عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

خياران لا ثالث لهما، الوطنية العراقية أو الكارثة


حامد الحمداني  3 أيلول 2006
تتصاعد حمى المحاولات التي تنطلق من قيادات الأحزاب الشيعية المرتبطة بالنظام الإيراني بوشائج متعددة ، والتي يقف على رأسها السيد عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية !! ، ورئيس قائمة الإئتلاف في البرلمان الذي تتآكله الصراعات الطائفية الشيعية السنية لتمزيق العراق باسم مشروعه المشبوه { فيدرالية الجنوب والوسط } مستغلا أحدى فقرات الدستور الطائفي الذي صيغ على عجل على أيدي المعممين الطائفيين في الأحزاب نفسها بالاشتراك مع قيادات الأحزاب القومية الكردية التي ما برحت تشجع الحكيم وزمرته المؤتمرة بأمر ملالي طهران للسير في هذا الطريق الخطر، من أجل مصالح تتعلق برغبة القيادات الكردية بالتعجيل بانفصال كردستان ،حيث تحولت منطقة كردستان العراق اليوم إلى دولة مستقلة في واقع الحال كاملة المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية ، وحتى العلم الكردستاني ، بعد رفض السيد مسعود البارزاني رفع العلم العراقي بدعوى انه يمثل علم صدام ونظامه المقبور باسم الفيدرالية ، ولا أخال أن هذا القول يمثل الحقيقة ، ولو كان كذلك فلماذا لم يجرِ الإتفاق مسبقاً بين السيد مسعود البارزاني وشريكه الحكيم على تغيير العلم العراقي لغاية هذا اليوم في حين كان قد تم الإتفاق فيما بينهما على اخطر القضايا المصيرية للعراق ؟


· هل أن الحكيم وزمرته لا يشاركون السيد البارزاني الرأي بأن صدام حسين قد نكل بالشعب العراقي عامة عرباً وأكرداً وتركماناً و كلدو آشوريين ، مسلمين ، شيعة وسنة ومسيحيين ومندائيين ؟


· وإذا كان صدام حسين قد فعل كل هذه الجرائم بحق الشعب ، وهذا هو واقع الحال ، فما هو سبب إصرار الحكيم وزمرته على استمرار بقاء العلم الصدامي هذا كي يتخذ ذريعة لمنع رفعه فوق ربوع كردستان العراق ؟


ومما يثير الشكوك والمخاوف من موقف السيد مسعود البارزاني من مسألة الحفاظ على وحدة العراق هو ما ورد في تصريحه الأخير والخطير حيث ادعى أن قيام حكومة مركزية في العراق أمر غير قابل للتحقيق!! وأن حل الأزمة العراقية الراهنة لا يمكن تحقيقها إلا عبر تقسيم العراق ، أو قيام نظام فيدرالي أو كنفيدرالي ، وإلا سيكون البديل حربٌ أهلية ، وإذا ما وقعت الحرب الأهلية فلن يشارك الأكراد فيها . وهذا يعني حسب حديث السيد البارزاني أن لا دخل للأكراد في الحرب الأهلية إن وقعت ، ولتكن بين العرب وحدهم !! ، وأن كردستان ستنفصل عن العراق !!.


ولا ادري أي نوع من الفيدرالية التي يريدها السيد البارزاني للعراق ، هل هي الفيدرالية الحالية القائمة في كردستان العراق المرتبط شكليا بالمركز ؟ والذي لولا قيام حكومة المركز بدفع 17 % من واردات النفط العراقي المصدر لحكومة السيد مسعود البارزاني ، ولولا المعارضة التركية والإيرانية لقيام كيان كردي مستقل في كردستان العراق ، والمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها هذا الكيان إذا أعلن البارزاني استقلاله من قبل هاتين الدولتين الكبريين ، واللتين تضمان أغلبية الشعب الكردي لكان السيد البارزاني قد أعلن الانفصال منذ سنوات .


* بماذا يفسر لنا السيد البارزاني تكوين جيش منفصل في كردستان ؟


هل هناك دولة فيدرالية في العالم اجمع تشكل كل فيدرالية فيها جيشها الخاص وأجهزتها الأمنية الخاصة بمعزل عن المركز ؟


* بماذا يفسر لنا السيد البارزاني عقود الاستثمار النفطية بمعزل عن حكومة المركز ؟ وماذا تبقى لحكومة المركز إذا ؟


* بماذا يفسر لنا السيد البارزاني جوازات السفر والأختام المستعملة من قبل شرطة السفر على نقاط الحدود وفي المطارات الكردية والتي تتجاهل اسم العراق ؟


* ألا يكفي القيادة الكردية ضماناً كون رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء والعديد من الوزراء ، والكتلة النيابية التي تسيطر مع حليفتها كتلة الحكيم على البرلمان العراقي ، ورئاسة أركان الجيش والسفراء هم من قادة وأعضاء الحزبين المهيمنين على كردستان العراق ؟


العراق أيها السادة وفي ظل هذه الظروف البالغة الخطورة والقسوة بحاجة إلى تكاتف كل القوى الخيرة المؤمنة حقاً وصدقاً بعراق ديمقراطي متحرر يعيش في ظله الأخوة أبناء الشعب الكردي في ظل فيدرالية حقيقية لا شائبة فيها ، مع المحافظة على وحدة العراق أرضاً وشعبا .


أن الديمقراطية هي الضمان الأكيد ليس للشعب الكردي فحسب بل لكل أطياف ومكونات الشعب العراقي ، ففي ظل الديمقراطية ينال كل ذي حقٍ حقه .


أما إذا لم يقم في العراق نظام ديمقراطي حقيقي ، فالعراق بكل تأكيد معرض للصراع القومي والطائفي والديني الذي لن ينجو منه أي فريق بل سيكتوي الجميع بنيرانه ، والحريق يمكن أن يبدأ بعود ثقاب ولكنه قد لا يمكن السيطرة عليه ، وقد ينتهي بكارثة كبرى !.


ربما سيتهمني البعض من الأخوة الأكراد أنني قد تغيرتُ ، وأنا المعروف بعلاقتي الوطيدة بالشعب الكردي ، وأنني أقف اليوم ضد طموحات الشعب الكردي المشروعة في الفيدرالية ، وما أريد تأكيده اليوم أنني كنت ولا أزال وسأبقى صديقاً وفياً للشعب الكردي ، وناضلت طيلة 60 عاماً من أجل الأخوة العربية الكردية ، ومن اجل السلم في كردستان والديمقراطية للعراق ، ومن أجل الحكم الذاتي فيما مضى ، ومن أجل الفيدرالية اليوم ،ونالني من سجن وتعذيب وفصل من الوظيفة وتشرد وجوع وحرمان عائلتي مورد عيشها دون أن أتراجع عن مواقفي ، وسأبقى على موقفي هذا طالما يقوم في كردستان فيدرالية حقيقية تحافظ على وحدة التراب العراقي أرضا وشعبا ، لكنني سأقف ضد كل محاولة من جانب الأحزاب القومية الكردية ، أو من جانب الأحزاب الشيعية الطائفية لتمزيق العراق ، ودفعه إلى أتون الحرب الأهلية التي ستقع لا محالة إذا ما مضى أصحاب مشاريع تمزيق العراق في طريقهم الخطر هذا ، حرب ليست ككل الحروب ، حرب يصفي فيها الأخ أخاه ، حرب تدمر كل ما تبقى من البنية الاقتصادية والاجتماعية للشعب العراقي المذبوح .


ولا شك أن من سيستغل هذه الحرب المجنونة هم أذناب القاعدة المجرمين القادمين من وراء الحدود ، و كل أيتام النظام الصدامي الطامحين بعودة عقارب الساعة إلى الوراء ، مدعومين من قوى الإسلام الطائفي السني الذين لا يختلفون عن نظرائهم أحزاب الإسلام الطائفي الشيعي ، من أجل عودة حزب البعث الفاشي إلى السلطة من جديد .


إن قوى الإسلام الطائفي الشيعي والسني تتحملان مسؤولية هذا الاحتقان الطائفي الخطير الذي يسود العراق اليوم من خلال التحريض على العنف ، واستخدام مليشياتهم الفاشية للقتل العشوائي للمواطنين الشيعة والسنة على حد سواء، ومن خلال استعراضات القوة للأحزاب الشيعية مستغلة ذكرى أحداث ومناسبات دينية كما جرى في ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم غير أبهين بما حصل في كارثة جسر الأئمة ، وما يمكن إن يحصل اليوم وغداً ، فلم يعد للإنسان العراقي اليوم أية قيمة .


هل فكرت هذه الأحزاب ، وهل فكر رئيس الوزراء كم يكلف الاقتصاد العراقي تعطيل الحياة الاقتصادية لمدة ثلاثة أيام ؟ وكم سبب ذلك بارتفاع أسعار المواد الغذائية التي أنهكت جيوب المواطنين الفقراء حيث ارتفعت بعض الأسعار ثلاثة أضعاف ؟


أليس ذلك يجري من أجل استعراض القوة للسيد الحكيم الذي ما برح كل يوم يتحفنا بتصريحاته النارية بعزمه على تحقيق فيدراليته المشبوهة تنفيذاً لرغبة حكام إيران ، و لكي يتربع هو على عرشها ، ويغرف هو وحكام إيران من واردات الثروة النفطية الوطنية في الجنوب .


أيها المتلاعبون بمصير العراق عرباً وكرداً ، شيعة وسنة ، أنكم تقترفون في مخططاتكم الخطيرة هذه جريمة كبرى بحق الوطن والمواطن العربي والكردي على حد سواء ، وإذا ما وقعت الواقعة فسوف لن ينجوا من نيرانها أحدُ أبدا .


كونوا وطنيين عراقيين حقاً وصدقا ، وضعوا حداً لكل مخططاتكم التقسيمية ، وأطماعكم في ثروات العراق ، وانبذوا التحريض الطائفي والشوفيني والسعي لدفع الشعب العراقي نحو الكارثة ، وانظروا إلى الأحداث الجارية اليوم في بغداد والبصرة والناصرية وكربلاء والديوانية ، وفي سائر مدن كردستان العراق من صراعات وقتال ، ومن احتجاجات واعتصامات من قبل الجماهير الشعبية العربية منها والكردية ، والعاقل من يتعظ بدروس التاريخ ، ويبعد نفسه عن مكامن الخطر والتطرف والغلواء ، كونوا على حذر قبل فوات الأوان وإلا فسوف لن تنجوا من غضب الشعب في يوم لا ينفع فيه الندم ، ورحم الله شاعر العراق الكبير معروف الرصافي يوم قال :


عــلمٌ ودســتورٌ ومجلسُ أمـــةٍ كلٌ عن المعنى الصحيحِ مُحرفُ


أسماءٌ ليس لها سوى ألفاضها أمـا معــانيها فليستْ تُعــرفُ


من يقــرأُ الدستور يعــلمُ أنـــه وفقــاً لصــكِ الانتدابِ مُصنفُ


0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب