عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

حذار فالعدو ما زال يشكل خطراً كبيراً

حامد الحمداني
لم يغمر أي حدث شعبنا بالفرح والابتهاج كفرحه وابتهاجه باعتقال الجلاد صدام حسين الذي أذاق أبناءه من الويلات والمصائب والقتل والإرهاب والسجون ما لم يفعله أي دكتاتور في عصرنا الحاضر، فقد كان كابوساً خطيراً يجثم على صدورنا وتحت إمرته جهاز حزبي [ حزب البعث الذي حوله إلى جهاز استخباراتي وقمعي ] بالإضافة إلى الأجهزة ألأمنية المتعددة ، والتي تضم مئات الألوف من المراتب والضباط الذين تدربوا على القتل دون إحساس إنساني تجاه أبناء شعبنا ، وقد دربوا على استخدام كل الوسائل والسبل الإجرامية مهما كانت قساوتها ، وجعل منهم وحوشاً آدمية متعطشة للدماء ، لا تعرف معنى الرحمةإذ كان المهم عندهم هو حماية وبقاء واستمرار النظام الدكتاتوري الصدامي الفاشي حتى لو أدى ذلك إلى إبادة مئات الألوف من بني جلدتهم ، لقاء ما كانوا ينالون من مكارم وهدايا سيدهم الجلاد صدام ،فكان أن دفع شعبنا جراء هذه الوحشية أكثر من مليوني شهيد قتلوا على أيدي هؤلاء الجلادين المتوحشين ،هذا بالإضافة إلى هجرة ما يزيد على الأربعة ملايين مواطن إلى بلدان اللجوء في أوربا وأمريكا واستراليا وغيرها من البلدان الأخرى ، لكي يبقى الجلاد على سلطته ، ولكي ينعم أعوانه ومريديه بالحياة المرفهة على حساب بؤس وعذابات وجوع أبناء شعبنا. .


أن اعتقال المجرم الدكتاتور على الرغم من أهميته الكبرى لشعبنا, فأن هذا الأنتصار لا يمكن أن يجعل شعبنا وقواه الوطنية على اختلاف أطيافها وتوجهاتها تصاب بالخدر والاطمئنان ، ويخطئ من يظن أن اعتقال صدام يعني زوال الخطر الذي يهدد شعبنا ومستقبله ومصيره ، فالنظام الصدامي قضى خمسة وثلاثين عاماً في بناء حزبه الفاشي ، وأجهزته القمعية ، وقواته العسكرية المتمثلة بالحرس الجمهوري ، وما يسمى بجيش القدس كذباً وزورا!! ، وفدائيي صدام ، وسائر الأجهزة الأمنية التي كانت قد ربطت مصيرها بمصير الطاغية ، وحصلت من خلال ارتباطها به ،على الكثير من المكاسب والعطايا والهبات ، وبلمح البصر فقدت هذه القوى إمتيازاتها ومكاسبها ومصالحها. .


و كما علمتنا التجارب السابقة فإن هذه القوى التي فقدت بسرعة أمتيازاتها ومكاسبها نمن النظام المحور تحاول أن تبدي شراسة مضاعفة في سبيل استعادة نفوذها بعد إسقاطها من الحكم ، ولذلك فإن مهمة الحفاظ على العهد الجديد أصعب بكثير من مهمة إسقاط العدو واستلام السلطة ، فهذه القوى تحن اليوم أكثر من أي يوم مضى لانتهاز الفرص والوثوب إلى السلطة من جديد ، وهي بما تملكه من خبرة قتالية ومن أسلحة لا تعد ولا تحصى ، ومن الأموال الهائلة التي سرقها النظام المنهار من ثروات الشعب قبل سقوطه ، وهو اليوم يوظفها للعمليات الإجرامية ضد قوات التحالف وضد أبناء شعبنا على حد سواء ، يحدوهم الأمل بإجبار قوات التحالف على مغادرة البلاد في وقت لم يحقق مجلس الحكم إنجاز بناء قوات عسكرية أو أجهزة أمنية قادرة على الوقوف بوجه أية محاولة من جانب تلك القوى الساعية للوثوب إلى السلطة من جديد . .


إن تلك الشواهد التاريخية ما تزال ماثلة أمام أعيننا ، فلم يكد يمضِي على إسقاط نظام حكم البعث في أنقلاب18 تشرين1963 ،على يد عبد السلام عارف حتى قام البعثيون بمحاولة انقلابية بعد بضعة أشهر ، ورغم تمكن عارف من قمع المحاولة الانقلابية في مهدها ، لكن الأحلام ظلت تراود البعثيين بالوثوب إلى السلطة من جديد ، وبالفعل تحقق لهم ذلك في انقلابهم المشؤوم في 17 تموز 1968، ثم انقلابهم الثاني على شريكيهم عبد الرزاق النايف ، وإبراهيم الداؤد في 30 تموز،أي بعد 13 يوماً من انقلابهم الأول ، وهكذا تبقى تراود فلول البعث المجرم أحلام العودة إلى السلطة من جديد . .


أن هذا الأمر يتطلب من مجلس الحكم ، ومن سائر القوى والأحزاب الوطنية داخل وخارج مجلس الحكم أن توحد وتركز جهودها لتحقيق هذا الهدف الذي يتصف بالأهمية القصوى التي لا تقبل التأجيل ، وعلى هذه القوى أن تضع نصب أعينها أن الجميع في سفينة واحدة ، وإذا غرقت ، لا سمح الله ، فسيغرق الجميع دون استثناء.


كما أن هذا الأمر يتطلب عقد مؤتمر لسائر القوى المناهضة للنظام الصدامي المقبور بأسرع وقت ممكن ، لتدارس الأمر والاتفاق على الخطوط الرئيسية للتعاون فيما بينها ، وعدم تبديد الجهود أو إضعافها من خلال التباعد والتشرذم ، فما دام الجميع يؤمن بالديمقراطية والحرية وتحقيق الحياة الحرة الكريمة لشعبنا وتحقيق السيادة والاستقلال التام لعراقنا العزيز، فهذه الخطوط العريضة هي كل ما نبتغيه ، وهي الكفيلة بكل تأكيد لتحقيق أماني شعبنا ، فلتتعزز الجهود الخيرة لسائر القوى الوطنية ، ولتتشابك الأيدي الخيرة لقبر أحلام قوى الشر. .
فإذا تعانقت الشعوب ، ومزقت حجب الظلام فأي درب يسـلكون ؟ .
وإذا تشابكت الأكـف ، فأي كــف يقطعون ؟ .
نعم إذا تعانقت سائر قومياتنا وطوائفنا وأدياننا ، وإذا تشابكت أكف سائر قوانا الوطنية فمن يستطيع التغلب علينا وهزيمتنا .
أشد على أيدي جميع القوى الخيرة من أبناء وطني ، وسأغني لهم كفاحهم وتضحياتهم وتكاتفهم وتعاونهم من أجل تحقيق أحلام شعبنا في العيش في وطن حر مستقل آمن وحياة رغيدة مرفهة ، وما يمتلكه العراق من ثروات وخيرات كفيلة بلا أدنى شك بتحقيق هذه الآمال التي نصبوا إليها جميعاً .


0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب