عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

السبيل لإنقاذ العراق ونزع فتيل الحرب الأهلية

حامد الحمداني
25/12/2005


لم تكن الانتخابات البرلمانية سوى المرحلة الأولى في مسيرة الديمقراطية، وبناء العراق الجديد المزدهر والمتحرر ، وتحقيق المستقبل المشرق لشعب العراق الذي حلم به منذ أمد طويل ، وأن تحقيق هذه الطموحات المشروعة ليست بالعملية السهلة كما يتصورها البعض ، بل هي في واقع الأمر مسيرة شاقة تتطلب تضحيات جسام من سائر القوى الوطنية التي تؤمن حقاً وصدقاً بمصالح الشعب والوطن ، وأن أول ما هو مطلوب منها هو أن تدرك أن تحقيق هذه الطموحات تتطلب وحدتها في جبهة عريضة تضع لها برنامج وطني ديمقراطي حقيقي يؤكد دون أي لبس أو غموض على تبني الديمقراطية والفيدرالية وصيانة وحدة الشعب والوطن بكل مكوناته القومية والدينية والطائفية وضمان الحقوق والحريات العامة للشعب بموجب ما نص عليه الدستور .
إن على القوى والأحزاب السياسية العراقية التي تنافست فيما بينها في الانتخابات أن تدرك أن مفتاح النجاح في تحقيق طموحات الشعب كامن في وحدتها واتفاقها على الخطوط العريضة لبرنامج سياسي واقتصادي واجتماعي لحكومة وحدة وطنية ائتلافية تضم سائر القوى الوطنية ، تستطيع تحقيق الأمن وسيادة القانون في جميع أرجاء العراق ، والعمل على استعادة السيادة والاستقلال الناجزين للعراق ، وإقامة العلاقات المتكافئة مع الولايات المتحدة وسائر الدول الأخرى على أساس احترام سيادة واستقلال العراق والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة ودعوة هذه الدول ، وفي المقدمة منها الولايات المتحدة للمساهمة الجدية الفاعلة في إعادة بناء العراق الجديد الحر المزدهر .
أن أي محاولة من أية قوى سياسية للاستئثار بالسلطة ودفعها نحو توجهات طائفية أو قومية ضيقة سوف لا تعني إلا الحكم على التجربة الديمقراطية الوليدة بالفشل ، وتقود البلاد إلى صراعات قومية أو طائفية تضيف مآسي جديدة للشعب الذي تحمل الكثير والكثير خلال العقود الماضية ، وبالتالي تقدم خدمة كبرى لقوى الفاشية والظلام الساعية للعودة بالعراق إلى الحكم الصدامي المقبور أو ما يشبه ذلك النظام .
أن القوى السياسية الوطنية مدعوة إلى إكمال مسيرة الديمقراطية متضامنين ومتكافئين ، وستنال كل الدعم والمساندة من سائر أطياف الشعب ، وستكون بكل تأكيد قادرة على تحقيق الأمن والسلام في ربوع الوطن ، وتتفرغ إلى إعادة بناء العراق الجديد ، ومعالجة مشكلة البطالة ، وتأمين الخدمات العامة الضرورية لحياة المواطنين وفي المقدمة منها خدمات الماء والكهرباء والوقود والتأمين الصحي والاجتماعي ، وتوفير السكن اللائق للمواطنين ، وبوجه خاص للمواطنين الذين هجّرهم النظام البائد أو أجبرهم على الهجرة نتيجة أعمال الإرهاب والطغيان التي مارستها السلطة ضد كل من يحاول انتقادها أو معارضة سياستها المعادية لمصالح الشعب والوطن .
أيها السادة قادة القوى والأحزاب السياسية الوطنية :
إن العراق اليوم يجتاز أصعب مرحلة في تاريخه ، حيث الصراع بين القوى السياسية المختلفة على السلطة قد بلغ أعلى درجات الخطورة ، بعد الاتهامات التي وُجهت لقائمة الائتلاف وللحكومة بحدوث تزوير في الانتخابات ، وما رافق ذلك من تهديدات باللجوء إلى القوة ، مما يهدد بنشوب صراع مسلح وحرب أهلية وطائفية يمكن أن تحرق الوطن والمواطن لا سمح الله .
إن الحكمة هي السبيل الوحيد لنزع فتيل الأزمة الراهنة والخطيرة ،وإبعاد شبح الحرب الأهلية ، وإن التهديدات والتهديدات المقابلة بين أطراف القوى السياسية باللجوء إلى القوة والسلاح لفرض أجندتها ستكون بكل تأكيد وبالاً على الجميع ولن ينجُ من ويلاتها أحدٌ أبداً ، وسيتحمل الجميع مسؤولية كل ما ينجم عن الصراع من نتائج كارثية بكل المقاييس.
أناشدكم جميعاً أن لا تطفئوا الشمعة التي أشعلها الشعب يوم الانتخاب العظيم ، بل انتم مطالبون أن تشعلوا له كل الشموع التي تنير له الطريق نحو مستقبل زاهر ينعم بظله الشعب بالحرية والديمقراطية وبحياة لائقة في وطن يمتلك من الثروات ما يؤمن الحياة الرغيدة لكل مواطن على أرضه الطاهرة إذا ما وُجهت تلك الثروات من اجل البناء والتعمير ، لا من أجل الاحتراب وما يجلبه من كوارث وخراب ودمار . إن العراق أمانة بأيديكم وعليكم أن تصونوا هذه الأمانة كي تنالوا ثقة الشعب ، فهل انتم فاعلون ؟

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب