عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

حارث الضاري ومؤتمر الوفاق


حامد الحمداني                                                   
19/11/2005

كما كان متوقعاً من حارث الضاري رئيس ما يسمى بهيئة علماء المسلمين كشف الضاري في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المنعقد في القاهرة عن الوجه الحقيقي لهذه الهيئة التي تدعي تمثيل ليس الطائفة السنية فحسب ، بل المسلمين العراقيين ككل حيث يدعو حليفه المجرم الزرقاوي الطائفة الشيعية بالرافضة الخارجة على الإسلام ، فقد جاء خطابه تماماً كما هو خطاب القوى الصدامية التي تم إسقاطها من السلطة إلى غير رجعة وكأنه ناطقاً بلسانها من خلال الطروحات التي جاء بها إلى المؤتمر .
لقد طرح الضاري أموراً عديدة تهدف بمجملها بكل تأكيد إلى العودة إلى ما قبل التاسع من نيسان 2003  ، وعودة النظام الصدامي الفاشي الذي أذاق شعبنا مرَّ العذاب خلال تلك العقود الكالحة السواد من حكم جلاد شعبنا صدام وزمرته الشريرة ، فقد دعا الضاري إلى تحقيق المطالب التالية :
1 ـ طالب الضاري بجدولة لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق كأساس لإعادة الأمن والسلام في العراق مدعياً أن ما يجري في العراق من عمليات إرهابية مقاومة شريفة !! ، وأن هذه المقاومة لن تتوقف حتى تنسحب القوات المتعددة الجنسيات ، ومرّ مرور الكرام على جرائم السيارات المفخخة  والعبوات الناسفة التي تزهق كل يوم المئات من أبناء شعبنا فهذه الجرائم في نظر الضاري تستهدف طرد قوات الإحتلال.
ورغم أن الضاري أضاف أنه لا يدعو للخروج الفوري للقوات الأمريكية والبريطانية فإنه استدرك ذلك معبراً عن قلقه البالغ من تمكن الحكومة العراقية من بناء قوات عسكرية وأجهزة أمنية تمكنها من الحفاظ على الأمن والنظام بعد خروج القوات الأمريكية والبريطانية مما يحول دون قدرة عصابات حزب البعث استعادة السلطة ، وهذا هو الهدف المباشر من مطالب ما يسمى بهيئة علماء المسلمين الناطقة الرسمية بلسان النظام المقبور .
2 ـ رفض الضاري بناء جيش جديد وطالب بإعادة الجيش الصدامي السابق بكل مؤسساته وضباطه وأفراده ، وكذلك قوات الأمن والأجهزة الأمنية الصدامية ، وهذا بيت القصيد للضاري وحلفائه الفاشيين، انه يبغي إعادة النظام المقبور تماماً ، وهو يتمنى من صميم القلب أن يعيد الأمريكان صدام وزمرته المجرمة إلى السلطة من جديد ، ولو تسنى لهم ذلك فليتوقع الشعب العراقي مجزرة مجازر كبرى دونها مجازر انتفاضة آذار 1991 والأنفال عام 1988 وجريمة حلبجة والتنكيل بالقوى السياسية الوطنية لمئات المقابر الجماعية الجديدة وربما الآلاف منها ، فالحقد الذي يغلي في قلوب الصداميين العفالقة قد بات مضاعفاً عشرات المرات منذ أن تم إسقاطهم من السلطة .
3 ـ لقد وجه الضاري نقداً شديداً لرئيس الوزراء إبراهيم الجعفري الذي أعلن في خطابه في المؤتمر أن عودة حزب البعث خط أحمر، وهذا ما يسعى إليه الضاري وحلفائه الظلاميين .
إن حزب البعث قد أصبح خارج التاريخ بالنسبة للشعب العراقي الذي قاسى الويلات والمصائب من طغيان هذا الحزب وقيادته الشريرة ، ودفع ثمناً باهضاً من دماء مئات الألوف من أبنائه البررة في حروبه العدوانية الداخلية منها والخارجية على حد سواء  ، والمرء لا يمكن أن يلدغ من جحر مرتين ، فكيف يرتضي الشعب عودة تلك العصابة المجرمة إلى الحكم من جديد سواء كانت بوجود صدام أو بدونه ، فهناك الكثير من الصداميين في صفوفه وربما سيفوقونه إجراماً فيما لو تسنى لهم العودة إلى الحكم من جديد .
وطوال خطابه لم ينبس الضاري بكلمة واحدة ضد نظام صدام وعصابته المجرمة وحزبه الفاشي .
 إن التباين في الأهداف ووجهات النظر بين القوى الوطنية وزمرة الضاري وحلفائه والظلاميين المتعاونين معهم عميقة جداً ، وكل الدلائل تشير على استحالة التوفيق بين الأطراف المشاركة في المؤتمر، فالشعب العراقي يرفض رفضاً قاطعاً عودة حزب البعث إلى الواجهة ، ويرفض عودة الجيش الصدامي والأجهزة القمعية الصدامية من جديد ، ويرفض كذلك أي نظام طائفي شيعياً كان أم سنياً ، ويرفض زج الدين ورجالاته في الأمور السياسية ، ويطالب بفصل الدين عن الدولة ، ويسعى لإقامة نظام حكم ديمقراطي علماني لا مكان فيه لأدعياء الدين ، وليبقى الدين منزهاً في قلوب المؤمنين الحقيقيين بعيداً عن الاستغلال من قبل كائن من كان ، ولأي طائفة كانت ، وليعش العراق حراً ديمقراطياً ينعم بظله شعبنا بالحرية والمساواة والعيش الكريم .    

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب