المواضيع ألعشرة الأخيرة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
احصائية الموقع
عدد مواضيع المدونة: 654
عدد تعليقات المدونة : 8
عدد تعليقات المدونة : 8
المتواجدين : |
الإثنين 14 نيسان 2025 م - 15 شوال 1446 ھ
04:58:43 صباحا
ماذا يدور وراء الكواليس ؟ ومتى نشهد الدخان الأبيض؟
2:36 م | مرسلة بواسطة
hamid
حامد الحمداني 12شباط 2005
ثلاثة عشر يوماً مرت منذ جرت الانتخابات العامة في العراق لانتخاب مجلس تأسيسي يأخذ على عاتقه انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونوابهما دون أن تُعلن نتائج الانتخابات التي بات شعبنا قلقا لتأخر الإعلان عنها طيلة هذه المدة ، ولاسيما وأن القوى الإسلامية بدأت تسرب معلومات عن فوزها بنسب عالية جدأ ، وتعد العدة لاستلام السلطة ، في حين ينشط رئيس الوزراء أياد علاوي في اتصالاته بالقوى السياسية الأخرى بعد أن تأكد له أن قائمته قد تأتي على ما يبدو في المرتبة الرابعة ، يخطب ودها ، وفي المقدمة منها القوى الكردية لتكوين إئتلاف في محاولة للتشبث بالبقاء على كرسي رئاسة الوزارة .
ليس من المعقول أن يتأخر إعلان نتائج الانتخابات طيلة هذه المدة مهما كانت أساليب الفرز المتبعة متخلفة ، ولا أظنها كذلك ، ولا بد أن يكون وراء هذا التأخير دوافع سياسية ، حيث تجري على ما يبدو وراء الكواليس ، وبإشراف وضغط أمريكي على القوى السياسية لكي يتم طبخ الوزارة ورئاسة الجمهورية على نار هادئة ، ويتولى السفير الأمريكي في بغداد نغروبونتي هذه المهمة حيث تقول المعلومات أنه يجري اتصالات واجتماعات مكثفة مع القوى السياسية للخروج بنتائج توافقية على المراكز السيادية وعلى الخطوط الرئيسية للدستور القادم بما يرضي جميع الأطراف ، ويؤمن المصالح الأمريكية في المستقبل .
لقد كانت الولايات المتحدة عندما وضعت قانون إدارة الحكم تُدرك تمام الإدراك الاحتمالات الواردة في أي انتخابات تُجرى في البلاد ، ولكي لا تُفاجأ بما لا يلبي أهداف السياسة الأمريكية في العراق وضعت شروطاً وقيوداً تحول دون إمكانية استحواذ أية قوة سياسية على السلطة بمفردها ، ولاسيما خشيتها من حصول القوى الإسلامية على الأغلبية في البرلمان يؤهلها لاستلام السلطة في الوقت الذي ترتبط هذه القوى بوشائج مع إيران بحكم تواجدها على الساحة الإيرانية خلال الحقبة الصدامية الفاشية ، وبحكم توجهها الإسلامي ، ورغبتها في اعتبار الإسلام مصدر أساسي في التشريع ، وهو أمر يتوجس منه الشعب وتتوجس منه الولايات المتحدة القلق وينتابها الشكوك حول مستقبل العراق في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة حرباً سياسية مع إيران بسبب نشاطاتها في الحقل النووي ومحاولاتها المحمومة في التدخل في الشأن العراقي ، ودعمها للقوى الإسلامية في العراق بشكل مكشوف .
ويرى المتتبعون للسياسة الأمريكية وأهدافها الاستراتيجية في هذه المنطقة الهامة جداً لمصالحها النفطية والاقتصادية إن هيمنة القوى الإسلامية على مقاليد السلطة في العراق أمر لا يمكن هضمه ، ومن أجل ذلك فإنها تخوض هذه الأيام صراعاً مع الزمن ، وقبل إعلان نتائج الانتخابات لإيجاد صيغة لأتلاف القوى السياسية الفاعلة في البلاد بالشكل الذي يؤمن عدم هيمنة أية قوة سياسية على السلطة بشكل مطلق ، وخلق حالة من التوازن لكي يتم التوافق على المراكز السيادية ، ومشروع الدستور الذي يؤمن التوازن المنشود خلال الفترة الزمنية التي تنتهي بنهاية هذا العام ، حيث ستجرى انتخابات جديدة لإقرار الدستور وإجراء استفتاء شعبي عليه .
أن الشعب العراق ينتظر بقلق بالغ إعلان نتائج الانتخابات ، ونتائج المداولات الجارية وراء الكواليس لكي يشهد قيام مجلس تأسيسي لا تتنازعه الصراعات لكي يباشر على الفور انتخاب رئيس للجمهورية ، وحكومة وطنية قوية تأخذ على عاتقها ملاحقة القوى الإرهابية والظلامية التي تعيث في البلاد خراباً ودماراً وتقتيلاً، بشكل جدي وحازم ، وتعيد الأمن والسلام والنظام في ربوع البلاد ، وتفرغ المجلس التأسيسي لصياغة الدستور الدائم للبلاد بما يؤمن الحقوق والحريات العامة للمواطنين ، ويضمن قيام حكم ديمقراطي فيدرالي تعددي بعيد عن الهيمنة الدينية أو الطائفية أو القومية ، ويكون سائر المواطنين بموجبه سواسية أمام القانون في الحقوق والواجبات بصرف النظر عن القومية أو الدين أو الطائفة ، فمتى يشهد الشعب العراقي انتهاء هذه الولادة العسيرة للمجلس التأسيسي ورئاسة الجمهورية والحكومة ؟
إن على القوى السياسية الوطنية أن تدرك إن السبيل الوحيد لتحقيق هذه الأهداف يكمن في تآلفها وتوافقها على قيام نظام حكم ديمقراطي يؤمن بالتعددية ، والتداول السلمي للسلطة ، ودستور علماني لا يميز بين المواطنين بسبب الجنس أو القومية أو الدين أو الطائفة ، ويمنح المرأة التي تمثل نصف المجتمع حقوقها الانسانية كاملة غير منقوصة ، ومساواتها بالرجل على قدم المساواة ، وإن أي سبيل آخر لن يقودنا إلا إلى الصراع والاحتراب الذي لا يستفيد منه إلا أعداء شعبنا الفاشيين والظلاميين المتربصين بنا للسطو على الحكم من جديد .
أن الشعب يتطلع بفارغ الصبر خروج الدخان الأبيض من المنطقة الخضراء في قلب بغداد ، فقد أعياه الصبر وأنهكه الإرهاب والرعب والقلق ، وباتت الحياة جحيماً لا يطاق ، فهل من مستجيب ؟

0 التعليقات: