عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

حكام سوريا والحسابات الخاطئة


حامد الحمداني                                                   
  12/10/2005

سياسة حافة الهاوية التي تنتهجها القيادة السورية لا تمثل خطراً جسيماً على سوريا وحدها ، بل على المنطقة العربية بأسرها ، وتخطئ هذه القيادة إذا اعتقدت أن هذه السياسة يمكن أن تحقق لها أهدافها المرسومة والتي يمكن تحديدها في ثلاث أهداف رئيسية :
الهدف الأول : ويتلخص في محاولة الضغط على القوات الأمريكية المتواجدة في العراق والتي تقض مضاجع القيادة السورية ، ولاسيما وأنها باتت  تشعر بأن سوريا قد باتت مطوقة من جميع الجهات ، في الوقت الذي بدأت الضغوط الدولية تشتد عليها بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق ، وصدور قرار مجلس الأمن رقم 1559 القاضي  بتشكيل هيئة تحقيق دولية بقيادة المحقق الألماني [ ميلتس ] ، وما يدور في مختلف الأوساط السياسية عن دور سوري في القضية ، وبات الجميع ينتظرون بفارغ الصبر يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر حيث يقدم المحقق الدولي [ ميلتس] تقريره عن التحقيقات التي أجراها حول اغتيال الحريري، وما ستتبعه من إجراءات دولية ضد كل من دبر وخطط ومول ونفذ عملية اغتيال الشهيد الحريري ، وتشير الدلائل إلى أن حكام سوريا الذين ينتابهم القلق من نتائج التحقيق قد بدأوا يستعجلون الأمر حيث شنوا هجومهم عبر وسائل الأعلام على السيد سعد رفيق الحريري ، ورئيس وزراء لبنان السيد فؤاد السنيورا .
لكن الخبر الذي نزل اليوم على العالم أجمع وعلى المحقق الدولي [ ميلتس ] بوجه خاص كالصاعقة حول نحر أو انتحار اللواء غازي كنعان وزير الداخلية ، وضابط المخابرات الكبير الذي كان الحاكم الفعلي في لبنان طيلة أكثر من عشرين عاماً قد اسقط في يد حكام سوريا وأوقعهم في مأزق خطير لا يمكن الخروج منه .
وسواء  كان غازي كنعان قد تم نحره أو قد انتحر فعلاً فالحقيقة التي لا جدال فيها أن الحدث هذا مرتبط ارتباطاً كلياً بالتحقيقات الجارية حول مقتل الحريري وعلاقة النظام السوري في الجريمة حيث أن كنعان هو أحد الشهود السوريين الرئيسيين الذين جرى استنطاقهم من قبل المحقق ميلتس ، ومن المؤكد أن  غياب غازي كنعان الأبدي المفاجئ ، وقبل 9 أيام من تقديم المحقق الدولي ميلتس تقريره حول الجريمة استهدف إخفاء الحقائق عن مجريات حادثة اغتيال الشهيد رفيق الحريري ، ومن المؤكد أن يلجأ ميلتس إلى إجراء تحقيق جديد حول نحر أو انتحار غازي كنعان وخصوصاً إذا ما كان ما ورد في شهادته ما يستشف عن علاقته وعلاقة النظام السوري بجريمة الاغتيال ، ولكن في كل الأحوال فإن غياب كنعان لن يكون في صالح النظام السوري حتى ولو كان بريئاً من جريمة الاغتيال ، وسيكون في انتظار النظام أياماً عصيبة في الأيام القليلة القادمة .

الهدف الثاني: ويتلخص في محاولة استقطاب العناصر البعثية في العراق وقياداتها المتواجدة على الأراضي السورية إلى الجناح السوري لحزب البعث يراودهم الأمل بعودة البعثيين إلى السلطة من جديد تحت القيادة السورية ، وهو الذي لا يمكن أن تسمح الولايات المتحد بقيامه ، وقد كان من أهم أسباب تدبير الانقلاب الصدامي ضد البكر ، واستلام صدام حسين مقاليد السلطة المطلقة في العراق هو محاولة البكر وحافظ الأسد تحقيق الوحدة بين البلدين والحزبين وكانت القيادتين على وشك إعلان الوحدة بين سوريا والعراق وتوحيد جناحي الحزب عندما تم تدبير انقلاب صدام حسين ضد البكر وقيامه بإعدام كافة أعضاء الوفد العراقي المفاوض مع الجانب السوري حول وحدة البلدين والحزبين ، وكانوا جميعاً من كبار قيادي الحزب، وتم تخريب مشروع الوحدة بين البلدين والحزبين.
 ومعلوم للجميع أن الجناحين قد دخلا  منذ أمد بعيد في صراع من أجل الهيمنة على الحزب مما جعل العلاقات بين البلدين سوريا والعراق الذين حكمهما حزب البعث بجناحيه المتنافسين ، في أسوأ أحوالها ، وتخللتها صراعات دموية من خلال تدخل النظام الصدامي في الحرب التي كانت دائرة في لبنان إلى جانب ميشيل عون الذي سلمه الرئيس اللبناني المنتهية ولايته [ أمين الجميل ] السلطة ضد القوات السورية المتواجدة في لبنان ودعمه بالسلاح والخبرات العسكرية وحتى الضباط والخبراء العسكريين .
 كما جرى تنفيذ الأعمال الإرهابية وتفجير السيارات المفخخة من قبل النظامين ضد بعضهما البعض ، وهكذا جاءت الفرصة سانحة بعد إسقاط النظام الصدامي لاستقطاب البعثيين العراقيين للجناح السوري من خلال الدعم اللوجستي والمادي الذي تقدمه سوريا للمتمردين وقياداتهم المتواجدة في سوريا لكي ينفذوا جرائمهم الوحشية ضد الشعب العراقي ، كما أصبحت سوريا مركزاً لتجمع وعبور أنصار القاعدة والعناصر السلفية المتخلفة القادمة من مختلف البلدان العربية والإسلامية ، والمغسولة أدمغتها النتنة، إلى العراق لكي تمارس جرائمها الانتحارية البشعة كي تنتقل بأسرع ما يمكن إلى الجنة الموعودة لتحتضن حور العيون ، والتمتع بما لذ وطاب !!

الهدف الثالث : يتمثل في تنفيذ الاتفاقات المعقودة بين سوريا وإيران حول تعاونهما المشترك في مختلف المجالات حيث تتميز العلاقة بين البلدين ومنذ أمد طويل بالتعاون والتنسيق في مختلف القضايا المتعلقة بالمنطقة ، ولاسيما وأن حكومة ملالي طهران تشارك سوريا القلق من تواجد القوات الأمريكية في العراق خوفا على نظامها المكروه من قبل الشعب الإيراني ، ولاسيما وان إيران قد باتت هي الأخرى مطوقة من جميع الجهات من قبل القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان والعراق شرقا وغرباً ، وتواجد الأسطول الحربي الأمريكي والبريطاني في الخليج ، لذلك باتت مصلحة البلدين في إبعاد القوات الأمريكية عن العراق من خلال تشجيع ودعم العناصر الإرهابية اللوجستي والمادي والسلاح .
كما أن إيران ترمي في تدخلها السافر في العراق ودعمها للأحزاب الإسلامية الشيعية ، والمرتبطة معها بوشائج كبيرة ، ولاسيما المجلس الأعلى لما يسمى بالثورة السلامية في العراق وذراعها المسلح [ قوات بدر] التي جرى تأسيسها وتسليحها وتدريبها وتمويلها من قبل الحكومة الإيرانية، و التي يراودها الأمل في الهيمنة على العراق بعد أن عجزت عن ذلك أبان حرب الخليج الأولى التي شنها الدكتاتور صدام حسين بالنيابة عن الولايات المتحدة عام 1980 والتي دامت 8 سنوات بسبب إصرار القيادة الإيرانية على الاستمرار بالحرب حتى النصر ، تلك الحرب المجنونة التي حصدت أرواح أكثر من مليون من شباب العراق وإيران ناهيكم عن مئات الألوف من الأرامل والأيتام والمعوقين الذين جاوز عددهم المليون ، والخراب الاقتصادي والاجتماعي الذي حل بالبلدين جراء تلك الحرب .
إن حسابات الحكومة السورية في سعيها المحموم لدعم الإرهابيين في العراق رغم كل المخاطر المحدقه بسوريا ، وسعي الولايات المتحدة لتنفيذ أجندتها المرسومة في الشرق الأوسط ، والتي تعتبر النظام السوري  الداعم لحزب الله الإيراني ـ فرع لبنان ـ مصدر إرهاب خطير في المنطقة ، تنم عن قصر نظر كبير للقيادة السورية في قراءة الظروف الدولية في عصرنا الحاضر الذي غدت فيه الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم ، والقيادة السورية يبدوا أنها تعيد تكرار نفس الأخطاء التي وقع بها دكتاتور العراق صدام  حسبن عندما تحدى الولايات المتحدة ، وظن أن جيشه قادر على منازلة الجيوش والأسلحة الأمريكية فكانت الهزائم النكراء في حرب الخليج الثانية وحرب الخليج الثالثة التي انتهت بإزاحة النظام الصدامي في التاسع من نيسان 2003 ، حيث لم تصمد قواته سوى عشرين يوماً وانهار بعدها جيشه وأجهزته القمعية وفدائييه [ فدائي صدام ] وجيش القدس .
لكن حكام سوريا على ما يبدو لم يتعلموا الدرس ، بل ما زالوا يصرون على مواصلة السير في هذا الطريق الخطر الذي لا يفضي إلا إلى الكارثة الكبرى للشعب السوري المغلوب على أمره ، والرازح تحت بطش المخابرات السورية الشرسة وسرايا الدفاع المعدة والمجهزة لقمع أي تحرك شعبي ضد النظام البعثي الفاشي صنو نظام صدام حسين البشع .      

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب