عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

إيران واللعبة الخطرة

حامد الحمداني
 23/1/2006


يبدو أن حكام طهران لم يتعلموا الدرس مما آل إليه نظام الطاغية صدام حسين عندما ركب رأسه ، وهاجم الكويت واحتلها ، وأعلن ضمها للعراق ، ورغم كل النصائح التي قدمت له من دول وأطراف عديدة للإنسحاب من الكويت فقد بقي مصراً على التشبث في البقاء فيها متباهياً بقوة جيشه ، وقدرته على التصدي على الرغم من تواصل نزول القوات الأمريكية وحلفائها في السعودية استعداداً لتحرير الكويت .
وحكام إيران اليوم يعلنون عن تحديهم للمجتمع الدولي واللجنة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن ، ويتجاهلون توقيعهم على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية ، ويواصلون نشاطهم سراً وعلناً للوصول إلى تخصيب اليورانيوم المستخدم في صناعة القنبلة النووية على الرغم من محاولاتهم البائسة لإخفاء هذا الهدف متذرعين بالاستخدام السلمي للطاقة النووية .
وفي محاولة من حكام طهران لخلط الأوراق ، ومحاولة إشغال العالم عن المخططات الإيرانية يمارس الرئيس أحمدي نجاد السير على حافة الهاوية في صراعه مع الولايات المتحدة والدول الغربية التي باتت مقتنعة بطموحات حكام طهران في الحصول على السلاح النووي .
وفي محاولة لمقاومة الضغوط الدولية اعتقد حكام طهران أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم من خلال تدخلها السافر في الشأن العراقي في محاولة للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وإجبارها في نهاية الأمر على سحب قواتها من العراق ، وإبعادها عن حدودها الغربية ، ومن خلال التهديدات الفارغة بإزالة إسرائيل من الخارطة وهي التي تمثل خط أمريكا الهجومي الأول لحماية مصالحها النفطية في المنطقة ، وان صدام حسين قد سبقه إلى توجيه التهديدات بضرب إسرائيل بالسلاح [الكيماوي المزدوج] عام 1990 فكانت النتيجة حرب الخليج الثانية التي انتهت باندحار قوات النظام الصدامي وفرض الحصار الاقتصادي على الشعب العراق ، والذي دام 13 عاماً وأوصل الشعب العرقي إلى أدنى درجات الفقر والذل .
وسارع الرئيس أحمدي نجاد إلى الالتقاء في دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد للتأكيد على وحدة المصير بين إيران وسوريا!! ، وتفعيل الحلف غير المعلن بين البلدين في وقت تواجه فيه سوريا المجتمع الدولي فيما يخص جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق ، الذي تشير التحقيقات التي أجراها المحقق الدولي ميلتس إلى أيدي المخابرات السورية في تدبيرها ، مما أوقع حكام سوريا في مأزق لا يمكن الخروج منه ، فحق على النظامين الإيراني والسوري المثل العراقي المشهور [ عصفور كفل زرزور واثنينهم طيارة ].
ولم يكتفِ الرئيس الإيراني بلقاء بشار الأسد وحده ، بل عمد إلى الالتقاء بقيادات عشرة فصائل فلسطينية تتخذ من دمشق مقراً لها في تظاهرة بلهاء لن تجلب له ولحكومته ولمستقبل القضية الفلسطينية غير المزيد من الأخطار حيث يجري قادة الدول الغربية تقييماً دقيقاً لكل التحركات الإيرانية في المنطقة .
وتدرك الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أن امتلاك دولة كإيران يقودها نظام ديني متزمت للسلاح النووي يشكل أكبر الأخطار على مصالحها في منطقة الخليج بشكل خاص ، وعلى العالم بوجه عام ، حيث تعتبر الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أن منطقة الخليج تشكل شريان الحياة بالنسبة لها حيث مكامن البترول الذي لا يمكن الاستغناء عنه لتدوير عجلة الاقتصاد لهذه الدول بوجه خاص وللعالم بوجه عام .
ولقد سبق للولايات المتحدة أن أكدت على لسان رئيسها السابق جيمي كارتر والذي أصدر ما دعي آنذاك ب [ مبدأ كارتر ] في 23 كانون الثاني 1980 والذي حذر فيه من أية محاولة للهيمنة على المنطقة وجاء فيه :
[ إن أي محاولة من جانب أي قوى للحصول على مركز سيطرة في منطقة الخليج سوف يعتبر في نظر الولايات المتحدة كهجوم على المصالح الحيوية بالنسبة لها ، وسوف يتم الرد بكل الوسائل بما فيها القوة العسكرية النووية] .
كان بطبيعة الحال هذا التهديد موجهاً ليس لإيران نفسها بل للاتحاد السوفيتي آنذاك ، وقيل أن هناك اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي يعتبر الخليج خطاً احمر لا يمكن تجاوزه دون نشوب صراع مسلح تستخدم فيه كافة الأسلحة بما فيها السلاح النووي .
وعندما شعرت الولايات المتحدة بأن حكام إيران الذين تولوا الحكم بعد سقوط الشاه ، بدعم من الغرب نفسه ، الذي قام بنقل الإمام الخميني من باريس إلى طهران لتولي قيادة البلاد ، بمطامح النظام الإيراني في الامتداد في المنطقة من خلال استغلال الدين ، سارعت إلى حليفها صدام الذي دعمته لانتزاع السلطة من أحمد حسن البكر عام 1978 طالبة منه مهاجمة إيران قبل أن يستفحل الخطر، وقام صدام بالمهمة التي ظنها ستكون نزهة لا تتجاوز الشهرين ، لكن الولايات المتحدة كانت قد خططت لهذه الحرب أن تستمر أطول مدة ممكنة ، وهذا ما أكده وزير خارجية الولايات المتحدة ومنظرها الاستراتيجي [ هنري كيسنجر ] حيث جاء في مذكراته عن تلك الحرب قائلاً :
[ أنها الحرب التي أردناها أن تستمر أطول مدة ممكنة ، ولا يخرج منها احد منتصراً] .
وهكذا استمرت الحرب ثمان سنوات عجاف كانت الولايات المتحدة تمد خلالها الطرفين بالسلاح والمعلومات عبر الأقمار الصناعية التجسسية كي يستمر سعير الحرب التي جاءت على الأخضر واليابس ، ودمرت اقتصاد البلدين وأزهقت أرواح ما يزيد على مليون قتيل من الجانبين ، ناهيك عن مئات الألوف من المعوقين ومثلهم من الأيتام والأرامل ، ولم تقدم الولايات المتحدة على وقفها إلا بعد أن تحولت تلك الحرب إلى [ حرب الناقلات النفطية ] وأصبح وصول النفط مهدداً ، عند ذلك تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار إلى مجلس الأمن لوقف القتال بين الطرفين .
إن حكام طهران يلعبون لعبة خطرة لا يمكن أن يخرجوا منها بسلام إذا ما استمروا بسياسة حافة الهاوية ، واستمروا على تحديهم للمجتمع الدولي ، وسعيهم لامتلاك السلاح النووي ، وهم يدركون أن إيران مطوقة من جميع جهاتها بالجيوش الأمريكية وحلفائها ،وأنهم بلا أدنى شك لن يتركوها وشأنها .
أن حكام طهران يقامرون بحياة شعوبهم متجاهلين ما حل بالعراق بسبب رعونة نظام صدام حسين ، وخير لهم أن يعيدوا حساباتهم ويصرفوا النظر عن أحلامهم بامتلاك السلاح النووي ، والانصراف إلى توجيه ثروات البلاد إلى رفع مستوى حياة شعوبهم المتدنية نحو الحضيض بدل توجيهها للحروب والخراب والدمار .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب