عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الأولى
6:48 ص | مرسلة بواسطة
hamid
عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز
الحلقة الأولى
حامد الحمداني
دأب العديد من الكتاب القوميين على تزييف تاريخ العلاقات المصرية العراقية في الفترة التي أعقبت قيام ثورة 14 تموز المجيدة ، والمواقف الخاطئة التي اتخذها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سامحه الله، والتي سببت للشعب العراقي من الكوارث والويلات والمصائب على يد انقلابيي 8 شباط 1963 بدعم مباشر من نظام عبد الناصر.
ورداً على ما ورد في كتاب [ أمين هويدي ] عن العلاقات العراقية المصرية على عهد عبد الناصر ، وبغية كشف الحقائق عن تلك الأحداث التاريخية كي تكون الشعوب العربية على بينة منها ، أرى لزاماً علي ، وأنا الذي عايشت تلك الأحداث بأيامها وساعاتها بكل أمانة وموضوعية.
وقبل الولوج في هذه المتابعة أحب أن أؤكد للقارئ الكريم ، وللسيد أمين هويدي بالذات أنني لم اقف يوماً موقفاً معادياً من الرئيس عبد الناصر ، بل على العكس من ذلك كنت أكن له كل الاحترام والمحبة لمواقفه وكفاحه ضد الهيمنة الإمبريالية على العالم العربي ، شأني شأن الكثيرين من الجماهير العربية ، ولقد كان لي شرف المساهمة في انتفاضة عام 1956احتجاجاً على العدوان الثلاثي على الشقيقة مصر ، واستنكاراً لمواقف حكومة نوري السعيد اللا وطنية ،والمعادية لمصالح الأمة العربية بوجه عام و لمصر وعبد الناصر بوجه خاص .
لكن هذا لا يعني أننا ينبغي أن نسكت عن الأخطاء التي يرتكبها أي حاكم عربي ، ولا سيما تلك التي ارتكبها عبد الناصر بحق العراق وثورة 14 تموز 1958 وقائدها عبد الكريم قاسم ، والتي لو لم يقع بها عبد الناصر وسعى لتحقيق أوسع الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية التي دعا إليها العراق متمثلاً بحكومة الثورة وقائدها عبد الكريم قاسم ، وبسائر الأحزاب الديمقراطية ومن بينها الحزب الشيوعي ، لكان للعرب شأن آخر غير هذا الواقع البائس الذي نشهده اليوم ، كان يمكن للتعاون النزيه بين العراق والجمهورية العربية المتحدة أن يبعث الأمة العربية من جديد ، لكن عبد الناصر رحمه الله كان عجولاً في أكل العنب فأكله حصرماً ، وأطعم العراقيين شعباً وحكومة من ذاك الحصرم ، ودفعته رغبته الجامحة لإلحاق العراق بالجمهورية العربية المتحدة ولما يمضي على ثورة 14 تموز سوى أيام قلائل ، مستعيناً بحزب البعث والعديد من العناصر المدعية بالقومية العربية وعلى رأسها عبد السلام عارف ، وسالكاً أسلوب غير دستوري وغير ديمقراطي لتحقيق هذا الهدف ، وشن حملة شعواء على قيادة الزعيم عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي والقوى الديمقراطية ، متهماً الجميع بالشعوبية ،حتى لكأنما القومية كانت حكراً عليهم ، وأن القوى التي عارضت الوحدة الفورية ودعت إلى قيام اتحاد فدرالي مع العربية المتحدة متجردين من قوميتهم !!!.
إن الوحدة العربية أمل عزيز لكل عربي محب لشعبه ووطنه ، لكن العبرة في أسلوب قيام هذه الوحدة المرتكزة على الدستورية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، واحترام خصائص أقطارنا ظروفها الموضوعية .
وعودة إلى موضوع الدراسة النقدية لكتاب [ عبد الناصر والعراق ]للسيد أمين هويدي فقد ذكر الأخ الكريم سيار الجميل أن الناصريين كانوا على عداء نفسي مع البعثيين في أيام الوحدة ، والذي أود أن أؤكده للأخ الجميل أن من صنع الوحدة مع مصر عام 1958 هم البعثيون الذين كانوا يخوضون صراعاً مريراً مع قوى اليسار ، وأخص منها الحزب الشيوعي السوري الذي كان يتمتع بشعبية واسعة في صفوف الشعب السوري مما أقلق البعثيين إلى السلطة والقوى القومية الأخرى وعلى رأسها شكري القوتلي [ رئيس الجمهورية ] من إمكانية وثوبهم ،فسارعوا إلى عبد الناصر يطلبون الوحدة بدعوى خطورة النشاط الشيوعي آنذاك في سوريا.
وتلقف الرئيس عبد الناصر الطلب وقد امتلأ بهجة لتحقيق نواتً لوحدة عربية من المحيط إلى الخليج ، وجاءت الوحدة بين القطرين بولادة قيصرية ولما يكمل الجنين وتتحقق شروط الوحدة وعوامل استمرارها .
لقد وقع عبد الناصر في الخطأ الذي نبه إليه الحزب الشيوعي السوري الذي كانت له وجهة نظره وشروطه لقيام الوحدة الراسخة الحاملة لشروط بقائها واستمرارها ، لا كما زوّر دعاة القومية المزيفون مواقف الحزب الشيوعي واتهموه بمعاداة الوحدة .
لقد قامت الوحدة بالتعاون بين البعثيين والقوميين في سوريا وهي تحمل بذور فشلها لافتقادها إلى أهم الركائز وهي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، ولم يكد يمضي وقت طويل حتى بادر عبد الناصر إلى إلغاء الأحزاب السياسية وقمع سائر الحريات التي كان الشعب السوري يتمتع بها ، ولم يسلم منها حتى حزب البعث نفسه صانع الوحدة ، وانقسم الشعب السوري على نفسه إلى ثلاثة أقسام ، القسم الأول ضم المعارضة الشيوعية والديمقراطية ، والقسم الثاني ضم دعاة القومية الناصرية الذين أيدوا وساندوا إجراءات عبد الناصر في قمع الحريات الأساسية للشعب السوري ، وبقي القسم الثالث وهم البعثيون الذين أخذت تتنازعهم الرغبة بين بقاء الوحدة ومقاومة الغاء دورهم السياسي في حكم سوريا الذي تركز في يد [عبد الحكيم عامر] و[عبد الحميد السراج ] وبدأت علامات فقدان الثقة بينهم وبين عبد الناصر آنذاك ، وتعمقت الخلافات فيما بينهم بمرور الأيام حتى وقوع الانفصال عام 1961 ، وهكذا انتهت هذه التجربة خلال ثلاث سنوات ، وكما قلنا آنفاً أنها كانت تحمل بذور فشلها منذ قيامها بسبب فقدان الديمقراطية .
ولم يتعظ الرئيس الراحل عبد الناصر بأخطائه التي أدت إلى الانفصال ، وحاول تكرارها مع العراق ولم يكن قد مضى على قيام ثورة 14 تموز سوى أياماً، محاولاً فرض الوحدة الفورية مع مصر على العراق ، وقدم أوسع دعم سياسي و حتى عسكري للقوى البعثية والقومية من أجل هذا الهدف ،وقد جمعت حولها القوى الرجعية والاقطاعية التي تضررت مصالحها من قيام الثورة وإصدار قانون الاصلاح الزراعي وعلى رأسهم الشيخ [ أحمد عجيل الياور] الذي لعب دوراً رئيسياً في انقلاب الشواف في الموصل ، لتقود حملة يتصدرها عبد السلام عارف بالدعوة للوحدة الفورية ، وسيّروا المظاهرات الصاخبة في شوارع بغداد لهذا الغرض مما دفع القوى الديمقراطية وفي المقدمة منها الحزب الشيوعي إلى تسيير المظاهرات المضادة رافعين شعار الاتحاد الفدرالي مع مصر ، وداعين إلى احترام إرادة الشعب واحترام خصائصه وظروفه الموضوعية ، وقد أدى ذلك الاختلاف والتباين في المواقف إلى شق الصف الوطني إلى نصفين مما هدد الثورة ومستقبل الشعب العراقي بكوارث لا تعد ولا تحصى منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا .كان منها محاولة الانقلاب التي أعد لها [رشيد عالي الكيلاني] بالتعاون مع عبد السلام عارف وزمرته ، وانقلاب العقيد الشواف الفاشل في الموصل والأحداث التي رافقته ، ثم محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في رأس القرية والوثوب إلى الحكم ، تلك المحاولة التي تم إفشالها بسرعة ،ونجاة عبد الكريم قاسم من موت محقق ، وتلاها بعد ذلك انقلاب 8 شباط الأسود الذي أغرق العراق بالدماء وملأ السجون والمعتقلات بخيرة المواطنين المؤمنين بالحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية . .
وتوالت الانقلابات العسكرية بعد ذلك فكان انقلاب 18 تشرين الثاني الذي قاده عبد السلام عارف لإخراج البعثيين من الحكم ، والمحاولات التي قام بها عارف عبد الرزاق لقلب حكم العارفين عبد السلام وعبد الرحمن ، وتوجت انقلاباتهم في 17 تموز 1968 الذي أعاد لنا عصابة البعث لتعيث فساداً في ربوع عراقنا المنكوب بحكامه الذين أجرموا بحق الشعب والوطن طوال 35 عاماً من حكمهم البغيض .
وغداً لنا لقاء مع القراء الأعزاء المتتبعين لهذه المرحلة التاريخية من حياة شعبنا لكي أتناول انقلاب العقيد الشواف ، ودور عبد الناصر في دعمه والدور الإعلامي الكاذب والمضلل لأحمد سعيد ، وللأحداث التي رافقت قمع الانقلاب ، ومسؤولية عبد الكريم قاسم في معالجة الأزمة في الموصل قبل وقوع الانقلاب رغم تنبيهه إلى خطورة الوضع في الموصل وحتمية وقوع الانقلاب .
الحلقة الأولى
حامد الحمداني
دأب العديد من الكتاب القوميين على تزييف تاريخ العلاقات المصرية العراقية في الفترة التي أعقبت قيام ثورة 14 تموز المجيدة ، والمواقف الخاطئة التي اتخذها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سامحه الله، والتي سببت للشعب العراقي من الكوارث والويلات والمصائب على يد انقلابيي 8 شباط 1963 بدعم مباشر من نظام عبد الناصر.
ورداً على ما ورد في كتاب [ أمين هويدي ] عن العلاقات العراقية المصرية على عهد عبد الناصر ، وبغية كشف الحقائق عن تلك الأحداث التاريخية كي تكون الشعوب العربية على بينة منها ، أرى لزاماً علي ، وأنا الذي عايشت تلك الأحداث بأيامها وساعاتها بكل أمانة وموضوعية.
وقبل الولوج في هذه المتابعة أحب أن أؤكد للقارئ الكريم ، وللسيد أمين هويدي بالذات أنني لم اقف يوماً موقفاً معادياً من الرئيس عبد الناصر ، بل على العكس من ذلك كنت أكن له كل الاحترام والمحبة لمواقفه وكفاحه ضد الهيمنة الإمبريالية على العالم العربي ، شأني شأن الكثيرين من الجماهير العربية ، ولقد كان لي شرف المساهمة في انتفاضة عام 1956احتجاجاً على العدوان الثلاثي على الشقيقة مصر ، واستنكاراً لمواقف حكومة نوري السعيد اللا وطنية ،والمعادية لمصالح الأمة العربية بوجه عام و لمصر وعبد الناصر بوجه خاص .
لكن هذا لا يعني أننا ينبغي أن نسكت عن الأخطاء التي يرتكبها أي حاكم عربي ، ولا سيما تلك التي ارتكبها عبد الناصر بحق العراق وثورة 14 تموز 1958 وقائدها عبد الكريم قاسم ، والتي لو لم يقع بها عبد الناصر وسعى لتحقيق أوسع الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية التي دعا إليها العراق متمثلاً بحكومة الثورة وقائدها عبد الكريم قاسم ، وبسائر الأحزاب الديمقراطية ومن بينها الحزب الشيوعي ، لكان للعرب شأن آخر غير هذا الواقع البائس الذي نشهده اليوم ، كان يمكن للتعاون النزيه بين العراق والجمهورية العربية المتحدة أن يبعث الأمة العربية من جديد ، لكن عبد الناصر رحمه الله كان عجولاً في أكل العنب فأكله حصرماً ، وأطعم العراقيين شعباً وحكومة من ذاك الحصرم ، ودفعته رغبته الجامحة لإلحاق العراق بالجمهورية العربية المتحدة ولما يمضي على ثورة 14 تموز سوى أيام قلائل ، مستعيناً بحزب البعث والعديد من العناصر المدعية بالقومية العربية وعلى رأسها عبد السلام عارف ، وسالكاً أسلوب غير دستوري وغير ديمقراطي لتحقيق هذا الهدف ، وشن حملة شعواء على قيادة الزعيم عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي والقوى الديمقراطية ، متهماً الجميع بالشعوبية ،حتى لكأنما القومية كانت حكراً عليهم ، وأن القوى التي عارضت الوحدة الفورية ودعت إلى قيام اتحاد فدرالي مع العربية المتحدة متجردين من قوميتهم !!!.
إن الوحدة العربية أمل عزيز لكل عربي محب لشعبه ووطنه ، لكن العبرة في أسلوب قيام هذه الوحدة المرتكزة على الدستورية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، واحترام خصائص أقطارنا ظروفها الموضوعية .
وعودة إلى موضوع الدراسة النقدية لكتاب [ عبد الناصر والعراق ]للسيد أمين هويدي فقد ذكر الأخ الكريم سيار الجميل أن الناصريين كانوا على عداء نفسي مع البعثيين في أيام الوحدة ، والذي أود أن أؤكده للأخ الجميل أن من صنع الوحدة مع مصر عام 1958 هم البعثيون الذين كانوا يخوضون صراعاً مريراً مع قوى اليسار ، وأخص منها الحزب الشيوعي السوري الذي كان يتمتع بشعبية واسعة في صفوف الشعب السوري مما أقلق البعثيين إلى السلطة والقوى القومية الأخرى وعلى رأسها شكري القوتلي [ رئيس الجمهورية ] من إمكانية وثوبهم ،فسارعوا إلى عبد الناصر يطلبون الوحدة بدعوى خطورة النشاط الشيوعي آنذاك في سوريا.
وتلقف الرئيس عبد الناصر الطلب وقد امتلأ بهجة لتحقيق نواتً لوحدة عربية من المحيط إلى الخليج ، وجاءت الوحدة بين القطرين بولادة قيصرية ولما يكمل الجنين وتتحقق شروط الوحدة وعوامل استمرارها .
لقد وقع عبد الناصر في الخطأ الذي نبه إليه الحزب الشيوعي السوري الذي كانت له وجهة نظره وشروطه لقيام الوحدة الراسخة الحاملة لشروط بقائها واستمرارها ، لا كما زوّر دعاة القومية المزيفون مواقف الحزب الشيوعي واتهموه بمعاداة الوحدة .
لقد قامت الوحدة بالتعاون بين البعثيين والقوميين في سوريا وهي تحمل بذور فشلها لافتقادها إلى أهم الركائز وهي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، ولم يكد يمضي وقت طويل حتى بادر عبد الناصر إلى إلغاء الأحزاب السياسية وقمع سائر الحريات التي كان الشعب السوري يتمتع بها ، ولم يسلم منها حتى حزب البعث نفسه صانع الوحدة ، وانقسم الشعب السوري على نفسه إلى ثلاثة أقسام ، القسم الأول ضم المعارضة الشيوعية والديمقراطية ، والقسم الثاني ضم دعاة القومية الناصرية الذين أيدوا وساندوا إجراءات عبد الناصر في قمع الحريات الأساسية للشعب السوري ، وبقي القسم الثالث وهم البعثيون الذين أخذت تتنازعهم الرغبة بين بقاء الوحدة ومقاومة الغاء دورهم السياسي في حكم سوريا الذي تركز في يد [عبد الحكيم عامر] و[عبد الحميد السراج ] وبدأت علامات فقدان الثقة بينهم وبين عبد الناصر آنذاك ، وتعمقت الخلافات فيما بينهم بمرور الأيام حتى وقوع الانفصال عام 1961 ، وهكذا انتهت هذه التجربة خلال ثلاث سنوات ، وكما قلنا آنفاً أنها كانت تحمل بذور فشلها منذ قيامها بسبب فقدان الديمقراطية .
ولم يتعظ الرئيس الراحل عبد الناصر بأخطائه التي أدت إلى الانفصال ، وحاول تكرارها مع العراق ولم يكن قد مضى على قيام ثورة 14 تموز سوى أياماً، محاولاً فرض الوحدة الفورية مع مصر على العراق ، وقدم أوسع دعم سياسي و حتى عسكري للقوى البعثية والقومية من أجل هذا الهدف ،وقد جمعت حولها القوى الرجعية والاقطاعية التي تضررت مصالحها من قيام الثورة وإصدار قانون الاصلاح الزراعي وعلى رأسهم الشيخ [ أحمد عجيل الياور] الذي لعب دوراً رئيسياً في انقلاب الشواف في الموصل ، لتقود حملة يتصدرها عبد السلام عارف بالدعوة للوحدة الفورية ، وسيّروا المظاهرات الصاخبة في شوارع بغداد لهذا الغرض مما دفع القوى الديمقراطية وفي المقدمة منها الحزب الشيوعي إلى تسيير المظاهرات المضادة رافعين شعار الاتحاد الفدرالي مع مصر ، وداعين إلى احترام إرادة الشعب واحترام خصائصه وظروفه الموضوعية ، وقد أدى ذلك الاختلاف والتباين في المواقف إلى شق الصف الوطني إلى نصفين مما هدد الثورة ومستقبل الشعب العراقي بكوارث لا تعد ولا تحصى منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا .كان منها محاولة الانقلاب التي أعد لها [رشيد عالي الكيلاني] بالتعاون مع عبد السلام عارف وزمرته ، وانقلاب العقيد الشواف الفاشل في الموصل والأحداث التي رافقته ، ثم محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في رأس القرية والوثوب إلى الحكم ، تلك المحاولة التي تم إفشالها بسرعة ،ونجاة عبد الكريم قاسم من موت محقق ، وتلاها بعد ذلك انقلاب 8 شباط الأسود الذي أغرق العراق بالدماء وملأ السجون والمعتقلات بخيرة المواطنين المؤمنين بالحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية . .
وتوالت الانقلابات العسكرية بعد ذلك فكان انقلاب 18 تشرين الثاني الذي قاده عبد السلام عارف لإخراج البعثيين من الحكم ، والمحاولات التي قام بها عارف عبد الرزاق لقلب حكم العارفين عبد السلام وعبد الرحمن ، وتوجت انقلاباتهم في 17 تموز 1968 الذي أعاد لنا عصابة البعث لتعيث فساداً في ربوع عراقنا المنكوب بحكامه الذين أجرموا بحق الشعب والوطن طوال 35 عاماً من حكمهم البغيض .
وغداً لنا لقاء مع القراء الأعزاء المتتبعين لهذه المرحلة التاريخية من حياة شعبنا لكي أتناول انقلاب العقيد الشواف ، ودور عبد الناصر في دعمه والدور الإعلامي الكاذب والمضلل لأحمد سعيد ، وللأحداث التي رافقت قمع الانقلاب ، ومسؤولية عبد الكريم قاسم في معالجة الأزمة في الموصل قبل وقوع الانقلاب رغم تنبيهه إلى خطورة الوضع في الموصل وحتمية وقوع الانقلاب .
التسميات:
بحوث تاريخية
بحوث تاريخية
0 التعليقات: