أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
4:18 م | مرسلة بواسطة
hamid
ملف الأول من أيار ـ عيد العمال العالمي
حامد الحمداني
28/4/2008
أحدث سقوط التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، وانهيار منظومة المعسكر الاشتراكي انتكاسة كبرى ليس فقط بالنسبة لشعوب هذه البلدان وحلمهم في قيام عالم جديد قائم على أسس من العدالة الاجتماعية، وإنهاء استغلال الانسان لأخيه الإنسان، بل أن الكارثة قد حلت بالعالم اجمع، بعد أن اصبحت الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة القطب الأوحد والأقوى في العالم، وتحول هذا العالم في عهد العولمة إلى سوق مفتوح، وتداخل واسع النطاق للرأسمال العالمي والشركات المتعددة الجنسيات، ولاسيما بعد حصول هذا التطور السريع والكبير لوسائل الاتصال التي جعلت من العالم قرية صغيرة، ولم تعد الحدود تقف حائلاً أمام تداخل وهيمنة الشركات والمؤسسات الرأسمالية على الاقتصاد العالمي.
لقد أدى هذا التغيير الدرامي المتسارع إلى اشتداد الضغوط التي تمارسها الرأسمالية العالمية على الطبقة العاملة في مختلف بلدان العالم بعد أن فقدت سندها القوي الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية، واشتداد قبضة الشركات والمؤسسات الرأسمالية على الطبقة العاملة، واغتصاب حقوقها المشروعة في تأمين العدالة الاجتماعية، وتأمين حياة كريمة تليق بالإنسان العامل الذي هو العنصر الحاسم في خلق كل هذه المنجزات التي تشهدها البشرية في عالم اليوم، ولا تحصل لقاء جهدها الكبير سوى الفُتاة، في حين تتكدس مئات المليارات في جيوب أصحاب الشركات الاحتكارية والكارتيلات والمؤسسات الرأسمالية الكبرى.
لقد باتت الرأسمالية العالمية أكثر جشعاً في استغلال جهد الطبقة العاملة، وزاد من هذا الاستغلال التطور الهائل في وسائل الإنتاج ودخول عصر الأتمتة الذي حول العامل إلى آلة صماء لا تستطيع الفكاك من متابعة العمل ولو للحظة واحدة، حيث يفرض هذا التطور أن يسير العمل دون توقف في كل مراحل الإنتاج، فأي تأخر في أي من مراحل الإنتاج يؤدي إلى تأخر المراحل التالية، وهكذا تصبح الآلة هي التي تتحكم في عمل الانسان، ولذلك فلابد للعامل أن يتحول في نهاية المطاف إلى جزء من هذه الآلة حيث يستنزف أقصى طاقته في هذا العمل المستمر دون توقف.
إن هذا التطور في وسائل الإنتاج، وتصاعد الاستغلال لجهد الطبقة العاملة وتصاعد الضغوط التي يفرضها طبيعة العمل لابد أن يفرض على الطبقة العاملة أن تغير أساليب نضالها المشترك كماً ونوعاً من خلال تنظيماتها السياسية والنقابية كي تستطيع فرض شروط عمل أفضل، وأجور تتناسب والجهد المبذول، والذي يحقق للطبقة العاملة مستوى من الحياة المعيشية تليق بالإنسان على المدى القريب، والسعي الجاد والمتواصل من خلال تنظيماتها الحزبية المسترشدة بالماركسية وتطويرها بما يتلاءم والعصر الحالي وخلق الظروف التي تمكن في نهاية المطاف نضال الطبقة العاملة من أجل تغيير حقيقي لعلاقات الإنتاج، وهو الذي يمثل الهدف الأبعد لنضال الطبقة العاملة.
إن فشل التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي لن تكون نهاية المطاف أبداً، والمجتمع الإنساني سبق أن مر بمراحل متعددة، وكل انتقال من مرحلة إلى أخرى قد يصاحبه أخطاء وانتكاسات، كما حدث في الاتحاد السوفيتي، لكن هذه التجربة والتجارب التي سبقتها والتي ستليها ستعلم الطبقة العاملة وأحزابها السياسية وتنظيماتها النقابية كيف تستفيد من تجاربها وتتجاوز أخطائها، والسير الحثيث من أجل خلق عالم جديد، وعلاقات إنتاج جديدة تحقق حلم الطبقة العاملة وسائر المجتمع الإنساني بحياة رغيدة خالية من الاستغلال واستعباد رأس المال.
أن الماركسية بما قدمته لنضال الطبقة العاملة وإنجازاتها كان كبيراً جداً، ولولا الأخطاء التي وقع فيها قادة الاتحاد السوفيتي الذين حولوا النظام الاشتراكي الذي سعى مؤسس الدولة لنين لبنائه ليكون نموذج للعالم اجمع، إلى رأسمالية الدولة، بالإضافة إلى انتهاك الحقوق الديمقراطية للشعب السوفيتي وشعوب المعسكر الاشتراكي، لكان عالم اليوم غير هذا العالم الذي بات فيه الرأسمال العالمي يتحكم بمصير الشعوب. لكن هذا التحكم لن يستمر إلا إلى حين.
ستبقى الماركسية هي السبيل الذي يهدي البشرية لتغيير الواقع الذي تعيشه اليوم، وتعلم الطبقة العاملة وأحزابها السياسية أساليب النضال لتحقيق حلم البشرية في مجتمع عادل لا مكان فيه للاستغلال، مجتمع لا مكان فيه للفقر والعوز والبطالة، مجتمع تتحقق في ظله كامل حقوق الانسان في الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد.
إن منظري الرأسمالية مهما حاولوا تلميع وجهها لن يفلحوا أبداً في مسعاهم لسبب بسيط هو كون النظام الرأسمالي قائم في الأساس على استغلال الإنسان لجهد أخيه الانسان، فهو نظام تنتفي فيه العدالة، وستكون الرأسمالية في نهاية المطاف عاجزة عن تقديم حل حقيقي وإنساني للتناقض الحاصل بين المستغِلين ( بكسر الغاء) والمستغَلين (بفتح الغاء) إلا من خلال نظام بديل يؤمن للإنسان العدالة الاجتماعية الحقيقية الخالية من الاستغلال والاستعباد.
تحية للطبقة العاملة وشغيلة الفكر في عيدها المجيد .
ليكن هذا اليوم المجيد الحافز لنضال الطبقة العاملة وشغيلة الفكر من أجل عالم أفضل
المجد لشهداء الطبقة العاملة وشغيلة الفكر في العالم أجمع.
حامد الحمداني
28/4/2008
أحدث سقوط التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، وانهيار منظومة المعسكر الاشتراكي انتكاسة كبرى ليس فقط بالنسبة لشعوب هذه البلدان وحلمهم في قيام عالم جديد قائم على أسس من العدالة الاجتماعية، وإنهاء استغلال الانسان لأخيه الإنسان، بل أن الكارثة قد حلت بالعالم اجمع، بعد أن اصبحت الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة القطب الأوحد والأقوى في العالم، وتحول هذا العالم في عهد العولمة إلى سوق مفتوح، وتداخل واسع النطاق للرأسمال العالمي والشركات المتعددة الجنسيات، ولاسيما بعد حصول هذا التطور السريع والكبير لوسائل الاتصال التي جعلت من العالم قرية صغيرة، ولم تعد الحدود تقف حائلاً أمام تداخل وهيمنة الشركات والمؤسسات الرأسمالية على الاقتصاد العالمي.
لقد أدى هذا التغيير الدرامي المتسارع إلى اشتداد الضغوط التي تمارسها الرأسمالية العالمية على الطبقة العاملة في مختلف بلدان العالم بعد أن فقدت سندها القوي الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية، واشتداد قبضة الشركات والمؤسسات الرأسمالية على الطبقة العاملة، واغتصاب حقوقها المشروعة في تأمين العدالة الاجتماعية، وتأمين حياة كريمة تليق بالإنسان العامل الذي هو العنصر الحاسم في خلق كل هذه المنجزات التي تشهدها البشرية في عالم اليوم، ولا تحصل لقاء جهدها الكبير سوى الفُتاة، في حين تتكدس مئات المليارات في جيوب أصحاب الشركات الاحتكارية والكارتيلات والمؤسسات الرأسمالية الكبرى.
لقد باتت الرأسمالية العالمية أكثر جشعاً في استغلال جهد الطبقة العاملة، وزاد من هذا الاستغلال التطور الهائل في وسائل الإنتاج ودخول عصر الأتمتة الذي حول العامل إلى آلة صماء لا تستطيع الفكاك من متابعة العمل ولو للحظة واحدة، حيث يفرض هذا التطور أن يسير العمل دون توقف في كل مراحل الإنتاج، فأي تأخر في أي من مراحل الإنتاج يؤدي إلى تأخر المراحل التالية، وهكذا تصبح الآلة هي التي تتحكم في عمل الانسان، ولذلك فلابد للعامل أن يتحول في نهاية المطاف إلى جزء من هذه الآلة حيث يستنزف أقصى طاقته في هذا العمل المستمر دون توقف.
إن هذا التطور في وسائل الإنتاج، وتصاعد الاستغلال لجهد الطبقة العاملة وتصاعد الضغوط التي يفرضها طبيعة العمل لابد أن يفرض على الطبقة العاملة أن تغير أساليب نضالها المشترك كماً ونوعاً من خلال تنظيماتها السياسية والنقابية كي تستطيع فرض شروط عمل أفضل، وأجور تتناسب والجهد المبذول، والذي يحقق للطبقة العاملة مستوى من الحياة المعيشية تليق بالإنسان على المدى القريب، والسعي الجاد والمتواصل من خلال تنظيماتها الحزبية المسترشدة بالماركسية وتطويرها بما يتلاءم والعصر الحالي وخلق الظروف التي تمكن في نهاية المطاف نضال الطبقة العاملة من أجل تغيير حقيقي لعلاقات الإنتاج، وهو الذي يمثل الهدف الأبعد لنضال الطبقة العاملة.
إن فشل التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي لن تكون نهاية المطاف أبداً، والمجتمع الإنساني سبق أن مر بمراحل متعددة، وكل انتقال من مرحلة إلى أخرى قد يصاحبه أخطاء وانتكاسات، كما حدث في الاتحاد السوفيتي، لكن هذه التجربة والتجارب التي سبقتها والتي ستليها ستعلم الطبقة العاملة وأحزابها السياسية وتنظيماتها النقابية كيف تستفيد من تجاربها وتتجاوز أخطائها، والسير الحثيث من أجل خلق عالم جديد، وعلاقات إنتاج جديدة تحقق حلم الطبقة العاملة وسائر المجتمع الإنساني بحياة رغيدة خالية من الاستغلال واستعباد رأس المال.
أن الماركسية بما قدمته لنضال الطبقة العاملة وإنجازاتها كان كبيراً جداً، ولولا الأخطاء التي وقع فيها قادة الاتحاد السوفيتي الذين حولوا النظام الاشتراكي الذي سعى مؤسس الدولة لنين لبنائه ليكون نموذج للعالم اجمع، إلى رأسمالية الدولة، بالإضافة إلى انتهاك الحقوق الديمقراطية للشعب السوفيتي وشعوب المعسكر الاشتراكي، لكان عالم اليوم غير هذا العالم الذي بات فيه الرأسمال العالمي يتحكم بمصير الشعوب. لكن هذا التحكم لن يستمر إلا إلى حين.
ستبقى الماركسية هي السبيل الذي يهدي البشرية لتغيير الواقع الذي تعيشه اليوم، وتعلم الطبقة العاملة وأحزابها السياسية أساليب النضال لتحقيق حلم البشرية في مجتمع عادل لا مكان فيه للاستغلال، مجتمع لا مكان فيه للفقر والعوز والبطالة، مجتمع تتحقق في ظله كامل حقوق الانسان في الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد.
إن منظري الرأسمالية مهما حاولوا تلميع وجهها لن يفلحوا أبداً في مسعاهم لسبب بسيط هو كون النظام الرأسمالي قائم في الأساس على استغلال الإنسان لجهد أخيه الانسان، فهو نظام تنتفي فيه العدالة، وستكون الرأسمالية في نهاية المطاف عاجزة عن تقديم حل حقيقي وإنساني للتناقض الحاصل بين المستغِلين ( بكسر الغاء) والمستغَلين (بفتح الغاء) إلا من خلال نظام بديل يؤمن للإنسان العدالة الاجتماعية الحقيقية الخالية من الاستغلال والاستعباد.
تحية للطبقة العاملة وشغيلة الفكر في عيدها المجيد .
ليكن هذا اليوم المجيد الحافز لنضال الطبقة العاملة وشغيلة الفكر من أجل عالم أفضل
المجد لشهداء الطبقة العاملة وشغيلة الفكر في العالم أجمع.
التسميات:
حقيبة المقالات
حقيبة المقالات
0 التعليقات: