عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

العراق من الفاشية القومية إلى الفاشية الدينية والأزمة مستمرة بإدارة أمريكية!

حامد الحمداني
26/11/2010 8 شباط الفاشي عام 1963 في ظل حكم الفاشية القومية المتمثلة بحزب البعث وحلفائه القوميين في بداية المرحلة التي امتدت 40 عاماً، ثم تنكر الحزب لحلفائه القوميين بعد أن استتب له الأمر حاكماً أوحداً،وتحت قيادة دكتاتور أوحد أهوج لم يترك فوهة مهما صغرت أمام الشعب العراقي يتنفس من خلالها رائحة الحرية والديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان، مستخدماً أبشع أساليب البطش والتعذيب والقتل ضد كل من يشك، مجرد الشك، بأي نشاط سياسي، وأية صلة بأحزاب ومنظمات سياسية، بل لقد قنن جرائمه بقوانين جائرة نصت على إنزال عقوبة الإعدام بكل من يمارس العمل السياسي محتكراً العمل السياسي لحزب البعث الفاشي وحده، بل حتى العضو البعثي الذي يترك الحزب لأي سبب كان، ويُشك في إقامة علاقة مع أية جهة سياسية فإن عقوبته الإعدام.
ولم يكفِ نظام صدام الدكتاتوري كل ذلك، بل امتدت يداه الملطخة بدماء أبناء الشعب حتى إلى قادته الذين كان يشك في ولائهم المطلق لحكمه مقترفاً مجزرة حصدت أرواح
23 منهم، وأمر قادة حزبه الموالين له بتنفيذ المجزرة بأيديهم، بعد أن تعرضوا لتعذيب شنيع، فما بال المواطنين الذين لا سند لهم يحميهم من تنكيل هذا الحزب القومي الفاشي الذي ملأ أرض الرافدين بالقبور الجماعية التي ضمت جثث مئات الألوف من الأبرياء، من أجل تثبيت حكمه الأرعن، وانتهى المطاف بحزب البعث إلى أن يتحول إلى جهاز مخابرات لنظام صدام الدكتاتوري.
وما أن استتب الأمر لصدام ونظامه لحكم العراق حتى بات يتطلع للتمدد لمديات أبعد، واستغلت الإدارة الأمريكية هذا التطلع لتدفع صدام إلى مهاجمة إيران وخوض حرب ضروس ظنها صدام حرباً قد تدوم بضعة أسابيع، فإذا بها حربٌ خططت لها الإدارة الأمريكية لتستمر أطول مدة ممكنة، ولا يخرج منها أحد منتصراً، ودفع خلالها الشعب العراقي أكثر من نصف مليون ضحية، ومثلها من المعوقين والأيتام والأرامل
.
وخرج جلاد العراق صدام من تلك الحرب التي امتدت
8 سنوات عجاف يمتلك جيشاً جراراً، واقتصاداً منهاراً، وتفتق ذهن مجرم الحرب عن وسيلة تخرجه من أزمته الاقتصادية الخانقة، فكان قراره بغزو الكويت.
وتلقفت إدارة بوش الأب قرار صدام لتنصب للعراق فخاً محكماً تحقق بواسطته تدمير كافة الأسلحة والمصانع الحربية التي جهزوه بها يوم كان يحارب إيران نيابة عنهم، وليأتوا على البقية الباقية من البنية الاقتصادية للعراق، وتدمر كافة منشآته الحيوية الصناعية والزراعية والخدمية والصحية، وتعيد العراق
100 سنة نحو الوراء، فقد أوهمته السفيرة الأمريكية [كلاسبي] أن أمريكا لا تتدخل في المشاكل العربية العربية، قائلة له: { تستطيعون حل مشاكلكم مع الكويت بالطريقة التي ترونها مناسبة}.
وبلع صدام الطعم ظناً منه أن الكارت الأخضر قد منحته الإدارة الأمريكية له لغزو الكويت، في الوقت الذي كانت قد وضعت الخطة المحكمة لحرب الخليج الثانية لتدمير العراق
.
لكن بوش أبقى على صدام دكتاتوراً للعراق ضعيفاً ومسيطراً عليه ، بعد أن أحس أن الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد نظامه بعد الحرب مباشرةً قد سيطر عليها محمد باقر الحكيم زعيم منظمة بدر الإيرانية التمويل والتدريب والتسليح، وهكذا وضعت الإدارة الأمريكية ثقلها إلى جانب نظام صدام، وفتحت الطريق أمام الحرس الجمهوري المحاصر جنوب الناصرية لسحق الانتفاضة منعاً من وقوع العراق لقمة سائغة في حلوق ملالي طهران
.
ولم يتعلم جلاد العراق صدام الدرس من تلك الحرب، ولا من التي قبلها، ومارس لعبة القط والفار مع الإدارة الأمريكية حول تدمير أسلحته ذات الدمار الشامل ظنا منه بإمكانه خداع أمريكا التي جهزته هي نفسها بهذا السلاح يوم كان يحارب إيران نيابة عنها، وهي لا تقبل أن يكون هناك دكتاتوراً يمتلك جيشاً جراراً في رأس الخليج الذي يضم النفط، عصب الحياة لاقتصادها واقتصاد حلفائها الغربيين، فكانت النتيجة أن صممت الإدارة الأمريكية على إزاحة هذا النظام الذي انتهى دوره كخادم للمصالح الأمريكية، حيث أن أمريكا ليست لها صداقة دائمة بل مصالح دائمة، وهكذا أعدت العدة للحرب، وأمهلت صدام بمغادرة العراق خلال
48 ساعة وإلا واجه الحرب.
وركب صدام رأسه متشبثاً بحكم العراق الذي كان بمثابة ضيعة له ولعشيرته معرضاً العراق وشعبه لحرب جديدة أقسى وأمر من سابقاتها حربي الخليج الأولى والثانية، فكانت حرب الخليج الثالثة التي لم تسقط نظام صدام فحسب، بل أسقطت العراق كنظام بكامل مؤسساته، وحلت الجيش والأجهزة الأمنية، وتركت البلاد مستباحة من قبل عصابات الأجرام التي أتت على كل شئ، كما تأتي موجات الجراد على الزرع فلا تترك فيه شيئاً، وفي يقيني أنها سمحت بنهب أهم كنوز العراق وكان لها حصة الأسد فيها، وإلا كيف نصدق أن جيوشاً جرارة لأمريكا وبريطانيا والحلفاء الغربيين، التي أسقطت نظام صدام بكل جبروته وقوته العسكرية في عشرين يوماً، لم تكن قادرة على حماية المتحف العراقي بدبابتين ؟؟؟
احتلت أمريكا العراق إذاً، واستحصلت قراراً من مجلس الأمن باعتبارها دولة محتلة، وبان كذب الرئيس بوش في بيانه الذي ألقاه قبيل ساعات من اندلاع الحرب أنه يهدف إلى تحرير العراق، وإنقاذ الشعب العراقي، مسلماً زمام الحكم لأحزاب الإسلام السياسي المرتبطة بوشائج قوية مع نظام ملالي طهران ومع السعودية، هذا النظام الذي شيده الحاكم الأمريكي بريمر السيئ الصيت على أسس طائفية وعرقية أوصلت الشعب العراقي إلى الحرب الأهلية الطائفية بين الشيعة والسنة الذين عاشوا معاً فيما مضى إخوة متحابين، وكانت صلة الدم بين الطائفتين تمثل أجلى تمثيل تلك العلاقة الأخوية بين أبناء الطائفتين، وسالت الدماء في شوارع وطرق العراق، وصار الذبح على الاسم والهوية بين الطرفين، وامتلأت المزابل بجثث الضحايا، وصارت طعاماً للكلاب السائبة والقطط، وجرى تهجير أكثر من أربعة ملايين مواطن من دورهم هرباً من القتل، وكل ذلك جرى باسم الدين والطائفة، وليس هناك سلاحاً في المجتمعات المتخلقة أمضى من سلاح الدين، لقد كره المواطنون الدين، فلا يخدعنك هذه المظاهر الخارجية، فهي مظاهر كاذبة سببها الخوف من عصابات الميلشيات الإرهابية لأحزاب الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، بعد أن بات الدين مرادفاً للإرهاب والقتل والجريمة، وكل ذلك الذي جرى ويجري ما هو إلا صراع من أجل السلطة والثروة، وقد بلغ العراق أقصى درجات الفساد حسب إحصاءات المنظمات الدولية، حيث بات الجهاز الذي شيده المحتلون الأمريكيون موغل في الفساد من قمة رأسه حتى القاعدة السفلى، وظهرت طبقة جديدة من كبار الفاسدين وهي تمتلك المليارات، وأخرى تمتلك الملايين من الدولارات، في حين يرزح الشعب العراقي في ظل البطالة والجوع والفقر والأمراض الفتاكة التي سببتها أسلحة أمريكا، محررة الشعب العراقي
!!، وناشرة الحرية والديمقراطية في البلاد، وكأنما الديمقراطية هي فقط ما نكتب أو نتحدث بحرية كاذبة، حيث المسدسات الكاتمة للصوت والعبوات اللاصقة تلاحق المواطنين الشرفاء كل يوم.
الديمقراطية أيها السادة تعني مجتمعاً ينعم بالأمن والسلام والحرية، خالي من العوز و الفقر والجوع والحرمان، وضمان الخدمات العامة الصحية والتعليمية والثقافية، والصرف الصحي، والماء الصافي الصالح للشرب، والكهرباء عصب الحياة، تعني تكافؤ الفرص، والرجل المناسب في الموقع المناسب، لا محاصصة بين أحزاب جاءت إلى الحكم وراء الدبابات الأمريكية، واتت بعناصر لا هم لها سوى الإثراء السريع من المال العام، على الرغم الرواتب الخيالية التي يتقاضونها والتي ليس لها مثيل في أغني الدول الرأسمالية الكبرى
.
إن هذه العملية السياسية التي شادها بريمر، وهذا الدستور الذي هو لب وجوهر دستور بريمر المؤقت، وأضافت له أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية الكردية مواداً هي اليوم بمثابة برميل بارود سينفجر آجلاً أم عاجلا، ولا أمل في البرلمان لمعالجة الخلل بهذا الدستور
.
كما أن حكومة يؤلفها المالكي ستكون بلا أدنى شك أمام معضلات كبرى بعد ما قدمه من تنازلات سواء لقائد عصابة جيش المهدي، أم لورقة القيادة الكردية ذات الشروط التسعة عشرة، والتي باتت مصالح الشعب والوطن تباع في سوق السياسة، وحتى انظمام كتلة العراقية للحكومة ليس إلا خطوة تكتيكية من قبل كلا الطرفين، وكل طرف يتربص بالآخر، مع انعدام الثقة بينها، ولا يهمهما سوى السلطة والثروة، فهم في ودٍ والشعب في وادٍ آخر، وستبقى الأزمة العراقية الخانقة على حالها، وهذا ما تريده الإدارة الأمريكية، صاحبة القول الفصل في الشؤون العراقية، وستكشف الأيام القادمة مدى صدفية الولايات المتحدة، سلطة، وصدقية السلطة السياسية القادمة في خدمة الشعب والوطن، وأنا لمنتظرون
.

حامد الحمداني

رزح الشعب العراقي المنكوب منذ انقلاب

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب