عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

خاب أمل الشعب بأسلوب محاكمة طاغية العصر وزبانيته


حامد الحمداني                                                        
9/12/2005

صدمة كبرى وشعور شديد بالخيبة أصاب شعبنا  الشعب العراقي الذي انتظر ثلاث سنوات محاكمة طاغية العصر جلاد الشعب العراقي وزمرته المارقة كان خلالها يعد الأيام ليشهد المحاكمة الموعودة لطاغية العصر وزمرته الشريرة ، والتي جرى تأجيلها مرات عديدة ، وإذا به يصدم بهذه المحاكمة التي لم يشهد مثيلاً لها في أعرق البلدان ديمقراطية في أوربا وأمريكا، محاكمة اتسمت التساهل والضعف لدرجة حولت الطاغية وزمرته الشريرة إلى قضاة والشعب العراقي إلى متهم ، وسلكت هذه الزمرة سلوكاً خشناً متجاوزة على القضاة وهيئة الادعاء العام ، بل لقد جاوز برزان التكريتي الأدب أمام سمع وبصر هيئة المحكمة والعالم أجمع عندما تجرأ وبصق على أحد الحاضرين في المحكمة دون أن يتخذ رئيس المحكمة أي إجراء لإيقاف هذا الأرعن الفاقد للأخلاق عند حده .
أما صدام فقد صرخ بوجه هيئة المحكمة ، وبوجه خاص رئيس المحكمة السيد رزكار أمين قائلاً : [لن أحضر غداً المحكمة واذهبوا على الجحيم ].
أي محكمة هذه التي يتصرف فيها المتهم بهذه الرعونة والخلق السيئ دون أن يلقى أي إجراء يجبره على احترام هيئة المحكمة وهيئة الادعاء العام ؟
أنها مهزلة أن تتلقى هيئة المحكمة من هؤلاء الأوباش كل هذه التصرفات   الشائنة ، وتلقى هذه الزمرة التي تلطخت أياديها بدماء أكثر من مليون إنسان ، ناهيكم عن أكثر من مليون آخر ذهب ضحية حروب النظام الصدامي الإجرامية  ضد إيران والكويت ومع والقمع الدموي ضد الشعب الكردي وقمع الشيعة في الجنوب والفرات الأوسط أبان انتفاضته الباسلة عام 1991 وتنكيله بالقوى السياسية الوطنية وتصفيه مئات الألوف من الوطنيين بأبشع وسائل التعذيب وحشية ، وفي مقدمتها المثارم التي طحنت وعجنت عظام ولحوم الأبرياء وهم أحياء دون رحمة أو شفقة .
وبالأمس أعادت قناة الفيحاء عرض بعض من جرائم هذه الزمرة المتوحشة حيث قطع الألسن وتكسير العظام ، وتفجير المواطنين مما تقشعر من هولها الأبدان ، كما سبق أن عرضت قناة العربية حديثاً للطاغية صدام يعلن فيه بالصورة والصوت قائلاً : أن أي شخص يحاول المساس بالثورة فأنا على استعداد لقطع رؤوس عشرة آلاف شخص دون أن تهتز شعرة واحدة في جسمي ، وأضاف قائلاً : وإذا مات أحدهم بالتعذيب فإلى الجحيم ، فهو لا يعني عندي شيئاً أبداً .
فهل هذا الجلاد وهذه الزمرة المتوحشة تستحق كل هذا التعامل وهذا الاحترام والسكوت عن تجاوزاتهم  من جانب المحكمة ؟
لقد شهدنا العديد من المحاكمات هنا في أوربا العريقة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، لكننا لم نشهد مثل هذا التراخي من جانب القضاة ، بل على العكس يتصرف القضاة بصرامة للمحافظة على هيبة المحكمة .
أيها السادة الحاكمون في العراق الجريح إذا كنتم تريدون معرفة مدى الخيبة والألم والحسرة والانفعال الذي أصاب المواطنين وهم يتابعون سير المحاكمة ، ورفضهم لهذا الأسلوب فعليكم أن تستفتوا الشعب لتقفوا على رأيه في هذه المحاكمة ، فالشعب هو صاحب الحق المهضوم ، وهو الذي دفع ثمناً باهظاً من دماء بناته وأبناءه جراء طغيان ذلك النظام الفاشي البشع طيلة أربعة عقود عجاف .
أما إذا كنتم لا تملكون حرية التصرف المستقل فعليكم أن تعلنوا للشعب أن أمريكا هي التي تقرر كل شيئ ، وأن إرادتها فوق إرادة الحكومة والشعب ، وهي التي تريد للمحاكمة أن تجري بهذه الطريقة المهزلة .
إن سير المحاكمة بهذا الأسلوب يستفز مشاعر الشعب العراقي ، ويثير غضبه المشروع ، ورفضه المطلق لاستمرارها بهذا الأسلوب .
لماذا جرى تقديم جريمة الدجيل ، مع كامل احترامي لضحاياها الشهداء وذويهم ، على الجرائم الكبرى التي اقترفها نظام صدام  ؟
ألم يكن من المفروض أن تبدأ المحكمة بالقضايا الكبير التي قُدر عدد ضحاياها بمئات الألوف كجريمة الحرب ضد إيران ، وجريمة الأنفال وحلبجة الشهيدة ، وجريمة قمع الانتفاضة للشيعة في الجنوب والفرات الأوسط ،  وجريمة غزو الكويت ونهبها وقتل أبنائها الأسرى ، وزج الجيش العراقي في حرب خاسرة سلفاً مع جيوش أمريكا وثلاثين دولة بسبب إصراره على عدم الانسحاب من الكويت ؟
هل كان يشك أحدٌ بالمصير الذي آلت إليه القوات العراقية في تلك الحرب وذهب ضحيتها أكثر من ثلاثمئة ألف من جنودنا وضباطنا طعاماً لتلك الحرب ، ناهيك عن الخراب الاقتصادي والاجتماعي والخدمي ، وسبب فرض الحصار الاقتصادي  الظالم لمدة 13 عاماً تحول خلالها شعبنا إلى أفقر شعوب العالم وهو الذي يمتلك من الثروات ما تمكنه من تحقيق أعلى مستوى معيشة في المنطقة كلها .
وبودي أن أسأل الحكومة كيف دخل المحامي القطري النعيمي والمحامي المتقاعد رامزي كلارك دون تأشيرة دخول ، وكيف جرى السماح لهما وهما من بين الذين وردت أسمائهم في فضيحة كابونات النفط التي قدمها صدام رشوة لهم ولغيرهم ، ليأتيا اليوم ويدافعا عن ولي نعمتهم صدام وزمرته ، ويستفزان مشاعر الشعب ويثيرون استهجانه وحنقه .
وبكل صراحة أقول لكم أيها السادة أن المحاكمة الجارية لطاغية العصر وزمرته غير عادلة البتة ، لقد تحول فيها الشعب إلى جلاد ، والجلاد إلى ضحية ، وأخذ المتهمون يطيلون ألسنتهم القذرة ، ويوجهون الإهانات إلى شعبنا .
أوقفوا هذه المحكمة وأعيدوا إنشاء محكمة جديدة بكل مؤسساتها لكي نعيد للمحكمة هيبتها وللقاضي صرامته في مواجهة التصرفات الشائنة للمتهمين ، واطردوا هؤلاء المرتزقة القادمين من قطر وأمريكا فهم كما أسلفنا مرتشين من قبل الطاغية لا يحق لهم تولي الدفاع عنه وعن زمرته الشريرة .    

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب