عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

َمنْ يقود النشاط الإرهابي في العراق البعثيون أم الزرقاوي ؟


حامد الحمداني
9/11/2005


يخطئ من يعتقد أن الشخصية الأسطورية المدعو بالزرقاوي هو الذي يقود النشاط الإرهابي في العراق ، وسواء كان الزرقاوي موجود حقاً في العراق أم لا فإن الحقيقة التي لا يجب أن تغرب عن الجميع هي أن القوى المسقطة من السلطة في التاسع من نيسان 2003 والمتمثلة بحزب البعث هي التي تقود النشاط الإرهابي في العراق ، والهدف بطبيعة الحال هو استعادة السلطة المفقودة .
ويخطئ من يتجاهل قوة وإمكانيات هذا الحزب الفاشي وخطورته على مستقبل البلاد ، حزب قضى في السلطة 35 عاماً سخر خلالها النظام الصدامي جل جهوده وكافة إمكانيات العراق المادية لبناء وتوسيع قاعدة الحزب بمختلف الوسائل والسبل القسرية و الترغيبية ، والقوانين الاعتباطية المخالفة لأبسط الحقوق والحريات الإنسانية والتي كان يصدرها الدكتاتور الأرعن لإجبار المواطنين للانتماء لهذا الحزب ، وفي الوقت نفسه عمل النظام بكل ما يمتلك من الوسائل الوحشية لمحاربة القوى السياسة الأخرى وإخراجها من الساحة بحيث لم يبقَ في الساحة في نهاية المطاف سوى حزب البعث الذي جرى تدريبه على حمل السلاح ، وتثقيفه بروح العداء للديمقراطية وحقوق الإنسان ، والطاعة العمياء للدكتاتور صدام حسين ، وتنفيذ كل ما يصدر عنه من أوامر مهما بلغت قساوتها ووحشيتها ضد أي نشاط مناهض لحكم البعث وقيادته الفاشية .
كما أنشأ النظام الفاشي العديد من أضخم الأجهزة القمعية والمخابراتية والأمنية
في البلاد في سعيه لتثبيت سلطة الحزب والحيلولة دون نجاح أي محاولة من جانب القوى الوطنية المضطهدة لإسقاط النظام الصدامي القمعي ، واستعان الجلاد بخبرات مخابرات العديد من الدول الأخرى لتدريب وإعداد هذه الأجهزة وتزويدها بمختلف الخبرات وبمختلف الوسائل التجسسية والمخابراتية بالإضافة الى السلاح ، وكان من بين تلك الدول روسيا وكوريا الشمالية وفيتنام والمانيا وفرنسا وكوبا وغيرها من الدول الأخرى ، واستخدم أبشع أدوات التعذيب والقتل لتصفية الخصوم السياسيين حتى تسنى له الاستئثار بالساحة السياسية في البلاد دون منازع .


فهل يمكن لمثل هذا الحزب أن ينتهِ ويتلاشى بمجرد إسقاط النظام الصدامي الفاشي ؟ إن هذا الأمر هو محض هراء ، فأعضاء هذا الحزب الذين ذاقوا حلاوة السلطة وتنعموا بخيرات البلاد على حساب بؤس وعذاب الشعب العراقي طيلة ثلاثة عقود ونصف لا يمكن أن يستسلموا بسهولة ، ولاسيما وأنهم مسلحون بملايين قطع السلاح الذي كدسها النظام الصدامي ، ومدربين على استخدامها ، ويمتلك الحزب أرصدة مالية هائلة تؤهلهم لمواصلة أعمالهم الإرهابية في البلاد في سعيهم لاستعادة السلطة ، وقد اتخذت قيادتهم من سوريا قاعدة لتنظيم وقيادة النشاط الإرهابي وتمويله من تلك الأموال التي سرقها النظام طيلة فترة حكمه .
أن إرهابيي القاعدة بقيادة الزرقاوي لم يكن لها القدرة على ممارسة نشاطها الإرهابي في العراق لولا إرادة ورغبة البعثيين الصداميين وقيادتهم في إتاحة الفرصة لهم بذلك ، فهم الذين يستقبلون عناصر القاعدة ويهيئون لهم السكن والاختفاء والسلاح والأموال والسيارات المفخخة والعبوات المتفجرة ، وهم الذين يوجهونهم نحو الأهداف المخطط لها سلفاً لتنفيذ جرائمهم الوحشية بحق أبناء شعبنا .
البعثيون إذاً هم الذين هيئوا لهم كل الوسائل والسبل لنشاطهم الإرهابي في البلاد وإلا فكيف يتسنى للإرهابيين القادمين من المغرب أو تونس أو السودان أو الصومال أو أفغانستان وغيرها من الدول الإسلامية ، وليس لهم سابق معرفة بالعراق ، اجتياز الحدود والوصول إلى مختلف المدن العراقية وتأمين السكن والاتصال وتدبير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والتوجه نحو الأهداف المرسومة ؟
إن أي محاولة لتبييض صفحة البعثيين الصداميين ومحاولة دمجهم في العملية السياسية من خلال المؤتمر المقرر انعقاده في القاهرة لما دعي بالمصالحة الوطنية ينطوي على مخاطر جسيمة على مستقبل الديمقراطية في العراق ، وهذا التوجه يشكل استفزازاً لشعبنا العراقي، وتنكراً لأرواح شهدائه وتضحياتهم الجسام ، فلا مكان لكل من ساهم في الجرائم التي ارتكبها النظام الصدامي والتي ذهب ضحيتها مئات الألوف من خيرة أبناء شعبنا في سلطة عراق المستقبل.
أما البعثيون الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء شعبنا ، ولا سطروا التقارير للأجهزة الأمنية ، والتي أدت إلى استشهاد الوطنيين من أبناء شعبنا على أيدي جلاوزة صدام ونظامه الفاشي ، والذين اجبروا بمختلف الوسائل والسبل للإنخراط في حزب البعث ، والذين يبدون استعداهم لنبذ الحزب وفكره الفاشي فلا بد من التعامل معهم على أساس كونهم مواطنين أخطأوا، والأخذ بأيديهم ، وإخراجهم من ذلك المستنقع ، وتأمين فرص العمل لهم وإعادة تثقيفهم بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ودمجهم بالمجتمع ، ومساهمتهم في بناء العراق الجديد .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب