عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

ينبغي إنقاذ العراق قبل فوات الأوان

حامد الحمداني
 7 نيسان 2010
يجتاز العراق اليوم ظروفاً عصيبة وخطيرة تهدد في إشعال نار الحرب الأهلية الطائفية من جديد، وما حدث في الأيام الأخيرة من جرائم وحشية في بغداد والمدن الأخرى ما هو إلا ناقوس الخطر الذي يدق بعنف من العودة بالعراق إلى المربع الأول، وضياع كل الدماء التي أريقت، والتضحيات التي قُدمت، والجهود التي بذلت، والأموال الطائلة التي صرفت من أجل عودة الأمن والسلام والاستقرار في ربوع العراق الذبيح .


الشعب العراقي اليوم يعيش حالة القلق الشديد والترقب، ويتملكه خوف مروع من عودة تلك الأيام السوداء التي مازالت عالقة في أذهانه، وما تزال آثارها اليوم باقية أمام ناظرينا، وما زال مئات الألوف من العوائل مشردة حتى يومنا هذا في خيام بائسة، أو لاجئين في بلدان الجوار والمحظوظ منهم من وصل بلدان اللجوء في أوربا وأمريكا .


في ظل هذه الظروف الصعبة، والمخاطر الجسيمة، خاض الشعب العراقي الانتخابات النيابية وكل أمله أن يجد تضحياته وتحديه للمخاطر أن تثمر عن برلمان جديد، وحكومة عراقية وطنية رشيدة وأمينة تنتشله من محنته القاسية وظروف معيشته الصعبة .


لكن آمال الشعب العراقي بدأت بالتلاشي جراء المشهد السياسي الذي أسفرت عنه الانتخابات، وعودة الدينصورات التي حكمت البلاد في السنوات الأربع الماضية من جديد، وعودة الصراع بين أطرافها على السلطة ولذتها والثروة التي يسيل لها اللعاب، غير عابئين بما يجري في الشارع العراقي من إهدار للدماء، وتدمير للممتلكات، وإرعاب للمواطنين وتهديد السلم الأهلي، وتصاعد الإرهاب والاغتيالات من جديد .


والغريب في الأمر أن كل الكتل الفائزة في الانتخابات تتحدث عن الوطنية والحرص على العراق وشعبه في الوقت الذي تنصب كل جهودهم على من سيتسلم مقاليد الحكم، ويشكل الوزارة، ليكون سيد السلطة والثروة، والشعب العراقي يدفع كل يوم من دماء أبنائه، ودمار ممتلكاته على مذبح هذا الصراع المخيف.


أيها السادة جميعاً إذا كنتم وطنيين عراقيين صادقين كما تدعون فضعوا خلافاتكم ومصالحكم الحزبية والشخصية جانبا، وشكلوا حكومة تضم عناصر ذات كفاءة واختصاص، ومشهود لها بالأمانة والنزاهة، بأسرع وقت من أجل التفرغ والتصدي لقوى الظلام والفاشية قبل أن يفلت الزمام من أيديكم وتشتعل الحرب الأهلية الطائفية من جديد! .


وإذا لم تستطيعوا التوافق فيما بينكم على تقاسم الكعكة فالخير أن تتفقوا على تشكيل حكومة تنكوقراط مستقلة عن الأحزاب جميعا، وتراقبوا عملها من خلال البرلمان إن كنتم صادقين في دعواكم بالوطنية العراقية والحرص على مصالح الشعب والوطن، ولا تتركوا الشعب معلقا بين الموت والحياة، فقد كفاه ما عانى من ويلات ومصائب، ما قدمه من تضحيات، ولم يعد قادراً تحمل المزيد.


إن الشعب العراقي سوف يحكم عليكم إذا ما تخلفتم عن منع وقوع الكارثة، وتسببتم في إشعال الحرب الطائفية عن سابق قصد وتصميم بأنكم لستم وطنيون عراقيون، بل انتم طلاب سلطة وثروة، ولا يهمكم من أمر الشعب شيئا، وسوف يحملكم المسؤولية الكاملة لنتائج مواقفكم وتصرفاتكم .


إن حكم التاريخ لا يرحم، وهو سيمجد كل من وضع نصب عينيه خدمة شعبه ووطنه خدمة صادقة لا مراء فيه، وسيلعن كل من ادعى الوطنية، واستخدمها سلماً للوثوب إلى السلطة وتنكر لكل دعواه، وليس أمامكم سوى طريقين فإما أن تنالوا المجد، وإما اللعنة، وإلى مزبلة التاريخ .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب