عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم ؟


حامد الحمداني
 14 تموز 2005

أن أكثر ما يثير الاستغراب لدى أبناء شعبنا العراقي الجريح هذا الموقف السلبي والخطير الذي لا زال يتخذه الكثير من المثقفين العرب تجاه الأوضاع السائدة في العراق، والجرائم التي تمارسها العصابات الفاشية المجرمة من أتباع جلاد شعبنا صدام حسين وحزبه الفاشي ضد أبناء شعبنا كافة ، ومن دون أي تمييز بين طفل وامرأة ورجل طاعن في السن ، من تقتيل بشع يندى له جبين الإنسانية عن طرق السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ، والاغتيالات السياسية والهجمات على المساكن الآمنة وقتل من فيها بكل وحشية تأباها كل وحوش الغاب ، وكل هذه الجرائم تجري بدعوى محاربة الاحتلال !!.
لست متعجباً من قيام هذه الزمر المجرمة ،هي والقطعان المتوحشة التي استوردتها من مختلف البلدان العربية من العناصر السلفية المتخلفة والمحشوة أدمغتها العفنة بخرافة الوصول إلى الجنة عبر قتل المواطنين العراقيين الأبرياء دون تمييز!! .
لكنني أرثي لحال من يدعون الثقافة وهم يشاهدون كل يوم ، ودون انقطاع ، مشاهد الدم المراق بكل وحشية في الشوارع والطرقات ومساكن المواطنين الآمنين من دون أن تحرك تلك المشاهد المؤلمة شعورهم وأحاسيسهم المرهفة !! ويتحسسوا مواقع أقدامهم التي اصطفت إلى جانب هؤلاء القتلة الأفاكين ، ويعيدوا النظر في مواقفهم من هذه العصابات المجرمة التي تدعي زوراً وبهتاناً محاربة قوات الاحتلال !!
بالأمس سطت عصابة مجرمة على مسكن أحدى العوائل الشيعية في بغداد وأطلقوا الرصاص دون رحمة ودون أي وازع من ضمير على عائلة تتألف من أم وأبنائها الثمانية الذين تتراوح أعمارعم بين الحادية والعشرين وحتى السنتين ، حتى الطفل الرضيع لم ينجو من حقدهم البشع والروح الشريرة التي تعودوا عليها في ظل نظام البعث الصدامي الوحشي الفاشي طيلة 35 عاماً من حكمهم البغيض .
واليوم أيها السادة أقدمَ المجرمون على فعلة شنعاء أخرى عندما فجر أحد المجرمين سيارته المفخخة في بغداد ، وما أن أسرع المواطنون لإنقاذ الجرحى والمصابين ، وتجمع عدد كبير من الأطفال والصبية الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة حتى فجر إرهابي ثانٍ سيارة أخرى في وسط الجموع فكانت حصيلة هجومهم الوحشي استشهاد 32 من هؤلاء الصبية والأطفال والعديد من الرجال ناهيك عن عشرات الجرحى ، ولا شك أن هذا المجرم قد جهد لتوقيع أكبر الخسائر البشرية في فعلته الجبانة لكي يضمن له موقعاً في الجنة !!
أي جنة هذه التي ستستقبل هؤلاء المجرمين القتلة أعداء الله وأعداء الإنسان الذي حرم الله قتله؟؟
ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء في عمر الزهور أن تراق دماءهم الطاهرة بهذه الوحشية ؟ وهل يعتبرهم مثقفونا العرب من أعوان قوات الاحتلال ؟ وأن قتلهم قد جرى من أجل تحرير العراق ؟
وفي هذا اليوم بالذات هاجمت عصابة أخرى من المجرمين القتلة أحد المساكن واغتالت بوحشية رئيس جمعية حقوق الإنسان وأربعة من زملائه بدم بارد ، وكل هذا الذي جرى ويجري كل يوم باسم تحرير العراق ،ولكن ليس من الاحتلال بل من أبناء شعبه البررة .
أن هؤلاء القتلة المجرمين أيها السادة يا مثقفينا العرب!! لا يبتغون محاربة الاحتلال ، بل يبتغون استعادة السلطة التي اغتصبوها منذ 8 شباط 1963 وحتى يوم سقوط الطاغية في 9 نيسان 2003 .
أنهم يقتلون الأبرياء ، ويدمرون ويخربون البنية الاقتصادية للبلاد عملاً بوصية سيدهم جلاد العراق الذي حول الوطن إلى مزرعة له ولعائلتة والحثلات الملتفة حوله ، وجعل من ثروات العراق ملكية خاصة له وأخذ يغدق على كل المسبحين باسمه ، والداعمين لدكتاتوريته البغيضة من أموال الشعب المسروقة دون حساب ، ولم يدخر وسعاً في تقديم الرشاوى المجزية لأعداد غفيرة من السياسيين الصحفيين والكتاب الأجراء [وعاظ السلاطين]في مختلف أنحاء العالم العربي الذين يغنون ويرقصون للدولار الصدامي كالقرود ، فقد نزعوا غيرتهم ، وباعوا شرفهم الوطني والإنساني بثمن بخس ويا للعار .
أفيقوا أيها المثقفون العرب !
تحسسوا مواقع أقدامكم وانظروا بعمق إلى أي منحدر قادتكم مواقفكم هذه !

أنكم تتحملون مسؤولية كبرى في دعمكم الإرهاب والقتل والتخريب الجاري في العراق قبل أن يفوت الأوان ، فلا زال هناك متسع من الوقت لكي تستعيدوا غفران شعبنا لمواقفكم الخاطئة ، وسيحكم عليكم الشعب العراقي ، ويحكم عليكم التاريخ إذا ما استمريتم على مواقفكم هذه تجاه ما يجري في العراق الجريح بأنكم جزء من الجريمة على قدم المساواة مع هؤلاء القتلة السفاكين أعداء الله وأعداء الإنسانية ، وسوف لن يفيدكم الندم ، ولن يرحمكم شعبنا ولا يرحمكم التاريخ .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب