عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

دعونا نداوي جراحنا أولاً


7/1/2004 حامد الحمداني

الأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة التعايش القومي تثير الحزن والأسى ،والقلق العميق في نفوس كل الحريصين على مستقبل شعبنا ووطننا الحبيبين .
فلم يكد يستبشر شعبنا خيراً بعد سقوط نظام الطاغية صدام حسين في التاسع من نيسان 2003 ،وانطلاقه من قمقم الفاشية العفلقية الصدامية ،وتنسمه نسيم الحرية ،حتى بدأت تطفو على السطح أحداث خطيرة سرقت البسمة والأفراح من شفاه وقلوب المواطنين بزوال ذلك النظام القمعي الذي لم يشهد له العراق مثيلاً من قبل ،وهم يشاهدون ويتحسسون كل يوم ، بل كل ساعة الأعمال الإجرامية التي أخذ يمارسها أعداء شعبنا لزعزعة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن ، والسعي لجعل المواطنين يعيشون دوامة من الرعب والخوف وعدم الاطمئنان ، حيث تتوالى انفجار السيارات المفخخة والاغتيالات والتخريب ،مما زاد في معانات شعبنا الذي ما زال يعاني من تدهور أحواله المعيشية والأمنية .
وفي ظل هذه الظروف البالغة الصعوبة التي يمر بها شعبنا تواردت الأنباء عن وقوع المصادمات في مدينة كركوك بين الأخوة الأكراد من جهة والتركمان والعرب من جهة أخرى على أثر المظاهرات التي سيرها الأخوة الأكراد للمطالبة بضم كركوك إلى إقليم كردستان ، والسعي للاحتفاظ بالثروة النفطية التي تمثل ثروة وطنية لمجموع الشعب العراقي من خلال تحقيق الفدرالية التي يطلبون من مجلس الحكم الإقرار بها بموجب المشروع الذي تقدم به ألأعضاء الأكراد في مجلس الحكم دون الانتظار لحين إجراء انتخاب مجلس تأسيسي، وسن دستور دائم للبلاد ، وتشكيل حكومة دستورية تتمتع بالصلاحيات التي تؤهلها لاتخاذ قرارات مصيرية لا تخص القومية الكردية وحدها ، بل مصير الشعب العراقي بكافة قومياته المتآخية .
وعلى أثر لجوء القوى الكردية إلى الشارع لفرض أجندتهم هذه رد التركمان والعرب بمظاهرات مضادة مما أوجد وضعاً خطيراً في كركوك أدى إلى إطلاق النار ووقوع العديد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين مما ينذر بحدوث انفجار كبير وصراع خطير بين القوميات المتآخية في المدينة في وقت نحن أحوج ما نكون إلى رص صفوف القوى الوطنية ،وتتطلب تضافر كافة الجهود الوطنية المخلصة لمجابهة قوى الردة الفاشية المتربصة بالجميع والرامية إلى العودة للسلطة من جديد ، والعمل على إحلال الأمن والسلام في ربوع الوطن ، وتهيئة الظروف لانسحاب قوات الاحتلال ،وعودة السيادة والاستقلال لعراقنا العزيز ،وتضميد جراحات شعبنا الذي كابد من الويلات والمصائب التي نالته على أيدي نظام القتلة في بغداد خلال العقود الأربعة الأخيرة ، وإعادة بنا ما خربه طاغية العصر بسبب حروبه الإجرامية الداخلية والخارجية وما سببته من انهيار في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية .
ولم تكن تلك الأحداث قد أثارت قلق أبناء شعبنا فحسب ،بل لقد تجاوزت حدود العراق لتثير ردود فعل لدى الدول المجاورة وبوجه خاص تركيا الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة والذي لا يمكن للولايات المتحدة أن تضحي بهذا الحلف ،مما يجعل سقف المطالب التي تقدم بها الأعضاء الأكراد في مجلس الحكم صعبة التحقيق في ظل الظروف الحالية ،ولاسيما وأن قوى فاعلة ومؤثرة في مجلس الحكم تعارض المشروع الكردي للفدرالية بالصيغة المقدمة من قبل ممثليهم .
أن الظروف الحالية تتطلب من قيادات الشعب الكردي الشقيق التروي والحكمة في عرض سقف مطالبها ، وتجنب كل ما من شأنه أن يعقد مستقبل القضية الكردية أولاً و يعمق من الأزمة العراقية الحالية ثانياً ،مما ينعكس سلباً على مستقبل العراق وأمنه واستقراره ، وإن أي تصرف انفعالي من أي طرف من الأطراف ربما يقودنا ما لا يحمد عقباه


أن مهماتنا الحالية ينبغي أن تركز على إعادة الأمن والنظام في ربوع العراق وإقامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي يتمتع فيه سائر أبناء شعبنا بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم ومنطلقاتهم الفكرية والعقائدية بالحرية والمساواة في الحقوق والواجبات ، وحشد كافة الطاقات الخلاقة لشعبنا من أجل إعادة بناء بنية العراق التحتية التي خربها النظام الصدامي وحروبه العدوانية وحل مشكلة البطالة المتفاقمة من خلال حملة إعمار العراق والعمل على تأمين مستوى معيشي لائق لكافة المواطنين كافة .
إن إدامة وتوثيق الأخوة العربية والكردية والتركمانية والآشورية ينبغي أن تكون في مقدمة مهامنا التي يجب أن نحرص عليها كل الحرص ، وأن نسد أي ثغرة يمكن أن يستغلها أعداء شعبنا للإيقاع بين مكونات شعبنا القومية والدينية والطائفية ، وعلينا أن لا نمنح أي فرصة للمتطرفين أي كانوا لإثارة النعرات الشوفينية أو الطائفية ، فقد كفى شعبنا ما عاناه خلال العقود السوداء من مآسي وويلات ومصائب ، وهو لم يعد يتحمل المزيد .

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب