عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

تركيا والمشكلة الأمنية في العراق

حامد الحمداني
تخطئ الولايات المتحدة خطأً كبيراً إذا اعتقدت أن استقدام قوات عسكرية تركية إلى العراق يمكن أن يساعد في حل المشكلة الأمنية العراقية ،فالشعب العراقي بكافة قومياته وأديانه وطوائفه يرفض رفضاً قاطعاً دخول هذه القوات،ولهم كامل الحق في رفضهم بالنظر للعوامل التالية :
1 ـ إن تركيا لا تخفي أطماعها في العراق ،فقد ورد مراراً وتكراراً على لسان مسؤولين أتراك على مستوى رفيع أن ولاية الموصل هي جزء من تركيا ، والمقصود بولاية الموصل طبعاً [ محافظات الموصل وكركوك وأربيل والسليمانية ودهوك ] ولذلك فإن دخول القوات التركية إلى العراق يثير شكوكاً وحساسية وارتياب لدى الشعب العراقي .

2 ـ حساسية وقلق الشعب الكردي الذي يسكن معظم ما يطلق عليه ولاية الموصل وذلك بسبب مواقف الدولة التركية من الحقوق القومية للشعب الكردي ،فتركيا أعلنت صراحة أنها لن تسمح بقيام الفدرالية في كردستان وتعتبره مقدمة للانفصال عن العراق ،وتكوين دولة كردية ،مما يشجع الشعب الكردي في جنوب غرب تركيا والذي يتجاوز عدد نفوسه 18 مليون نسمة تعرضوا ولا زالوا يتعرضون لأبشع تنكيل بسبب مطالبتهم بحقوقهم القومية فهم محرومون من كافة حقوقهم السياسية والاحتماعية والثقافية ،محرومون من التحدث بلغتهم بل ومحرومون حتى من لبس ملابسهم القومية .

3 ـ دخول القوات التركية مراراً وتكراراً في الأراضي العراقية بحجة ملاحقة أعضاء حزب العمال الكردستاني ،ولا يزال الجيش التركي يحتل قسماً من الأرض العراقية في منطقة [ بامرني ] وقد أدى دخوله الأراضي العراقية واستخدامه مختلف الأسلحة في ملاحقته للثوار الأكراد إلى تدمير وتخريب العديد من القرى الكردية وتهجير سكانها وإيقاع الإصابات الكثيرة في صفوفهم ،وعليه فإن الشعب الكردي يشعر بالقلق البالغ من دخول القوات التركية .
4 ـ الشعب العراقي لا تزال عالقة في أذهانه ما سببه الاستعمار التركي للعراق الذي دام أربعمائة عام ذاق خلالها من ظلمهم الأمرين حيث اتبع العثمانيون سياسة التتريك
وخلفوا الشعب العراقي بأبشع صورة ،ونهبوا خيرات البلاد ،وجندوا أبناءه في حروبهم الاستعمارية .
لهذه العوامل فإن شعبنا العراقي يرفض رفضاً قاطعاً دخول القوات التركية في العراق ،وهذا ما أكده قرار مجلس الحكم الذي صدر بالإجماع برفض دخول القوات التركية ،وهو بلا شك قرار صائب يلبي مطالب شعبنا .
بعد كل ما تقدم نستطيع أن نقول أن دخول القوات التركية في العراق لن ولن يستطيع أن يساعد في حل المشكلة الأمنية في البلاد ،وربما يزيدها تعقيداً ،فهناك خوفاً من وقوع احتكاكات بين الشعب العراقي والقوات التركية وقد تتطور على ما لا يحمد عقباه .
إن الولايات المتحدة لن تستطيع مهما استقدمت من قوات أجنبية في حل المشكلة الأمنية إذا لم يأخذ مجلس الحكم على عاتقة مسؤولية الأمن في البلاد بمشاركة الشعب العراقي الفعالة عن طريق تشكيل مليشيات شعبية تحت قيادة مجلس الحكم في كل مدينة وقرية ومحلة بالتعاون الوثيق مع قوات الشرطة والدفاع المدني وقوات الجيش المشكل حديثاً ،فأبناء الشعب هم أدرى من القوات الأجنبية بطبيعة الوضع في العراق والقدرة على تشخيص العصابات الصدامية ،وما يسمى بفدائيي صدام والغرباء العرب من عملاء النظام الصدامي الفاشي ،وهناك مثل عراقي معروف يقول :
[ ولد الكرية كل واحد يعرف خيه] فالمواطن العراقي يستطيع تشخيص أعداء شعبنا ويستطيع ملاحقتهم وتسليمهم للسلطة لإحالتهم إلى القضاء لينالوا عقابهم جراء الجرائم التي يقترفونها في طول البلاد وعرضها ،وإذا ما تم هذا الإجراء فإن القوات الأمريكية والبريطانية تستطيع العودة إلى معسكراتها ،على أن تقدم المساعدة للقوى الأمنية إذا ما طلبت السلطة الوطنية منها ذلك ،ريثما يتم السيطرة على الأوضاع من قبل الأجهزة الأمنية وإحلال الأمن والنظام في ربوع الوطن .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب