عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

إلى متى يستمر التلاعب بمصائر الشعب والوطن ؟

حامد الحمداني
 24 نيسان 2005


بعد بضعة أيام يكون قد مرَّ ثلاثة أشهر على إجراء الانتخابات للجمعية الوطنية من دون أن نشهد تشكيل الحكومة العراقية العتيدة ، حيث تدور المفاوضات بين الكتل الفائزة في الانتخاب من جهة ، وبين هذه الكتل والسفارة الأمريكية من جهة أخرى، وراء الكواليس، في ظل جو من الصراع على تقاسم الكعكة العراقية، ولكل من هذه الأطراف أجندتها التي تسعى إلى تحقيقها من دون أدنى التفاتة إلى الشعب العراقي المغيب، والذي يعاني من محنة كبرى تعصف بالبلاد والعباد ، مفضلين مصالحهم الحزبية على مصالح الشعب والوطن .
صراع متعدد الوجوه والأشكال أساسه قومي أو ديني أو طائفي ، والشاطر من يستغل الظروف إلى أبعد مدى من أجل تحقيق أقصى ما يمكن من المكاسب الحزبية، والمصالح الذاتية والأنانية الضيقة دون الالتفات إلى ما يجري في طول البلاد وعرضها من جرائم إرهابية بشعة لم يشهد لها الشعب العراقي مثيلاً من قبل حولت حياته إلى جحيم لا يطاق .
فلا يكاد يمر يوماً دون أن نشهد انفجار العديد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تزهق أرواح المواطنين الأبرياء بالجملة ودون رحمة، حتى باتت حياة الإنسان العراقي لا تساوي شيئاً ، وتنشط العصابات المجرمة في عملياتها الهادفة إلى ابتزاز المواطنين من خلال عمليات الخطف وفرض الفدية ، وعمليات نهب السيارات التي تنقل المواد الغذائية والبضائع ، وتقتل سائقيها ، وباتت معظم الطرق غير آمنة ليلاً ونهاراً على حد سواء ، فقد استعصت هذه العصابات على الحكومة وقوات الأمن والجيش، بل وحتى القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها !!!، فقد غدت منطقة شارع حيفا على سبيل المثال بوسط العاصمة مرتعاً للإرهابيين ينفذون فيه جرائمهم البشعة في وضح النهار ، ناهيك عن العديدة من المناطق الأخرى في العاصمة بغداد.
أما المناطق المحيطة ببغداد كالمدائن والحصوة واليوسفية والمحمودية واللطيفية فحدّث ولا حرج ، فقد بات من يفكر في السفر عبر هذه المناطق أن يكتب وصيته سلفاً ، فلا أحد يأتمن على حياته في أن يصل إلى هدفه سالماً .
*أي مهزلة هذه التي تجري على ارض العراق ؟
*أي محنة هذه التي يعيش في ظلالها السوداء أبناء الشعب ؟
*ألا يكفي ما يعانيه الشعب من البطالة الخطيرة والفقر المدقع والأمراض الفتاكة ، وفقدان الخدمات الأساسية الضرورية من كهرباء ومياه الشرب الصالحة ، والصرف الصحي المنهار، حيث باتت المياه القذرة تغطي معظم الطرق والأحياء السكنية مما جعل من المتعذر اجتيازها ناهيك عن ما تسببه هذه المشكلة الخطيرة من أمراض لا حصر لها جراء التلوث الخطير للبيئة
* ألا تشعر السلطة بما يعانيه شعبنا من أزمة سكن حادة تتفاقم يوماً بعد يوم دون أن تجد من يفكر فيها، ويجد الحلول المناسبة لها .
الشعب العراقي في وادٍ ، والقوى السياسية في وادٍ آخر ، والأمريكيون يمسكون بكل خيوط اللعبة السياسية ، يمارسون الضغوط على هذا وذاك ويتدخلون بكل صغيرة وكبيرة، وكل ما يهمهم تنفيذ أجندتهم في العراق كخطوة أولى ، وفي منطقة الشرق الأوسط في الخطوات التالية . وليس المهم لديهم من سيحكم العراق بقدر ما يهمهم من سينفذ أجندتهم ، ولا يشذ عنها ، فهذا هو المعيار الحقيقي للتعامل مع القوى السياسية المختلفة.
ومن أجل هذا تم تغييب اليسار العراقي عن الساحة السياسية ،قبل وبعد الانتخابات ، ومما زاد في الطين بله التمزق الحاصل بين قوى اليسار والعلمانية وتشرذمها ، واختيار أطرافها خوض الانتخابات بصورة منفردة ظناً منها أنها ستحقق لها مكاسب أكبر فكانت النتيجة أن خرجت بخفى حنين صفر اليدين ، فضيعت وأضاعت، ولا أضنها حتى اليوم قد أدركت أخطائها وصححت مسيرتها .
العراق اليوم يجتاز منعطفاً خطيراً بسبب توجهات القوى السياسية التي حققت النصر في الانتخابات ، فالقوى الإسلامية في صراع مع التوجهات العلمانية ، وهذه حقيقة واقعة شاءت الاعتراف بها أم أبت ، والقوى الكردية تحاول تحقيق أقصى ما يمكن من مكاسب حتى ولو كان على حساب المصلحة الوطنية ، والغلو والتعصب القومي بلغ مداه ، وهو بطبيعة الحال ليس في صالح الشعب الكردي الشقيق ، فلكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومعاكس في الاتجاه، وهذا يعني تصاعد الغلو القومي والتعصب لدى الجانب العربي من الشعب العراقي ، في حين تقتضي المصلحة الوطنية تمتين عرى الوحدة والأخوة بين مكونات الشعب القومية من أجل تجاوز تلك المرحلة القاسية من العداء التي سببها النظام الصدامي المقبور وحزبه الفاشي الذي لم يرحم أحداً ، عرباً كانوا أم أكراداً أم تركماناً أم آشوريين ، وان السبيل الأمثل للخروج من هذه المرحلة البائسة هو التأكيد على الترابط الأخوي بين القوميات والنضال المشترك ، وبوجه خاص مع القوى الديمقراطية والعلمانية من أجل تحقيق الديمقراطية التي ننشدها ، والتي ستكون الضمان الأكيد لتثبيت مبدأ الفيدرالية ، وتأمين كافة الحقوق والحريات العامة لسائر مكونات شعبنا دون تمييز بسبب القومية أو الدين أو الطائفة التي تنتمي إليها.
وعلى القوى العلمانية أن تتدارك أخطائها، وتعيد النظر في مواقفها، وتعمل من أجل تحقيق جبهة عريضة تتفق وتوجهاتها في بناء عراق ديمقراطي علماني بعيداً عن الغلو الطائفي والقومي المتعصب .
وعلى القوى الإسلامية التي نالت الحظ الأوفر في الانتخابات أن تترك هي الأخرى إن لا سبيل لقيام حكم ديني أو طائفي في العراق ، وان التوجه الحقيقي نحو بناء عراق ديمقراطي هو الذي سوف يوحد سائر القوى الوطنية وبالتالي سيجعل منها قوة كبرى لا تستطيع الولايات المتحدة تجاوزها بسهولة ، وعلينا أن ندرك جميعاً أن أوراق اللعبة السياسية ستبقى بيدها ولأمد غير محدود ، وإن من يراوده الاعتقاد أن أمريكا جاءت لتسقط لنا نظام الطغيان وترحل يقع في خطأ جسيم ، وأنا اعتقد جازماً أن أمريكا جاءت لتبقى، ولتنفذ مخططها لمنطقة الشرق الأوسط ، وهي حتى لو سحبت جيوشها بعد استتباب الأمن والنظام في البلاد وإنهاء النشاط الإرهابي ، واستكملت الحكومة بناء القوى الأمنية ، والجيش ، فإن دورها في تقرير سياسة العراق سيبقى لأمد لا احد يستطيع تحديده حالياً ، وسيترتب على القوى الوطنية بمختلف توجهاتها أن توحد صفوفها لكي تستطيع أن توفر لها دوراً فاعلاً ومؤثراً في تقرير مصير البلاد، والسعي لتحقيق أقصى ما يمكن من الحقوق والمكاسب الوطنية ، والتقليل إلى أقصى حد من الخسائر في صراعها مع نزعة الهيمنة الأمريكية .
أن تأخير تأليف الحكومة إلى يومنا هذا سببه بكل تأكيد موقف وتدخلات الولايات المتحدة شئنا أم أبينا، وهي تشعر بالقلق أن تتولى القوى الإسلامية السلطة، وهي غير مطمئنة إلى توجهاتها الديمقراطية ، ومن أجل ذلك تمارس الضغوط على القوى الأخرى التي ستشارك في الحكومة لفرض شروطها كي تطمأن إلى مستقبل العراق كما خططت له هي .
فلتتوحد القوى الوطنية على أساس قواسم مشتركة تصب في الأساس في بودقة الديمقراطية، والاتفاق على أسس الدستور العلماني الذي يضمن سائر الحقوق والحريات الديمقراطية للمواطنين، والتخلي عن محاولة فرض نظام قائم على أساس ديني أو طائفي ، والتدخل في الشؤون الشخصية للمواطنين وحياتهم الخاصة ، مع احترام كون الإسلام هو دين الدولة الرسمي ، واحترام سائر الأديان الأخرى ، وتبقى الأديان علاقة الإنسان بالخالق من دون أن يُفرض الدين على البلاد كنظام للحكم .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب