عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

ماذا أعدت قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية للانتخابات القادمة ؟


حامد الحمداني                                                   
 9 أيلول 2005

قبل إجراء الانتخابات السابقة التي جاءت بالأحزاب الإسلامية إلى السلطة بعد اتفاقها مع الأحزاب الكردية ، والتي منيت فيها القوى اليسارية والعلمانية واللبرالية بخسارة كبرى ، كنا قد دعونا إلى قيام جبهة عريضة تضم سائر القوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية واللبرالية لخوض تلك الانتخابات على أساس برنامج سياسي علماني يهدف إلى قيام نظام حكم ديمقراطي متحرر يضمن الحقوق والحريات العامة للشعب بكل قومياته وأديانه وطوائفه ، بما في ذلك تحقيق حل عادل للقضية الكوردية على أساس الفيدرالية المحصنة بالديمقراطية والتي تحافظ على وحدة العراق شعباً ووطناً.

لكن المؤسف أن تلك القوى لم تكن في مستوى الأحداث ، وأخذ بعضها الغرور ، وظنت أنها قادرة على تحقيق نتائج باهرة في الانتخابات ، وفضلت دخول الانتخابات بصورة منفردة في الوقت الذي تكتلت فيه معظم أحزاب الإسلام السياسي في قائمة واحدة ، واستطاعت استغلال اسم المرجعية ، واسم السيد علي السيستاني ، واستغلت بشكل نشط الوضع الاجتماعي السائد ، والمتسم بالجهل والتخلف والذي كان نتاج نظام الفاشية والطغيان الصدامي ، فجاءت نتائج الانتخابات مخيبة لآمال تلك القوى التي كنا نتوسم بها تحقيق أماني شعبنا في الديمقراطية وتحقيق الحياة الحرة الكريمة للشعب ، واكتسحت الأحزاب الإسلامية أكثر من نصف أعضاء الجمعية الوطنية ، في حين لم تحصل القوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية ما كانت تحلم به ولم نتل سوى الفتات إن صح القول ، وباتت القوى الإسلامية مهيمنة على لجنة إعداد الدستور الذي جاءت مسودته التي ستعرض على الاستفتاء الشعبي قريباً بصيغة دينية وطائفية مما يتعارض والتوجه الديمقراطي المنشود ،وقد خرجت منه المرأة العراقية التي تمثل أكثر من نصف المجتمع العراقي الخاسر الأكبر بهذا الدستور، حيث أصبحت حقوق المرأة في الحرية والمساواة مع الرجل في خبر كان ، وتم تجاوز قانون الأحوال المدنية الذي سنته حكومة الشهيد عبد الكريم قاسم وعادوا بالمرأة القهقرة إلى الشريعة التي جاء بها الإسلام قبل 1400 عام .
وفي الوقت الذي باتت  الانتخابات البرلمانية على الأبواب، بعد أقل من أربعة اشهر ، فلم نشهد لغاية هذا اليوم أي تحرك من جانب القوى العلمانية واليسارية واللبرالية لمعالجة الخلل الذي أوصلها إلى تلك النتائج المحزنة في الانتخابات السابقة والعمل على لملمة الصفوف وتجميع كل القوى التي تناضل حقاً وصدقاً من أجل بناء عراق ديمقراطي متحرر في جبهة عريضة استعداداً لخوض الانتخابات القادمة لكي تشكل في البرلمان الجديد قوة مؤثرة في تحديد مستقبل العراق .
إن على هذه القوى أن تدرك مسؤوليتها تجاه مصير الشعب والوطن ، فلم يعد هناك متسع من الوقت للانتظار ، وأن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن لا يعني إلا تهميش القوى الديمقراطية وإخراجها من الساحة التي ستخلو مرة آخرى لأحزاب الإسلام السياسي  لتمضي في تنفيذ أجندتها المرسومة سلفاً لإقامة دولة تتحكم فيها دكتاتورية دينية وطائفية لفترة زمنية قد تدوم عقوداً عديدة مما يهدد في فقدان الاستقرار السياسي والاجتماعي ونشوب الصراعات العرقية والدينية  والطائفية وحتى الحرب الأهلية .
إن على القوى العلمانية أن تستثمر كل امكانياتها في توجهها نحو أبناء شعبنا لإقناعه بأهمية التصويت للقوى الديمقراطية وبشكل خاص التوجه نحو المرأة العراقية التي ستكون المستفيد الأكبر في قيام عراق ديمقراطي متحرر يحقق لها كل طموحاتها في الحرية والعدالة والمساواة .
كما أن على هذه القوى أن تتقدم بمرشحين مشهود لهم بالوطنية الصادقة والتاريخ النضالي المشهود والكفاءة التي تؤهلهم للقيام بهذه المهمة الخطيرة التي تتعلق بمستقبل البلاد ومصير الشعب ، لا كما جرى ذلك في الانتخابات السابقة حيث كانت الأسماء المرشحة في معظمها غير معروفة لدى أبناء شعبنا، وهذه مسألة مهمة جداً وحساسة لا يمكن تجاوزها في موضوع الدعاية الانتخابية وكسب الجماهير .
إن شعبنا ينتظر أن يشهد ميلاد الجبهة الديمقراطية العريضة التي يمكن أن تتقدم إليه ببرنامج عمل مستقبلي قادر على معالجة الوضع الأمني المتدهور فيه
 ، وإعادة الأمن والسلام في ربوع البلاد ، ووضع خطة علمية مدروسة بدقة لمعالجة مشكلة البطالة وتوفير الخدمات العامة للمواطنين وفي المقدمة منها الماء الصالح للشرب والكهرباء والصرف الصحي والخدمات الصحية ، وتهيئة الظروف اللازمة للاستثمار في مختلف المشاريع الصناعية والزراعية ، وبشكل خاص في المشاريع النفطية من أجل تأمين الموارد المالية اللازمة لإعادة بناء البنية التحية للاقتصاد العراقي المهدم ، والنهوض بالاقتصاد العراق في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية ، وتأمين الحياة الحرة المرفهة لشعبنا بعد طول عناء .
  

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب