عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

مكافحة الإرهاب يتطلب حملة مشتركة واسعة على المستوى العالمي


مكافحة الإرهاب يتطلب حملة مشتركة واسعة
على المستوى العالمي
حامد الحمداني 3/1/2011

المخاطر التي يتعرض لها عالمنا اليوم بسبب انتشار موجات الإرهاب في مختلف البلدان باتت خطيرة جداً جراء الفقر والجوع والبطالة لمئات الملايين من البشر، وتنامي الفكر الديني المتطرف والمتخلف، والذي أساء إساءة بالغة للإسلام، وأدى إلى تبدل كبير في النظرة إلى الإسلام والمسلمين لدى جانب كبير من الشعوب التي أخذت تتوجس الخيفة والحذر من كل عربي مسلم بعد أن تصاعدت الأعمال الإجرامية التي يقترفها هؤلاء المهوسون اللذين يجري غسل أدمغتهم من قبل أولئك الذين لبسوا جلباب الدين، وجعلوا من أنفسهم منظرين لا ينطقون عن الهوى، بل من وحي يوحى !!، ودفعوا بهؤلاء المهوسين الجهلاء للقيام بأعمالهم الإجرامية لقاء وعد بالجنة والحور الحسان والغلمان، متجاهلين أن الإسلام ينهى عن قتل الأبرياء ويعد القتلة بعقاب شديد وعذاب أليم، كما ورد في نصوص العديد من الآيات القرآنية الصريحة التي لا تقبل الاجتهاد والتفسير الكيفي الذي يمارسه هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم منظرين للدين ويفلسفون جرائهم البشعة بكونها جهاد في سبيل الله!، فأي جهاد هذا الذي يحصد أرواح الأبرياء نساءً ورجالاً وأطفالا؟
وتخطئ الدول التي يعتقد قادتها أن الوقوف على الحياد تجاه الإرهاب الذي يشهده العراق بصورة خاصة، والعديد من الدول الأخرى بصورة عامة، يمكن أن يجنبها المخاطر، ويجعلها في مأمن من الجرائم البشعة التي نشهدها اليوم في العراق، فلم يعد الإرهاب في هذا العصر مقتصراً على منطقة بعينها، أو دولة بذاتها، بل هو اليوم بات يمثل شبكة دولية واسعة الامتداد في معظم دول العالم، ولدى هذه الشبكة الدولية الخطيرة نوعان من الخلايا، النوع الأول يتمثل بالخلايا الفعّالة، والنوع الثاني يتمثل بالخلايا النائمة.
والخلايا الفعّالة هي التي تمارس الأعمال الإرهابية بشكل فعلي حالياً كما يجري في العراق، حيث تشهد الساحة العراقية بصورة يومية أبشع الجرائم من السيارات المفخخة، وزرع المتفجرات، واختطاف المواطنين والأجانب الذين يعملون في مختلف المشاريع، والاغتيالات بالأسلحة الكاتمة للصوت التي تطال المواطنين من المسؤولين والعلماء وأساتذة الجامعات على حد سواء، والتي مارست هذه العصابات الإرهابية عملية ذبح المخطوفين على الطريقة الإسلامية البشعة بقطع رؤوس ضحاياها، وصورت تلك المشاهد الوحشية بالفيديو وعرضتها عبر الإنترنيت على العديد من المواقع التي تسمي نفسها إسلامية !!، والتي تمثل أكبر إساءة للإسلام كدين، بغية إرهاب المواطنين، ومن أجل تحقيق أهدافها الشريرة.

أما الخلايا النائمة فهي تلك التي تنتشر في مختلف بلدان العالم لكنها تتخفى آناً لتظهر على حين غرة، وتضرب ضربتها الجبانة كما حدث في الولايات المتحدة واسبانيا واندونيسيا والباكستان والهند وكينيا والمغرب والسعودية وبريطانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، وأخيراً في السويد وفي مصر ضد الكنيسة القبطية في الإسكندرية في عيد راس السنة الجديدة، حيث ذهب ضحية ذلك الهجوم الإجرامي 22 شهيداً و97 جريحاً، و تبقى هذه الخلايا النائمة في مختلف بلدان العالم جاهزة للقيام بالأعمال الإرهابية متى طُلب منها ذلك، وهي تمثل الطابور الخامس في الدول المتواجدة فيها، والتي يمكنها في أي لحظة أن تنفذ جرائمها البشعة.
إن محاولة بعض الدول الأوربية والآسيوية اتخاذ الحياد سياسة لها، لتتجنب العصابات الإرهابية ينم عن قصر نظر سياسي خطير، فلن تكون هذه الدول في منأى عن الإرهاب مستقبلاً، ولا بد أن تصيبها يوماً ما سهام تلك العصابات التي أعمى الحقد قلوبها، وأعمى التعصب الديني والتخلف بصيرتها، بحيث أصبحت أداة طيعة تنفذ إرادة قادتها بعد أن تم غسل أدمغتها، وتم إشباعها بالفكر السلفي الرجعي المتخلف، ووعد الانتحاريين القتلة بالجنة !، وبالحور الحسان !.
وإزاء هذه الحالة الخطيرة التي باتت تهدد المجتمع الدولي لا بد من طرح الأسئلة التالية، وتسليط الضوء عليها:
1ـ ما هي العوامل التي أدت إلى انتشار هذا الفكر الديني المتخلف والإجرامي؟
و من ساهم في بعث هذا التوجه ومهد له البيئة الصالحة للانتشار، ولماذا؟
2ـ ما هو السبيل الناجع للتصدي للإرهاب بشقيه المادي، والفكري؟
وللإجابة على هذه التساؤلات أستطيع تحديدها بالتالي:
أولاً: إن أهم العوامل التي ساعدت على انتشار الفكر الديني المتطرف والمتخلف هو السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة إبان الحرب الباردة بين المعسكرين قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، فقد شجعت الولايات المتحدة وجندت الكثير من تلك العناصر للجهاد ضد الشيوعية، كما كانت تسميه آنذاك، فكان أن وجدنا انتشار مجموعات كثيرة من هؤلاء الإسلاميين المتزمتين والمتطرفين في مختلف مناطق الصراع بين المعسكرين، فكان الأفغان العرب، والبوسنيون العرب، والشيشانيون العرب، والكوزفيون العرب، وغيرهم من المجموعات الأخرى التي جندتها الولايات المتحدة في حربها ضد الشيوعية، وكانت الولايات المتحدة ترعى هذه المجموعات، وتجهزها بكل المتطلبات القتالية والرواتب، وتضغط على حكام بعض البلاد العربية ، وفي المقدمة منها السعودية، للمساهمة في نفقات تجنيد هؤلاء، وليس [أسامة بن لادن] وزمرته سوى نتاج تلك السياسة الأمريكية.

ولم تلتفت الولايات المتحدة إلى حقيقية أن تجنيد هؤلاء، بالرغم من عملهم في خدمة الجهد الأمريكي في صراعها مع الشيوعية آنذاك، فقد كان هناك جانباً سلبياً لتنامي هذه المجموعات المتطرفة شكل خطراً جسيماً على الولايات المتحدة نفسها، وعلى العالم اجمع، حيث تنتشر هذه المجموعات في مختلف بلدان العالم، وفي متناولها المتفجرات ومختلف أنواع الأسلحة، وأصبح الاتصال فيما بين هذه المجموعات وقادتها أمراً يسيراً وسريعاً جداً في عصر الإنترنيت، وأصبح بإمكان هذه المجموعات المتطرفة الحصول على المعلومات التي تمكنها من إعداد المتفجرات والسيارات المفخخة، وهناك مخاطر من حصولها على أسلحة كيماوية أو جرثومية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل التي باتت تقضُّ مضاجع مختلف دول العالم، وتثير القلق والرعب في نفوس مواطنيهم .

ومما يزيد في الطين بله موقف الولايات المتحدة من حقوق الشعب الفلسطيني ودعم مواقف إسرائيل في المحافل الدولية على الرغم من الممارسات العدوانية غير الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من مواصلة حكومة نتنياهو مواصلة بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وإفشال مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، مما يشجع العناصر المتطرفة التي تتخذ من تصرفات الولايات المتحدة وإسرائيل المتجاهلة لحقوق الشعب الفلسطينية ذريعة لممارسة نشاطها الإرهابي .
إن على الولايات المتحدة أن تعي هذه الحقيقية، وتقف موقفاً منصفاً من قضية الشعب الفلسطيني الذي يلاقي أبشع أنواع الاستعمار الاستيطاني، ويقدم المزيد من الضحايا كل يوم من أجل تحرره واستقلاله.
إن الاستمرار على هذه السياسة المنحازة لإسرائيل، وتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني يخلق مرتعاً خصباً لنشاط المتطرفين من كلا الجانبين الديني والقومي، وأن الحل الوحيد والصائب هو تحقيق انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بصورة كاملة، ومن هضبة الجولان السورية، وإقامة دولة فلسطينية لها مقومات البقاء والاستمرار، وتقديم الدعم والمساعدات اللازمة لإعادة البنية التحتية المخربة في المناطق الفلسطينية، ومعالجة مشكلة البطالة المنتشرة في صفوف الشعب الفلسطيني الذي يعاني من فقر مدقع لا يمكن تحمله، لدرجة أن أكثر من 70% من الفلسطينيين قد أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر.

ثانياً: دعم الولايات المتحدة للأنظمة الدكتاتورية المرتبطة بها، وتجاهلها لاضطهادهم لشعوبهم يخلق البيئة المناسبة للتطرف والإرهاب، عندما يصبح من المستحيل إصلاح الأوضاع السياسية واستعادة الحريات المسلوبة، وعليه فعلى الولايات المتحدة،إن هي أرادت حقاً وصدقاً مكافحة الإرهاب، أن تمتنع عن دعم أي حكومة تمارس القمع تجاه شعوبها، أو العدوان على الشعوب الأخرى، وفي المقدمة من تلك الدول إسرائيل التي تضطهد الشعب الفلسطيني، وتمارس التقتيل وهدم البيوت، واعتقال المواطنين دون تهمة ولسنوات عديدة.

ثالثاً: إن معالجة التطرف الديني والطائفي والقومي ينبغي أن ينطلق من معالجة أسباب نشوئه وانتشاره، وإن اللجوء إلى استخدام وسائل القمع لملاحقة الإرهابيين وحده لا يحل المشكلة إطلاقاً، ولا بد من معالجة المشكلة من جذورها، ومعالجة مشكلة الفقر المنتشرة بشكل رهيب.
فهناك بوناً شاسعاً في مستوى معيشة السكان بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب، كما ينبغي معالجة مشكلة البطالة التي تخلق البيئة الصالحة للإرهاب، وأن على البلدان الغنية أن تخصص جانباً من ثرواتها المتراكمة لمعالجة هاتين الآفتين الخطيرتين، الفقر والبطالة، وعن هذا الطريق نستطيع أن نحقق حياة كريمة للشعوب الفقيرة، والتي ستكون بكل تأكيد عاملاً حاسماً في الحد من النشاط الإرهابي ومن ثم تلاشيه.

رابعاً: أن معالجة الإرهاب الفكري والذي بدوره يهيئ البيئة المناسبة للإرهاب لا يمكن أن يتم دون إشاعة الديمقراطية الحقيقية وصيانة الحقوق والحريات العامة، والحيلولة دون أي انتهاك لهذه الحريات من قبل الحكام، والحرص على مبدأ التداول السلمي للسلطة على أساس الورقة الانتخابية، وتحت الأشراف الدولي النزيه، للحيلولة دون قيام أنظمة حكم دكتاتورية، وعلى الأمم المتحدة أن تأخذ على عاتقها هذه المهمة، وأن تعمل على جعل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان جزءاً لا يتجزأ من القانون الدولي الذي ينبغي أن تلتزم به الدول كافة صغيرها وكبيرها دون استثناء.
وبذلك يصبح ملزماً لسائر الحكومات المنضوية تحت راية الأمم المتحدة تطبيق بنود هذا الإعلان العالمي الهام جداً لضمان حقوق وحريات الشعوب، ومنع قيام أنظمة دكتاتورية شمولية تضطهد شعوبها من أجل أن تبقى في سدة الحكم عقوداً عديدة دون وجه حق.
خامساً:إن اخطر الوسائل التي تستعين بها قوى الإرهاب والتطرف الديني هي
وسائل الإعلان المرئية والمسموعة والمكتوبة، فهناك مئات القنوات الفضائية التي يديرها منظروا الإرهاب لنشر التخلف والكراهية والعدوان باسم الدين، والتي تنشر سمومها في صفوف الجهلاء من الفقراء والعاطلين عن العمل، والذين يعيشون حياة بائسة لحد اليأس، ويقبلون على الانظمام إلى هذه المنظمات الإرهابية، حيث لا يقيمون للحياة وزناً، وهذا يتطلب من سائر الدول العمل على وقف هذه القنوات الفضائية، وسمومها الخطيرة، كما ينبغي مراقبة مواقع الانترنيت التي تعد بعشرات الألوف، والتي تتخذ من الدين ستاراً لها، لتدعو إلى الإرهاب والجريمة، والعمل على وقفها، والحيلولة دون إصدار الكتب والنشرات التي تصب في خانة الإرهاب مع الحرص على احترام الحريات العامة وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال.
وعلى مختلف الدول الإسلامية أن تعيد النظر في مناهجها الدراسية، وتشذيبها من كل ما يدعو من قريب أو بعيد إلى الكراهية الدينية والتعصب الديني والقومي والطائفي، والحرص على أن تركز المناهج الدراسية على الحرية والديمقراطية وتآخي الشعوب، ومحبة الأنسان لأخيه الإنسان، ورفض التعصب والكراهية.
وأخيرا لا بد من فصل الدين عن الدولة، والحيلولة دون استخدام الدين وسيلة للعمل السياسي، كي يبقَ الدين منزهاً ونقيا.
ومن كل ما سبق نستطيع القول أن الخلاص من الإرهاب وتحقيق الأمن والسلام في العالم أجمع لا يمكن أن يتم دون مكافحة الفقر والبطالة على المستوى العالمي من جهة، ودون قيام أنظمة ديمقراطية حقيقية تحترم إرادة الشعوب، وكامل حقوقها وحرياتها، وأن تحقيق ذلك يتطلب أن تمارس هيئة الأمم المتحدة دورها الرئيسي والفعّال في هذا المجال.

حامد الحمداني
www.hamid-Alhamdany.blogspot.com

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب