عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

لماذا يتلكأ المجتمع الدولي بإنقاذ الشعب الليبي من بطش القذافي وآلته الحربية؟


حامد الحمداني
لماذا يتلكأ المجتمع الدولي بإنقاذ الشعب الليبي من بطش القذافي وآلتهِ الحربية؟
منذ شهر بالكمال والتمام والشعب الليبي يقاوم أبشع نظام دكتاتوري فاشي فرض سطوته عليه منذ 42 عاماً، امتلك خلالها هو وابنائه ثروات البلاد الهائلة والمقدرة بمئات المليارات من الدولارات، واغتصب كامل الحقوق والحريات العامة للشعب الليبي، وفرض ستاراً هائلاً بينه وبين العالم الخارجي، حيث لا كتاب سوى كتابه الأخضر، ولا صحيفة غير الصحف التي تسبح باسمه ليل نهار، وشاد لشعبه السجون الرهيبة في أعماق الأرض ليزج فيها كل من يشم منه رائحة المعارضة لحكمه البغيض حيث يختفي أي اثر له فيما بعد.

لقد طفح الكيل من طغيان القذافي وأبنائه وعصابتهم المجرمة، ولم يعد الشعب الليبي يتحمل المزيد من هذا النظام الجائر، فانتفض في مظاهرات سلمية تطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعي، بعد تلك العقود الأربعة الكالحة السواد، على أمل أن يتعلم الدكتاتور المجنون الدرس من ثورات الشعبين التونسي والمصري، والمصير الذي انتهى إليه نظام بن علي، ونظام مبارك.
لكن القذافي تحدى إرادة الشعب الليبي التواق للحرية والديمقراطية، مستخدماً قوات أمنه ومئات المرتزقة الذي جلبهم من بلدان افريقية لقاء رواتب مجزية، لقمع مظاهرات شعبه.

لكن الشعب الليبي الشجاع تصدى ببسالة لمرتزقة وكتائب القذافي، والحق بهم هزيمة شنعاء، واستطاع إحكام سيطرته على العديد من المدن وفي مقدمتها بنغازي، وطبرق، والزاوية، واجدابيا، ومصراتة، وغيرها من المدن الأخرى التي أصبحت تحت إدارة قوى الثورة.

عند ذلك جن جنون القذافي وأخذ يصرخ مهدداً بملاحقة ثوار ليبيا في كل مكان، وأقدم على استخدام الجيش، بما يمتلكه من طائرات ودبابات ومدفعية وصواريخ وبوارج حربية لقمع ثورة الشعب الليبي، وكأنه قد دخل بحرب مع دولة أخرى وليس ضد شعب اعزل ينشد الحرية والعيش الكريم.

لقد بدأت قنابل الطائرات، ومدافع الدبابات، وراجمات الصورايخ، والبوارج الحربية، تقصف المدن الليبية المحررة بشكل عشوائي، وبكل قسوة، لتركيع الشعب الليبي الذي لا يمتلك سوى الأسلحة الخفيفة، والتي حصل عليها من مرتزقة القذافي.
ورغم الظروف البالغة الصعوبة للشعب الليبي نجد أن المجتمع الدولي ما زال يتلكأ في إنقاذ الشعب الليبي من بطش الطاغية المجنون القذافي، الذي يقترف جريمة الإبادة ضد شعبه، وتستمر المداولات بين أعضاء مجلس الأمن لإصدار قرار بفرض حضر جوي لمنع الطيران الحربي الليبي من الاستمرار بقصف المدن الليبية، وتدميرها بوحشية منقطعة النظير، وشل أيدي القذافي وعصابته المجرمة، والحيلولة دون تماديه في جرائمه البشعة.
إن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الليبي، والقتل بالجملة للمدنيين، والخراب والدمار الذي يلحقه القذافي بالمدن الليبية المحررة باتت تتطلب وفورا أن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته في إنقاذ الشعب الليبي، وإصدار قراره الذي لا يقبل التأخير، قبل أن يرتكب القذافي المزيد من المجازر والدمار، وخاصة إذا ما أُتيحت الفرصة للقذافي بمهاجمة مدينة بنغازي التي تعتبر ثاني كبرى المدن الليبية.
إن مجلس الأمن مطالب باتخاذ الإجراءات الضرورية التالية:
1 ـ فرض حضر جوي لمنع الطائرات الحربية الليبية من قصف المدن المحررة.
2 ـ التصدي لتحرك دبابات نظام القذافي، وبوارجه الحربية، التي توجه قذائفها نحو المدن الليبية المحررة.
3 ـ سحب الاعتراف بحكومة القذافي، وطرد ممثلها في الأمم المتحدة.
4 ـ الاعتراف بالمجلس الوطني للثورة الليبية ممثلاً شرعياً للشعب الليبي.
5 ـ تقديم السلاح للمجلس الوطني للثورة الليبية، وسائر المساعدات المادية والغذائية والأدوية، والمستشفيات الميدانية لمعالجة الأعداد الهائلة من الجرحى.
6 ـ تمكين المجلس الوطني لثورة الشعب الليبي من استخدام أموال النظام الليبي المجمدة لتمكينها من إدارة شؤون المناطق المحررة.
إن أي تأخير لقرار مجلس الأمن لا يعني إلا مزيداً من الدماء والخراب والدمار، وخاصة إذا ما تمكن نظام القذافي من استعادة مدينة بنغازي، وإجهاض الثورة الشعبية، والتي ستنعكس سلباً على طموحات الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم، وستسمح لكل الطغاة في العالم العربي، وبوجه خاص نظام الدكتاتور علي عبد الله صالح لقمع انتفاضة الشعب اليمني بنفس الأساليب القمعية الوحشية التي يستخدمها جلاد ليبيا ضد شعبه.
كما أن على جامعة الدول العربية أن تكون السباقة لحماية الشعب الليبي من بطش الدكتاتور الأرعن القذافي، وطرد نظامه من جامعة الدول العربية والاعتراف بممثل المجلس الوطني للثورة الليبية ممثلاً شرعياً للشعب الليبي، ولا شك أن الدول العربية تمتلك أساطيل جوية حربية قادرة على شل القوة العسكرية لنظام القذافي، وهي أولى من غيرها من الدول الغربية للقيام بهذا الواجب تجاه الشعب الليبي.

أن الانتظار من جانب المجتمع الدولي، ومن جانب الجامعة العربية التي وافقت في اجتماع وزراء الخارجية الأخير على فرض حضر على الطيران في سماء ليبيا، والتصدي لاستخدام القذافي الأسلحة الثقيلة ضد شعبه، سيؤدي إلى وقوع كارثة كبرى في البلاد، وسيتحمل المجتمع الدولي، وجامعة الدول العربية المسؤولية عن كل الجرائم التي يقترفها القذافي ضد شعبه، وستبقى وصمة عار في جبين كل من يتخلى عن إنقاذ الشعب الليبي الأعزل من المجزرة التي تنتظره إذا ما تم للقذافي إجهاض الثورة الليبية.
النصر والظفر لثورة الشعب الليبي الشقيق، والخزي والعار لنظام القذافي الهمجي، وسائر الأنظمة الدكتاتورية والفاشية التي تقمع شعوبها.

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب