطي للبلاد، وتسليم السلطة إلى الجهة أو الجهات التي يختارها الشعب ، وهذا هو السبيل الوحيد لتجنب الحرب ، وإنقاذ الشعب العراقي منها ومن النظام الصدامي .
أن قلوبنا مع أبناء  شعبنا ، رهائن صدام حسين وضحاياه ، إننا نشعر ببالغ القلق على مصير شعبنا ووطننا وما ينتظره من ويلات ومآسي لا أحد يدرك مداها ، ولا سيما إذا ما استخدم النظام الصدامي أسلحة بيولوجية أو كيماوية وما سيكون عليه رد الفعل الأمريكي مما ينعكس على أبناء شعبنا وعلى البنية التحتية للاقتصاد العراقي، وما ستسببه تلك الأسلحة الفتاكة من أمراض خبيثة لأجيال عديدة ، وسيسجل التاريخ لعنة أبدية ،وعاراً لا يمحى لكل أولئك المساهمين في هذه الجرائم البشعة بحق شعبنا ووطننا  . 
 ملاحظة: للاطلاع على المزيد من المقالات وعلى كتبي، الرجوع إلى موقعي على الانترنيت التالي:

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب