عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

.أنتم مدعون للنهوض يا شباب العراق، والمستقبل لكم قطعاً


حامد الحمداني
أنتم مدعون للنهوض يا شباب العراق، والمستقبل لكم قطعاً
الشعب العراقي هذا الشعب الثوري الذي شهدت له انتفاضاته وثوراته منذ الاحتلال البريطاني للعراق إبان الحرب العالمية الأولى وحتى حل الطاعون البعثي في البلاد في الثامن من شباط عام 1963، بدءاً من ثورة العشرين، مروراً بوثبة كانون الثاني 1948، فوثبة تشرين الثاني عام 1952، فانتفاضة عام 1956، فثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958.
يوم كان لا يصبر على ضيم، ولا يرتضِ الذل، يعشق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويثور ضد مغتصبيها، غير مبال بعظم التضحيات، متحدياَ السلطة الجائرة، وجهازها القمعي، ومحاكمها العرفية ومشانقها وسجونها.

هذا الشعب العراقي العظيم، شعب النهوض الثوري ضد الظلم والطغيان، ضد الأنظمة الطائفية الظلامية التي تبغي إعادة العراق إلى عصر الظلام والفاشية الدينية، وضد الاحتلال الأمريكي الغاشم، وأدواته من أحزاب الإسلام السياسي، والقيادت القومية الكردية التي ساهمت مساهمة فعلية في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ، هذا هو الشعب الذي أعرفه منذ كنا نخوض النضال ضد الإمبريالية وصنيعتها نوري السعيد وحلف بغداد، ما كان يرتضي الذل والخضوع ، يتقحم ساحات النضال غير مبال بعظم التضحيات، وهو يردد قصيدة ألجواهري العصماء
تقحم لعنت أزيز الرصاص******وجرب من الحظ ما يقسمُ

اليوم وأنت يا شعب العراق الأبي تعاني الطائفية التي أججت الحقد الطائفي والتي أوصلت البلاد للحرب الأهلية، وتعاني من نظام لم يشهد العالم مثيلا في الفساد السياسي، وسرقة ثروات الشعب بمليارات الدولارات، حتى وصل الأمر بين حرامية الإسلام السياسي الذين تنازعوا فيما بينهم على الغنائم ليفضح بعظهم بعضاً كما فعل عمار الحكيم، متهماً حكومة المالكي بتبديد 300 مليار دولار، ثروة كبرى بكل المقاييس للنهوض بوضع الشعب العراقي في كل مجالات الحياة إلى مصاف الدول الراقية في عالم اليوم.
لكنك اليوم تعيش البطالة والجوع والتشرد بلا ماء صافٍ للشرب ، وبلا كهرباء في صيف العراق الشديد الحرارة، وشتائه القاسي، على الرغم من مخصصات وزارة الكهرباء التي جاوزت 28 مليار دولار دون تحقيق أي نتيجة إيجابية.
أيها الشعب العراقي العظيم إن قوى الإسلام السياسي تستخدم الملايين من العراقيين البسطاء في مسيرات دينية تنفيذاً لأجندتها السياسية في الهيمنة على السلطة إلى ما لانهاية، طالما تدرُّ عليهم مليارات الدولارات سنويا، ولسان حالهم يقول: ليذهب شعب العراق إلى الجحيم في هذه الدنيا، فلهم الآخرة مخلدين فيها، هكذا يخدعونكم، ويستغلون طيبة قلوبكم، واحترامكم لدينكم لينعموا بالسلطة والثروة على حساب بؤسكم، وعذاباتكم، أنتم أصحاب الثروة الحقيقيين في بلد من أغنى بلدان العالم.
إذا كان قادة أحزاب الإسلام السياسي صادقين في دينهم فعليهم أن يتعففوا عن السرقات، ونهب ثروات البلاد، كي ينعموا بالآخرة التي يعدونكم بها، فبأي وجه سيقابل السراق وناهبي ثروات الشعب الله؟ ليس لدي أدنى شك بأن من يقوم بمثل هذه الأعمال لا علاقة له بالدين، بل هم والدين على طرفي نقيض يخادعون بتدينهم بسطاء الناس، لكنهم لا يستطيعون مخادعة الله في قوله تعالى حيث يصفهم :
{ يخادعون الله والرسول، ولا يخدعون إلا أنفسهم}.

أيها الشعب العراقي العظيم ينبغي أن تهنأ بثروة البلاد وتعيش عيشة كريمة خالية من العوز والفقر والجهل والمرض، وفقدان أبسط الخدمات الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها، وقد آن الأوان لتنهض من جديد، وتحاكي شباب تونس و مصر الشجعان الذين ضربوا لك المثال في النهوض والتضحية من أجل حياة أفضل في ظل الحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، ونظام علماني عادل، يضع شرعة حقوق الإنسان في صلب دستور جديد.

أيها الشعب العراقي الباسل: لقد بدأ المخاض العظيم لنهوض الشعوب العربية الرازحة تحت بطش أنظمة فاشية قمعية سطت على الحكم بقوة السلاح لتستمر في الحكم عشرات السنين، وها هي الشعوب العربية في ليبيا والجزائر واليمن والبحرين، وغداً يعم العالم العربي كله شرقاً وغربا نهوض جبار لبناء عالم عربي جديد عالم الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد، فهذا العالم الواسع بجغرافيته وموقعه الشديد الأهمية في عالمنا، الغني بثرواته الهائلة التي يمكنها أن تحقق حياة مُثلى ، وتكون في الوقت نفسه دولاً يحترمها العالم أجمع وخصوصا إذا ما استطاعت أن تحقق حلمها الكبير بالسير على طريق الاتحاد الأوربي كخطوة أولى وصولا في المستقبل إلى كيان عربي قوي بملايينه الثلاثمائة ليجعل من هذه الدولة الحلم حقيقة واقعة يهابها العالم، دولة تقدس الديمقراطية والحريات العامة والخاصة، والعدالة الاجتماعية بين سائر المواطنين، بصرف النظر عن الجنس والدين والقومية والطائفة، دولة علمانية، تحترم كل الأديان دون زج الدين في السياسة، حيث تفسد الدين والسياسية معا.

أيها الشعب العراقي الباسل: أنت مدعو اليوم أن تكون السباق في هذا النهوض الثوري الذي يشهده العالم العربي الذي زلزل عروش الطغاة في تونس ومصر ، ولقد جاء دورك لتنهض من جديد يوم الجمعة الخامس والعشرين من هذا الشهر، ولنفض عنك غبار الذل والمهانة التي سلطها عليك نظام البعث أربعون عاماً، وتلاهم الحكام الجدد من أحزاب الإسلام السياسي وسائر أزلام الاحتلال الذين لا هم لهم سوى نهب ثروات البلاد، ولا شك انك أهلاً لهذا النهوض، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب