عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

محنة الشعب السوريبين طغيان نظام البعث ومخاطر التدخل الدولي

محنة الشعب السوري
بين طغيان نظام البعث ومخاطر التدخل الدولي
حامد الحمداني
29/112011
تتصاعد وتتسارع المخاطر المحدقة بسوريا شعباً ووطنناً يوماً بعد يوم مهددة بكارثة لا أحد يستطيع تقدير مداها، والدماء والخراب والدمار الذي سيعم ليس سوريا فحسب، بل منطقة الشرق الأوسط كلها.

فما زال النظام البعثي الفاشي الذي اغتصب السلطة بانقلاب عسكري في 8 آذار عام 1963ممسكاً بها حتى يومنا هذا، وحيث تحول الحكم من حكم الحزب إلى حكم العائلة المتمثلة بعائلة حافظ الأسد، ووريثه بشار الأسد بعد وفات والده، مستعيناً بالعديد من أجهزته الأمنية والبوليسية لقمع أي معارضة للنظام مهما كانت.

ومن جهة أخرى ضاق الشعب السوري ذرعاً من هذا النظام المفروض بالقوة محروماً من حقوقه الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، وحرية الصحافة والنقد لتصرفات السلطة، حتى بات النظام يعتقد أن الشعب السوري قد سلم زمام أمره لهذه السلطة الغاشمة إلى أبد الآبدين.

لكن الشعوب تبقى متطلعة دوماً للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولاسيما ونحن نعيش اليوم القرن الحادي والعشرين، وأن رياح الحرية قد هبت على منطقتنا العربية، وبدأت شعوب المنطقة كفاحها من أجل التخلص من الأنظمة الاستبدادية المتعفنة، فكانت انتفاضة الشعب التونسي، فانتفاضة الشعب المصري، فثورة الشعب الليبي، فانتفاضة الشعب اليمني الشجعان الطامحين للحرية الديمقراطية، والحيلولة دون توريث السلطة لأبناء الحكام.

وكان على نظام بشار الأسد أن يعي هذه الحقيقة، ويدرك أن رياح الحرية ستصل إلى سوريا، ويقدم على إجراء إصلاحات جذرية وحقيقية تخرج سوريا من حالة الاحتقان المزمن، لكنه أغمض عينيه عن مشاهد الانتفاضات المتلاحقة، وصم آذانه عن سماع دعوات الشعب السوري المطالبة بالإصلاحات، وبدلاً من أن يستجيب لتلك الأصوات لجأ إلى التحدي، وملاحقة كل من يطالب بالاصلاح، والزج بهم في غياهيب السجون.

وهكذا اندلعت تظاهرات الشعب السوري كاسرة عقدة الخوف من أجهزة النظام القمعية، وأخذت حناجر المتظاهرين تهتف بأعلى صوتها مطالبة بالحرية والديمقراطية، ومن أجل دستور جديد لا مكان فيه لحكم نظام البعث الأبدي، بل تداول السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة وبإشراف دولي، وتحقيق الحياة الحرة الكريمة للشعب السوري.

لكن نظام بشار الأسد تجاهل بادئ الأمر المخاطر المحدقة بالبلاد، فلما اتسعت حالة الاحتجاج الشعبي بدأ النظام يناور مدعياً برغبته في إجراء الاصلاحات من دون أن يقدم على أية خطوة ملموسة تشعر الشعب بصدقية النظام، وفي ذهنه استخدام عامل الوقت أولا، ومستندا بمواقف روسيا والصين المعارضة لآي تدخل من جانب الغرب في الشأن السوري، ومستقويا بحليفيه النظام الإيراني، وحزب الله المهيمن على السلطة في لبنان، وهكذا أضاع نظام بشار الأسد فرصة الإصلاح، وتحولت تظاهرات الشعب السوري إلى الانتفاضة.

ولم يدرك نظام الاسد خطورة مواقفه، والأخطار المحدقة بسوريا شعباً ووطنناً، ولم يتعض بما حل بالقذافي ونظامه وبلده وشعبه، جراء التدخل العسكري لحلف الأطلسي، وبدأ يصاعد من تحديه وزج الجيش في الصراع ضد الشعب، وبدأت أرقام الضحايا تتصاعد يوماً بعد يوم، وامتلأت السجون بشباب سوريا، وجرت أعمال التعذيب والقتل الوحشي داخل السجون، ليزيد النار اشتعالاً، في هذا الصراع الخطر.

وبدأت التصريحات الغربية تارة والحكومة التركية تارة أخرى تتوالى مهددة النظام السوري بالتدخل باسم حماية المدنيين، ورد بشار الأسد مهددا بأن أي تدخل من جانب حلف الأطلسي سوف يسبب زلزالاً هائلاً في المنطقة، وهاهو حليفه حزب الله يطلق صواريخه على إسرائيل يوم أمس ليبعث برسالة لمن يخططون للتدخل في سوريا، دون أن يكترث إلى ما يمكن أن يسببه من كارثة للبنان وشعبه، وللمنطقة المشحونة كافة.

إن على طرفي النزاع في سوريا أن يدركا قبل فوات الأوان أن المخطط الذي يجري اعداده لسوريا في الدوائر الغربية هو أبعد من حماية المدنيين، مدفوعين بعواطفهم الجياشة، فلو كانوا صادقين في دعواهم فلماذا لم تثير جرائم علي صالح في اليمن عواطفهم تاركين شعب اليمن منذ عدة أشهر يقدم الضحايا تلو الضحايا من دون أن يحمل السلاح بوجه سلطة علي صالح الغاشمة؟؟

إن الأمر أيها السادة يتعلق بالمخطط الواسع لإعادة ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط، والسعي لضرب إيران التي جاوز حكامها المسموح لهم بسبب طموحهم لامتلاك السلاح النووي، والذي تأخر لغاية اليوم، ولأجل إتمام المخطط، وحرصاً من المخططين على سلامة إسرائيل من أي هجوم من قبل النظام السوري وحليفه حزب الله في اللحظة التي يجد فيها النظام السوري أنه لا مفر من النهاية أن يستخدم كل ما يمتلك من أسلحة وعتاد ضد حزب الله ، وعند ذلك ستحل الطامة الكبرى لا سمح الله، وسوف لن يسلم من نيرانها أي بلد من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط، فالحريق من السهل إشعاله، ولكن من الصعب إطفائه، وتحمل نتائجه الكارثية.
ما السبيل لتجنب الكارثة؟
إن السبيل لتجنب الكارثة كما أرى تتلخص بالتالي:
أولاً: على النظام السوري أن لا يأخذه الغرور بقوته، فقد كان صدام أكثر قوة، وانتهى هو وجيشه في خلال 20 يوماً، ولا أعتقد أن روسيا مستعدة للمقامرة بمصير شعبها من أجل سوريا، وعليه أن يتخذ قراره بالرضوخ لمطالب الشعب السوري بالكف عن التمسك بالسلطة، والسماح بانتقال سلمي للسلطة لحكومة محايدة من أبناء الشعب السوري، تقوم بإعداد دستور جديد للبلاد لا مكان فيه لحزب قائد للدولة والمجتمع، ولا رئيس لأكثر من دورتين كل دورة 4 سنوات، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف دولي محايد، وتداول سلمي للسلطة على أساس الورقة الانتخابية، وليسلّمُ بشار الأسد والملتفين حوله من أركان النظام الحكم والنجاة بأرواحهم قبل فوات الأوان، وإن إشعال الحريق في المنطقة سيتحمل أركان النظام مسؤوليته بكل تأكيد على قدم المساواة مع المعتدين، وليتعظ من مصير سلفه صدام!!، ويجنب شعبه ووطنه والشعوب العربية الأخرى ويلات الحرب المدمرة، ولا يعطي المبرر للتدخل الغربي.

ثانياً: على أبناء الشعب السوري المنتفضين أقول الحذر ثم الحذر من جر الحلف الأطلسي للتدخل، فسوريا وحلفائها إيران وحزب الله ليست ليبيا، وسيكون الثمن غالياً جداً لا يمكن تصوره، فالقوى جميعها يدها على الزناد والبقاء للأقوى في الصراع المسلح.
أتمنى من صميم القلب أن ينتصر العقل، وتسود الحكمة في تصرف الأطراف كافة، فالحرب لا تخدم أحداً من شعوب المنطقة، ولا تجني منها سوى الدماء والدموع والخراب والدمار.
وقى الله سوريا وشعبها، وليحل الأمن والسلام في البلاد وليعش الشعب السوري في ظل الأمن والسلام والحرية والديمقراطية والعيش الكريم .






  

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب