عام على استشهاد المناضل الشيوعي البارز مثنى محمد عبد اللطيف [ أبو ثابت]
4:17 م | مرسلة بواسطة
hamid
حامد الحمداني
1 أيار 2008
تحل هذا اليوم الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القائد الشيوعي البارز المناضل مثنى محمد عبد اللطيف. ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي ، اليوم الذي تحتفل فيه الطبقة العاملة العراقية جنباً إلى جنب مع الطبقة العاملة في العالم أجمع كل عام ، وفي المقدمة
أحزابها الشيوعية، الطليعة القائدة لهذه الطبقة الخالقة بعملها الدؤوب لكل المنجزات من أجل خير وسعادة البشرية، اختارت قوى الظلام والفاشية السوداء في محافظة نينوى أن تسدد رصاصاتها الجبانة إلى رأس وظهر المناضل مثنى محمد عبد اللطيف [ أبو ثابت] سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في المحافظة، الذي ظل عصيا على قوى الظلام والفاشية، وأعداء الحرية والديمقراطية والسلام.
ولم تثنه أو تنال من صلابته تهديدات هذه الزمر المجرمة التي كانت وما تزال تعبث بالأمن والنظام في الموصل، وتعرضه لمحاولتين فاشلتين للاغتيال، فقد كان عزمه أقوى وأمضى من سلاح الغدر الجبان، متحديا تهديدات القتلة، و كان يدرك أن طريق النضال ليس مفروشاً بالأزهار والرياحين، بل ملئ بالأشواك والمخاطر.
لقد اختار الرفيق الشهيد مثنى منذ كان يافعا قبيل انقلاب الثامن من شباط عام 1963 طريق النضال الذي سار عليه والده المناضل الشيوعي المعروف محمد عبد اللطيف منذ أوائل الأربعينات من القرن الماضي، فكان المثال الذي اقتدى به وسار على دربه رغم كل ما لاقاه في حياته من سجون وتعذيب وإبعاد واختفاء، وكان أخرها الحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً بتهمة ملفقة تتعلق بأحداث الموصل أبان انقلاب العقيد الشواف على الرغم من استشهاد ابنته الشهيدة غنية على أيدي الانقلابيين في 8 آذار عام 1959.
وعندما وقع انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963 أعيدت محاكمته من جديد، وحُكم عليه بالإعدام، حيث قضى في زنزانة الإعدام الانفرادية تسعة أعوام، حتى قيام ما سمي آنذاك بالجبهة الوطنية حيث جرى إطلاق سراحه من السجن، لكن جسده المنهك لم يستطع المقاومة سوى زمن قصير حيث فارق الحياة إثر نوبة قلبية.
عمل الشهيد أبو ثابت في صفوف الحزب بكل جد واندفاع منذ أوائل الستينات وحتى يوم استشهاده في ظل ظروف بالغة الصعوبة أيام حكم البعث الفاشي، ولم يفكر يوماً بمغادرة الوطن، والتخلي عن النضال ضد تلك الطغمة الباغية في أحلك الظروف، وكان يدرك تمام الإدراك المخاطر التي يمكن أن يتعرض إليها إذا ما انكشف أمره أمام النظام الصدامي الفاشي حيث التعذيب والموت، لكن روح التحدي لديه كانت أقوى من كل أسلحة العدو، وأجهزة مخابراته وتنظيماته الحزبية التي كانت تمثل أحدى أجنحة المخابرات للنظام.
وسقط نظام البعث، وكان بود الشهيد مثنى أن يسقط ذلك النظام على أيدي الشعب العراقي، وليس على أيدي القوات الأمريكية، فقد كان يدرك ما يعنيه الاحتلال، ويدرك أن خروج المحتلين ليس كدخولهم البلاد.
لكنه كان أكثر عزماً وتصميماً على مواصلة النضال من أجل استعادة الأمن والسلام في ربوع البلاد، وإعادة بناء البنية التحية المدمرة للعراق، والنضال من أجل استعادة العراق لسيادته واستقلاله.
لقد اختار القتلة المجرمون هذا اليوم الأول من أيار العزيز على قلبه، و كان يستعد للاحتفال به كل عام، ليحيلوا ذلك الاحتفال بمقدم عيد العمال العالمي المجيد إلى مأتم كبير لعائلته ورفاقه ومحبيه.
وقد كان ذلك اليوم يعد العدة للسفر في اليوم التالي لحضور المؤتمر الثامن للحزب، وكله نشاط وحيوية للمساهمة في أعمال المؤتمر، ولم يدر في خلدنا أنه سيرحل عنا إلى الأبد بهذه الصورة المفجعة والخاطفة.
أيها المناضل الجسور أبا ثابت إن كان المجرمون قد خطفوا منا جسدك الطاهر فإن روحك الوثابة كانت وما تزال وستبقى ترفرف كل يوم، بل وكل ساعة ودقيقة أمام ناظرينا. وإن ذكراك لن يطوها النسيان. نتذكرك في كل مناسبة، كأنك تعيش بيننا .
ها أنت واقف أمامنا تلقي خطابك في احتفالية ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي الثاني والسبعين في الموصل، والذي ركزت في جانبه الأكبر على نضال الطبقة العاملة وشغيلة الفكر من أجل تحقيق حياة أفضل، وعلى استعادة العراق لحريته واستقلاله، وخروج قوات الاحتلال، و تحقيق حياة حرة كريمة لسائر أطياف الشعب العراقي.
لم يخامرك الشك في أن يتجاوز الشعب العراقي المحنة القاسية التي يعيشها، والخروج من كابوس إرهاب قوى الظلام والفاشية، وإعادة بناء العراق الجديد. ولا بد أن يأتي ذلك اليوم لنهتف جميعاً ها قد تحققت أحلام الشهيد أبو ثابت، وعاد العراق من جديد شامخاً متحررا مستقلاً، وقد استعاد الشعب عافيته، وشمر عن سواعده ليبني العراق الجديد عراق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، العراق الذي ناضلت واستشهدت من أجله.
المجد والخلود لأبي ثابت والخزي والعار للقتلة المجرمين .
1 أيار 2008
تحل هذا اليوم الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القائد الشيوعي البارز المناضل مثنى محمد عبد اللطيف. ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي ، اليوم الذي تحتفل فيه الطبقة العاملة العراقية جنباً إلى جنب مع الطبقة العاملة في العالم أجمع كل عام ، وفي المقدمة
أحزابها الشيوعية، الطليعة القائدة لهذه الطبقة الخالقة بعملها الدؤوب لكل المنجزات من أجل خير وسعادة البشرية، اختارت قوى الظلام والفاشية السوداء في محافظة نينوى أن تسدد رصاصاتها الجبانة إلى رأس وظهر المناضل مثنى محمد عبد اللطيف [ أبو ثابت] سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في المحافظة، الذي ظل عصيا على قوى الظلام والفاشية، وأعداء الحرية والديمقراطية والسلام.
ولم تثنه أو تنال من صلابته تهديدات هذه الزمر المجرمة التي كانت وما تزال تعبث بالأمن والنظام في الموصل، وتعرضه لمحاولتين فاشلتين للاغتيال، فقد كان عزمه أقوى وأمضى من سلاح الغدر الجبان، متحديا تهديدات القتلة، و كان يدرك أن طريق النضال ليس مفروشاً بالأزهار والرياحين، بل ملئ بالأشواك والمخاطر.
لقد اختار الرفيق الشهيد مثنى منذ كان يافعا قبيل انقلاب الثامن من شباط عام 1963 طريق النضال الذي سار عليه والده المناضل الشيوعي المعروف محمد عبد اللطيف منذ أوائل الأربعينات من القرن الماضي، فكان المثال الذي اقتدى به وسار على دربه رغم كل ما لاقاه في حياته من سجون وتعذيب وإبعاد واختفاء، وكان أخرها الحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً بتهمة ملفقة تتعلق بأحداث الموصل أبان انقلاب العقيد الشواف على الرغم من استشهاد ابنته الشهيدة غنية على أيدي الانقلابيين في 8 آذار عام 1959.
وعندما وقع انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963 أعيدت محاكمته من جديد، وحُكم عليه بالإعدام، حيث قضى في زنزانة الإعدام الانفرادية تسعة أعوام، حتى قيام ما سمي آنذاك بالجبهة الوطنية حيث جرى إطلاق سراحه من السجن، لكن جسده المنهك لم يستطع المقاومة سوى زمن قصير حيث فارق الحياة إثر نوبة قلبية.
عمل الشهيد أبو ثابت في صفوف الحزب بكل جد واندفاع منذ أوائل الستينات وحتى يوم استشهاده في ظل ظروف بالغة الصعوبة أيام حكم البعث الفاشي، ولم يفكر يوماً بمغادرة الوطن، والتخلي عن النضال ضد تلك الطغمة الباغية في أحلك الظروف، وكان يدرك تمام الإدراك المخاطر التي يمكن أن يتعرض إليها إذا ما انكشف أمره أمام النظام الصدامي الفاشي حيث التعذيب والموت، لكن روح التحدي لديه كانت أقوى من كل أسلحة العدو، وأجهزة مخابراته وتنظيماته الحزبية التي كانت تمثل أحدى أجنحة المخابرات للنظام.
وسقط نظام البعث، وكان بود الشهيد مثنى أن يسقط ذلك النظام على أيدي الشعب العراقي، وليس على أيدي القوات الأمريكية، فقد كان يدرك ما يعنيه الاحتلال، ويدرك أن خروج المحتلين ليس كدخولهم البلاد.
لكنه كان أكثر عزماً وتصميماً على مواصلة النضال من أجل استعادة الأمن والسلام في ربوع البلاد، وإعادة بناء البنية التحية المدمرة للعراق، والنضال من أجل استعادة العراق لسيادته واستقلاله.
لقد اختار القتلة المجرمون هذا اليوم الأول من أيار العزيز على قلبه، و كان يستعد للاحتفال به كل عام، ليحيلوا ذلك الاحتفال بمقدم عيد العمال العالمي المجيد إلى مأتم كبير لعائلته ورفاقه ومحبيه.
وقد كان ذلك اليوم يعد العدة للسفر في اليوم التالي لحضور المؤتمر الثامن للحزب، وكله نشاط وحيوية للمساهمة في أعمال المؤتمر، ولم يدر في خلدنا أنه سيرحل عنا إلى الأبد بهذه الصورة المفجعة والخاطفة.
أيها المناضل الجسور أبا ثابت إن كان المجرمون قد خطفوا منا جسدك الطاهر فإن روحك الوثابة كانت وما تزال وستبقى ترفرف كل يوم، بل وكل ساعة ودقيقة أمام ناظرينا. وإن ذكراك لن يطوها النسيان. نتذكرك في كل مناسبة، كأنك تعيش بيننا .
ها أنت واقف أمامنا تلقي خطابك في احتفالية ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي الثاني والسبعين في الموصل، والذي ركزت في جانبه الأكبر على نضال الطبقة العاملة وشغيلة الفكر من أجل تحقيق حياة أفضل، وعلى استعادة العراق لحريته واستقلاله، وخروج قوات الاحتلال، و تحقيق حياة حرة كريمة لسائر أطياف الشعب العراقي.
لم يخامرك الشك في أن يتجاوز الشعب العراقي المحنة القاسية التي يعيشها، والخروج من كابوس إرهاب قوى الظلام والفاشية، وإعادة بناء العراق الجديد. ولا بد أن يأتي ذلك اليوم لنهتف جميعاً ها قد تحققت أحلام الشهيد أبو ثابت، وعاد العراق من جديد شامخاً متحررا مستقلاً، وقد استعاد الشعب عافيته، وشمر عن سواعده ليبني العراق الجديد عراق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، العراق الذي ناضلت واستشهدت من أجله.
المجد والخلود لأبي ثابت والخزي والعار للقتلة المجرمين .
التسميات:
حقيبة المقالات
حقيبة المقالات
0 التعليقات: