عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري وخطاب القسم

حامد الحمداني
 5 أيار 2005
أخيراً وبعد صبر طويل انفرجت أزمة تشكيل الوزارة العتيدة على الرغم من عدم إكمال الشواغر الخمسة والتي تتضمن وزارات الدفاع والنفط والصناعة والكهرباء وحقوق الإنسان، وعلى الرغم من تجاهل التيار الديمقراطي في التشكيلة الوزارية !! .
كان الشعب العراقي الذي أعياه الصبر ينتظر تشكيل الحكومة لتخرجه من الأزمة الخطيرة التي تعصف بالعباد والبلاد وهو بأشد الشوق لسماع خطاب السيد رئيس الوزراء ، وبرنامج الحكومة لمعالجة مشاكل البلاد ، وفي المقدمة منها المشكلة الأمنية حيث يشهد المواطنون تصاعداً خطيراً لجرائم الإرهابيين وسياراتهم المفخخة وقنابلهم المزروعة في الطرقات التي باتت تزهق أرواح المواطنين كل يوم بالعشرات .
وجاء اليوم الموعود وتشكلت الوزارة التي أقسمت اليمين أمام الجمعية الوطنية والمواطنون العراقيون يصغون إلى تلاوة القسم لكي تبدأ الوزارة ممارسة مهامها في حكم البلاد.
لكن ما أثار انتباهي وانتباه الكثير من المواطنين أن يخلو القسم من أهم عبارة كان ينبغي أن يتضمنها القسم والتي تنص على [ وأحافظ على النظام الديمقراطي الفيدرالي للعراق]، كما أن الفقرة وأحافظ على سيادة العراق واستقلاله ، كان ينبغي أن تضاف عبارة ووحدة أراضيه] .
ومن حق أبناء شعبنا أن يساورهم القلق على تجاهل هذه الفقرات ويتساءل فيما إذا كان إسقاطها أمراً مقصوداً أم أنها سقطت سهواً ؟ فالشعب العراقي الذي خرج من تلك الحقبة المظلمة من حكم البعث الفاشي ، وطغيان الجلاد صدام حسين بات يتوق إلى قيام نظام حكم ديمقراطي حقيقي يتمتع في ظله المواطنون بكامل حقوقهم وحرياتهم الديمقراطية ، وهو لن يرتضِ غير الديمقراطية بديلاً ، وهو سيحكم على الحكومة الجديدة من خلال هذا التوجه ، وبعكسه فلن يسود العراق استقراراً وسيصبح العراق ـ لا سمح الله ـ مسرحاً لصراع من نوع جديد .
ومما يثير الريبة والشكوك حول مستقبل العراق أن يأتي تأليف الوزارة التي ما يزال رئيسها يردد بأنها وزارة الوحدة الوطنية ، فأين هي الوحدة الوطنية وقد تم إبعاد التيار الوطني الديمقراطي ، وفي المقدمة منه الحزب الشيوعي الذي ناضل خلال سبعين عاماً من أجل الحرية والديمقراطية ، ومقارعة النظام الصدامي ، وقدم الآلاف من الشهداء وضمت سجون النظام المدحور الألوف من رفاقه ومناضليه جنباً إلى جنب مع مناضلي حزب الدعوة ، فكيف يتم تجاهل هذا الحزب ومواقفه المشرفة في خدمة الشعب والوطن!!.
وكيف سيجري بناء العراق الديمقراطي في الوقت الذي يتم فيه إبعاد القوى الديمقراطية المشهود لها بالمواقف الوطنية الصادقة ؟
أليس من حقنا أن نتساءل عن مدى جدية الحكومة الجديدة في توجهها الديمقراطي ونحن نشهد هذه المقدمات المثيرة للقلق ؟
ومما أثار قلقنا ودهشتنا كذلك ما جاء في خطاب السيد رئيس الوزراء حيث تحدث عن شهداء الوطن والذي تضمن اسم [حفصة العمري] وتجاهل أسماء العديد من الشهيدات والشهداء الذين قدموا حياتهم فداء لحرية واستقلال العراق وفي المقدمة الشهيدة غنية محمد لطيف أول شهيدات انقلاب الشواف في الموصل ،وعائدة ياسين وتغريد البير الخوري وجميلة شلال وخاتون كريم أحمد ونجاة الحكيم ،ونادية كوركيس وفريال عباس وماجدة عبد الكريم وهدى حنا ناصر وساجدة عبد الرزاق و سميرة جواد كاظم ومي علي صدقي و سامية عبد الرزاق وفوزية جبار البياتي وتماضر يوسف متي ورجاء مجيد محمد واعتماد لطيف محمد وكريمة محمد إبراهيم ونجاة وليد فهد وسهاد هادي عبد الحسين وزينب أحمد الآلوسي ونادية العيبي ونادية كوركيس وسحر أمين ونجية الركابي وهدية الركابي ومناليزا أمين وحرية اصفيل وشوقية ضايف وإكرام عواد السعدون وحميدة حالوب وزهرة ذياب ونضال محمد طه وقبيلة جاسم العامري وسوسن حبيب محمد ومي علي صدقي والعديد مما لا تسعفني الذاكرة إن أدون أسمائهن .
فلماذ اختار السيد رئيس الوزراء اسم حفصة العمري من دون كل هؤلاء ؟ وهل جرى اختيارها لأنها كانت من بين صفوف انقلابيي الشواف الذي حاولوا اغتيال ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم ، وتآمروا مع الإمبريالية والقوى الناصرية والبعثية وسائر القوى الرجعية والإقطاعية الذين تضرروا من قانون الإصلاح الزراعي ، وحملوا السلاح ضد الثورة ، ولو قدر لهم النجاح يوم ذاك لكان حزب البعث قد حكم العراق منذ عام 1959.
لماذا لا يتم ذكر الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار؟ لماذا لم يتم ذكر شهداء الحركة الوطنية سلام عادل والحيدري والعبلي وكافة رفاقهم البررة الذين استشهدوا تحت التعذيب على أيدي جلاوزة البعث الفاشيين المجرمين وحلفائهم القومجيين المزيفيين ؟
هل يعني ذلك تمجيداً لمؤامرة العقيد عبد الوهاب الشواف وخيانته لثورة 14 تموز الخالدة ؟ إنه لأمر مؤسف حقاً أن نسمع ويسمع شعبنا هذا التوجه الذي لا يمكن اعتباره إلا استفزازاً لمشاعر الشعب ، وإحباطاً لطموحاته في تكريم الشهداء والشهيدات من المناضلين الحقيقيين الصادقين المفعمين بالروح الوطنية ومحبة الشعب والوطن والذود عنه بأغلى ما كانوا يملكون .
إننا نتطلع أن نسمع من السيد رئيس الوزراء ما يصحح هذا التوجه ، ويعطي لكل ذي حق حقه ، وأن يتسع صدر رئيس الوزراء للرد على هذا التعقيب خدمة للحقيقة وإنصافاً لشهدائنا الذين جادوا بأرواحهم من أجل خدمة قضايا الشعب والوطن .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب