عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

لبنان ضحية حرب إجرامية

حامد الحمداني
 25 تموز 2006


لبنان يُدمر ويُحرق بكل وحشية ، وشعب لبنان يهجر من مدنه وقراه ، التي تتعرض للقصف الوحشي من قبل الطائرات والمدفعية والبوارج الإسرائيلية الهمجية ، ويهيم في العراء بحثاً عن الأمان ورغيف الخبز في ظل مأساة إنسانية لم يشهد لها مثيلا ً من قبل لشدة بشاعتها .


ويخطئ من يعتقد أن مبررات هذه الحرب المنفلتة تعود إلى خطف جنديين إسرائليين من قبل ميلشيا حزب الله ، فهذه الحرب قد جرى الإعداد لها سلفاً من قبل الأطراف الرئيسية في صراع الشرق الأوسط المتمثلة بإيران وسوريا وإسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة ، وأشعل شرارتها حزب الله المرتبط ارتباطاً وثيقاً بإيران ومشاريعها المتعلقة بتصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية في المنطقة ، فحزب الله يعترف علناً بدعم ملالي طهران تسليحاً وتمويلاً وتدريباً إلى الحد الذي جعل منه بعبعاً تهابه الحكومة اللبنانية بما يمتلكه من أسلحة ومعدات وتجهيزات عسكرية لا يمتلكها الجيش اللبناني نفسه ، وباتت قيادة حزب الله المتمثلة بالسيد حسن نصر الله تتصرف في شؤون لبنان ، وتتحدى الحكومة الشرعية ، وتهدد كل من يحاول نزع سلاحه ،ويرفض تطبيق القرار رقم 1559 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن .


لقد أدت تهديدات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد المتكررة باقتلاع دولة إسرائيل ، وتسليح حزب الله في لبنان بهذا الكم الهائل من الأسلحة الحديثة ، ومن ضمنها الصواريخ المختلفة المديات من جهة ، والدور التخريبي الذي تلعبه إيران في العراق بدعم الأحزاب الدينية الشيعية وتسليح مليشياتها ، وما تقوم به من أعمال القتل والتخريب وتهجير المواطنين لتنفيذ أجندتها في تمزيق وحدة العراق باسم الفيدرالية المشبوهة ، كل ذلك أدى إلى هذا الاحتقان الشديد للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط .


كما أن دعم النظام السوري المتعدد الجوانب لحزب الله ، والذي استطاعت إيران عبر هذا النظام نقل كل تلك الأسلحة لحزب الله ، و حقد النظام السوري على انفلات لبنان من قبضة الهيمنة السورية العسكرية والسياسية التي استمرت منذ نشوب الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 ، واضطرار النظام السوري مرغماً لسحب قواته من لبنان بضغط من المجتمع الدولي ، وهو يتملكه الحنين بالعودة إلى لبنان من جديد ، متخذا من حزب الله أداة لتنفيذ حلمه هذا .


كما يلعب النظام السوري في العراق دورا تخريبياً يتناغم مع الدور الإيراني ، بدعم الميلشيات البعثية والأحزاب الدينية السنية التي تقترف كل الجرائم البشعة بحق الشعب العراقي من تفجير السيارات المفخخة لقتل الناس بالجملة وعمليات الخطف والذبح على الطريقة الإسلامية البشعة !!.


كما إن الدعم الذي تتلقاه منظمة حماس في فلسطين من قبل النظامين السوري والإيراني ، والذي شجعها على مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل من قطاع غزة ، على الرغم من خروج القوات الإسرائيلية منه ، قد جعلها تحسب ألف حساب لهذه التدخلات، وهي تدرك تمام الإدراك أن كيانها الذي أقيم في هذه المنطقة الحساسة من الوطن العربي بموجب وعد بلفور المشؤوم ،دون وجه حق ، وكان الأجدر ببريطانيا التي احتلت فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى أن تسعى إلى إقامة دولة ديمقراطية يتعايش فيها العرب واليهود معاً ، وليس إقامة كيان عنصري قائم على أساس ديني ، وعلى حساب طرد وتشريد المواطنين الفلسطينيين الهائمين في مختلف المخيمات في العديد من البلدان العربية ينتظرون سراب العودة إلى وطنهم وأراضيهم المغتصبة، كل ذلك يجعل إسرائيل تعيش باستمرار حالة من القلق على مستقبل وجودها في المنطقة ، ويجعلها في حالة من الاستعداد الدائم لأي تطورات عسكرية .


ولم تفلح الدول العربية في كل الحروب التي خاضتها أنظمتها المتهرئة في تحقيق حلم الفلسطينيين في العودة وإقامة دولتهم الديمقراطية المستقلة ، فدولة إسرائيل ليست سوى القاعدة المتقدمة للإمبريالية الأمريكية، وسيفها المسلط على رقاب العرب ، وحامي مصالحها في هذه المنطقة التي تمتلك أكبر مستودع للبترول في العالم ، والذي يمثل شريان الحياة للصناعة الغربية .


ولذلك نجد الولايات المتحدة على الدوام تقف إلى جانب دولة اسرائيل حقاً وباطلاً في المحافل الدولية ، وتقدم لها الدعم بلا حدود في كل المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية ، وجعلت منها قوة عسكرية أقوى من جميع الدول العربية مجتمعة ، وجعلت منها بعبعاً تخيف به الدول العربية ، وتستنزف ثرواتها في شراء الأسلحة والمعدات العسكرية ، وتشترط لذلك عدم استخدامها ضد اسرائيل . ولا شك أن معظم الدول الغربية تقف إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل بنسب متفاوتة على الرغم من الخلافات الثانوية بينها ، والتي تتحكم فيها مصالحها الاقتصادية .


لقد كانت اسرائيل تنتظر المبرر لإشعال الحرب ، وجاءت عملية حزب الله فرصة ذهبية لكي تتخذ من لبنان مسرحاً لصراعها مع النظامين السوري والإيراني وتبرير هذا الهجوم الوحشي على الشعب اللبناني ، وتدمير البنية التحية اللبنانية بكافة مرافقها دون استثناء بدعوى حربها على حزب الله .


لقد شنت اسرائيل هجومها الجوي والبحري والبري ، وفرضت الحصار على لبنان ، وهي تعلم تمام العلم أن لا الحكومة اللبنانية لها يد فيما أقدم عليه حزب الله ، وليس لها القدرة على السيطرة على مليشياته المسلحة ، ولا يد للشعب اللبناني فيما جرى ، وليس راغباً في الحرب وهو الذي قاسى من ويلاتها أكثر من 15 عاماً ، ودفع ثمناً باهظا من دماء أبنائه ، ومن بنيته التحية واقتصاده المنهك .


ومن حق كل الحريصين على مصلحة الشعب اللبناني ، ومصلحة السلام في المنطقة والعالم أجمع أن يسأل :


* أي مصلحة لشعب لبنان في هذه الحرب المجنونة ؟


* بأي حق تصرف زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله بمصير لبنان ؟


*لماذا اتخذ حكام طهران ودمشق من أرض لبنان ساحة للحرب مع إسرائيل ؟


* هل أن اسرائيل أقدمت على شن الحرب على لبنان بسبب خطف حزب الله لجنديين إسرائيليين أم أن الخطف استخدم كذريعة لهذه الحرب الظالمة على لبنان الضعيف والمنهك اقتصادياً ؟


* لماذا يتخذ المجتمع الدولي موقف الصمت تجاه هذا العدوان الوحشي ضد الشعب اللبناني ؟ ولو تعرضت اسرائيل لما يتعرض له لبنان اليوم فهل كانت ستتخذ نفس الموقف من العدوان على لبنان ؟


*لماذا تقف الولايات المتحدة هذا الموقف الداعم للعدوان على لبنان ؟


*ما هي الأهداف الحقيقية لما سمته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس بالمخاض العسير لولادة شرق أوسط جديد؟


* هل ستبقى هذه الحرب محصورة بلبنان أم أنها ستمتد إلى سوريا وإيران ؟


إن كل متتبع حيادي لما يجري من أحداث على الساحة اللبنانية لا بد أن يعترف بأن بالحقائق التالية :


1 ـ لا مصلحة للشعب اللبناني بهذه الحرب ، ولاسيما وان إسرائيل كانت قد انسحبت من جنوب لبنان عام 2000 ، وأن مزارع شبعة ليست سوى ذريعة اتخذها حزب الله بدعم سوري للإبقاء على حالة الحرب في جنوب لبنان ، وهي رفضت ولا تزال ترفض تثبيت الحدود مع لبنان والاعتراف بكون مزارع شبعة لبنانية .


2 ـ إن حزب الله قد تصرف دون إرادة الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني ، وأن وراء تصرفه هذا يقف النظامان السوري والإيراني ، وهو يتحمل مع اسرائيل والولايات المتحدة وسوريا وإيران مسؤولية ما جرى في لبنان .
3 ـ إن اسرائيل بعملها الحربي هذا قد ذهبت ابعد بكثير من قضية خطف جنديين ، وأن هناك تنسيق بينها وبين الولايات المتحدة لتصفية ميلشيات حزب الله في لبنان ، وميلشيات حماس والجهاد في فلسطين ، الذين تعتبرهم إسرائيل قواعد متقدمة للنظامين السوري والإيراني ، ويستطيعان تحريك هذه المليشيات متى ما شاءا ضدها .


4 ـ إن صمت المجتمع الدولي على الجريمة المقترفة بحق لبنان وشعبه يشكل عاراً على المتنفذين فيه ، ويُظهر بجلاء أن الولايات المتحدة تتحكم في قرارات مجلس الأمن بما يتفق مع مصالحها ومصالح قاعدتها المتقدمة في العالم العربي ، دولة اسرائيل ، وهذا ما ُيفقد ثقة الشعوب في العالم اجمع بهذه المنظمة الدولية من جهة ، ودعوتها لإجراء إصلاح شامل لهذه المؤسسة التي أُنيط بها حماية الأمن والسلم الدوليين ، فموقفها هذا لا يتفق مع واجبها تجاه السلام وحماية امن الشعوب في العالم أجمع ؟


5 ـ يبدو من خلال موقف الولايات المتحدة أنها عازمة على تصفية حساباتها ليس مع حزب لله فحسب ، بل مع سوريا وإيران ، فحزب الله لم يكن قادراً على القيام بأعماله الحربية دون مساعدة ودعم سوريا وإيران ، ولاسيما وأن كلا النظامين يدعمان بقوة الأعمال الإرهابية في العراق ، وأن استمرار النشاط التخريبي في العراق ، وعودة الأمن والسلام في البلاد رهن بإبعاد التدخل السوري والإيراني .


إن احتمال توسع الحرب في المنطقة أمر وارد ، على الرغم من ادعاء حكام اسرائيل بعدم رغبتهم في مهاجمة سوريا وإيران ، لكن الحقيقية أن حكام اسرائيل يهدفون إلى تأمين حدودها الشمالية مع لبنان والجنوبية مع حماس والجهاد ، ومن ثم التفرغ للنظام السوري والنظام الإيراني بدعم وتخطيط من قبل الولايات المتحدة ، وهذا هو ما قصدته رايس بولادة شرق أوسط جديد.

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب