عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

الحكومة العراقية والتدخل الإيراني المكشوف

حامد الحمداني
 8 /10/2005


يبدو أن حكومتنا الرشيدة التي تقود العراق في ظل هذه المحنة الخطيرة التي تعصف بالبلاد والعباد تعمل بعدة رؤوس ، وكل رأس يناقض في مواقفه الآخرين حتى بدت الحكومة وكأنها حلبة مصارعة بين أعضائها ، فرئيس الوزراء ما زال يصر على موقفه من إيران حيث ينفي التدخل الإيراني في شؤون العراق ويصرح بأن العلاقات العراقية الإيرانية بأحسن أحوالها ، مكذباً ما صرح به مراراً وتكراراً وزير الدفاع المنوط به دحر النشاط الإرهابي في البلاد بأن إيران تتدخل وبشكل فض في شؤون العراق ، وأنها تدعم المنظمات الإرهابية وترسل الإرهابيين عبر حدودها لتنفيذ جرائمهم بحق الشعب والوطن ، وتدعم مليشيات الإسلام السياسي على المكشوف .
وفي الوقت الذي تتهم القوات البريطانية حكومة طهران بالتدخل وإدخال الأسلحة ودعم مليشيات الأحزاب الإسلامية بالمال والسلاح ، واكتشاف أنواع من الأسلحة الفتاكة الواردة من إيران ومصادرة أعداد منها على الحدود الإيرانية، يبادر وزير داخلية العراق بيان جبر صولاخ بنفي وجود تدخل إيراني ، ويدافع عن المواقف الإيرانية وكأنه أحد وزراء إيران وليس وزيراً لداخلية العراق ، وفي الوقت الذي يهاجم وزير خارجية السعودية بأسلوب خارج عن اللياقة في التعامل يبادر وزير الخارجية بالإعتذار للحكومة السعودية ووزير خارجيتها سعود الفيصل ، وفي الوقت الذي تتهم الولايات المتحدة إيران وسوريا بالتدخل ، وهي التي تتولى قواتها حفظ الأمن والنظام في العراق والتصدي للعصابات الإرهابية التي تمارس أبشع الجرائم بحق شعبنا ، يبادر رئيس الوزراء ووزير داخليته صولاغ بنفي التدخل الإيراني ويدافع عن الموقف الإيراني .
أما العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء فقد باتت حديث كل لسان بعد أن كشف رئيس الجمهورية عن تدهور هذه العلاقة متهماً رئيس الوزراء السيد الجعفري بعدم الالتزام ببنود الإتفاق الذي عقد بين أحزاب قائمة التحالف الإسلامية والأحزاب الكردية حتى وصل الأمر إلى التهديد بالانسحاب من الحكومة والمطالبة باستقالة وزارة الجعفري .
إن إصار السيد الجعفري ووزير داخليته على نفي التدخل الإيراني لا يتفق مع الواقع أولاً ، ويتناقض ومصالح الشعب والوطن ثانياً ، ويثير القلق لدى شعبنا من الدور الإيراني ومحاولة التغطية عليه من قبل السلطة العراقية ثالثاً، مما يشكل أعظم الأخطار على مستقبل العراق .
إن الأخبار الواردة من البصرة تشير إلى الدور الخطير الذي تمارسه المخابرات الإيرانية وما يسمى بحرس الثورة الإيراني فيها ، والتنسيق الجاري بين هؤلاء وبين الممسكين بزمام الأمور في البصرة ابتداءً من محافظ البصرة حتى اصغر شرطي فيها ، وأن قوات الشرطة باتت تدين بالولاء للمليشيات الإسلامية التي تنسق علاقاتها مع عناصر النفوذ الإيراني .
إن أي إنكار لوجود هذا التدخل لا يتفق مع الحرص على الأمانة التي تسلمتها حكومة الجعفري بالحفاظ على حرية واستقلال العراق ومنع التدخل الأجنبي بكل صوره وأشكاله في شؤون العراق الداخلية ومن أي جهة كانت ، وعلى الحكومة أن تكون صريحة مع شعبها الذي أولاها هذه الثقة في هذا الموضوع ، وإن العلاقة التي ربطت الأحزاب الإسلامية بإيران أيام النضال من أجل إسقاط النظام الصدامي لا تعني مطلقاً السماح لحكام إيران التدخل في الشأن العراقي ، وأن هذا الموقف يضر بالغ الضرر بسمعة ووطنية هذه الأحزاب وولائها للعراق .
إن الشعب العراقي لا يضمر العداء للشعب الإيراني ، ولا يرمي الإضرار بالمصالح الإيرانية ، لكنه يحرص على منع أي تدخل في شؤونه الداخلية ، وهو يتطلع إلى إقامة علاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة بين الشعبين الجارين قائمة على أساس الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال البلدين ، وإن أي إخلال بهذه العلاقة قد يقود البلدين إلى عواقب وخيمة لا أحد يتمناها ، وعلى الحكومة العراقية أن تحرص على قيام علاقات سليمة بين البلدين والشعبين ، وأن تكون أكثر حرصاً في إصدار التصريحات المتناقضة من قبل أعضائها لكي لا تثير السخرية وتفقد ا لاحترام ليس من قبل الشعب العراقي وحسب ، بل ومن قبل المجتمع الدولي كذلك .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب