عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

فاجعة الكاظمية ومسؤولية الحكومة


حامد الحمداني    
3 أيلول 2005                                                
الفاجعة التي حلت بأبناء شعبنا نساءاً ورجالاً وأطفالا ًهذا اليوم في الكاظمية هي  كارثة وطنية كبرى بكل المقاييس، حيث ذهب ضحيتها أكثر من 850 من المواطنين أغلبهم نساء وأطفال ناهيك عن مئات المصابين مما يهدد بتصاعد أرقام الضحايا بين ساعة وأخرى .
لماذا وكيف حدثت هذه الكارثة ؟ ومن هي الجهة المسؤولة عنها ؟
ما هي الإجراءات الواجب اتخاذها لمحاسبة المسببين لها؟
أن كل إنسان يمتلك قليلا من الذكاء والفطنة يدرك أن الوضع الأمني في البلاد خطير للغاية ، وأن احتمال استغلال القوى الإرهابية التي لا تتوانى عن تنفيذ أبشع الجرائم بين صفوف هذا التجمع الهائل  من المواطنين الذي قُدر بأكثر من مليونين لتنفيذ مجزرة كبرى توقع أقصى ما يمكن من الضحايا بين صفوفهم ، وهذا ما حدث وتكرر في النجف وكربلاء والحلة وبغداد والموصل وأربيل، حيث استغل الإرهابيون البعثيون وأعوانهم السلفيون القادمون من وراء الحدود ،والطامعون بالجنة!!، كل التجمعات لينفذوا جرائمهم الخسيسة ولينزلوا أقصى ما يمكن من الخسائر البشرية في صفوف المواطنين .
لماذا تجاهلت السلطة الحاكمة، والأحزاب الإسلامية الممثلة فيها ما يمكن أن يتعرض له هذا الجمع الهائل من مخاطر حقيقية وكبيرة ؟
هل كانت هناك ضرورة لجمع هذا الجمع الحاشد في الكاظمية لكي تقع هذه الكارثة التي تقشعر لهولها الأبدان ؟
لست أرى أي مبرر ، وفي مثل هذه الظروف الأمنية الخطيرة، لمثل هذا التجمع سوى أن الأحزاب الإسلامية التي تتولى السلطة أرادت استعراض قوتها من خلال إقامة هذا التجمع الكبير متجاهلة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المواطنون على أيدي القوى الإرهابية ، وكان بالإمكان أن تمنع الحكومة أقامة مثل هذا التجمع ولأي مناسبة كانت حرصاً على أرواح المواطنين الذين تم وضعهم في هذا الفخ ليصبحوا رهينة بين أيدي القوى الإرهابية التي أمطرتهم بالعديد من الصواريخ موقعة العديد من الضحايا والجرحى !!
 ماذا كان سيحدث لو تسلل عشرة إرهابيين ملتفين بالأحزمة الناسفة بلباس النساء بين صفوف هذا الجمع الحاشد وفجروا أجسادهم القذرة بينهم ؟
لقد كانت صرخة واحدة من أحد المواطنين بأن هناك إرهابي ينوي تفجير نفسه
سببا في تدافع ذلك الحشد الهائل فوق جسر الأئمة ، والتي أدت إلى هذا العدد الهائل من الضحايا الأبرياء ، فماذا كان سيحدث لو وقعت تفجيرات إرهابية بين صفوفهم ؟
وثمة أمر آخر هو ورود أنباء عن تسمم الكثير من المواطنين جراء شرب المياه وأكل الطعام من أيدي الباعة أو المتبرعين ، فكيف تجاهلت السلطات الأمنية ووزارة الصحة مثل هذا الأمر الذي جرى فيما مضى كذلك على أيدي الإرهابيين الذين سمموا الرقي والبطيخ ليوقعوا بالعديد من أفراد الشرطة والجيش ؟
ألم يكن من واجب السلطات الأمنية منع هؤلاء من تقديم الماء والغذاء للمواطنين حرصاً على حياتهم ؟ وما هو دور وزارة الصحة في تجاهل هذه المخاطر وعدم القيام بواجباتها للتأكد من سلامة هذه المواد ، ولاسيما وأن وزير الصحة قد صرح بأن هناك مخاطر من تناول الماء والغذاء من الناس الغرباء ؟
إن الحكومة والأحزاب الإسلامية المشاركة في السلطة تتحمل مسؤولية ما حدث ، كما تشاركها المسؤولية قوات الاحتلال التي كان عليها أن تمنع القيام بمثل هذا التجمع في هذه الظروف البالغة الخطورة حيث تقع عشرات الهجمات كل يوم في مختلف أنحاء الوطن يذهب ضحيتها العشرات من المواطنين .
أنني أود أن اسأل السلطة ماذا سيكون رد فعل الرجل الذي فقد زوجته وأولاده في هذه الفاجعة الأليمة ؟
إلا تدرك السلطة أن هناك دائماً ردة فعل لكل فعل ؟ ألا يمكن أن تقودنا هذه الأحداث الأليمة إلى حرب طائفية لا تبقي ولا تذر ؟
إلا يكفي شعبنا ما قاسى ولا يزال يقاسي من الويلات والمصائب والجوع والفقر والأمراض الفتاكة التي تنخر بالمجتمع ؟
ماذا سيحدث بعد أيام في المسيرة الشعبانية المقرر إجرائها ؟ وهل ستتكرر المأساة التي جرت اليوم ؟
أيها السادة لقد فشلتم في تحقيق الأمن والسلام في ربوع الوطن ، بل لقد تصاعدت جرائم الإرهابيين القتلة دون أن تنفذ الحكومة العقاب الصارم في المئات بل الألوف من الإرهابيين الذين قبض عليهم بالجرم المشهود، فماذا تنتظرون ؟ ومن الذي يحول دون تنفيذ عقوبة الإعدام بالقتلة المجرمين؟
لماذا لم تتم لغاية اليوم محاكمة جلاد العراق صدام وزمرته المجرمة ؟ ومن الذي يقف حائلاً دون ذلك ؟ ولماذا لا تصارحوا الشعب بالأمر ؟
لماذا لا تقولوا لشعبنا أن الأمريكيين لا يريدون محاكمة صدام وزمرته المجرمة ، بل يهيئون الجو لعودة البعثيين من جديد إلى المسرح السياسي ؟
إنها خيانة وطنية أن نسمح لقاتلي أبناء شعبنا خلال 35 عاماً من حكمهم البغيض ، ولا زالوا يقتلون المزيد والمزيد كل يوم بسياراتهم المفخخة وعبواتهم وأحزمتهم الناسفة ، فماذا تنتظرون ؟ ولماذا لا تصارحون الشعب ؟ أمن أجل الاستمرار في السلطة تغضون الطرف عن كل هذا ؟
إنه لشرف لكم أن تعلنوا الحقيقة للشعب وليغضب الأمريكيون ولتتركوا السلطة إذا كانت السلطة الحقيقية بيد قوات الاحتلال .
أيها السادة الوطن في خطر والشعب مستقبله في خطر ، كونوا وطنيين عراقيين ، ودعوا المصالح الحزبية الأنانية ، واجمعوا كل القوى المحبة للعراق وشعبه في جبهة واحدة موحدة تستطيع التصدي للإرهاب والإرهابيين ، وتقف بوجه كل من يريد بعراقنا وبشعبنا الشر أي كان ومهما كانت قوته وجبروته ، فالشعوب لا يمكن أن تهزم إذا وحدت قواها الوطنية صفوفها ، وتخلت عن مصالحها الحزبية الضيقة ، وأمنت حقاً وفعلاً بالديمقراطية وحقوق الإنسان ، عند ذلك ستجد جموع الشعب المتراصة تسير وراءها في كل معارك الحرية والاستقلال .   

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب