عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

حساب الربح والخسارة في حرب غزة

حامد الحمداني
 13/2/2009
انقسمت آراء المتتبعين لحرب غزة بين إسرائيل وحماس إلى معسكرين، المعسكر الأول صور تلك الحرب انتصاراً لحماس، فيما صور المعسكر الثاني أن إسرائيل هي التي انتصرت في تلك الحرب، ولكل من الجانبين تحليلاته وتبريراته التي تدعم وجهة نظره.


لكن واقع الأمر يشير كما اعتقد إلى أن كلا الجانبين قد خرجا من تلك الحرب خاسرين، كون تلك الحرب لم تحقق الأهداف التي من أجلها أشعلت، فلا إسرائيل استطاعت أن تسقط حكم حماس على الرغم من القصف الجوي الإسرائيلي الوحشي الإجرامي، ولا استطاعت حماس تحقيق نصر حقيقي على إسرائيل على الرغم من مئات الصورايخ التي قصفت بها العديد من المدن الإسرائيلية، ولا استطاعت أن تنزل خسائر كبيرة بالقوات الإسرائيلية الغازية.
ما هي إذاً مبررات الحرب لدي الطرفين ؟


ومن المسؤول عن اندلاعها؟


وما هي النتائج التي أفرزتها الحرب على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؟
وللإجابة على هذه الأسئلة استطيع القول:


1 ـ على الجانب الفلسطيني كانت الصورايخ التي أطلقتها حركتي حماس والجهاد بدافع الضغط على حكام إسرائيل لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة براً وبحراً وجوا، وفتح جميع المعابر لانتقال السلع والمواد الغذائية والإنشائية الضرورية، وتخفيف المعانات القاسية عن الشعب الفلسطيني الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر، هذه الصواريخ لم تسبب سوى خسائر مادية وبشرية طفيفة للجانب الإسرائيلي، في حين استغلتها حكومة إسرائيل العنصرية لشن تلك الحرب الإجرامية غير المتكافئة ضد الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، مما تسبب في مقتل أكثر من 1300 مواطن فلسطيني بينهم المئات من الأطفال والنساء والشيوخ، وإصابة أكثر من 5000 آخرين بعضهم جراحهم بليغة، هذا بالإضافة إلى تهديم آلاف من المنازل وتشريد سكانها، ناهيكم عن التأثير الخطير لذلك الهجوم الجوي الوحشي الذي استمر أكثر من 20 يوماً على أطفال غزة بسبب تلك الأيام المرعبة، وما زالت لغاية اليوم جميع المعابر مغلقة، وما زال شعب غزة يعاني الأمرين من الحصار، ومن فقدان مساكنهم المدمرة، والفقر والجوع والأمراض التي تفتك بالمواطنين الذين باتوا في سجن كبير محاصر براً وبحراً وجواً.
لكن الأمر الأخطر لنتائج هذه الحرب هو انتصار أحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية التي جرت هذا الأسبوع، والذي سيعقد بكل تأكيد المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيلين الجارية منذ سنوات حول إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، وربما عادت المفاوضات إلى نقطة الصفر من جديد.


ما كان لحركة حماس أن تقدم على تنفيذ انقلابها في غزة أولا، وما كان لها أن تتخذ لها من إيران عمقاً استراتيجيا بدلا من عالمها العربي، هذا التوجه الذي أثار حفيظة حكام إسرائيل وشكوكهم في نوايا حماس، ولاسيما التنسيق الجاري مع حزب الله في لبنان، وتكديس السلاح القادم من إيران مما اشعر حكام إسرائيل بأن كماشة إيرانية طرفاها حزب الله في الشمال وحماس والجهاد في الجنوب تشكل خطراً على إسرائيل، وهو السبب الرئيسي في اعتقادي في لجوء حكام إسرائيل إلى غلق المعابر التي كانت مفتوحة قبل الانقلاب الذي قادته حماس ضد السلطة الفلسطينية، وبالتالي لجوء حماس إلى إلغاء التهدئة بين الجانبين، وإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، والذي اتخذه حكام إسرائيل ذريعة لشن الحرب على غزة، وفي نيتهم إسقاط حكم حماس الذي لم يتحقق على ارض الواقع.
فالقص الجوي لا يمكن أن يسقط نظاما مهما كانت بشاعته ووحشيته، بل يتطلب إسقاط نظام حماس احتلال غزة من جديد، وهذا ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه على الرغم من تغلل قواتها المدرعة في غزة، فقد كان حكام إسرائيل يدركون أن حرب العصابات التي خاضتها حماس يمكن أن تكلفهم خسائر بشرية في صفوف جنودهم لا يستطيعون تحملها، وأمام الاستنكار العالمي الواسع شعوباً وحكومات للجرائم الوحشية التي اقترفها الجيش الإسرائيلي، اضطرت إسرائيل أخيراً إلى وقف قصفها الجوي على غزة، وسحب قواتها المدرعة تجر أذيال الخيبة لعدم تمكنها من إسقاط نظام حماس.
2 ـ أما على الجانب الإسرائيلي فإن حكام إسرائيل كما أسلفنا رغم شدة الهجمة الوحشية بالطائرات والمدفعية والدبابات، فقد فشلت في تحقيق النصر على حماس في تلك الحرب التي كلفتها غاليا جداً في المعدات والعتاد إضافة إلى مقتل العشرات من جنودها وجرح المئات منهم .
لكن الخسارة الكبرى التي لحقت بإسرائيل كانت في ذلك الغضب الدولي العارم والاستنكار للوحشية الإسرائيلية ليس في العالم العربي فحسب بل في العالم أجمع، وقد وصل الأمر حتى إلى اقرب حلفاء إسرائيل الأوربيين وبلدان أمريكا اللاتينية والدول الآسيوية والأفريقية كافة، وفي مقدمتهم تركيا حليفتهم الاستراتيجية.
لقد بلغت سمعة دولة إسرائيل الحضيض في العالم أجمع كدولة عنصرية استيطانية اغتصبت وطناً للفلسطينيين وشردتهم في مختلف البلدان العربية والأجنبية، في حين استقدمت اليهود من شتى بقاع العالم لدولتهم اللاشرعية في الأساس.


لقد جاءت الانتخابات الإسرائيلية باليمين المتطرف إلى الحكم، وهذه النتيجة بالتأكيد ليس في صالح حماس ولا في صالح السلطة الفلسطينية التي يقودها محمود عباس، لكنه في المقابل لن تكون في صالح إسرائيل كذلك، لقد صوت الإسرائيليون للأحزاب اليمينية المتطرفة بسبب صورايخ حماس التي لم تنفعها شيئا، وبسبب ارتباطاتها بإيران وحزب الله في لبنان الذي اقلق الإسرائيليين أشد القلق، ورغم كل المجازر والبشاعة التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية في غزة إلا أن إجراءاتها تلك لم ترضِ المجتمع الإسرائيلي، المتجه صوب اليمين، والذي يطالب بإسقاط حكومة حماس، وتحقيق الأمن للمدن الإسرائيلية.
لكني اعتقد أن وجود حكومة يمين متطرف في إسرائيل لن يحمي سكانها طالما بقي الاحتلال، وطالما تماطل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا فرق بين يمينها ويسارها فهم في واقع الحال كلهم حكومات يمينية بنسب متفاوتة، وغير جادة في الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية المستعصية، و ستكون الحكومة اليمينية المتطرفة بزعامة نتنياهو مشروع حروب جديدة قادمة يمكن أن يمتد لهيبها إذا ما اندلعت لتشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها، وعند ذلك سيندم الإسرائيليون على ما فعلوا.
كما أن الإدارة الأمريكية ستكون محرجة أمام شعوب العالم إذا ما فشلت في كبح جماح صقور اليمين المتطرف، وفشلت في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، وانسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران 1967، وستتصاعد المخاطر المحدقة بإسرائيل من حرب الصواريخ إذا ما نشبت حرب جديدة في الشرق الأوسط مما لا تستطيع إسرائيل بعمقها الضيق تحمله، فهل يتورط اليمين الإسرائيلي المتطرف بحرب جديدة ستعود بالكوارث على الجميع إن وقعت؟ أم أن الإدارة الأمريكية ستمارس الضغط الشديد على حكام إسرائيل للوصول إلى حل يرضي الجانب الفلسطيني، والولايات المتحدة قادرة بلا شك إن هي أرادت ذلك، فما دولة إسرائيل سوى قاعدة حربية متقدمة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وسيفها المسلط على رقاب العرب.
إن على قادة حماس أن يدركوا أن إزالة دولة إسرائيل قد فات أوانها، وقد كان بالإمكان الحيلولة دون قيامها عام 1948، لكن المواقف الخيانية للحكام العرب المرتبطين بوشائج محكمة بالامبريالية الأمريكية والبريطانية آنذاك، هي التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل، فلم تكن الحرب العربية ضد المنظمات الصهيونية عام 1948 سوى مسرحية أخرجتها الامبريالية الأنكلو أمريكية ونفذها الحكام العرب .


لقد باتت إسرائيل دولة عسكرية مسلحة بأحدث ما انتجته المصانع الأمريكية والغربية، وأضافت لها السلاح النووي ليكون منقذها في الحالات الحرجة ، وسوف لا تتورع إسرائيل إذا ما وجدت أن كيانها يجابه خطرا حقيقياً عن استخدام سلاحها النووي ليكون عليها وعلى أعدائها.
أن على قيادة حماس أن تبعد نفسها عن التأثيرات الدولية وخصوصاً من جانب إبران وتعيد النظر في حساباتها، وتعود عن انقلابها ضد السلطة، وتجنح للمصالحة معها بكل جدية وصدقية، وإعادة النظر في تركيبة منظمة التحرير الفلسطينية بما يحقق وحدة الفصائل الفلسطينية كافة كي تدخل في مفاوضات جادة مع الجانب الإسرائيلي بصف موحد، مدعومة من قبل الدول العربية والعديد من دول العالم وشعوبها للوصول إلى اقامة دولة فلسطينية موحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة على اسس ديمقراطية، مع انسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران 1967، بما في ذلك كافة المستعمرات، وتحقيق حل عادل لقضية اللاجئين في الشتات، وإن سلوك أي طريق آخر لا يعني سوى المزيد من الحروب والدماء والخراب والدمار والويلات والمصائب للشعب الفلسطيني، فقد كفاه ما عاني منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين ابان الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا ه
13/2/2009

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب