عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد للوصول بالعراق نحو المستقبل المشرق

حامد الحمداني
 4/2/2005
في الثلاثين من كانون الأول 2004 اجتاز الشعب العراقي الخطوة الأولى بنجاح باهر فاق كل تصور عندما توجه لصناديق الانتخاب ليدلي بصوته في أول انتخابات حرة وشفافة متحدياً المخاطر المتمثلة بالسيارات المفخخة والأحزامة الناسفة والقذائف الصاروخية والرصاص لزمر البعث الفاشي وقوى الظلام السلفي الذين هددوا المواطنين المتوجهين لصناديق الانتخاب بغسل شوارع العراق بدمائهم .
نعم لقد تحدى الشعب العراقي تهديدات القوى الإرهابية وتوجه لصناديق الانتخاب غير هيّاب وحقق النصر الكبير الذي وصفته الكثير من الدول ووسائل الإعلام بأنه النصر المعجزة ، وكان أعداء شعبنا يراهنون على فشل الانتخابات ، وانكماش المواطنين بعيداً عن تهديدات المجرمين وأسلحتهم الفتاكة التي أصابت العديد من المواطنين الذين استشهدوا في ذلك اليوم العظيم والذين يستحقون من حكومة وشعب العراق التكريم اللائق بتضحياتهم وبطولاتهم وحبهم للعراق الحبيب .
ولم تكن الانتخابات سوى المرحلة الأولى في مسيرة الديمقراطية، وبناء العراق الجديد المزدهر والمتحرر ،وتحقيق المستقبل المشرق لشعب العراق الذي حلم به منذ أمد طويل ، وأن تحقيق هذه الطموحات المشروعة ليست بالعملية السهلة كما يتصورها البعض ، بل هي في واقع الأمر مسيرة شاقة تتطلب تضحيات جسام من سائر القوى الوطنية التي تؤمن حقاً وصدقاً بمصالح الشعب والوطن ، وأن أول ما هو مطلوب منها هو أن تدرك أن تحقيق هذه الطموحات تتطلب وحدتها في جبهة عريضة تضع لها برنامج وطني ديمقراطي حقيقي يؤكد دون أي لبس أو غموض على تبني الديمقراطية والفيدرالية وصيانة وحدة الشعب والوطن بكل مكوناته القومية والدينية والطائفية وضمان الحقوق والحريات العامة للشعب بموجب ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بكل ما ورد في بنوده ، وسيكون تطبيق تلك البنود بحذافيرها هي المعيار الحقيقي للديمقراطية المنشودة ، وهذا يتطلب من المجلس التأسيسي المنتخب تشريع دستور علماني يتضمن في نصوصه تلك الحقوق والحريات التي نص عليها الإعلان المذكور الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 ، وعلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أن يتقدموا بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان جزءاً أساسياً من القانون الدولي يلزم دول العالم كافة بالتقيد به وتنفيذه نصاً وروحاً إن هم يهدفون حقاً وصدقاً إلى إشاعة الديمقراطية في العالم أجمع .
إن على القوى والأحزاب السياسية العراقية التي تنافست فيما بينها في الانتخابات أن تدرك أن مفتاح النجاح في تحقيق طموحات الشعب كامن في وحدتها واتفاقها على الخطوط العريضة للدستور العراقي المنشود ، ومن خلال إقامة حكومة ائتلافية تضم سائر القوى الوطنية تستطيع تحقيق الأمن وسيادة القانون في جميع أرجاء العراق ، والعمل على استعادة السيادة والاستقلال الناجزين للعراق ، وإقامة العلاقات المتكافئة مع الولايات المتحدة وسائر الدول الأخرى على أساس احترام سيادة واستقلال العراق والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة ودعوة هذه الدول ، وفي المقدمة منها الولايات المتحدة للمساهمة الجدية الفاعلة في إعادة بناء العراق الجديد الحر المزدهر .
أن أي محاولة من أية قوى سياسية للاستئثار بالسلطة ودفعها نحو توجهات طائفية أو قومية ضيقة سوف لا تعني إلا الحكم على التجربة الديمقراطية الوليدة بالفشل ، وتقود البلاد إلى صراعات قومية أو طائفية تضيف مآسي جديدة للشعب الذي تحمل الكثير والكثير خلال العقود الماضية ، وبالتالي تقدم خدمة كبرة لقوى الفاشية والظلام الساعية للعودة بالعراق إلى الحكم الصدامي المقبور أو ما يشبه ذلك النظام .
أن القوى السياسية الوطنية مدعوة إلى إكمال مسيرة الديمقراطية متضامنين ومتكاتفين ، وستنال كل الدعم والمساندة من سائر أطياف الشعب ، وستكون بكل تأكيد قادرة على تحقيق الأمن والسلام في ربوع الوطن ، وتتفرغ إلى إعادة بناء العراق الجديد ، ومعالجة مشكلة البطالة ، وتأمين الخدمات العامة الضرورية لحياة المواطنين وفي المقدمة منها خدمات الماء والكهرباء والوقود والتأمين الصحي والاجتماعي ، وتوفير السكن اللائق للمواطنين وبوجه خاص للمواطنين الذين هجّرهم النظام البائد أو أجبرهم على الهجرة نتيجة أعمال الإرهاب والطغيان التي مارستها السلطة ضد كل من يحاول انتقادها أو معارضتها لسياستها المعادية لمصالح الشعب والوطن .
أيها السادة قادة القوى والأحزاب السياسية الوطنية :

لا تطفئوا الشمعة التي أشعلها الشعب يوم الانتخاب العظيم ، بل انتم مطالبون أن تشعلوا له كل الشموع التي تنير له الطريق نحو مستقبل زاهر ينعم بظله الشعب بالحرية والديمقراطية وبحياة لائقة في وطن يمتلك من الثروات ما يؤمن الحياة الرغيدة لكل مواطن على أرضه الطاهرة إذا ما وُجهت تلك الثروات من اجل البناء والتعمير ، لا من أجل التسلح والحروب وما تجلبه من كوارث وخراب ودمار ، فهل أنتم فاعلون ؟؟؟

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب