عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

هل يشعل حسن نصر الله شرارة الحرب في الشرق الأوسط ؟

حامد الحمداني
 22/1/2007



تتسارع التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط ، مما تهدد بالانزلاق نحو الحرب الشاملة في الشرق الأوسط ، ومن المعروف أن الحرب غالباً ما تنتطلق بشرارة تطلقها جهة ما نتيجة حسابات خاطئة، ولاسيما وإن الشرق الأوسط يمثل المنطقة الأخطر في عالم اليوم .


فحكام إيران قد تملكهم الغرور بقدراتهم العسكرية، التي يجري تخصيص الجانب الأكبر من مواردهم النفطية لتطويرها، مستغلين ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية، وارتفاع دخلها ، من أجل التسلح بمختلف أنواع الأسلحة ، بما فيها طوحهم بامتلاك السلاح النووي، وسعيهم الحثيث في هذا السبيل في تحدي خطير لإرادة المجتمع الدولي لثنيها عن هذا السلوك الخطر.


ومن أجل إشغال الرأي العام العالمي عن نشاطاتها النووية، فإن حكام طهران أخذوا يصعدون من تدخلاتهم عن طريق أعوانهم في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين، رغبة منهم في خلط الأوراق ، واكتساب الوقت لإكمال خططهم في مجال التسلح النووي، غير مبالين بما يمكن أن يحدث من انفلات سريع للأمن في هذه المنطقة التي باتت تنتظر من يشعل الشرارة لينفجر الشرق الأوسط برمته .


لقد اخذ حكام طهران يلعبون لعبة خطرة سيكونوا هم أول من يحترق فيها، ويحرقون بالتالي شعبهم الذي اغتصبوا إرادته، وسلبوه كل حقوقه وحرياته، باسم الدين، وباسم نظام ولاية الفقيه ، ويحرقون معهم شعوب المنطقة بنيران الحرب التي إذا انطلقت شرارتها فلن ينجُ منها أحد في المنطقة ، بل سيمتد تأثيرها ليصيب العالم أجمع .


إن منطقة الشرق الأوسط بوجه عام، ومنطقة الخليج بوجه خاص، تمثل شريان الحياة لدول وشعوب العالم اجمع، حيث يخرج من باطنها هذه الطاقة النفطية التي لا يمكن أن يتخلى عنها العالم ، وأن أي حرب تندلع في المنطقة ستصيب شعوب العالم باضرار وأزمات، وربما بكوارث اقتصادية خطيرة.


لكن حكام طهران ما زالوا يصمون آذانهم، ويغمضون عيونهم، غير آبهين بالمخاطر الجسيمة التي يقودون إليها شعوبهم وشعوب المنطقة والعالم ، فتراهم يمارسون دوراً إجرامياً خطيراً بدعم مليشيات الإرهاب والقتل في العراق تسليحا وتمويلاً ، ولا مانع لديهم إن كانت تلك المليشيات شيعية أم سنية، فالمهم إشعال الحرب الطائفية لعل ذلك يؤدي إلى خروج قوات الولايات المتحدة وحلفائها من العراق ليقع العراق فريسة سهلة لإمبراطورية ملالي طهران، ومن أجل ذلك يجري تجنيد وسائل إعلامهم ، وتغلغل عناصر مخابراتهم بالتعاون والتنسيق مع أعوانهم الذين أوصلتهم السياسة الأمريكية الخاطئة إلى قمة السلطة لإذكاء الصراع الطائفي في البلاد وإزهاق أرواح المزيد والمزيد من المواطنين العراقيين كل يوم ، وهروب الألوف منهم من البلاد بحثا عن ملجأ آمن لهم في مختلف بقاع الأرض .


إن ما يمارسه النظام الإيراني في العراق من دور تخريبي وتدميري ، يمتد إلى لبنان وفلسطين حيث حزب الله بقيادة حسن نصر الله ، وحركة حماس بقيادة خالد مشعل المقيم في سوريا مع العديد من أعوانه، والذين يحركهم ملالي طهران كما يحركون بيادق الشطرنج ، وليس بخافٍ على أحد أن ميليشيات حزب الله وحماس يتلقيان الدعم الواسع النطاق من حكام إيران تسليحا وتمويلاً ودعماً إعلاميا واسع النطاق.


لقد أشعل حسن نصر الله الحرب في لبنان في العام الماضي مع إسرائيل من دون علم الحكومة اللبنانية الشرعية وموافقتها ، وجرى نقل الأسلحة والصواريخ من إيران عبر الأراضي السورية حيث يرتبط حكام سوريا بحلف استراتيجي مع حكام طهران ، حتى أصبحت مليشيات حزب الله أقوى من الجيش اللبناني الرسمي، وتلك هي المهزلة التي لا يمكن القبول بها في أي بلدٍ من بلدان العالم.


لقد تسببت تلك الحرب، التي تقع مسؤوليتها على إيران و حزب الله فرع لبنان، من الويلات والمصائب الكبرى للشعب اللبناني حيث قتل ما يزيد على 3000 مواطن ، وجرى هدم عشرات الألوف من المساكن التي بات أهلها دون مأوى ، وأتت الحرب على معظم الطرق والجسور والمنشآت الخدمية الأخرى في كل أنحاء لبنان ، هذا ناهيك عن الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان ، والديون الهائلة التي تقدر بعشرين مليار دولار ، وكل ذلك جرى لمصلحة الأسياد في طهران .


ولم تمضِ سوى أيام قليلة على وقف الحرب حتى بادر حسن نصر الله بتحويل سهامه نحو الحكومة اللبنانية بادئاً بشن الحرب عليها بغية إسقاطها بالتعاون مع ميشيل عون المعروف بانتهازيته ، وطموحه بتسلق منصب رئاسة الجمهورية مهما كانت الوسائل والسبل، وهم اليوم وبعد أكثر من خمسين يوماً من الاعتصام لعناصرهم وميلشياتهم أمام رئاسة مجلس الوزراء ، وانسحاب وزراء حزب الله من الحكومة ، وتعطيل المؤسسات الدستورية وعمل الحكومة، مستهدفين إسقاط حكومة السيد فؤآد السنيورا، غير عابئين بما يمكن أن تـؤول إليه تطورات الأحداث ليس على لبنان فحسب، بل مستقبل الشرق الأوسط برمته.


وفي فلسطين يتصاعد النشاط الإيراني ودوره التخريبي من خلال احتضان حركة حماس ودعمها بالمال والسلاح ، وتشجيعها على تخريب أي جهد لإحلال السلام في الضفة الغربية وقطاع غزا ، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، من خلال دعواهم بعدم الاعتراف بدولة إسرائيل، حتى لكأنما وجود إسرائيل متوقف على اعتراف حماس بها، غير مدركين إن سلوك قادة حزب الله وقادة حماس هذا، وإصرارهم على السير في هذا الطريق الخطر لن يوصلهم إلا إلى حرب جديدة ، وهذه الحرب إن وقعت فلن تكن مقصورة على لبنان أو فلسطين ، بل سيكتوي بنيرانها شعوب المنطقة كلها وفي المقدمة منها الشعب السوري والشعب الإيراني بكل تأكيد .


إن أية محاولة من جانب حزب الله لإسقاط حكومة لبنان الشرعية المنتخبة ، والتي تحضى بدعم وإسناد جميع بلدان العالم ما عدا إيران وسوريا طبعاً، والسعي لاغتصاب السلطة في لبنان، بتوجيه ودعم وإسناد من حكام طهران، وبمساعدة حكام سوريا، وحليفها أميل لحود الذي نصبته رئيساً للجمهورية، عندما كانت مخابراتها العسكرية تمثل الحاكم الفعلي في لبنان قبل خروج قواتها العسكرية منه، وعلى أثر اغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق، وذلك في محاولة لمنع تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري التي تشير المعلومات المتسربة من لجنة التحقيق الدولية التي شكلتها الأمم المتحدة عن ضلوع مسؤولين كبار في سوريا ولبنان في جريمة الاغتيال، ستعني وقوع الحرب لا محالة، والتي ستمتد من لبنان وفلسطين إلى إيران الرأس المدبر لما يجري في المنطقة اليوم من مخططات تخريبية .


إن حكام طهران مخطئين جداً إذا اعتقدوا أن بإمكان جيشهم وإمكاناتهم العسكرية قادرين على كسب الحرب إن وقعت ، وعليهم إن يتعلموا الدرس من سابقهم صدام حسين وغروره الذي أوصله إلى تلك النتيجة في حرب الخليج الثانية وحرب الخليج الثالثة التي انتهت بسقوط نظامه ، وأوصلته في نهاية المطاف إلى حبل المشنقة حيث كانت النهاية.


فهل سيشعل حسن نصر الله شرارة الحرب ؟


0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب