عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على العراق/ الحلقة الأولى

من ذاكرة التاريخ

الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق
الحلقة الأولى
حامد الحمداني                                                    
 22/9/2011

أولاً: صعود النازية الفاشية إلى سدة الحكم:
كان اندحار ألمانيا في الحرب العالمية الأولى عام 1918، وتجريدها من كل نفوذ لها في العالم، بموجب معاهدة [ فرساي ] الموقعة بين الحلفاء وألمانيا في نهاية الحرب، وسيطرة بريطانيا وفرنسا على الأسواق العالمية، سبباً رئيسياً لمحاولة الرأسماليين الألمان إعادة تقسيم النفوذ والأسواق العالمية من جديد، وتحطيم تلك المعاهدة .

ومن أجل تحقيق هذا الهدف لجأ الرأسماليون الألمان إلى سحق الديمقراطية، والإتيان بحكومة فاشية، وعلى رأسها زعيم الحزب النازي [أدولف هتلر] العريف السابق في الجيش الألماني، والمعروف بعدائه الشديد للديمقراطية.

كان في مقدمة أهداف حكومة هتلر تصفية جميع الأحزاب السياسية في البلاد بدءاً بالحزب الشيوعي، مروراً بالحزب الاشتراكي، وانتهاءً بالحزب الديمقراطي المسيحي.

 ومن أجل تحقيق هذا الهدف أوعز إلى رجاله بحرق [الريشستاخ] أي البرلمان، واتهم الشيوعيين الذين كانوا يمثلون قوة رئيسية في البرلمان وعلى الساحة السياسية الألمانية  بحرقه، لكي يجد الذريعة لتوجيه الضربة القاضية للحزب الشيوعي مستخدماً أبشع الأساليب النازية وحشية.

 ثم التفت هتلر إلى الأحزاب الأخرى، وفي المقدمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، تلك الأحزاب التي  ضنت أنها في منأى من بطش هتلر، ورفضت التعاون مع الحزب الشيوعي في الانتخابات، ومهدت الطريق لصعود الحزب النازي إلى السلطة، وأنزل بها هتلر ضرباته ومزقها، تماماً كما فعل بالشيوعيين. وبذلك تسنى لهتلر تصفية أي معارضة لسلطته، وأصبح طليق اليدين في اتخاذ أخطر القرارات المتعلقة بمستقبل البلاد، بل العالم أجمع.
كانت الخطوة التالية لهتلر هي [التسلح]، حيث أقدم على تمزيق معاهدة [فرساي] وضربها عرض الحائط، وسخر كل إمكانيات البلاد الاقتصادية والصناعية للتسلح وإنشاء جيش ضخم وقوي، لكي يستطيع بواسطته فرض تقسيم جديد للعالم، ومناطق النفوذ.

ورغم تحذير الاتحاد السوفيتي للغرب آنذاك من مغبة السماح لهتلر بتهديد السلام في العالم، وضرورة إيقافه عند حده، إلا أن الحكام الغربيين لم يعيروا أي اهتمام إلى تلك التحذيرات.

بدأ هتلر منذ عام 1938 ينفذ خططه للتوسع، حيث أقدم على احتلال [النمسا] و[جيكوسلفاكيا] وأعلن ضمهما إلى المانيا دون أن يلقى أي ردع من جانب الدول الغربية.

وهكذا أخذت شهية هتلر تتصاعد لضم المزيد من الأراضي، فطالب بضم مقاطعة [ دانزج ]البولندية إلى المانيا، مدعياً أنها مقاطعة ألمانية، ولما لم ترضخ حكومة بولندا إلى ضغوطه، أقدم هتلر على مهاجمة بولندا عام 1939 ، حيث دفع  بـ 36 فرقة من خيرة قواته العسكرية، مع أكثر من ألفي طائرة حربية، واستطاع ابتلاعها خلال أسبوع، بعد أن دمر عاصمتها وارشو تدميراً شبه كامل، وأباد مئات الألوف من سكانها.

ثانياً:اندلاع الحرب العالمية الثانية
 بعد أن تم لدكتاتور ألمانيا هتلر احتلال النمسا وجيكوسلفاكيا، وضمهما للريخ الألماني، ومهاجمة واحتلال بولندا، أدرك حكام بريطانيا وفرنسا أن أطماع هتلر لن تقف عند حد، وأن الخطر الألماني سوف يصل إليهما عاجلاً أم عاجلاً، وهكذا سارعا إلى إعلان الحرب على المانيا في 3 أيلول 1939، وبذلك اشتعل لهيب الحرب العالمية الثانية ليشمل أوربا بأسرها، حيث توسعت بدخول إيطاليا الحرب إلى جانب ألمانيا، ودخول اليابان الحرب كذلك، بعد إقدامها على قصف ميناء [ بيرل هاربر] الأمريكي على حين غرة، والذي دفع الولايات المتحدة إلى دخول الحرب إلى جانب بريطانيا وفرنسا مكونين جبهة الحلفاء ضد ألمانيا وإيطاليا واليابان.
 ثم ما لبث هتلر، وقد أغرته انتصاراته في الحرب في غرب أوربا،واحتلاله فرنسا، إلى مهاجمة الاتحاد السوفيتي، ودخول الاتحاد السوفيتي الحرب إلى جانب الحلفاء، وبذلك امتدت الحرب لتشمل العالم أجمع، ولم ينجُ من نارها وآلامها ومآسيها سوى تركيا وسويسرا والسويد، حيث بقيت هذه الدول على الحياد.

ثالثا: العراق والحرب العالمية الثانية:

لم تكد بريطانيا تعلن الحرب على المانيا، واشتعال لهيب الحرب في أنحاء أوربا، حتى بادر السفير البريطاني للاتصال بنوري السعيد على الفور، طالباً منه تطبيق معاهدة التحالف المبرمة بين البلدين في 30 حزيران 1930، وإعلان الحرب على  المانيا، وقد طمأن نوري السعيد السفير البريطاني، ووعده بقطع العلاقات مع ألمانيا، وإعلان الحرب عليها بأسرع وقت.

وعلى الفور أبلغ نوري السعيد الوصي عبد الإله برغبة بريطانيا بإعلان الحرب على المانيا، وتقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة عبد الإله، في 5 أيلول 1939، وطرح نوري السعيد أمام مجلس الوزراء الطلب البريطاني.

 لكن خلافاً حاداً حدث داخل مجلس الوزراء، فقد رفض وزير الدفاع  طه الهاشمي،  ووزير العدل محمود صبحي الدفتري فكرة إعلان الحرب على المانيا، والاكتفاء بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، و أعلنا أنهما سيقدمان استقالتهما إذا ما أصرَّ نوري السعيد على إعلان الحرب.(1)

 وإزاء ذلك الموقف اضطر نوري السعيد للتراجع مؤقتاً والاكتفاء بقطع العلاقات الدبلوماسية، وسارع بالطلب من السفير الألماني [الدكتور كروبا] بمغادرة البلاد تحت حراسة الشرطة نحو سوريا، كما قام نوري السعيد باعتقال كافة الرعايا الألمان، وسلمهم للقوات البريطانية المتواجدة في قاعدة الحبانية، ثم جرى تسفيرهم إلى الهند كأسرى حرب.

أما عبد الإله فقد سارع إلى إرسال برقية إلى الملك جورج ـ ملك بريطانيا ـ يبلغه أن العراق سوف يلتزم تماماً بمعاهدة الصداقة والتحالف المعقودة مع بريطانيا عام 1930، وسوف يقدم العراق كل ما تتطلبه المعاهدة.(2)

كما أذاع نوري السعيد بياناً للحكومة في 17 أيلول أعلن فيه التزام العراق بمعاهدة التحالف مع بريطانيا، واستعداد الحكومة للقيام بما تمليه تلك المعاهدة من واجبات تجاه الحليفة بريطانيا، وقد سبب موقف نوري السعيد وحكومته موجة من السخط العارم على تلك السياسة اللاوطنية، والتي تهدف إلى زج العراق في الحرب الإمبريالية.

ومن أجل إسكات وقمع المعارضة لزج العراق بتلك الحرب أقدم نوري السعيد على تعطيل مجلس النواب، الذي كانت وزارته قد أجرت انتخابه  قبل مدة وجيزة، ولجأ إلى إصدار المراسيم المخالفة للدستور، والهادفة إلى قمع كل معارضة لسياسته الموالية لبريطانيا، وكان من بين تلك المراسيم مرسوم مراقبة النشر رقم 54 لسنة 1939، ومرسوم الطوارئ رقم 57 لسنة 1939، منتهكاً بذلك الحقوق والحريات التي كفلها الدستور للشعب، وفي مقدمتها حرية الصحافة. (3)

وتطبيقاً لمعاهدة 1930، فتح نوري السعيد الباب على مصراعيه للقوات البريطانية لكي تحتل العراق من جديد، كما سنرى، ليصبح العراق طرفاً في حرب استعمارية لا ناقة له فيها ولا جمل، كما يقول المثل.

وهكذا اتسعت ساحة الحرب العالمية الثانية، بعد أن أمتد لهيبها ليشمل أوربا وأسيا، وأفريقيا، ولم تترك بلداً إلا وكان لها تأثيراً كبيراً عليه، سواء كان عسكرياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً، وكان العراق غارقاً في خِضمْ تلك الحرب بعد أن احتلته القوات البريطانية احتلالاً كاملاً لمنع القوات الألمانية من الوصول إليه، حيث يمتلك العراق مصادر الطاقة [النفط] التي كانت ألمانيا بأمس الحاجة لها لإدامة ماكنتها الحربية.

لقد عانى الشعب العراقي الأمرّين من تلك الحرب، حيث أفتقد المواد الغذائية، والملابس، وغيرها من الحاجات المادية الضرورية الأخرى، وأصبحت تلبية تلك الحاجات أمر صعب للغاية، واضطرت الحكومة إلى تطبيق نظام الحصص [الكوبونات] لكي تحصل العوائل على حاجتها من المواد الغذائية والأقمشة لصنع الملابس واشتهرت تلك الأيام بـ [أيام الخبز الأسود] بسبب النقصان الخطير في الحبوب،  ورداءة نوعية الطحين، وخلطه بمواد غريبة، هذا بالإضافة إلى صعوبة الحصول عليه، حيث كانت تمتد صفوفاً من الطوابير أمام المخابز كل يوم.

 كما أن حكومة نوري السعيد كانت قد سخرت طرق المواصلات كافة، وموارد البلاد لخدمة الإمبريالية البريطانية وحربها، مما أثار غضب الشعب العراقي وحقده على الإنكليز، وحكومة نوري السعيد ،والأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق.

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب