عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

ثورة 14 تموز1958 بين حامد الحمداني والدكتور فواز غازي حلمي

حامد الحمداني
 11 تموز 2006
طالعنا الدكتور فواز غازي حلمي بمقاله الموسوم [ ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها رد على حامد الحمداني ] المنشور في موقعي صوت العراق وكتابات ، والذي يثير الاستغراب من أن الدكتور فواز ، وهو الذي يحمل أعلى شهادة علمية ، يقول أنه لا يرد على كتاب حامد الحمداني حيث يكتب :


{الحقيقة إنني لا أرد على كتاب الحمداني لأنني لم أقرأه ، وحسب ما أوجزه هو كتاب لا يقرأ بسبب النمطية الأسطورية حول أحداث ثورة 14 تموز ،أو بالأحرى الانقلاب بأسلوب متحيز يقلل من مصداقية ما ورد فيه}.


لكن الحقيقة كما هو واضح من المقال انه على الرغم من عدم إطلاعه على الكتاب فقد وصفه بكونه نمطية أسطورية!! فهل يتفق قوله هذا مع أسلوب البحث العلمي لشخص يحمل شهادة الدكتور؟


يبدو أن الدكتور فواز يقرأ الغيب ، ويصدر أحكامه على الكتب دون أن يقرأها قائلاً إن الكتاب لا يقرأ.!!


ولا أعلم أن كانت شهادته العلمية تتعلق بالتاريخ أم السياسة أم أي فرع آخر، لكنه ما دام يتحدث في مقاله عن التاريخ فقد كشف عن جهله بما تعنيه الثورة وما يعنيه الانقلاب ، فتارة يطلق على ثورة 14 تموز صفة [ الانقلاب ]، وتارة أخرى صفة [الثورة] ، وتارة ثالثة يطلق عليها صفة [ الثورة الانقلاب] وهذا الوصف يعبر عن جهل الدكتور فواز بالمسمى التاريخي ، ويتنافى كليا مع أسلوب البحث العلمي الذي يتذرع فيه ، ويتهم الكتاب بالنمطية الاسطورية .


فالثورة ـ يا دكتور فوازـ تعني تغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلد ، على عكس الانقلاب الذي يعني تغييراً فوقياً للسلطة السياسية دون تحقيق إصلاح للبنية الاجتماعية والاقتصادية .


وبنظرة فاحصة ، و بأمانة علمية في نقل الأحداث التاريخية ، يتأكد لكل منصف أن ثورة 14 تموز كانت ثورة الشعب كله، اشتركت فيها كل الأحزاب السياسية التي كانت تعمل آنذاك على الساحة العراقية ، والمتمثلة بالحزب الوطني الديمقراطي ، وحزب الاستقلال ذو التوجه القومي ، والحزب الشيوعي ، والحزب الديمقراطي الكردستاني ، الذين ضمتهم [ جبهة الاتحاد الوطني]التي وحدت نشاطها مع [اللجنة العليا لحركة الضباط الأحرار] لإحداث التغيير المنشود في بنية المجتمع العراقي ، فكان قانون الإصلاح الزراعي بحق ثورة اجتماعية كبرى حررت 70% من أبناء الشعب العراقي من طغيان وعبودية الإقطاعيين ، وغيرت علاقات الإنتاج غير العادلة آنذاك .


كما كان قانون الأحوال الشخصية ثورة اجتماعية أخرى تناولت مصالح نصف المجتمع العراقي بتحرير المرأة من عبودية الرجل .


كما كان القانون رقم 80 يعتبر أضخم إنجاز اقتصادي على الإطلاق لتحرير الاقتصاد العراقي من هيمنة الإمبرياليين وشركاتهم النفطية ، حيث سحب من مخالبهم 99,5% من المكامن النفطية ، وكان القانون المذكور السبب الأساسي في تدبير الإمبرياليين لانقلاب 8 شباط المشؤوم الذي تدافع عنه وتبرره صراحة .


ولستُ هنا في معرض الحديث عن إنجازات ثورة 14 تموز بقيادة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ، فهذا موضوع يطول ، وقد تناولته في كتابي بالتفصيل.


لقد كان جوهر مقال الدكتور فواز هو التهجم على قيادة الزعيم عبد الكريم قاسم الذي اتهمه بالطارئ على الثورة ، وممجداً بالعقيد رفعت الحاج سري ، فإذا كان عبد الكريم طارئاً على الثورة فكيف انتخبه رفعت الحاج سري رئيساً للجنة العليا للضباط الأحرار ؟


لقد كان اختيار عبد الكريم قاسم بالإجماع ، كما اجمع كل الضباط الذين شاركوا في الثورة ، وكتبوا عنها في مذكراتهم ، وسائر الكتاب الذين تناولوا الثورة على هذه الحقيقة .


ويدعى الدكتور فواز أن عبد الكريم قاسم لم يقم هو بالثورة ، بل عبد السلام عارف ، وهو يجهل أن عبد الكريم قاسم قد تولى السيطرة على الفرقة الثالثة في بعقوبة التي كان يقودها الزعيم الركن غازي الداغستاني ، بالإضافة إلى كونه معاوناً لرئيس أركان الجيش ، وهو احد رجالات العهد الملكي المعتمد عليه في حماية النظام ، والذي كان يشكل بفرقته العسكرية خطراً حقيقياً على نجاح الثورة ، وكان لا بد من حماية مؤخرة القطعات المتقدمة نحو بغداد من قبل اللواء التاسع عشر الذي يقوده عبد الكريم قاسم.


وتهجم الدكتور فواز على سائر الضباط رفاق عبد الكريم قاسم الذين كان لهم الدور الفعلي في الثورة بأسلوبه العلمي الرصين !! ، وأمتدح العقيد عبد الوهاب الشواف ، وانقلابه المدعوم من قبل عبد الناصر الذي جهز الانقلابيين بالسلاح ، ومن قبل شركات النفط الاحتكارية التي أرسلت المهندسين من شركة نفط [عين زالة] لتشغيل محطة الإذاعة المرسلة من عبد الناصر، كما اعتمد الشواف في انقلابه الفاشل على الإقطاعيين في الموصل ، وفي المقدمة منهم أحمد عجيل الياور ، النائب السعيدي المزمن ، وأكبر إقطاعيي الموصل على الإطلاق .


وبودي ـ يا دكتورنا فوازـ أن تعود إلى بيان الشواف رقم واحد ، وأنا على استعداد لإرساله لكم إذا رغبت لتقرأ فيه مغازلة الشواف لشركات النفط وتطمينها على مصالحها في نهب ثروات العراق النفطية .


إن الشواف لم يكن سوى رجل طامع في السلطة لا مبدأ له ، وقد تجاوز في انقلابه الزعيم ناظم الطبقجلي الذي ورد اسمه في البيان المذكور [ بيان رقم واحد ] حيث يقول :


{ بعد اتفاقنا مع الزعيم الركن ناظم الطبقجلي قائد الفرقة الثانية ، ومع كافة الضباط الأحرار في جيشكم الباسل عزمنا في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ جمهوريتنا على تحرير وطننا الحبيب من الاستعباد والاستبداد }.!!


ومعلوم أن اللواء الذي يقوده الشواف هو أحد ألوية الفرقة الثانية التي يقودها الطبقجلي ، وهو أعلى من الشواف في رتبته العسكرية ، لكن الشواف أراد أن يكون هو زعيم الانقلاب ، وتجاهل رفيقه وقائده الطبقجلي ، الذي قرر عدم التنفيذ بعد أن تبين له حقيقة الشواف وما يرمي إليه .


لقد تناول مقال الدكتور فواز حول أحداث الموصل بنفس الأسلوب الذي كان يتحدث فيه المهرج والجاسوس [أحمد سعيد] في إذاعة [صوت العرب] من القاهرة ، حيث كان يردد أن الشيوعيين في الموصل قد قتلوا 10000 من القوميين العروبيين حيث يقول :


{ما حدث من إبادة إجرامية سادية في الموصل 10000 مواطن عربي و حتى تم سحلهم و قتلهم على أيدي المقاومة الشعبية و بعض لفصائل الكردية يبدو في نظر مؤرخنا هذه الأرواح لاتهمه}.


وأنا هنا أتحدى الدكتور فواز أن يذكر لنا أسماء خمسين فرداً من الذين قتلوا في انقلاب الشواف من القوميين والبعثيين إن كان صادقاً ، وأنا بدوري أحيله إلى وثائق المجلس العرفي العسكري لشمس الدين عبد الله ، الذي أجرى المحاكمات المتعلقة بأحداث الموصل والتي أكدت على أن العدد كان 34 قتيلاً ، وان صحف البعثيين قد نشرت صورهم بعد نجاح انقلاب 8 شباط الفاشي ، والاحتفال الذي أقيم في الموصل بتلك الذكرى .


وتجاهل الدكتور فواز عمليات الاغتيال البشعة التي سادت الموصل بين عامي 60 ـ 63 والتي قامت بها حثالات المجتمع الموصلي ، وقتل ما يربو على 1000 من الوطنيين ، بدعم وإسناد من السلطة ، وتهجير ألوف العوائل من المدينة طلباً للأمن .


ويتجاهل الدكتور فواز جرائم انقلابيي 8 شباط ، ويسميها [رد الفعل] زوراً وبهتاناً ، حيث جرى تعذيب وقتل وإعدام الألوف من الوطنيين ، وسجن أكثر من نصف مليون مواطن ، وإغراق العراق بالدماء .


كما أحيله إلى حديث الملك حسين عن دور المخابرات الأمريكية في انقلاب شباط ، وإلى حديث أمين سر حزب البعث آنذاك [علي صالح السعدي ]الذي أعلن صراحة أن أنهم قد جاءوا للحكم بقطار أمريكي ، وأحيله كذلك إلى تصريح [ عبد الرزاق النايف] الذي قاد انقلاب 17 تموز 1968 ، وقام شركاؤه البعثيون بالانقلاب عليه بعد 13 يوماً ، وتسفيره إلى لندن حيث قال في تصريحه ذاك :


{ إنني لا أنكر علاقتي بالأمريكان ، لكن الأمريكان هم الذين فرضوا عليَّ التعاون مع البعثيين ، وكان الدكتور ناصر الحاني الذي عينه الانقلابيون وزيراً للخارجية هو عراب الانقلاب ، وصلة الوصل بين البعثيين وجماعة النايف ، وقام البعثيون بعد نجاح انقلابهم الثاني في 30 تموز 1968 باغتيال الدكتور ناصر الحاني رغبة منهم بالتستر عن دور المخابرات الأمريكية في انقلاب 8 شباط الفاشي .


ويحاول الدكتور فواز التستر على جرائم البعثيين منذ استلامهم السلطة في 8 شباط 1963 والتي تحدث عنها الكتاب الذي أصدره نظام شريكهم في الانقلاب عبد السلام عارف ، عن جرائمهم تلك بعنوان [ المنحرفون ] .


أما جرائمهم بعد انقلاب 30 تموز 1968 وحتى سقوط نظام الطاغية صدام حسين ، والحروب الإجرامية التي زج صدام العراق بها فهي معروفة لدى سائر المواطنين ، وذهب ضحيتها مئات الألوف من الشباب العراقيين الأبرياء وخلف وراءه مئات الألوف من الأيتام والأرامل ، مع دمار هائل للاقتصاد الوطني ، وتدمير البنية الاجتماعية .


كما تجاهل القبور الجماعية التي تعتبر خير شاهد على تلك الجرائم الوحشية البشعة التي اقترفها نظام البعث ً ، وتباكى على العصابة التي قادت أو اشتركت في محاولة انقلاب الشواف الفاشلة ، حتى لكأنما الشيوعيون هم الذين قاموا بالانقلاب ، وهو يدرك أن من يقدم على جريمة كهذه لا بد أن يلقى العقاب.


ولست أنا هنا مدافعاً عن أعمال القتل والسحل التي جرت بالموصل من قبل الرعاع ، واُتهم بها الشيوعيين، فقد أدنتها في كتابي ، كما أدنت تشكيل محكمة من قبل قيادة الحزب الشيوعي في الموصل ومحاكمة 17 من المتهمين بالمشاركة في انقلاب الشواف ، والحكم بإعدامهم ، وتنفيذ الحكم في منطقة الدملماجة ، فليس من حق الحزب أن ينصب نفسه حاكماً في الموصل ، ويصدر الأحكام بالإعدام وينفذها ، وكان الواجب يقتضي تسليمهم إلى السلطة الرسمية لإجراء محاكمتهم ، والحكم على المجرمين ، وإطلاق سراح الأبرياء منهم ، كما جرى بالنسبة للضباط المشاركين في الانقلاب والذين جرى تسليمهم للسلطة في بغداد ، وجرت لهم محاكمات أصولية نقلتها الإذاعة والتلفزيون على الهواء مباشرة ، لا كما وصف الدكتور فواز محكمة الشعب بالسرك ، وتهجم على رئيسها الشهيد فاضل عباس المهداوي ، والمدعي العام الشهيد ماجد محمد أمين .


وليته يحدثنا دكتورنا فواز عن محاكم النعساني في العهد الملكي المشهورة بمحاكم قرقوش ، ومحاكم عواد البندر ذائعة الصيت !! .


وبالتأكيد فأن الدكتور فواز غازي حلمي لم يعاصر ثورة تموز وانقلاب الشواف وربما انقلاب 8 شباط كذلك ، وأن معلوماته قد استقاها من عائلته ووالده ، رحمه الله ، الذي كان كما أتذكر أحد رجالات العهد الملكي ، كما جاءت معلوماته على السماع من العناصر الموتورة من الثورة التي أطاحت بالإقطاع ، والهيمنة البريطانية على مقدرات العراق ، وأعادت للعراق حريته واستقلاله الذي لم ينعم به طيلة الحكم الملكي ، حيث كانت الوزارات العراقية ُتشكل في السفارة البريطانية ببغداد .


وأخيراً لا بد أن أعرج على الأسلوب الرخيص للتهجم على الوطنيين ومن بينهم قادة الحزب الشيوعي الذين قضوا تحت أشنع أنواع التعذيب على أيدي تلك الزمر الفاشية أمثال عمار علوش وناظم كزار ، وحازم جواد وطالب شبيب ، وعبد الغني الراوي واحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش ، وغيرهم من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث الذين كان شاغلهم الوحيد هو القتل والتعذيب .


ولست هنا في موقع المدافع عن الشيوعيين ، فهم القادرين بكل تأكيد على الدفاع عن أنفسهم ، ورد التهم المفبركة عنهم ، وفضح مزوري التاريخ .


كما لا أبرر أبداً أخطاء الحزب ، بل لقد تناولتها في كتابي ، ولم يكن الحزب الشيوعي هو المخطئ الوحيد بل كل الأحزاب السياسية آنذاك قد أخطأت ، كما أن عبد الكريم قاسم قد اخطأ هو الآخر، فالجميع كان لهم نصيب في تلك الأخطاء التي تناولتها بالتفصيل ، لكن عبد الكريم قاسم يبقى شامخاً كقائد وطني معادي للاستعمار ، وحريص على ثروات البلاد ، زاهداً بالدنيا ، ولم يفعل له ولعائلته شيئاً ، وهو لم يكن كما وصفته بالبرجوازي ، ويبدو أنك لا تمييز بين البرجوازي والعامل ، فهو إبن عامل نجار كما يعلم الجميع ، سعى بكل طاقته لرفع مستوى الفقراء .


أقول هذا بحق الزعيم عبد الكريم قاسم على الرغم من سجني وتعذيبي في عهده على اثر الحملة الوطنية التي قمنا بها إبان الحرب في كردستان ، تحت شعار السلم في كردستان والديمقراطية للعراق .


إن الحقائق أيها الدكتور فواز لا يمكن أن تحجب بغربال بالٍ وممزق ، والكاتب الحريص على الأسلوب العلمي لنقل الأحداث التاريخية ينبغي أن يجرد نفسه قبل كل شيئ من الأحكام المسبقة المنطلقة من مصالح ذاتية وأنانية .


وفي الختام أود أن تكون على علم وثقة بأنني لم أقف إلى جانب الاحتلال الأمريكي يوماً بل كنت ولا أزال وسأبقى واقفاً ضد الإمبريالية والهيمنة على مقدرات الشعوب ، ولن أدعم أي نظام قائم على أساس ديني أو طائفي أو شوفيني ، بل أنا شديد الإيمان بأن المستقبل سيكون لعراق ديمقراطي علماني متحرر ، وتقوم علاقاته مع سائر الدول على أساس الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال والمنافع المشتركة بما يخدم مصالح الشعوب ، وكل مقالاتي شاهداً على ذلك ، وتستطيع الإطلاع عليها كاملة في موقع الحوار المتمدن والتي ناهزت 300 مقالاً ، وخاصة المقالات التي كتبتها قبل الاحتلال .


ملاحظة أخيرة لكم هي أن مقالكم المذكور قد احتوى على الكثير من الأخطاء اللغوية والإملائية التي ينبغي للدكتور أن لا يقع فيها كي يكون كاتباً ناجحاً .

ملاحظة : العنوان التالي للإطلاع على مقال الدكتور فواز غازي حلمي


http://www.sotaliraq.com/articles-iraq/nieuws.php?id=34339


0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب