عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

تاريخ القصة العراقية والعربية، ودورها ترسيخ القيم الوطنية والإنسانية


حامد الحمداني
 18 آب 2004

أنقسم الكتاب والمفكرون في دراساتهم لجذور القصة والرواية العربية إلى فريقين، ورأى الفريق الأول أن القصة والرواية منقطعة الجذور عن التراث العربي ، وأنها قد وصلتنا عن طريق الترجمة أو الاتصال المباشر.
ورأى الفريق الثاني أن القصة والرواية هي امتداد للبدايات القديمة المتمثلة بالقصص الواردة في الأساطير القديمة ، وفي القرآن الكريم ، وفي المقامات والقصص الشعبية .
كان ظهور القصة في المفهوم الغربي في القرن التاسع عشر ، وكانت القصة مرتبطة بالتطور الصناعي والاجتماعي ، وحاولت أن تعكس سماته ، وقد انبثقت تقنيات حديثة متأثرة بالمدارس الفكرية والاجتماعية والسياسية ، وظهرت المدارس الأدبية المختلفة [الرومانسية] و[التسجيلية] و[الواقعية ] و
[ الواقعية الاشتراكية ] و انتهاءً بالموجات الجديدة .
أما القصة والرواية العربية التي بدأت في بداية القرن العشرين متأثرة بالرواية والقصة الغربية ، ومن خلال دراسات أبرز أعلام القصة والرواية العربية ، أمثال [ نجيب محفوظ] و[ يوسف إدريس ] و [ يوسف السباعي ] و[ إحسان عبد القدوس ] و[ غائب طعمة فرمان ] و[حنا مينا] و[الطاهر وطار] وغيرهم من الكتاب الذين تأثروا بالأدب الغربي ، على الرغم من دراستهم للأدب العربي القديم الذي يعتبر جزءاً أساسياً من ثقافتهم ،وقد اختاروا مضامين وطنية ، وكتبوا أعمالهم على غرار القصة والرواية الغربية .
ولم يستطع الكتاب الذين حاولوا الاستناد إلى القصة والرواية العربية القديمة تقديم عمل روائي أو قصصي يوازي الأعمال العالمية ، وكان من بين هؤلاء كل من [ سليم بستاني ] و [ محمد المويلحي ] في روايتيهما [ الهيام في جنان الشام ] و [ حديث عيسى بن هشام ] ، ثم تلى ذلك الرواية التاريخية التي تناولت قصص العرب ورجالاتهم المشهورين ، وكان من أبرز هؤلاء الكاتب [ جرجي زيدان ] .
ولقد ظهر فيما بعد فريق ثالث حاول أن يوفق بين الاتجاهين ، ورأى هذا الفريق أن كتّاب القصة والرواية العربية قد تأثروا وأثروا في الوقت نفسه بالكتاب الأوربيين ، وأن هناك العديد من الكتاب الأوربيين قد كتبوا متأثرين بالقصة والرواية العربية مثل [ ألف ليلة وليلة ] كما جاء في قصص [الديكاميرون ] أو [ المئة قصة ] للكاتب [ جيوفاني بوكاتيشو] .
كما أن ألواناً من القصص كانت قد ظهرت في العراق قبل ما يقرب من الخمسين قرناً متمثلة بالأساطير السومرية ، وعلى رأسها ملحمة [ كلكامش ]
وهكذا نجد أن القصة والرواية بشكلها الفني الحديث قد ظهرتا في الأدب العربي نتيجة تأثرهما بالقصة والرواية الغربيتين .
لقد كانت بوادر ظهور النشاط الفكري والثقافي في العراق بعد إعلان الدستور العثماني عام 1908 ، وقد ولدت القصة العراقية وهي تحمل رسالة اجتماعية وسياسية وطنية ، وكان لمعظم رواد القصة ميول سياسية وطنية كذلك ، بل كان البعض من أولئك الكتاب قادة لتجمعات وأحزاب سياسية ،وكانت قصصهم ونتاجاتهم الأدبية تمثل وعاءاً لنقل أفكارهم ، فكانوا يمثلون دور المفكر والناقد والواعظ الاجتماعي في آن واحد .
وخلال الاحتلال البريطاني للعراق ، نشطت حركة التمثيل المسرحي بغية التعبير عن سخط الشعب وتبرمه من الاحتلال البريطاني ، وتوقه للحرية والإنعتاق من الهيمنة الإمبريالية ، بعد تلك الفترة الظلامية الطويلة للاستعمار العثماني والتي دامت قرابة الخمسة قرون .، وقد حملت تلك المسرحيات في طياتها الفكر العربي والتراث الإسلامي بغية إثارة الحماسة من أجل مقاومة الاستعمار البريطاني الجديد .
ومن خلال دراستنا لفهرست القصص والروايات المنشورة في الصحف والمجلات العراقية آنذاك نجد أن هناك العديد من الكتاب حسب الترتيب الزمني لظهور نتاجاتهم كان أبرزهم [ محمود احمد السيد ] و[ جعفر الخليلي]
و[ عوني بكر صدقي ] و[ عباس حلمي ] و[ يوسف هرمز ] و[ خليل عزمي]
و[ آكوب كبرائيل ] و [ يوسف حناني ] و [ جودي عيسى قلاب ] و[ محمد بسيم الذويب ] ، ثم تلى ذلك ظهور [ ذنون أيوب ] و [ عبد الحق فاضل ] و [عبد المجيد لطفي ] و [ خالد الدرة ] و [إبراهيم حقي محمد ] ويمكن اعتبارهم جميعاً رواداً للقصة العراقية ، وفي المقدمة منهم [ محمود احمد السيد ] الذي يعتبر بحق الرائد الأول للقصة في العراق ، والذي صدرت له العديد من الكتب ، وكان أول من مثّل الفكر الاجتماعي الواقعي ، وخير مثال على ذلك روايته المعروفة [ جلال خالد ] والتي كانت تمثل قمة ما توصل إليه الكاتب في زمانه .
وفي الأربعينات من القرن العشرين حصل في العراق ركود في الإنتاج الأدبي بسبب الحرب العالمية الثانية والاحتلال البريطاني الثاني للعراق على اثر حركة رشيد عالي الكيلاني ،واندلاع الوثبة الشعبية في كانون الثاني عام 1948 ، ولجوء السلطة الحاكمة إلى وسائل العنف والإرهاب لكبح جماح الاحتجاجات الشعبية ،وإقدامها على إعلان الأحكام العرفية ،وتعطيلها للدستور وإلغاء الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات والنوادي الاجتماعية ، وإغلاق الصحف والمجللات ، وزجها للألوف من المواطنين وفي مقدمتهم المثقفين في السجون والمعتقللات ، وإعدام قادة الحزب الشيوعي يوسف سلمان ،ومحمد حسين الشبيبي ،وزكي بسيم الذين ناصبوا الاحتلال البريطاني العداء وناضلوا من أجل التحرر والديمقراطية والنهوض الثقافي والاجتماعي للشعب .
لكن ذلك الركود لم يدم طويلاً حيث تفجرت في الخمسينات غزارة في الإنتاج ، وأحدثت تطوراً كبيراً في النوعية ، فهي تكاد تكون بداية حقيقية للقصة العراقية الحديثة ، حيث ظهر كتاب مرموقون أمثال [ غائب طعمة فرمان ] و[ أدمون صبري ] و [ مهدي عيسى الصكر ] و[ عبد الرزاق الشيخ علي ] و [ حازم مراد ] و [ محمود الطاهر ] و[ نزار خزعل ] و [ حربية محمد ] و[ جبرا إبراهيم جبرا] .
كما واصل الكتاب الأوائل من فترة الأربعينات [ جعفر الخليلي ] و[ شاكر خصباك ] و[ عبد المجيد لطفي ] و[ عبد الله نيازي ] و [ حسام الدين نامق ]
و [ وفؤآد التكرلي ] و[ غانم الدباغ ] و [ سالم الدباغ ] أعمالهم الرائدة .
واستمر ظهور جيل كبير متميز من كتاب القصة والرواية في العقود التالية متأثرين بالرواد الأوائل الذين حملوا هموم شعبهم ، وقضايا وطنهم في جميع كتاباتهم ، وحملوا راية النضال من أجل تحقيق الحياة الكريمة لشعبهم ، وتعرضوا بسبب كتاباتهم ومواقفهم الوطنية للكثير من الاضطهاد والتشرد والملاحقة والسجن والتعذيب والقتل على أيدي الأنظمة الدكتاتورية البغيضة منذ انقلاب 8 شباط الفاشي وحتى سقوط النظام الصدامي الذي بزَّ كل الأنظمة التي سبقته في الحرب الشعواء على الثقافة والمثقفين ، ومسخ كل شيئي،ولم يترك أي مجال مهما كان ضيقاً للكتاب والمفكرين إلا الذين ارتضوا لأنفسهم من أشباه المثقفين الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس، وتحولوا إلى أبواق تسبح باسم الدكتاتور الأرعن والجاهل صدام حسين ، وسخروا أقلامهم لنشر الفكر الفاشي المقيت .
أما الكوكبة الواسعة من المثقفين الوطنيين الذين رفضوا أن يسيروا في ركاب طاغية العراق فقد آثروا الهجرة من وطنهم والعيش في المنافي تجنباً من بطش الدكتاتور وحزبه الفاشي ، وحيث وجدت هذه الصفوة الخيرة من الكتاب والمثقفين فرصتها في التعبير بكل حرية عن أفكارها في مختلف بلدان اللجوء في أوربا وأمريكا واستراليا ، ووقفت إلى جانب شعبها في محنته تلك ، وكانوا خير عون له في نضاله من أجل التخلص من الدكتاتورية الفاشية البغيضة التي زجت بالعراق في حروب إجرامية أزهقت أرواح الملايين من أبناء الشعب ،وخربت البنية الاجتماعية نكلت بكل من عارضها خلال 35 عاماً قاتمة السواد ، ومن بين هؤلاء الكتاب [ كريم حسين ] و [ شوقي عبد ] و [مجيد الكعبي ] و[ جنان جاسم حلاوي ] و [ إبراهيم أحمد ] و [ شاكر الأنباري ] و[ حسين سليم ] و[ ويوسف أبو الفوز ] و [ أحمد ناهد ] و [ علي محمد ] و [ مازن يوسف ] و [ حميد العيسى ] و [ نجم والي ] و [ محسن الرملي ] و [ حمودي عبد المحسن ] و[ عبد جعفر ] و [ صلاح الحمداني ] و
[ كاظم ثامر ] والعديد مما لا يتسع ذكرهم في هذه المقالة من كتابنا النجباء الذين رفعوا رأس العراق عالياً ، وحملوا مشاعل الحرية وحقوق الإنسان ، فهم بحق أبناء بررة لشعبنا .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب