عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

الرضوخ لمطالب الإرهابيين يشكل ضرراً بالغاً لأمن العراق وشعبه

حامد الحمداني
 7 أيلول 2004


أشارت الأنباء التي تناولتها وسائل الإعلام المرئية والمقروءة أن الإرهابيين خاطفي الصحفيين الفرنسيين في العراق قد طلبوا فدية مقدارها 5 ملايين دولار لقاء إطلاق سراحهم ،وهددوا بذبحهم !! إذا لم تستجيب فرنسا لمطالبهم خلال 48 ساعة ، وأن هناك مفاوضات تجري مع من يطلقون على أنفسهم [هيئة علماء المسلمين !!] وهم ليسوا سوى الواجهة السياسية للعناصر الإرهابية من أيتام النظام الصدامي المقبور ،وأتباع زعيم الإرهاب الدولي أسامة ابن لادن .
وتشير الأنباء كذلك إلى إن المفاوضين الفرنسيين على وشك الاتفاق مع ممثلي الهيئة المذكورة على تسليم الفدية لإنقاذ المخطوفين .
إن هذه الأنباء إن صحت ،وجرى تنفيذ مطالب الخاطفين المجرمين القتلة فإن ذلك يعني أن معالجة فرنسا لجريمة الاختطاف تتم بجريمة أكبر وأخطر بكثير، وأن ضحيتها بكل تأكيد هو الشعب العراقي الذي يعاني اشد المعانات من جرائم الإرهابيين الذين يحصدون أرواح العشرات من المواطنين كل يوم.
إن الرضوخ لمطالب الإرهابيين لا يعني سوى تشجيع هؤلاء القتلة على التمادي في جرائمهم ، وخطف المزيد والمزيد من المواطنين والأجانب والحصول على مبالغ كبير كفدية ، واستخدام هذه الأموال في تجنيد المزيد من العناصر في أعمالهم الإرهابية ، وشراء الأسلحة والمتفجرات وشراء وتجهيز السيارات المفخخة التي يستخدمونها في قتل أبناء شعبنا واستهداف قوات الشرطة والحرس الوطني وتخريب منشآتنا الاقتصادية وبوجه خاص المنشآت النفطية وخطوط نقل النفط للتصدير ومشاريع الماء والكهرباء .
وهكذا تصبح مسألة دفع الفدية في واقع الأمر عملية دعم وإسناد للإرهابيين ، وتشجيعهم على التمادي في جرائمهم البشعة وتوسيع نشاطهم الإجرامي .
ويخطئ حكام فرنسا إذا اعتقدوا أن هذا السبيل سيجنبهم جرائم الإرهابيين ، ويبعد المخاطر عن فرنسا .
لن تنجُ فرنسا من الأعمال الإرهابية ، ولا أي بلد آخر ، فكل البلدان مستهدفة دون استثناء وقد شاهدنا ما جرى في الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا نفسها وأندونيسيا وروسيا ومصر والمغرب والسعودية والكويت والسودان واليمن وتركيا وكينيا والبوسنة وكوسوفو ، وفلسطين و روندا وبوروندي وغيرها من البلدان الأخرى من أعمال إرهابية .
إن الموقف الصائب لفرنسا ولسائر دول العالم هو الوقوف صفاً واحداً وبحزم في جبهة دولية واسعة لمكافحة الإرهاب الدولي وليس النأي بنفسها عما يجري في العراق وسائر الدول الأخرى من أعمال إرهابية ، والتغاضي عنها ، وسيدرك الفرنسيون وكل الدول التي لا تشارك جدياً في مكافحة الإرهاب أنها لن تكون في مأمن ، وأن سيف الإرهاب سيطالها يوماً ما ، فشهوة الإرهابيين لا تعرف الحدود ، وهم لا يتورعون عن القيام بأبشع الجرائم ، وفي أي مكان ، ولاسيما وأن شبكة الإرهابي الأكبر بن لادن قد غدت إخطبوطاً واسعاً منتشراً في مختلف بلدان العالم ، وأن هناك خلايا نائمة تنتظر الأوامر لتنفيذ جرائمها المنكرة .
إن أخطر ما يواجه عالمنا اليوم هو سعي قيادات الشبكات الإرهابية في الحصول على التكنلوجيا لتصنيع وسائل التدمير الأشد فتكاً ، يساعدها في ذلك التطور الهائل في وسائل نقل المعلومات عبر الإنترنيت ، وسائل الاتصالات التي تمكّن تلك القيادات من الاتصال السريع بشبكاتها المنتشرة في مختلف بقاع العالم ، واستخدامها شبكة الانترنيت في بثت سمومها وأفكارها العفنة عبر مواقع تتخذ من الإسلام ستاراً لنشاطاتها الإجرامية .
أن مكافحة الأفكار الفاشية والظلامية والتخلف تعتبر ركنا أساسيا في محاربة الإرهاب ، وهذا يتطلب من منظمة الأمم المتحدة وبدعم من سائر الدول والحكومات التأكيد على ضرورة إعادة النظر في المناهج والوسائل التربوية لاستئصال كل المفاهيم الفاشية والمتخلفة واستبدالها بمناهج تقدس الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والفكر التقدمي النيّر والعدالة الاجتماعية .
إن العالم اليوم بحاجة ملحة لعقد مؤتمر دولي يبحث بأسلوب علمي دقيق وسائل مكافحة الإرهاب ، ووسائل تجفيف موارده المالية والبشرية ، ومكافحة الفقر والبطالة التي تعد المرتع الأرحب للإرهاب ، والعمل على تحقيق نظام عالمي جديد يحقق العدالة الاجتماعية للبشرية التي ينبغي أن تكون الركن الأساسي لعالم جديد حقاً .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب