عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

لتتعزز ثورة الشعب التونسي من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة


لتتعزز ثورة الشعب التونسي
من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية

حامد الحمداني 17/1/2011
لاشك أن انتفاضة الشعب التونسي الشجاع التي أسقطت النظام الدكتاتوري الذي أسسه زين العابدين بن علي، ذلك النظام البوليسي الرهيب الذي استمر 23 عاماً، والذي انتهك الحقوق والحريات الديمقراطية في البلاد، وأشاع البطالة والفقر في المجتمع التونسي، جاءت ضربة قاصمة وسريعة لهذا النظام الذي ظن بن علي انه باقٍ إلى الأبد على رأسه، وجعلته يرتجف خوفاً ورعباً وهو يوجه كلمته للشعب وقد انهارت قواه قائلا:
الآن عرفت أن هناك فساد كبير في النظام!
الآن عرفت أن هناك بطالة وفقر وجوع في البلاد!
وأنه يعتذر للشعب الذي اضطهده أكثر من عقدين من الزمن، ويقدم له الوعود المعسولة بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ظناً منه أن استعطاف الشعب في تلك اللحظات الحاسمة من الانتفاضة، يمكن أن تخدعه، وتمتص ثورته الكاسحة،
ليعيد الكرة من جديد، وينتقم من الثائرين على حكمه.
ولكن هيهات فقد فات الأوان، ونفذ صبر الشعب على الظلم والطغيان، ولا يمكن آن تخدعه وعود معسولة جاءت نتيجة ضعف أمام زخم الثورة الجبارة التي زعزعت أركان النظام خلال أسبوع من النضال والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب التونسي الشجاع، وولى الدكتاتور في تلك الليلة الحاسمة هارباً من البلاد يبحث عن بلد يأويه.

لكن مجرد هروب الدكتاتور لا يمثل سوى الخطوة الأولى في صراع الشعب التونسي مع السلطة الحاكمة بكل مؤسساتها السياسية والقمعية، والتي مازالت باقية لغاية اليوم، وهي تتطلب إتباعها بخطوات حاسمة لانتصار الثورة النهائي، وإن انحناء رئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، الذي استلم الرئاسة مؤقتاً، والإعلان من جانبهما عن التزامهما بالديمقراطية، وإجراء تحولات واسعة في حياة المجتمع التونسي لا يمكن الاطمئنان لها.
فالحكومة والبرلمان الحالي لا يمكن أن يمثل الشعب، بل يمثل الجزء الأساسي من السلطة الغاشمة التي اضطهدت الشعب التونسي، وأفقرته وجوعته، وإهانته، وهي مؤسسات يعشش فيها الفساد السياسي والاقتصادي، ولا بد للشعب التونسي أن يحافظ على زخم الثورة التي دفع فيها ثمناً باهظاً من دماء أبنائه البررة من أجلها، والذي خسر أكثر من عقدين من الزمن من حياته في متاهات الفقر والجوع والعبودية والسجون والمعتقلات.
إن على الشعب التونسي بكافة فئاته وقواه السياسية وأحزابه الوطنية التزام الحيطة والحذر من سرقة هذا الإنجاز العظيم، الذي ينبغي تدعيمه بالمتطلبات والخطوات الضرورية التالية التي لا غنى عنها:

1 ـ ينبغي تشكيل جبهة وطنية بأسرع ما يمكن تضم كل القوى والأحزاب السياسية التي ناضلت ضد دكتاتورية بن علي، وفق ميثاق وطني يتفق عليه الجميع، ويتعهد فيه الجميع بإجراء التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما يعزز التوجه الديمقراطي الحقيقي، واحترام الحريات العامة والتداول السلمي للسلطة، بموجب انتخابات ديمقراطية شفافة، على المستويين البرلماني والرئاسي، مع التأكيد على تحريم التجديد للرئاسة أكثر من دورتين برلمانيتين بأية حال من الأحوال.
2 ـ تشكيل حكومة وطنية يكون لقوى الثورة القول الفصل فيها، وتتولى الإعداد الانتخابات برلمانية ورئاسية خلال مدة لا تتجاوز الثلاثة اشهر، مع حرمان العناصر التي كانت تمثل السند لنظام بن علي الدكتاتوري وجهازه القمعي من ممارسة العمل السياسي لفترة لا تقل عن عشر سنوات، مع إحالة العناصر التي كان لها دور في اضطهاد الشعب، وسلب حرياته، وممارسة التعذيب والقتل بحق أبناء الشعب التونسي، وكذلك العناصر التي تمثل الفساد المالي والسياسي في أجهزة الدولة إلى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل.
3 ـ ينبغي الإسراع بحل البرلمان، استعداداً لانتخاب برلمان جديد بعد 3 اشهر ، وتشكيل هيئة من رجال القانون الدستوري لإعادة النظر الجذرية بمواد الدستور، وإزالة كل المواد التي سطرها النظام الدكتاتوري لتكريس سلطته القمعية، والتأكيد على أن يتضمن الدستور الجديد الحقوق الديمقراطية للشعب التونسي، وضمان التحول الديمقراطي للبلاد، ومن الضروري أن تضع الهيئة التي ستتولى إعادة النظر في الدستور أن يتضمن الدستور الجديد كافة الحقوق والحريات التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وينبغي أن يعرض الدستور الجديد على الاستفتاء الشعبي بالتلازم مع الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
4 ـ من الضروري لنجاح وديمومة الثورة التزام القوى السياسية بالميثاق الذي تحدثنا عنه بما يضمن وحدة هذه القوى، وضمان تطبيق التحولات الديمقراطية في البلاد، وحذار ثم حذار من محاولات أية جهة من الإلتفاف على الثورة، والاستئثار بالسلطة في المرحلة القادمة، والحرص على عدم السماح بإحداث أي شرخ فيما بين القوى المنضوية في الجبهة الوطنية المرتجاة ضماناً لتحقيق الانتصار النهائي للثورة، والحرص عليها من محاولات الاختراق والتخريب والسعي للعودة بالبلاد إلى الوراء، وعودة الدكتاتورية من جديد.
5 ـ ينبغي اعادة النظر الجذرية في وضع الجهاز الأمني الذي سخره الدكتاتور بن علي لاضطهاد الشعب، على وجه الخصوص جهاز الأمن الرئاسي، وتطعيمه بالعناصر المؤمنة بالديمقراطية، وحقوق الإنسان، ومحاسبة كل من ساهم في عمليات التعذيب والقتل في السجون التونسية على عهد الدكتاتور، والعمل على تثقيف عناصر هذا الجهاز بوجوب احترام حقوق وحريات الشعب التونسي، وتحريم التعذيب النفسي والجسدي، واحترام الإنسان.
كما ينبغي تعزيز اللجان الشعبية التي تتولى إقرار الأمن والنظام، والتصدي لمحاولات اللصوص والمجرمين من أجهزة الأمن الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة في محاولة لتشويه الثورة، بدعم وإسناد من الجيش الوطني، لحين استتباب الأمن والسلام في ربوع البلاد، وعودة الجيش إلى ثكناته.

6 ـ ينبغي التركيز وفوراً على المسائل المتعلقة بحياة المجتمع التونسي، وفي المقدمة منها معالجة مشكلة البطالة المستعصية، وتأمين دخل للعاطلين لحين تأمين العمل لهم، وتخفيض الأسعار بما يتناسب ودخل المواطن التونسي، والتي ينبغي آن تأتي قبل إعادة النظر في مستوى الرواتب وأجور العاملين، لكي لا تتآكل الزيادات في الأجور بسبب التضخم والاستغلال من قبل العناصر الجشعة المتحفزة دوماً لرفع الأسعار كلما تمت زيادة في الأجور، لكي تمتص تلك الزيادات ربحاً صافيا في جيوبها التي لا تمتلئ أبداً.
وعلى حكومة الثورة أن تلتفت إلى مسألة تقديم الخدمات الأساسية للشعب لقاء أجور تتناسب ومدخولات المواطنين، ولا تثقل كواهلهم المثقلة أصلاً، فالثورة الشعبية لم تكن لتحدث لولا إحساس الشعب بعمق الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيش بظلها، ولولا الفساد المستشري في أجهزة الدولة، وانتشار البطالة، وخاصة في صفوف المثقفين من الخريجين الجامعيين الذين أفنوا شبابهم في الدراسة وتلقي العلم ليجدوا أنفسهم في خانة البطالة والفقر والعوز، ولا بد من إشعار الشعب بأن تضحياتهم لم تذهب سدى، وليذهب دكتاتور، ويأتي دكتاتور جديد.
وأخيراً أيها الشعب التونسي الشجاع أُناشدك الحذر ثم الحذر، والحرص الشديد على هذا الإنجاز الكبير، والسعي لتطويره وتوسيعه، من أجل تحقيق كل الأهداف التي ناضلت من أجلها، ودفعت التضحيات الجسام ليس من أجل تغيير حاكم بحاكم جديد، بل لتحقيق كل ما تصبو إليه من حياة كريمة لا مكان فيها للعوز، ولا مكان فيها لانتهاك الحريات العامة والخاصة، ومن أجل عيش رغيد.
كل التهاني القلبية لك يا شعب تونس البطل بهذا الانجاز العظيم، وإلى تحقيق المزيد من الإنجازات الجديدة لتحقق كل الأحلام التي ناضلت من أجلها، ولتسقط الدكتاتورية مرة واحدة وإلى الأبد.

المجد والخلود للشهيد محمد بوعزيزي مشعل شرارة الثورة.
المجد والخلود للشهداء الذين سطروا بدمائهم الزكية هذا الإنجاز التاريخي الكبير.
الشفاء التام والعاجل لكل جرحى الثورة ليعودوا لإكمال مسيرة الثورة مع رفاقهم الشجعان.
ولتحيا تونس الخضراء جمهورية ديمقراطية تقدس الحرية وحقوق الإنسان

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب