عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

مسؤولية النظام السوري في الأعمال التخريبية في سوريا ولبنان

حامد الحمداني
 6/2/2006
يوم أمس جرى تنظيم مظاهرة في دمشق بموافقة السلطات السورية ودعمها وادعى القائمون فيها أنها نُظمت احتجاجاً على نشر صور كاريكاتورية تسئ للرسول محمد (ص) نشرتها إحدى الصحف الدنيماركية قبل ثلاثة أشهر ، وقد توجهت المظاهرة نحو السفارتين الدنيماركية و النرويجية بدعوى الاحتجاج على نشر تلك الصور .
ولو جرى الاحتجاج السلمي من قبل المتظاهرين لكان الأمر مقبولاً ومبرراً، حيث أن الإساءة للرسول أو للدين الإسلامي ، أو أي دين ، وأي نبي من الأنبياء أمرٌ مرفوض ومستهجن ولا يمكن القبول به . أما أن تتحول تلك المظاهرة إلى أعمال تخريبية من قبل الأوباش الذين أقدموا على حرق السفارتين المذكورتين فهو أمر لا يمكن السكوت عنه وعلى المحرضين عليه ، ولاسيما وأن الاتفاقات الدولية تنص على مسؤولية الحكومة السورية في الحفاظ على أمن السفارات المتواجدة على أراضيها وحمايتها من أي عدوان أو تجاوز .
ولا يمكن للحكومة السورية أن تتهرب من مسؤولية ما جرى مهما حاولت تقديم التبريرات الواهية والتي لا تنطلي على احد ، فمن المعروف للقاصي والداني أن النظام السوري هو نظام قمعي يمتلك أجهزة أمنية متمرسة وكبيرة العدد والعدة بناها النظام وطورها خلال 42 عاماً من حكمهم الدكتاتوري المتسم بالعنف في التعامل مع أي تحرك شعبي مهما كان السبب .
وليس من الممكن إطلاقاً أن تخرج أية مظاهرة في سوريا دون أن يكون للسلطة دوراً قيادياً فيها ، وذات أهداف تصب في خدمة النظام وتعزيزه، وأن أي محاولة من جانب أية قوة وطنية للتظاهر فإن السلطة وأجهزتها القمعية تبادر وعلى الفور بقمعها بأشرس الوسائل والسبل ،بما فيها استخدام السلاح الحي ضد المتظاهرين ، وتملآ سجونها بالمئات إن لم نقل بالألوف ، تماماً كما كان يفعل النظام الصدامي المقبور .
ماذا فعل النظام وأجهزته القمعية مع المتظاهرين ؟
ما هي الوسائل التي استخدمها لمنعهم من اقتراف الجريمة ؟
كم اعتقل منهم وأودعهم السجون ،وأحالهم للمحاكمة ؟
إن النظام السوري الذي يعاني أزمة خانقة بسبب الاتهامات حول ضلوعه في تدبير عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري ،رئيس وزراء لبنان الأسبق، وتدخله السافر في لبنان من خلال أجهزته الأمنية التي لا زالت تعشعش في البلاد، ودعمه للنشاط الإرهابي في العراق ، حاول من خلال السماح بتلك المظاهرة أن يستدر عطف ودعم ومساندة العالمين العربي والإسلامي للوقوف إلى جانبه في أزمته الراهنة مع الأمم المتحدة ولجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري ، وفي موقفه من العراق وتدخله السافر في شؤونه الداخلية ، بل ومساهمته الفعلية في تجميع العناصر الإرهابية وتدريبها على أراضيه ، وتأمين عبورها الحدود العراقية لتنفيذ جرائمها الوحشية البشعة بحق أبناء الشعب العراقي ، واحتضان عناصر البعث الصدامية القيادية التي تتولى تمويل النشاط الإرهابي في العراق ، وتجنيد العناصر الإرهابية القادمة من مختلف البلدان العربية والإسلامية .
إن النظام السوري كما يبدو لم يتعلم الدرس من صنوه نظام البعث الصدامي الفاشي الذي ركب رأسه ، وظن أن بإمكانه تحدي العالم أجمع متباهيا بقواته العسكرية التي لم تستطع الصمود أكثر من عشرين يوماً أمام الغزو الأمريكي
وقد اختار النظام السوري أسلوب الهجوم معرضاً شعبه المغلوب على أمره لخطر جسيم إذا ما استمر على السير في الطريق الخطر هذا .
ولا شك أنه يتحمل مسئولية ما جرى يوم أمس في دمشق للسفارتين الدنيماركية والنرويجية ، كما يتحمل مسؤولية ما جرى في لبنان هذا اليوم حيث اندلعت مظاهرة أخرى وتوجهت للقنصلية الدنيماركية الواقعة في منطقة الأشرفية المسيحية وقامت بإحراقها ، ثم تحول الأوباش إلى مهاجمة المحلات التجارية للمواطنين المسيحيين وكنائسهم وسياراتهم ، وأحد البنوك وعملوا فيها نهباً وتخريباً وحرقاً .
ولم يكتفِ الأوباش بكل تلك الأعمال الإجرامية بل جرى الاشتباك مع القوى الأمنية اللبنانية التي حاولت تفريقهم ومنعهم من الوصول للقنصلية الدنيماركية مستخدمين الحجارة والآلات الجارحة ضد عناصر المن اللبنانيين، وقد تمكنت السلطات الأمنية اللبنانية من اعتقال أكثر من 100 من السوريين والفلسطينيين المشاركين في الأعمال التخريبية ، ولاحظ مندوب أحد القنوات التلفزيونية الأوربية أن بعض المشاركين في المظاهرة هم نفسهم كانوا قد شاركوا في مظاهرة دمشق يوم أمس حيث تؤكد صورهم التي التقطتها العديد من القنوات الفضائية ذلك، مما يشير إلى ارتباط وثيق بين ما جرى في دمشق وما جرى في بيروت .
لماذا جرى السكوت على نشر الصور الكاريكاتورية طيلة ثلاثة أشهر لتظهر وكأنها نشرت اليوم ؟
أليس إثارة هذه القضية ، ومحاولة إثارة الفتنة ، وصرف الانتباه عن الأزمة الراهنة للنظام السوري ، ومحاولة إشغال الرأي العام العالمي بهذه اللعبة المكشوفة هي من تدبير النظام نفسه ؟
متى كان النظام السوري حريصاً على الإسلام والمسلمين وهو الذي ضرب المسلمين في حمص وحماه وحلب بالمدفعية والدبابات ، وشرد عشرات الألوف منهم خارج سوريا ؟
إن النظام السوري لا يزال يحتفظ بأجهزته الأمنية وطابوره الخامس في لبنان ، ويحاول إرباك الوضع الأمني في البلاد وإشعال نيران الحرب الأهلية التي اكتوى بنيرانها الشعب اللبناني طيلة خمسة عشر عاماً .
إن على النظام السوري أن يكف عن تدخله السافر في لبنان والعراق ، ودعم المنظمات الإرهابية ، وينصرف لمعالجة مشاكل الشعب وأوضاعه المعيشية المأساوية بدلاً من أن يقامر بحياة أبنائه المغلوبين على أمرهم .
كما أن على الحكومة اللبنانية أن تأخذ ما جرى على محمل الجد بعد أن تبين من أحداث يوم أمس أن المسألة أبعد من الاحتجاج على صور كاريكاتورية ، بل هي بلا أدنى شك تصب في خانة التحريض على الحرب الطائفية في لبنان التي عانى منها الشعب اللبناني بمسيحييه ومسلميه من الويلات والمصائب ما يعجز القلم عن وصفها طيلة خمسة عشر عاماً ولا تزال العديد من الشواهد باقية في بيروت والتي تظهر لنا مدى التخريب الذي أصاب العاصمة اللبنانية والعديد من المدن الأخرى ، دعك عن عشرات ألوف الضحايا لتلك الحرب الأهلية اللعينة .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب