عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

تسييس الدين يفسد الدين والسياسة

حامد الحمداني
 12/4/2006
لم تستطع أن تقدم لنا أي من تجارب أنظمة الحكم القائمة على أساس ديني أي أنجاز يستهدف خدمة شعوبها ، وتأمين حقوقها الانسانية وحريتها ، وتحقيق الحياة التي تليق بها ، بل على العكس من ذلك نجد أن تلك التجارب قد جلبت لشعوبها العبودية والتخلف ، وسلب المواطنين لحقوقهم الإنسانية ، والتدخل الفض في أعماق شؤونهم الشخصية ، مما يشكل اعتداءً صارخاً على حقوق الإنسان التي أقرها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن هيئة الأمم المتحدة عام 1948 .
ولنا من نموذج الحكم القائم في إيران والسودان والسعودية ونيجريا، وقبلهم نظام طالبان في أفغانستان خير دليل على الانتهاك الفض لحقوق مواطني هذه البلدان ، ومعانات شعوبهم القاسية ، حيث تتحكم هذه الأنظمة بكل صغيرة وكبيرة في حياة للمواطنين، تتحكم في مأكلهم وملبسهم وهواياتهم وأفكارهم، ناهيك عن حرمانهم حق المشاركة الحقيقية في الحكم من خلال الانتخابات البرلمانية والدستور ، وتتحمل المرأة التي تمثل نصف المجتمع الظلم الأكبر من طغيان حكامهم الذين يعتبرون المرأة عورة ، ويغتصبون كامل حقوقها الإنسانية ، ويفرضون عليها الحجاب والانكفاء ، وخدمة الرجل في البيت ومتعته ، وإنجاب الأطفال.
وتعاني الأقليات الدينية الأخرى في المجتمعات الإسلامية من تدخل الأنظمة الإسلامية الشمولية في أسلوب حياتهم الخاصة وتقاليدهم الدينية ، ومحاولة فرض الأسلوب الذي يُلزم المسلمون إتباعه متجاهلين كون هذه الأقليات تدين بدين آخر لا يفرض عليهم ما يفرضه الدين الإسلامي ، مما يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوقهم وحرياتهم .
ورغم أننا نعيش في مقتبل القرن الحادي والعشرين ، وما حدث من تطور وتغيير هائل في كافة مجالات الحياة للمجتمع الإنساني خلال القرن الماضي فإن الأنظمة الدينية الشمولية ما تزال ترفض التطور والتغيير على الرغم من الضغوط التي تمارسها شعوبهم من جهة ، والمجتمع الدولي من جهة أخرى ، وتصر على الجمود والتخلف في كافة مجالات الحياة بحجة الدين وما يفرضه على المسلم من شروط وقيود لا تتفق مع التطور الحاصل في المجتمع البشري .
إن هذه التجارب المحزنة المستقاة من تلك الأنظمة تثير القلق والريبة لدى المواطنين العراقيين من نوايا الأحزاب الدينية العراقية بشقيها الشيعي والسني
ومن محاولة فرض أجندتها المتخلفة عن روح العصر على المجتمع العراقي المتكون من خليط من الأثنيات والأديان والطوائف ، والتي من المستحيل تقبلها و الرضوخ لها .
إن ما يشهده المجتمع العراقي اليوم من تمزق واحتراب بين الطائفتين الشيعية والسنية ، والذي ينذر بنشوب حرب أهلية لن ينجو من نيرانها أحد إذا وقعت ،لا سمح الله ، هي من نتاج نشوء الأحزاب الدينية ، وزج الدين بالسياسة ، وبالتالي أفسد رجال الدين السياسة من خلال تسخيره لتحقيق أهداف سياسية غير مشروعة ، وأفسدت السياسة الدين كونها جعلته وسيلة للصراع السياسي القائم في العراق اليوم .
إن ما يجري اليوم في عراقنا المثخن بالجراح من مجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية ، جراء تفجير السيارات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة للانتحاريين القتلة المجرمين ، وتخريب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة ، والتي تقترف كلها باسم الإسلام ، وباسم الطائفة لهو خير دليل على إفساد الدين والسياسة معاً .
إن الشعب العراقي الذي قاسى الويلات والمصائب من طغيان النظام الصدامي الدكتاتوري الشمولي يقف اليوم مرعوباً أمام ما يجري اليوم على الساحة العراقية من جرائم باسم الدين ، وما يجري من صراع بين الأحزاب الدينية والأحزاب العلمانية على السلطة ، وتشبث الدكتور الجعفري زعيم حزب الدعوة الإسلامية ومرشح قائمة الإئتلاف الشيعية بمنصب رئيس الوزراء ، وفشله في تحقيق الأمن السلام في ربوع العراق ، وفي تحقيق تطور في الخدمات الأساسية للمواطنين ، بل على العكس ذلك حدوث انهيار في الوضع الأمني ، وفي الخدمات في فترة حكمه ، حيث لم يكفِ شعبنا مما يعانيه من جرائم الإرهابيين الصداميين والظلاميين من أنصار القاعدة ليشهد صراع طائفي شيعي سني يحصد أرواح العشرات من المواطنين الأبرياء من كلا الطرفين كل يوم ، كل ذلك يدعونا إلى المطالبة بحكومة إنقاذ وطني لا حزبية ولا طائفية ، حكومة من العناصر الوطنية النزيهة والمشهود لها بالكفاءة لتتولى زمام السلطة لمدة ثلاث سنوات ريثما تعيد الأمن والسلام في البلاد وتقيم نظام حكم ديمقراطي علماني بعيداً عن الدين والأحزاب الدينية ، وتعمل على إعادة بناء الاقتصاد العراقي المخرب وإعادة بناء مشاريع الخدمات الأساسية من كهرباء وماء الشرب ، ومشاريع الصرف الصحي ، والخدمات الصحية ، والاهتمام بالتربية والتعليم ، ومكافحة البطالة ، وتحقيق حياة معيشية تليق بالإنسان العراقي الذي يعيش في بلد يطفو على بحر من البترول والثروات الطبيعية الأخرى ويعيش في حالة مزرية .
ليبقى الدين منزهاً من ألاعيب السياسة والسياسيين ، وليكن معلوماً أن زج الدين في السياسة ، واستخدامه من قبل الأحزاب الدينية لتحقيق مصالح حزبية لن يجلب للبلاد إلا الدمار والخراب ، ولا سبيل لإنقاذ العراق من هذا المأزق الخطير الذي هو فيه غير تشكيل حكومة إنقاذ وطني بعيداً عن الطائفية المقيتة ، وأخطارها المحدقة بالعراق .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب