عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :


ملف الحوار المتمدن

قوى الديمقراطية واليسار، والربيع العربي

حامد الحمداني

4/12/2011



1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية

مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟



أستطيع أن أجيب بكل تأكيد أنها كانت ذات تأثير فاعل، وقد شهدت ثورة الشعب المصري في 25 كانون الثاني بكل أيامها المجيدة،فالقوى الديمقراطية واليسارية كان لها قصب السبق واليد الطولى في تلك الثورة، وقدمت الإعداد الغفيرة من الضحايا من أجل انتصار الثورة، وكانت القوى اليسارية على مستوى عالي من الوعي والجهادية والعزم والتصميم على إسقاط نظام مبارك، وكانت مشاركة الطبقة العاملة الفعالة في الثورة، على الرغم من قمع نظام مبارك التنظيمات النقابية، ذات تأثير كبير في نجاح الثورة بإسقاط نظام مبارك، ولا بد أن أشير إلى أن القوى الإسلامية لم تشارك في الثورة منذ البدية، ورب قائل يسأل: لماذا إذاً فازت الأحزاب الإسلامية على القوى الديمقراطية واليسارية في الانتخابات.

وأستطيع القول أن القوى الإسلامية منظمة، ومنذ أمد بعيد، وقد منحها نظام مبارك شيئاً من الحرية مكنها من دخول البرلمان بما يزيد على 50 مقعداً، في حين قمع القوى الديمقراطية واليسارية، وحال دون ممارسة نشاطها السياسي.    



2 ـ هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟



من الطبيعي أن يكون لاستبداد الأنظمة العربية والقمع الذي تمارسه ضد القوى الديمقراطية واليسارية بوجه خاص، إدراكاً منها أن هذه القوى تمتلك من الثقافة والقدرة التنظيمية، وأساليب القيادة الناجحة ما يمكنها من حشد وقيادة الجماهير وإثارتها للمطالبة بحقوقها الديمقراطية، وبالحرية، والعدالة الاجتماعية، ولذلك كانت وما تزال الأنظمة العربية الشمولية توجه معظم جهودها لقمع أي تحرك من جانب هذه القوى، وهذا ما اضعف الحركة الديمقراطية واليسارية.



3 ـ هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها، وتعزيز نشاطها، وابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟



بكل تأكيد كلما مارست القوى الديمقراطية واليسارية نشاطها النضالي كلما اكتسبت الخبرات التي تمكنها من تطوير نضالها، وكلما اكتشفت من خلال الممارسة أخطائها ووسائل تقويمها، فتراكم الخبرات لا تأتي إلا من خلال ممارسة النضال، كما أدركت أن في وحدتها أسباب نجاحها، وفي فرقتها أسباب ضعفها وفشلها في تحقيق ما تصبو إليه في نشاطها النضالي، ولقد استطاعت القوى الديمقراطية واليسارية تحقيق أكثر من 20% من مقاعد البرلمان في الانتخابات المصرية الجارية الآن في مرحلتها الأولى، وهي تأمل في المرحلتين التاليتين تحقيق المزيد من النجاح.



4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟



إن القوى اليسارية مدعوة إلى التوجه إلى خدمة الجماهير بصورة جدية من خلال تبني مطاليبها المتعلقة بتحقيق حياة كريمة لها، ومن خلال النضال من أجل معالجة مشكلة البطالة، والفقر، وتقديم الخدمات الضرورية التي تمس حياتها الاجتماعية في المجالات الصحية والتعليمية والخدمية من الكهرباء والماء الصافي، والصرف الصحي، وتأمين السكن اللائق، وشبكة التأمين الاجتماعي، وغيرها من الأمور الأخرى التي لها صلة مباشرة بحياة المواطنين.



القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي، مع الإبقاء على تعددية المنابر، يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟



نعم هذا هو السبيل الوحيد والقويم للقوى اليسارية لتحقيق دور فاعل لها على الساحة السياسية، وعليها أن تتعلم من دروس التاريخ، وتتعلم من تجاربها السلبية والايجابية، وتوحد جهودها ضمن جبهة موحدة، وبموجب ميثاق وبرنامج عمل متفق عليه، وتجنب الأنانية والمصلحة الحزبية الذاتية، وإلا فلا سبيل أمامها للنجاح ولن تجنِ سوى الفشل والخذلان.



6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية، وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب، بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير، وأفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟



لابد من إتاحة المجال للعناصر الشبابية ، وعلى وجه الخصوص النسائية الشابة الممتلئة نشاطاً وحيوية لتصدر واجهة الأحزاب اليسارية، وأن تمسك القيادات بمراكزها القيادية لسنوات طويلة لن يؤدي إلا أن تشيخ هذه الأحزاب وتتضاءل، ولا بد من تهيئة القيادات الشابة، ومدها بالخبرات ودعمها لتولي القيادة بكل همة ونشاط.



7 ـ قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟



إن السبيل القويم لدعم حقوق المرأة يتطلب إتاحة المجال أمامها لتولي المراكز القيادة في أحزابها، وزجها في النضال جنباً إلى جنب مع الرجل، والنضال الدائب من أجل إتاحة الفرص لها للعمل في العديد من المجالات الأخرى، فهي قادرة على إنجاز معظم الأعمال التي تتطلب طاقات بدنية و فكرية معاً. أن ممارستها العمل يحررها اقتصادياً، وبالتالي تحررها اجتماعياً، ويمكنها من تجاوز كل المعوقات التي تحول دون التمتع بكامل حقوقها كإنسان كامل شانها شأن الرجل.



8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر؟



بقدر ما تستطيع الأحزاب اليسارية بناء وتوسيع قاعدتها الجماهيرية، وتنشر الوعي في صفوفها، وتثقيفها بالفكر الإنساني، ومبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، وبقدر ما تستطيع توحيد جهودها من أجل خلق الجبهة اليسارية المتحدة، بقدر ما تستطيع الحد من تأثير الأحزاب الإسلامية.

لقد استغلت الأحزاب الإسلامية الدين بكل ما تستطيع، بالنظر لتأثير الدين على المواطنين البسطاء بوجه عام، كما أنها استخدمت إمكانياتها المادية، والدعم الخارجي، وخاصة من دول الخليج، وفي مقدمتها النظام السعودي في تقديم المساعدات للطبقات المسحوقة في المجتمع لكسبها لصفوف أحزابها.



9 ـ ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيسبوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟



من الطبيعي أن الدور الذي لعبه تطور تقنية المعلومات والاتصالات في الثورات التي اجتاحت العالم العربي كان وما يزال كبيراً جداً وعلى وجه الخصوص الانترنيت الذي حول العالم إلى قرية صغيرة ، ومن خلال الفيسبوك والتوتر الذي مكن الثوار من إجراء الاتصالات المباشرة وتحشيد الجماهير وتعبئتها. ولا بد لقيادات الأحزاب اليسارية والديمقراطية من الاستفادة من هذا الانجاز العظيم الذي يسهل لها الآمر في اتصالاتها مع منتسبيها وجماهيرها.



10ـ بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟



لاشك أن الحوار المتمدن يعتبر بحق المؤسسة اليسارية والعلمانية الكبرى في العالم العربي، بل لقد غدت المدرسة التي تضم خيرة الأساتذة، والتي ينهل منها القراء مختلف جوانب الثقافة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كما تتبنى مؤسسة الحوار المتمدن قضايا المرأة وتحررها من القيود التي كبلها بها المجتمع الذكوري، مما له من تأثير هام جداً على عملية التنمية في المجتمعات العربية ولاسيما أن المرأة التي تمثل نصف المجمتع، و تستطيع أن تقوم بدور فاعل ومؤثر إلى ابعد الحدود.

وبهذه المناسبة أبارك القائمين على إدارة الحوار المتمدن جهودهم الخلاقة، وتضحياتهم الكبيرة من أجل أن تظهر الحوار المتمدن بهذا المظهر الرائع، وهذا الكم الدسم من المقالات والبحوث في مختلف المجالات.

أحي جهودكم وتفانيكم، وإلى المزيد من الإنجازات كماً ونوعاً عاماً بعد عام .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب