عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

دروس وعبر من أحداث الجمعة الدامية وسبل التصدي للعصابات المجرمة

حامد الحمداني



أحدثت جريمة التفجير الكبرى التي استهدفت حياة أحد ابرز القيادات الوطنية والدينية السيد الشهيد محمد باقر الحكيم ،وحياة أكبر عدد من اخوته المصلين ،زلزالاً كبيراً وموجة غضب عارم على أولئك الذين اقترفوا هذه الجريمة النكراء والفعل الخسيس والجبان الذي ذهب ضحيته السيد الحكيم وصحبه الأبرار .
لقد تلقيت هذا الخبر الجلل الذي أصابني بالصدمة القاسية ،وأنا بعيد عن بيتي والبلد الذي أعيش فيه لبضعة أيام مما حال دون متابعتي للحدث حال وقوعه ،وتمنيت العودة فوراً لأكون مع بقية أخواني الكتاب الأعزاء في تناولهم لهذه الجريمة النكراء ،وأسلوب معالجة الوضع الأمني في وطننا الغالي العراق من أجل قطع دابر المجرمين الذي الذين استهدفوا بحياة الرمز الديني والقائد الوطني البارز الشهيد السيد الحكيم وصحبه الشهداء الأكرمين جميعاً .
لقد استهدف المجرمون من أعوان الدكتاتور المخلوع وأركان حكمه المقبور،وأولئك المدعين بالإسلام كذباً وبهتاناً من الوهابيين القتلة العاشقين لسفك الدماء باسم الإسلام ،والإسلام برئ منهم والطائفة السنية بريئة منهم ومن فعالهم الخسيسة،أقول أن هؤلاء المجرمين قد استهدفوا بفعلتهم الجبانة وحدتنا الوطنية التي تجمع سائر قومياتنا المتآخية وأدياننا المتعددة وطوائفنا المتنوعة التي تتفيأ بظلال وطننا العزيز العراق وتنعم فيه بروح الأخوة والمحبة التي جمعتنا منذ زمن طويل .
لقد أراد المجرمون من خلف تلك الجريمة والعديد من الجرائم الأخرى التي سبقتها تخريب الوحدة الوطنية ،وتآخي أبناء شعبنا بكافة قومياته وأديانه وطوائفه،وإثارة الصراع القومي ،أو الديني ،أو الطائفي بغية تحقيق مآربهم الدنيئة بعودة عقارب الساعة إلى الوراء ،وعودة نظام القتلة الصداميين إلى السلطة من جديد ولكن هيهات أن تعود تلك العصابة إلى الحكم من جديد ،فلقد انطلق شعبنا من سجنه الرهيب محطماً تلك الأغلال التي قيده بها نظام القتلة طيلة 35 عاماً ،ومارسوا خلالها ابشع الجرائم بحق شعبنا ووطننا،تلك الجرائم التي لا يمكن أن يمحيها تقادم السنين .
لم أحس يوماً وأنا ابن الموصل السنية أن هناك ما يفرقني عن أخوتي من الطائفة الشيعية ،بل على العكس من ذلك فقد امتزجت دماءنا مع بعضنا البعض ،وها هم أبناءنا وبناتنا متزوجون من أبنائنا وبناتنا الشيعة ،وهاهم أحفادنا يحملون تلك الدماء ،ويجمعوننا على المحبة والأخوة التي لا يمكن أن تنفصم عراها.
ولم اعجب بشخصية عبر التاريخ الإسلامي كإعجابي بشخصية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ،ولم اعجب بكتاب في كل التاريخ الإسلامي كإعجابي ب[ نهج البلاغة ] وحِكم أبا الحسن وقصائده التي كنت منذ صباي ولا أزال أرددها وأتغنى بها
في كل وقت وحين .
ولم أحس يوماً أن ديننا ًيفرقني عن أبناء وطني فنحن اخوة في الإنسانية ،ونحن عائلة واحدة في هذا البيت الكبير الذي يجمعنا وهو العراق ،ولقد أكد الله سبحانه وتعالى على هذه الأخوة في آيات عديدة حيث يقول :
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون }
وفي آية أخرى قال الله تعالى :{ولتجدن أقرب الناس إلى الذين آمنوا هم الذين قالوا إنا نصارى }
وفي آية أخرى يقول : { يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ،إن أكرمكم عند الله أتقاكم }.وهناك العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد على هذه الأخوة التي تجمعنا ،والتي ينبغي أن نحرص عليها جميعاً ونشد من أواصرها دائماً وأبداً ،وأن نصب جام غضبنا على كل أولئك الذين يسعون إلى فسخ عرى هذه الأخوة التي تجمعنا،وتشتيت شملنا ،والتنبه إلى ألاعيبهم القذرة للعب على الوتر الطائفي أو الديني أو القومي لتمزيق وحدتنا الوطنية لتحقيق أهدافهم الدنيئة .
ما هو السبيل لقطع دابر هذه العصابات المجرمة والعابثة بأمن المواطنين ،والساعين لتخريب البنية التحتية لوطننا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى معالجة أوضاعنا المأساوية التي خلفها ذلك النظام الصدامي المقبور ؟
أن السبيل القويم للتصدي للعصابات الإجرامية التي تعيث فساداً في مناطق معينة من البلاد ،وتحقيق الأمن والسكينة في طول البلاد وعرضها ،وتحويل الجهود إلى إعادة بناء البنية التحية للعراق إقتصادياً واجتماعياً وصحياً وثقافياً ،إضافة إلى الجانب السياسي الذي يقتضي حماية الجبهة الداخلية وصيانة الوحدة الوطنية وتدعيمها من خلال احترام الرأي الآخر،والإيمان بالديمقراطية والتعددية والورقة الانتخابية ، والحيلولة دون خلق دكتاتور آخر ،كي ينعم شعبنا بالحرية التي افتقدها منذ عدة عقود من حكم الطغاة .
إن تحقيق هذه المهام تتطلب إجراءات جذرية من قبل سلطات الاحتلال والحاكم المدني السيد بريمر ومن قبل مجلس الحكم والحكومة المشكلة حديثاً،والتي يمكن تحديدها بما يلي :
1 ـ الطلب من السيد بريمر تسليم المسؤولية الأمنية للحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية على أن تستعين في الوقت الحاضر بقوات الاحتلال لدعم قدراتها ريثما تصبح على استعداد وقدرة لتحمل المسؤولية الكاملة في حفظ الأمن والنظام .
2 ـ العمل على تشكيل القوى السياسية المشتركة في مجلس الحكم ميلشيا مسلحة تأخذ على عاتقها تعقب العصابات المجرمة من أذناب صدام وما يسمى بفدائيي صدام وجيش القدس والأجهزة الأمنية المنحلة والوهابيين العرب الذين دخلوا العراق بطريق غير شرعي من أجل القيام بالعمليات الإنتحارية الإجرامية التي لن تقودهم إلا إلى جهنم وبئس المصير .
3 ـ العمل على دعوة كافة أعضاء الأجهزة الأمنية للنظام الصدامي لمراجعة سلطات الإحتلال والأجهزة الأمنية المشكلة حديثاً معاً ،خلال مدة محددة ،للتثبت من أوضاعهم وسلوكهم تجاه الوضع القائم ،وموقفهم من العمليات الإجرامية ،ومن يتخلف عن المراجعة يعرض نفسه لعقوبات صارمة .
4 ـ الإسراع في تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة رجالات الحكم المقبور،والطلب من سلطات الاحتلال تسليم المعتقلين لديها للإسراع في محاكمتهم بموجب القوانين التي سنوها هم أنفسهم ،وإنزال العقاب الصارم الذي يستحقونه جراء الجرائم التي اقترفوها بحق الشعب ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه سلوك هذا السبيل .
5 ـ الإسراع في إعادة تشغيل القناة الفضائية العراقية لكي تقوم ببث المحاكمات على الهواء مباشرة لكي يطلع العالم أجمع على الجرائم البشعة التي اقترفها هؤلاء بحق الشعب والوطن ،هذا بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لملايين العراقيين والعرب لتلقي أخبار الوطن بعيداً عن تلك القنوات الفضائية التي أثبتت عداءها لقضية شعبنا ، وتصويرها للمجرمين الذين يمارسون التخريب للبنية التحية على أنهم مقاومون للإحتلال ،وهم في حقيقة الأمر ليسوا سوى مجرمين عاديين قتلة يستحقون اشد العقاب .
6 ـ العمل بأسرع وقت على توسيع ودعم الأجهزة الأمنية المشكلة حديثاً وتجهيزها بالمعدات اللازمة وتثقيفها بالثقافة الديمقراطية واحترام المواطنين ،والحزم مع العناصر المجرمة التي تعكر صفو الأمن والنظام العام، وملاحقتهم والقبض عليهم وإحالتهم إلى المحاكم المختصة ،وإنزال العقاب الصارم بمن يثبت اشتراكهم في الأعمال الإجرامية .
7 ـ العمل بأسرع وقت على إعادة تشكيل الجيش العراقي ورفده بالعناصر النظيفة التي لم تتلوث أيديها بجرائم النظام الصدامي وخاصة أبان الانتفاضة الوطنية عام 1991 وأبان حملة الأنفال السيئة الصيت ضد شعبنا الكردي ،والعمل على تثقيف أفراد الجيش بحب الشعب والوطن والابتعاد عن أي عمل سياسي أو حزبي طالما هم يمارسون عملهم داخل الجيش ،والتشبع بالأفكار الديمقراطية ،واحترام الحريات العامة ،والدفاع عن الوطن ضد أي عدوان خارجي .
8 ـ الإسراع في إعادة بناء البنية التحتية للعراق وإعادة الخدمات العامة الأساسية كالماء والكهرباء والصرف الصحي والخدمات الصحية والمدارس والجامعات ، وتأمين دخل كافٍ لكافة أبناء الشعب تكفل لهم حياة كريمة آمنة ،وحل مشكلة البطالة وتأمين العمل لكل العاطلين .
9 ـ الإسراع في إعداد الدستور الدائم للبلاد وعرضه على الاستفتاء الشعبي وضرورة النص في صلب الدستور على كافة بنود شرعة حقوق الإنسان الذي أقرته الأمم المتحدة ،والعمل على تشكيل محكمة دستورية تأخذ على عاتقها حماية الدستور من عبث العابثين ،وضمان الحقوق والحريات العامة لشعبنا وتنظيماته السياسية ،وحقها في ممارسة العمل السياسي لكافة القوى المؤمنة بالديمقراطية والحرية بموجب ما ينص عليه الدستور .
10 ـ تحديد موعد لإجراء انتخابات عامة تحت إشراف الأمم المتحدة لانتخاب برلمان عراقي يمثل شعبنا تمثيلاً حقيقياً خالياً من أي تزوير لإرادة الشعب ،ومحاولة تشكيل حكومة إئتلافية في المرحلة الأولى على الأقل للحاجة الماسة لكافة الجهود الوطنية لبناء العراق الجديد الذي يتطلب جهوداً كبيرة جداً لا يمكن لأي قوة سياسية القيام بها بمفردها .
11 ـ العمل بأسرع وقت على إعادة تنظيم الجهاز القضائي وتطعيمه بالأيادي النظيفة التي لم تتلوث بجرائم النظام الصدامي ،والعمل بأقصى سرعة على إعادة النظر في قانون العقوبات البغدادي بما ينسجم وضمان حقوق وحريات المواطنين واحترامها ،والعمل على إلغاء كافة القوانين الاستثنائية التي سنها النظام الصدامي والمعادية لحقوق وحريات المواطنين .
وأخيراً لا يسعني إلا أن أشدد مرة أخرى على أهمية صيانة الوحدة الوطنية ، والابتعاد عن أي تطرف طائفي ،أو مذهبي ،أو قومي فنحن جميعاً في سفينة واحدة هي العراق الغالي ،وإذا غرقت سفينتنا ـ لا سمح الله ـ فسنغرق جميعاً ،ولن يستفيد من ذلك سوى أعداء شعبنا وأيتام النظام المقبور .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب