عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

مطلوب من مجلس الحكم مصارحة الشعب

حامد الحمداني


ها قد مضى أكثر من شهرين على تأليف مجلس الحكم الموقر وعيون الشعب شاخصة نحوه ،متلهفة للوقوف على إجراءاته وجهوده الهادفة للأخذ بيد العراقيين ، وإنقاذهم من الأوضاع البائسة التي خلفها النظام الصدامي الفاشي ، وإيجاد الحلول الناجعة لمشاكله الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية المزمنة ،والعمل على إنجاز الدستور المرتقب تمهيداً لإجراء انتخابات المجلس التأسيسي كي يناقش الدستور ويصادق على صيغته النهائية قبل عرضه على الاستفتاء الشعبي العام ،وتمهيد الأجواء لانسحاب القوات الأجنبية من البلاد وعودة السيادة والاستقلال الناجزين .
لقد جاء تشكيل مجلس الحكم في واقع الأمر جامعاً لكافة أطياف الشعب ،القومية والدينية والطائفية وحتى العقائدية ،وقد كان ذلك بلا شك خياراً جيداً وحكيماً ،بالنظر لما يمثله شعبنا من أطياف مختلفة ومتنوعة ،والعراق اليوم يمرّ بمرحلة حرجة وبالغة الخطورة تتطلب أولاً وقبل كل شئ تجميع هذا الطيف المتشعب وراء قيادة حكيمة وتمتلك إرادة موحدة قادرة على تحقيق طموحات شعبنا في العيش بأمان ،وتحقيق الحرية والديمقراطية والعيش الكريم .
ورغم مرور أكثر من شهرين على تشكيل هذا المجلس فإن شعبنا يشعر بقلق بالغ بسبب البطء في معالجة هذه القضايا التي وردت أعلاه ،وهو يشعر أن من حقه أن يطلب من مجلس الحكم أن يصارحه في كل ما يخص أحواله الحالية ومستقبله ومصيره لكي يكون على بينة مما يجري ،وليساهم مساهمة فعالة في دعم المجلس في سعيه الحثيث لإيصال السفينة العراقية إلى بر الأمان .
إن شعبنا يناشد مجلس الحكم أن يصارحه فيما يدور وراء الأبواب المغلقة بين أعضائه، ويتساءل إن كان أعضاء المجلس الممثلين للأطياف المختلفة قد وضعوا لهم خطوطاً عريضة لمشروع وطني يلتزم به الجميع نصاً وروحاً ،ويعملون بتفانٍ لإنجازه ،واضعين نصب أعينهم مصالح الشعب والوطن قبل أية مصالح فئوية أو حزبية أو طائفية للقوى والأحزاب المنضوية في هذا المجلس .
إن المشروع الوطني في هذه المرحلة الحساسة والبالغة الخطورة أمر ضروري لا يمكن الاستغناء عنه ،ولا يمكن تحقيق طموحات شعبنا بدونه ،فالعراق اليوم أشبه بسفينة تبحر في محيط هائج تتلاطمه الأمواج من كل صوب ،وإن إيصال هذه السفينة إلى شاطئ الحرية والسلام والديمقراطية يتطلب قيادة موحدة للملاحين تضع أمامها أهداف محددة ومتفق عليها بين الجميع .
إن شعبنا يتطلع إلى أن يكون لمجس الحكم ناطق رسمي بإسمه يأخذ على عاتقه إطلاعه أولاً بأول عما يدور في أروقة مجلس الحكم ،وما يتخذه من قرارات ،وما يواجهه من عقبات سواء كانت من جانب الحاكم المدني السيد بريمر ،أو من جانب أعضائه ليكون على بينة من أمره ،وهذا الأمر حقُ من حقوقه ينبغي أن يمارسه، وليس من حق أحد كائنا من كان أن يمنعه من ممارسة هذا الحق .
كما أن شعبنا يناشد مجلس الحكم الموقر أن يوضح له ما تم بشأن الدراسات الأولية للدستور المنتظر ،وما هي الخطوط العريضة لهذا الدستور لأن هذا الأمر الخطير يتعلق بحاضره ومستقبله ، ويقرر مصيره ،فمن حقه أن يطلع على ما يدور وراء الكواليس حول مواقف القوى السياسية التي تشكل المجلس ،وما إذا كان هناك تناقض أو خلافات في المواقف من الدستور المقترح .
والشعب العراقي يناشد المجلس الموقر أن يوضح له ظروف العمل داخل المجلس ، ومدى ما يمتلكه من الصلاحيات ،ومن حرية العمل وحرية اتخاذ القرارات وما مدى تدخل الحاكم المدني بريمر في اتخاذ القرارات وتنفيذها.
إن إطلاع الشعب على هذه الأمور أمر هام وضروري جداً ، فمجلس الحكم بحاجة إلى دعم قوي يساعده على الحصول على صلاحيات أوسع ،ومساحات أوسع للتحرك
في مختلف المجالات ،وليس هناك من أحد يستطيع تقديم مثل هذا الدعم إلا الشعب الذي يملك من الطاقات ،ومن الإرادة ،ومن القدرة على تقديم التضحيات ما يؤهله لصنع المعجزات ،وإن أية حكومة تسند ظهرها إلى قوى شعبها وتتحصن به ستكون بكل تأكيد قادرة على تحقيق ما تصبو إليه.
فإلى مزيد من الالتصاق بالشعب ،وإشراكه في كل ما يتعلق بتقرير مصيره ومستقبله فهذا هو الطريق الصحيح والسليم ،ولا طريقاً غيره .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب