عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

حكام إيران يلعبون بالنار

حامد الحمداني
 25 آب 2004


لم يعد خافياً على أحد التدخل السافر لحكام إيران في الشأن العراقي للتأثير على مجريات الأمور في البلاد مستهدفين من وراء ذلك تحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى تتعلق بالصراع الدائر بين الولايات المتحدة وإيران من جهة ، وبتحقق أطماع معروفة لكل متتبع للسياسة الإيرانية منذ وقوع الثورة الإسلامية عام 1978 .
إن حكام إيران الذين أصبح حكمهم مكروهاً جدا في نظر الشعب الإيراني ، ويشهد معارضة شديدة ليس من قبل القوى المعارضة أساساً لهذا النظام الغارق في رجعيته ودمويته واضطهاده لحقوق وحريات الشعب ،والتدخل الفظ في كل الأمور الشخصية صغيرها وكبيرها، بل أن الشرخ قد أصاب الفئة الحاكمة نفسها ما بين محافظين وإصلاحيين في محاولة لامتصاص نقمة الشعب الإيراني على أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية المأساوية ، وانتشار الفقر الذي عمّ جانباً كبيراً من المواطنين ، مما يهدد بانتفاضة شعبية ضد النظام القمعي الغرق في رجعيته ،وغير المهتم بمصير شعبه.
ومن أجل تحويل أنظار الشعب الإيراني عن مشاكله وأوضاعه المزرية ، وترهيبه من خطر تواجد القوات الأمريكية على حدودها الغربية [ العراق ] بالإضافة إلى حدودها الشرقية [ أفغانستان ] ، وتواجد الأساطيل الحربية في الخليج ، لجأ حكام طهران إلى التدخل في الشأن العراقي من خلال دعم ما يسمى بجيش المهدي وقائده مقتدى الصدر مادياً وعسكرياً ومسخرة أجهزتها الإعلامية لدعم هذا التوجه .
وبسبب من الانفلات الأمني في العراق نتيجة للنشاط الإرهابي التي تمارسه القوى الصدامية الفاشية المدحورة وحلفائها الظلاميين من كلا الطائفتين السنية والشيعية في محاولة بائسة للعودة بشعبنا نحو العبودية البعثية والظلامية ، فإننا نشهد تدفق العصابات الإرهابية والأسلحة عبر الأراضي الإيرانية كل يوم وباستمرار لينشروا الخراب والدمار في ربوع العراق ، ويروعوا شعبنا الذي لم يكد يتنفس الصعداء بسقوط النظام الصدامي الفاشي البشع ليوقعوه في حالة من الرعب والقلق جراء سياراتهم المفخخة ومتفجراتهم المزروعة بين الأحياء السكنية وأرصفة الشوارع حتى غدا المواطن العراقي لا يأتمن على حياته وهو يغادر مسكنه ، لا بل وحتى في مسكنه بالذات .
أن أيادي حكام طهران في أحداث النجف الشهيدة لا يمكن إخفائها مهما حاول الإعلام الإيراني التنصل منها، فهناك من الأدلة والشواهد لدى السلطات العراقية ما يدين التدخل الإيراني في العراق .
إن حكام طهران يخطئون في حساباتهم ، ويكررون أخطاء نظام المقبور صدام حسين في مناطحته لأمريكا من جهة ، ويخطئون في إمكانية تحقيق أحلامهم بالهيمنة على العراق من خلال دعم أذنابهم من جهة أخرى .
إن الشعب العراقي لن يسمح بأية حال من الأحوال أية هيمنة أجنبية سواء كانت أمريكية أو إيرانية أو أي جهة كانت ، وأن سلوك حكام طهران هذا لن يُخرج القوات الأمريكية من العراق ، بل على العكس من ذلك سيطيل بقائها لأمد طويل ، وفاقد للبصر والبصيرة من يعتقد أن أمريكا يمكن أن تسمح بأن يكون العراق لقمة سائغة في حلوق حكام طهران ، أو أن تسمح بقيام نظام حكم إسلامي موالٍ لإيران ، ولنا من دروس التاريخ القريب ما يثبت هذا ، فلقد وقفت أمريكا إلى جانب النظام الصدامي أبان انتفاضة الأول من آذار المجيدة عام 1991 بعد أن شعرت بمحاولة حكام طهران الهيمنة على مجريات الانتفاضة المباركة، فكانت النتيجة وقوع الكارثة التي حلت بالشعب العراقي بعد أن سمحت أمريكا لنظام صدام حسين بقمع الانتفاضة بكل الأسلحة التي بحوزته، وتدمير المدن والقرى الشيعية والكردية في كوردستان العراق ، ودفع الشعب العراقي ثمناً باهظاً من دماء أبنائه البررة جاوزت مئات الألوف ، دعك عن الخراب والدمار الذي حل بالمدن العراقية .
إن حكام إيران اليوم يلعبون بالنار حقاً ، إنهم يطيلون من عذابات شعبنا ومعاناتهم الصعبة ، أنهم يطيلون من بلاء الاحتلال الجاثم على صدورنا ، أنهم يمنعون إعادة بناء العراق ،ومعالجة أحوال شعبنا الاقتصادية والصحية والاجتماعية والثقافية ، إنهم يمنعون تحقيق حياة كريمة لشعبنا ، بل وينغصون حياته كل يوم حتى غدا همه الأول تحقيق الأمن والأمان قبل الطعام ، فأية محنة هذه التي يحياها شعبنا ؟؟؟ وأي أعذار لحكومة طهران تسمح لها بأن تمارس هذه اللعبة القذرة والخطرة على ارض العراق ؟؟؟
أن إيران بسياستها الحمقاء هذه لن تحرر العراق وشعبه وحسب ، بل وبكل تأكيد ستحرق إيران شعبها أيضاً مع شديد الأسف، والنار تبدأ عادة بعود ثقاب بسيط ، لكنها عندما تمتد وتستعر فإن حكام طهران غير قادرين على إخمادها .
بالأمس وقف وزير دفاعهم شمخي أمام وسائل الإعلام يهدد الولايات المتحدة وأضاف إليها إسرائيل بصواريخه والكل يدرك أن الولايات المتحدة تملك من الأسلحة مما لا قبل لإيران وغير إيران بمجابهته ، إذا استثنينا جدلاً العملاقين روسيا والصين ، وحتى هذين البلدين لم يهددوا الولايات المتحدة علناً ولا سراً وهم يدركون ما تعنيه الحرب من دمار لكوكب الأرض بمن عليه ، وينشدون قيام علاقات طبيعية ، وتعاون متبادل قائم على أساس الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة خدمة لشعوبهم .
أن معالجة الأوضاع في العراق ، وتحقيق السادة الكاملة ، وإخراج كافة القوات الأجنبية من أرض الوطن دون استثناء هي مهمة وطنية بلا أدنى شك ، وخائن من لا يناضل من أجل حرية وطنه وشعبه .
لكن إحراق العراق والمجازفة بمصير شعبه يمثل خيانة أشد وأخطر ، وأن السبيل الوحيد في الوقت الحاضر يتمثل في إعادة الأمن والسلام إلى ربوع العراق ، ومعالجة الجروح العميقة التي سببها النظام الصدامي وحروبه الإجرامية ،وعند ما يسود الأمن وتستقر الأوضاع فلن تبقى لأمريكا وحلفائها أية حجة في البقاء على أرض الوطن ، وعلى كل مواطن غيور على مصالح شعبه وحرية وطنه أن يناضل من أجل تحقيق الجلاء الكامل للقوات الأجنبية ، مستخدمين أسلوب النضال السلمي لإقناع الولايات المتحدة وحلفائها بالرحيل ، وإقامة علاقات متكافئة مع تلك البلدان قائمة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل لسيادة جميع الدول صغيرها وكبيرها ، فنحن نعيش في عالم لا يمكن أن يتحمل حرباً عالمية جديدة لا تبقي ولا تذر ، ولا سبيل أمام البشرية سوى التعايش السلمي والتعاون وتبادل المنافع .
وسيكون واجباً على الشعب العراقي بكافة مكوناته أن يصعد من أساليب نضاله شيئاً فشيئاً إذا ما رفضت قوات الاحتلال الرحيل ، ومن حقه أن يستخدم كل إمكاناته لتحقيق هذا الهدف الوطني النبيل ، وأنا على ثقة قصوى بأن كل أطياف شعبنا سيكونون متكاتفين ومتعاضدين لتحقيق هذا الهدف المنشود .
وأخيراً أقول إن حكام إيران ما يبدو لم يتعلموا من الدرس بما حل بصدام حسين ونظامه ، ولا يعيرون اهتماماً لمصير شعبهم وشعوب المنطقة ، فهم حقاً يلعبون بالنار .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب