عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

محنة الطائفة المندائية ومسؤولية السلطة وقوات الاحتلال في حمايتها

حامد الحمداني
 26 آب 2006
لم يسبق أن تعرضت الطائفة المندائية منذ قيام الدولة العراقية إلى محنة خطيرة وقاسية كما هي تتعرض هذه الأيام على أيدي قوى الإسلام السياسي المتخلفة والمنفلتة من عقالها، حيث تشن هذه القوى حملة شعواء من التطهير العرقي على أبناء الطائفة الطيّبة والنبيلة والمسالمة ، والمشهود لها بوطنيتها الخالصة وتعلقها بأرض الأجداد .


ومن اجل تنفيذ قوى الظلام هذه أجندتها بحق الطائفة لجأت إلى استخدام كل الأساليب الوحشية البشعة من قتل وخطف وتهديد بالرحيل عن ارض الوطن ، حيث نشهد عملية تهجير جماعي واسع النطاق لأبناء الطائفة من مناطق سكناهم ، وخاصة في جنوب العراق هربا من الموت الذي يتهددهم في كل ساعة على أيدي تلك العصابات المجرمة دون أن نسمع من أي من المراجع الدينية الشيعية منها والسنية أي استنكار لهذه الجرائم الخطيرة بحق الإنسانية .


كما أن السلطة القائمة وقوات الاحتلال والتي تتحمل المسؤولية الأولى في حماية أمن المواطنين ، وبوجه خاص حماية الأقليات الدينية والطائفية من طغيان الطوائف الأكبر والأقوى ، لم تتخذ من الأجراءات الجدية والفعالة لكبح جماح هذه العصابات التي تتخذ من الدين وسيلة لتنفيذ جرائمها الوحشية ، وإنزال العقاب الصارم بحق مرتكبيها .


إن محنة الطائفة المندائية قد بلغت اليوم حد الكارثة حيث نجد عشرات الألوف من أبنائها في حالة يرثى لها بعد أن تركت مساكنها ومصادر رزقها ، ومدارس أطفالها ، وهي تهيم اليوم في شوارع المدن السورية والأردنية دون مأوى ، وليس لها من الإمكانيات المادية ما تستطيع به تدبير مأوى لها وتدبير أموها المعيشية .


إن هذه العصابات المجرمة التي تتخذ من الدين ستاراً لتنفيذ جرائمها بحق الطائفة المندائية أنما تعتدي على الدين الإسلامي وتسئ إليه إساءة كبرى ، فهناك نص صريح فيما يخص حماية أبناء الطائفة وسائر الطوائف الأخرى كما ورد في القرآن الكريم حيث تقول نص الآية :


{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر ، وعمل صالحا ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .


هذا نص قرآني صريح في وجوب حماية أبناء الطوائف ، وحماية حقوقها وحرياتها في ممارسة شعائرها الدينية ، وعليه فإن ما تقترفه هذه العصابات باسم الدين ضد الطوائف الأخرى يتناقض مع جوهر الدين الإسلامي من جهة ومع نصوص الدستور الذي كان لقوى الإسلام السياسي الدور الرئيسي في تشريعه من جهة ثانية ، ويتعارض مع مبادئ شرعة الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان من جهة ثالثة .


إن سلوك هذه العصابات يفضح الأسباب الحقيقية لتوجهات هذه العصابات في تفريغ مناطق الجنوب من أبناء الطائفة المندائية ، وأبناء الطائفة المسيحية تحقيقاً لأجندة سياسية تتعلق بالمساعي المحمومة لإقامة كيان طائفي في المنطقة باسم الفيدرالية التي يسعى إلى تحقيقها السيد عبد العزيز الحكيم ، وإذا كانت قيادات أحزاب الإسلام الطائفي بشقيها الشيعي والسني تنفي الاتهامات الموجهة لها حول دورها في محنة الطائفتين المندائية والمسيحية فلماذا لم تتخذ الأجراءات لوقف هذه الجرائم ، ولاسيما وأنها جميعهاً تمتلك ميلشيات خاصة بها ، وهي قادرة لو شاءت بكل تأكيد على توفير الحماية والأمن لأبناء الطائفتين ، ومنع عمليات التهجير والتهديد بالقتل التي نشهدها كل يوم !! .


إن معالجة الوضع المأساوي الذي تعيشه الطائفة المندائية يتطلب قيام الحكومة وقوات الاحتلال باتخاذ أشد الأجراءات الحازمة

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب