عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

من أجل أقامة جبهة عريضة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية واللبرالية

حامد الحمداني
 1 أيلول 2006



ما كان الشعب العراقي الذي كافح عبر عقود طويلة من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ، ودفع ثمناً باهضاً من دماء أبنائه ، يحلم بإنهاء الحقبة الدكتاتورية الصدامية الكالحة السواد ليجد نفسه وضع أشد خطورة ، وأكثر ظلامية ، حيث يقع الشعب العراقي اليوم فريسة صراع خطير تمارسه خمسة أطراف على الساحة العراقية :


1 ـ الطرف الأول : الاحتلال الأمريكي للعراق الذي جرى باسم تحرير العراق من الدكتاتورية الصدامية ، والذي أسقط ذلك النظام البشع من خلال حرب دامت 20 يوماً ، توارى بعدها طاغية العصر في تلك الحفرة الحقيرة التي وجد فيها فيما بعد بتلك الحالة المزرية ، وهو الذي كان يمشي في الأرض مرحاً ، متكبراً ومتعجرفاً على كل من حوله .


لكن الولايات المتحدة التي قادت تلك الحرب ما أن احتلت قواتها العراق حتى استخدمت نفوها الطاغي على مجلس الأمن لإصدار قرار بشرعنة الاحتلال ، وفرضت نفسها دولة محتلة ، وعينت من جانبها الدبلوماسي الأمريكي [ بريمر] حاكماً مطلقاً على العراق ، وكان ذلك القرار قد شكل أول خيبة أمل لشعب العراق ، ولاسيما وأنه قد استعاد في ذاكرته الاحتلال البريطاني للعراق أبان الحرب العالمية الأولى عام 1915 من القرن الماضي ، وأعلنت بريطانيا العظمى آنذاك أنها جاءت بقواتها لتحرير العراق من الاستعمار العثماني ، وكشفت اتفاقية [ سايكس بيكو] المعروفة تقاسم الإمبرياليين البريطانيين والفرنسيين العالم العربي فيما بينهما كمستعمرات ، لكن بريطانيا اضطرت بعد قيام ثورة عام 1920 التي كبدتها خسائر جسيمة على تغيير أساليبها في الهيمنة على مقدرات العراق من خلال أقامة نظام ملكي في البلاد ، وجاءت بالأمير فيصل إبن الحسين ملكاً على العراق ، لكنها في واقع الحال استمرت بحكم العراق من وراء الستار ، حيث كانت السفارة البريطانية تتحكم في كل صغيرة وكبيرة من شؤون البلاد ، وفي تأليف كل الحكومات التي توالت على حكم العراق في العهد الملكي منذ تأسيس ما سمي الحكم الوطني عام 1920 ، وحتى انتصار ثورة 14 تموز 1958 بقيادة الزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم ، وبمشاركة كل الفصائل الوطنية الموجودة على الساحة العراقية آنذاك ، حيث جرى لأول مرة في تاريخ العراق تشكيل حكومة وطنية دون تدخل أجنبي ، وعليه فإن من حق الشعب العراقي أن يقلق على مصيره في ظل الاحتلال الأمريكي اليوم خوف أن يمتد إلى عقود طويلة كما جرى مع الاحتلال البريطاني سابقاً .


2 ـ الطرف الثاني : ويتمثل في القوى المسقطة عن السلطة ، وأعني بها حزب البعث الصدامي وأجهزته القمعية ، بدأً من حرسه الجمهوري الخاص ، وأجهزته الأمنية المختلفة والمتعددة ، وفدائيي صدام وجيش القدس ، وانتهاءً بمنظمات الحزب التي كانت في خدمة النظام الديكتاتوري الذي كان يغدق عليها خيرات العراق ، حارماً أبناء الشعب من تلك الخيرات والثروات الهائلة ، حيث كان يتصرف الدكتاتور كمالك وحيد لتلك الثروات ومستعبداً شعب العراق .


إن هذه القوى تقود منذ سقوط نظام الطاغية وحتى اليوم حملة إرهابية شرسة في سعيها المحموم لاستعادة السلطة ، وهي تمتلك الخبرة العسكرية والسلاح الهائل والأموال الضخمة التي سرقها النظام الصدامي لكي يستعيد بواسطتها السلطة فيما إذا وقع انقلاب ضد سلطته الغاشمة ، وهذا ما ورد على لسانه في أحدى الاجتماعات مع قيادات حزبه .


إن هذه القوى تقود اليوم حملتها الشعواء ليس ضد قوات الاحتلال ، باستثناء مجموعات محدودة تمارس نوعاً من المقاومة للمحتلين بسبب أعمالهم وإجراءاتهم العدوانية ، وتسببهم في مقتل الكثير من المواطنين ، لكن الأغلبية تمارس الإرهاب الوحشي ضد أبناء الشعب حيث نشهد كل يوم السيارات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة التي يذهب ضحيتها العشرات من المواطنين كل يوم ، وتتحالف هذه القوى مع الأحزاب الطائفية السنية الخائفة على مستقبلها من هيمنة الطائفة الشيعية التي باتت تهيمن على الحكم في البلاد، وهكذا نجد اليوم تشكيلات مسلحة بأسماء دينية سلفية كجيش محمد ، وجيش الإسلام وغيرها كثير من تلك الأسماء ، كما تستخدم القوى الصدامية عناصر القاعدة و العناصر السلفية المتخلفة القادمة من وراء الحدود في تنفيذ جرائمها الوحشية هذه .


3 ـ الطرف الثالث: والمتمثل بقوى الأحزاب الدينية الطائفية الشيعية التي بوأها المحتلون الأمريكان مراكز عليا في مجلس الحكم ، وفي الحكومات التي تلته ، ومهدت لها السبيل والظروف لاكتساح مقاعد البرلمان ، وتشكيل الحكومة التي تقودها هذه الأحزاب بالتعاون مع الأحزاب القومية الكردية .


لقد كان من نتائج السياسة الأمريكية المتهورة أن بات الفكر الديني المتخلف والطائفية المقيتة تهيمن على الساحة العراقية بقوة سلاح الميلشيات التابعة للأحزاب الطائفية كمنظمة بدر ، وما يسمى بجيش المهدي ، وحزب الله وحزب الفضيلة ، ومدعومة من قبل ملالي طهران المتربعين على السلطة في إيران ، والطامحين في الهيمنة على العراق من خلال هذه الأحزاب الدينية الشيعية .


وتخوض هذه الأطراف الثلاثة صراعاً مسلحاً وعنيفاً فيما بينها ، تنعدم فيه كل قيم الإنسانية ، وتهان حقوق الإنسان بفظاعة ليس لها مثيل ، حيث أوصلتنا هذه القوى إلى الحد الذي بات فيه الأخ الشيعي يقتل أخاه السني ، ويقتل الأخ السني أخاه الشيعي على الهوية وبدم بارد ، ويجري التطهير الطائفي على قدم مساق في عموم البلاد حيث يضطر المواطنون إلى ترك مساكنهم تحت تهديد القتل ، ويتساقط كل يوم العشرات من المواطنين برصاص القوى الطائفية من الجانبين ، حتى بات العدو الرئيسي لكل طائفة ليس المحتلين وجيوشهم بل المواطنين العراقيين الذين تحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق .


4 ـ الطرف الرابع : ويتمثل بالقوى العلمانية واليسارية والديمقراطية واللبرالية التي جرى تهميشها من قبل المحتلين الأمريكيين من جهة ، ومن القوى والأحزاب الدينية الطائفية ، والأحزاب القومية الكردية من جهة أخرى ، والتي كانت قد استهدفها النظام الصدامي القمعي بكل وحشية خلال حكمه البغيض ، بالإضافة على تمزقها وتشرذمها ، وعدم اغتنامها الفرصة لتوحيد صفوفها وتوسيع نشاطها ، وخاصة خلال الانتخابات البرلمانية مما أدى بالتالي على اضمحلال دورها المؤثر على الساحة السياسية العراقية ، وترك المجال واسعا لهيمنة الأحزاب الدينية الطائفية والفكر الديني المتخلف الذي بدأ يكتسح الفكر البعثي الفاشي الشمولي ، و بات يشكل خطراً جسيماً على مستقبل الديمقراطية في العراق مما يتوجب على القوى العلمانية ممارس النضال الجاد والفعال من أجل التصدي لهذا الفكر الظلامي الذي أعاد العراق القهرى مئات السنين .


5 ـ الطرف الخامس: والمتمثل بقوى الأحزاب القومية الكردية التي تحالفت مع قوى الإسلام السياسي ، وتخليها عن حليفها الأساسي على المديين القريب والبعيد المتمثل بالقوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية واللبرالية والتي تشكل الضمانة الأكيدة لقيام نظام ديمقراطي في العراق ، والذي هو بدوره يشكل الضمان الأكيد للفيدرالية في كردستان العراق .


إن دعوات تقسيم العراق باسم الفيدرالية ، وقيام كيان طائفي في جنوب ووسط العراق كما يدعو له السيد عبد العزيز الحكيم ، والدعم الذي يلقاه من القيادة الكردية ستكون له أثار سلبية بالغة الخطورة على مستقبل القضية الكردية ، وعلى مستقبل العراق ، ولو قدر لمشاريع التقسيم هذه أن تتحقق فسوف لن تهدا النيران في العراق ، وسيكتوي فيها الجميع دون استثناء .إن الانكفاء على الذات لا يبعد الخطر عن كردستان العراق .


إن مستقبل العراق اليوم يتهدده خطر كبير جداً يتطلب تشكيل جبهة واسعة تضم كل القوى والعناصر اليسارية والعلمانية واللبرالية والديمقراطية للوقوف في وجه الهجمة الظلامية المتخلفة للقوى والأحزاب الدينية الطائفية التي هيمنت على السلطة في البلاد ، وإن أي تلكأ أو إهمال لهذا التوجه سيوصل العراق نحو مستقبل كإرثي . إنها مسؤولية كبرى تقع على عاتق هذه القوى والعناصر ، وعليها أن تسعى في هذا السبيل لتجميع قواها وزجها في النضال من اجل عراق ديمقراطي علماني موحد ، وكبح جماح التعصب الطائفي والقومي الشوفيني الذي بات يهيمن على البلاد ، وإفشال كل المحاولات التقسيمية للوطن باسم الفيدرالية التي باتت تهدد بقيام نظام استبداد ديني طائفي مقيت في البلاد .











0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب