عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

ماذا يريد الجعفري ؟

حامد الحمداني
 5 نيسان 2006
على الرغم من التدهور الأمني الخطير، وتصاعد الأعمال الإرهابية في البلاد وعلى الرغم من الصراع الطائفي الذي يحصد أرواح العشرات من المواطنين شيعة وسنة كل يوم ، وبات القتل يجري على الهوية ، بل تعداه إلى الإسم ، فمن كان إسمه عمر أو عثمان أو أبو بكر يستحق قطع رأسه في عرف المتطرفين الجهلة من الطائفة الشيعية ، وباسم الإسلام ، وقبل أيام على سبيل المقال لا الحصر تم العثور في منطقة حي العدل ببغداد على 16 جثة وقد وضع المجرمون وثائقهم الشخصية على صدورهم وتشير الوثائق إلى أسماء الجميع [ عمر ].
وما يقوم به المتطرفون الجهلة من الطائفة الشيعية من جرائم بشعة يمارسه المتطرفون الجهلة والإرهابيون التكفيريون من عصابة ابن لادن والبعثيون أنصار الجلاد صدام حسين بحق المواطنين الشيعة ، ويجري القتل على الهوية ،وباسم الإسلام أيضاً ، وهكذا تحول العراق إلى جحيم لا يمكن تحمله أو السكوت عنه لأنه سيؤدي بكل تأكيد إلى وقوع الكارثة الكبرى بالعراق وسيحترق العراق بمن فيه إذا لم يتم تدارك الأمر وعلى الفور .
الشعب العراقي اليوم يعيش في رعب قاتل ، والقلق والاكتئاب والخوف من المستقبل أصبح ملازماً للمواطن العراقي حتى في بيته ، فلا ضمان أن لا يهاجم زوار الليل من القتلة المجرمين بيوتهم وهم نيام لتجز سكاكينهم القذرة رقاب الأطفال قبل النساء والرجال ، وهم يهتفون باسم الله وباسم الإسلام ، فأي تجني على الله عز وجل ؟ وأي إساءة للإسلام ؟
ألا يعطي هذا الأجرام الحق والذريعة لدمغ الإسلام والمسلمين بالإرهاب ؟
فلمصلحة من هذا الذي يجري في البلاد ؟
ومن المسؤول عما يجري اليوم من مذابح وتخريب وتدمير وسرقة واختطاف واغتصاب وابتزاز للمواطنين ؟
من المسؤول عن الهجرة الجماعية الواسعة للمواطنين العراقيين سواء كانت داخل الوطن أم خارج البلاد هرباً من بطش مدعي الإسلام شيعة وسنة ؟
من المسؤول عن الفساد المستشري في الجهاز الحكومي من القمة حتى أصغر موظف في الدولة حتى أصبحت الرشوة شرطاً لتمشية معاملات المواطنين؟
أن المسؤول الأول عن الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن العراقي هو الحكومة الحالية ، ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري على وجه الخصوص ، فهو السبب المباشر في الأزمة السياسية المستعصية التي حالت لغاية هذه الساعة دون تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية قوية قادرة على إعادة الأمن والنظام العام في البلاد ، رغم مضى أكثر من ثلاثة أشهر على انتخاب مجلس النواب ، والبلاد في فراغ سياسي وأمني خطير حيث أن وزارة الجعفري هي وزارة تصريف أعمال ليس غير.
ويصر السيد إبراهيم الجعفري على تولي رئاسة الوزارة للسنوات الأربعة القادمة ،على الرغم من معرفته أنه لا يستطيع الحصول على ثلثي أصوات أعضاء مجلس النواب ، وعلى الرغم من أن نصف قائمة الإئتلاف قد صوتت ضد ترشحه لرئاسة الوزارة ، وعلى الرغم من إدراك كل القوى السياسية على الساحة العراقية أن أي حكومة حزبية شيعية كانت أم سنية لا يمكنها إعادة الأمن والسلام في البلاد ، وأن السبيل الوحيد للخروج بالعراق وشعبه من هذه المحنة هو تأليف وزارة وحدة وطنية قوية تضم سائر الأطراف ويقودها شخصية وطنية وسياسية قوية تستطيع إطفاء الحريق ، وتحقيق الأمن والسلام لسائر المواطنين ، والتفرغ لإعادة بناء العراق الجديد ، وتحقيق حياة حرة كريمة تليق بالإنسان العراقي الذي قاسى ولا يزال يقاسي منذ عدة عقود شظف العيش والبؤس والفاقة والأمراض الفتاكة ، ودون رعاية اجتماعية .
لكن الجعفري الذي يشعر ، كمن مسك شباك العباس ،لا يريد الفكاك من السلطة حتى لو احترق العراق ، وهو ما برح يدفع بالناس البسطاء والجهلة ، وبأعضاء حزبه للتظاهر رافعين صوره التي تذكرنا بصور صدام حسين المخلوع ، وهم يهتفون نفس الشعارات التي كان يرفعها رعاع حزب البعث الساقط [ ماكو ولي إلا علي ونريد حاكم جعفري ] ، بل لقد ذهب بعيداً أكثر من هذا عندما صرح يوم أمس في مقابلة مع صحيفة[الكارديان البريطانية] بأنه لن يرغم على ترك منصبه تحت ضغط الولايات المتحدة وبريطانيا !!، وأضاف قائلا أنه تولى منصبه بقرار ديمقراطي ، ويجب احترام إرادة الشعب ، وكأنما الشعب هو حزب الدعوة وعصابة مقتدى الصدر، بل لقد ذهب إلى ابعد من ذلك إلى التهديد بأن الشعب سيتحرك إذا لم تحترم إرادة الشعب ، أي إذا لم يتولى منصب رئاسة الوزراء .
ولا أدري إن كان السيد الجعفري قد نسي أم أنه يتناسى أن من بوأه رئاسة الوزارة هم الأمريكيون والبريطانيون ، وأنهم الحكام الحقيقيون للعراق شئنا أم أبينا، ولولا إسقاطهم نظام الطاغية صدام لكان هو وكل رفاقه في الحكم ما زالوا لاجئين في دول أوربا والولايات المتحدة ، فأي مكابرة هذه التي يدعيها ؟
ليكن معلوماً لدى السيد الجعفري أن الولايات المتحدة سيكون لها اليد الطولى في الشأن العراقي لأمد طويل ، على الرغم من إرادة الشعب العراقي ، فهذه هي شريعة المنتصرين ، وعلينا أن نتعامل مع هذا الواقع على هذا الأساس لكي لا نخسر كل شيئ ، ونناضل بطرق سلمية وحضارية لتحقيق طموحات شعبنا في التحرر والاستقلال ، لا أن نقفز على هذا الواقع فنخسر كل مكتسباتنا التي تحققت بسقوط نظام الطاغية صدام وحزبه الفاشي .
إن أي مسعى لشق صفوف الشعب ، ومحاولة الاستئثار بالسلطة ، ومحاولة إقامة دولة قائمة على أساس ديني أوطائفي مكتوب لها الفشل الذريع ، فهذا الشعب العراقي فيه المسلم السني والشيعي والمسيحي والصابئي والأيزيدية، والعربي والكردي والتركماني والآشوري ، ومن المستحيل إقامة دولة دينية طائفية على غرار دولة ملالي إيران .
أيها السادة دعوا السياسة إن كنتم تريدون أن تكونوا رجال الدين ، أو دعوا الدين بعيداً عن السياسة إن أردتم أن تكونوا سياسيين ، وليبقى الدين علاقة الإنسان بخالقة منزهة من كل شوائب السياسة ونفاق المتدينين ، وليكن شعاركم الإخلاص للعراق وشعبه ، بكل قومياته وأديانه وطوائفه ، وسوف لن يرحم التاريخ كل من يسعى لإحراق العراق بأهله .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب