عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

أوهام المنْ والسلوى

حامد الحمداني
واهم من ينتظر نزول المن والسلوى على شعبنا من وراء الحرب التي تزمع الولايات المتحدة وبريطانيا شنها على العراق ، وأكثر وهماً من وضع عنبه في سلتها، ومن يزرع الريح لا يجني سوى العاصفة ، هذا ما تؤكده أحداث التاريخ وتجاربه المريرة مع الإمبرياليين ، ومن لا يصدق ذلك فلينظر بإمعان إلى ما تفعله إسرائيل وقائدها شارون وجيشه الفاشي بالشعب الفلسطيني بدعم مباشر من الولايات المتحدة على جميع المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية ، فكيف نصدق أقولها وادعاءاتها في نشر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، ونتجاهل أفعالها في دعم الطغيان الصهيوني بكل الوسائل والسبل ؟
هل تنفق الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات ، وتدفع بشبابها إلى محرقة الحرب التي أعدت لها آخر ما أنتجته مصانعها الحربية من تكنولوجيا الأسلحة المدمرة كي تنقذ شعبنا من النظام الدكتاتوري الصدامي ؟ وهي التي ابتلت شعبنا به وبنظامه لكي تدع شعبنا يتنسم نسيم الحرية والديمقراطية ويتمتع بحقوقه الإنسانية ؟
إن الولايات المتحدة لا تسعى إلا وراء مصالحها الاقتصادية ، وعلى رأسها النفط ، ولقد سال لعابها بعد أن تأكد لها أن العراق يطفو على خزين هائل من هذه المادة الحيوية ، ومن أجل ذلك ستحرق العراق وتدمر ما تبقى من بنيته التحتية ، وتزهق أرواح مئات الألوف من أبنائه ، وكأن ما سببته له من ويلات ومآسٍ وخراب ودمار ، ومن حصار ظالم جلب الفقر والمرض لشعبنا على الرغم من إدراكهم أن هذا الحصار لم يمس النظام العراقي قيد أنملة ، وإنما وقع كابوسه على أبناء شعبنا فقط.
إن الولايات المتحدة لو كانت صادقة في دعواها لكانت قد أسقطت النظام العراقي منذ أمد طويل ،منذ انتفاضة الشعب في آذار عام 1991،وهي التي تنكرت لدعوتها الشعب العراقي للثورة على النظام الدكتاتوري الفاشي ، وسمحت له باستخدام كافة الأسلحة المتاحة لقمع الانتفاضة ، وهذا في واقع الأمر خيانة لشعبنا ، وإمعاناً في إذلاله .
إن الولايات المتحدة اليوم قادرة بكل تأكيد على إسقاط النظام من دون حرب ولا احتلال ، فهناك وسائل عديدة بيد الولايات المتحدة تستطيع بواسطتها إجباره على الرحيل لو هي شاءت ، لكنها في واقع الأمر ترمي إلى إبقاء سيطرتها العسكرية والسياسية على العراق لأمد طويل ، وهي بكل تأكيد ستأتي بحكومة صنيعة تنفذ كامل أهدافها وترعى مصالحها .
إن الذين وضعوا عنبهم في السلة الأمريكية ثلاثة أصناف ، صنف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالولايات المتحدة ومستعد لرعاية مصالحها وتنفيذ مأربها ، وهذا الصنف لا يلام بوضع عنبه في السلة الأمريكية ، وهو الذي تعول عليه في حكم العراق مستقبلاً
أما الصنف الثاني فهو الذي يعتقد أن باستطاعته أن يضمن له دوراً في حكم العراق إن هو وضع عنبه في السلة الأمريكية متخلياً عن كافة شعاراته في معاداة السياسة الأمريكية !! ، ولا أخال هذا الصنف سيحقق ما يصبو إليه وسيخرج صفر اليدين من هذه الشراكة بعد أن يكون قد فقد مصداقيته السياسية وشعاراته التي تتعارض وهذه الشراكة على طول الخط وستكون خسارته جسيمة جداً .
أما الصنف الثالث فيمثل العناصر التي حملها حسن النية في سعي الولايات المتحدة لإحلال الديمقراطية وإشاعة الحرية ولسان حالهم يقول فلنجرب الولايات المتحدة ونصدق دعواها فلربما تغيرت وآمنت حقاً وصدقاً بحق الشعوب في الحرية والاستقلال وتطبيق شرعة حقوق الإنسان ، ويقيني أنها ستصاب بخيبة أمل كبير.
إن الولايات المتحدة إن هي أرادت حقاً وفعلاً خير شعبنا فعليها إن تقدم له المساعدة السياسية والمادية والسلاح كما فعلت مع قوات الكونترا في نيكاراغوا ، مع الفرق طبعاً ، وسيكون الشعب العراقي قادراً على إسقاط النظام الدكتاتوري الفاشي المعادي للشعب من دون حرب واحتلال ودمار وخراب لا يبقي ولا يذر .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب