البرلمان العراقي وديمقراطية آخر زمان! حيث القوي يسلب حقوق الضعيف
4:43 م | مرسلة بواسطة
hamid
حامد الحمداني
28/9/2008
هنيئاً للشعب العراقي فقد حرره الرئيس الأمريكي بوش من طغيان نظام الدكتاتور صدام حسين، وأشاد له نظاماً ديمقراطيا هو آخر ما توصلت له الأنظمة الديمقراطية في العالم الحر، وبات للعراقيين دستور عتيد وضعته خيرة أساتذة القانون الدستوري!!، لا يعترف بالتصويت في القرارات المصيرية، بل بالتوافق والتراضي بين القادة الأربعة الكبار، ولا بأس في هضم حقوق الآخرين طالما التوافق يضمن مصالح أحزابهم الكبرى، وهذا يمثل أحدث تطوير للعمل الديمقراطي في عالم اليوم.
وجرى اختيار رئيس الجمهورية ونوابه على أساس نفس هذه القواعد الديمقراطية الحديثة، حيث جرى الاتفاق والتراضي بين القادة الأربعة الكبار، وتحت إشراف المندوب السامي الأمريكي لضمان سير الانتخابات بموجب الديمقراطية آخر زمان، حيث تقاسم القادة الكبار المناصب الرئاسية حسب النظام الديمقراطي الطائفي والعرقي.
واستقال السيد رئيس الجمهورية من قيادة حزبه القومي الكردي [ الإتحاد الوطني الكردستاني] ليصبح رئيساً لكل العراقيين !!، وأعلن أنه ليس رئيساً كردستانياً بل عراقياً قلباً وقالبا، ولم يعد يطالب حكومة المالكي بكركوك والمناطق المتنازع عليها!! مع حكومة بغداد والتي تشكل نصف محافظة الموصل، وتضم المناطق الكلدو آشورية في الحمدانية وتلكيف وبعشيقة وبحزاني والقوش، وسنجار موطن الأيزيدية، وتلعفر موطن التركمان، وكذلك نصف محافظة ديالى، المنطقة الممتدة إلى جلولاء وخانقين، بل ليمتد النزاع حتى بدرة وجصان في جنوب العراق.
وجرى اختيار الحكومة الديمقراطية العتيدة على ذات الأسس الطائفية والعرقية القويمة، فكانت حكوماتنا الرشيدة قد ضمت نخبة من الاختصاصيين الذين لا يشك احد في قدراتهم الخلاقة لبناء العراق الجديد، ولا أمانتهم وحرصهم على المال العام!! ، فلا نهب لثروات العراق ، ولا رشاوى في كافة أجهزة الدولة من القمة حتى القاعدة، فالحكومة تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سرقة النفط العراقي في الجنوب أوفي الشمال، أو سرقة الأموال العراقية المخصصة للوزارات، وأنها ماضية في أعادة بناء العراق الجديد، حيث تحولت مدن العراق بفضل تلك الجهود الخارقة إلى هونكونك و دبي جديدة تسر الناظرين، وكل ذلك جرى خلال خمس سنوات من عمر نظامنا الجديد!!.
وهكذا بات الشعب العراقي يعيش في واحة الديمقراطية الأمريكية ينعم بالأمن والسلام والحرية والعيش الرغيد، الذي وفرته له حكومات الاحتلال، ولشدة سعادة الشعب بالعهد الجديد وجد لزاماً عليه أن يعبر عن بهجته وسروره يومياً، وبشكل مستمر، بهذه النعمة التي اسبغها عليه السيد بوش وأعوان الاحتلال، ويطلق الألعاب النارية! في الشوارع والطرق ليل نهار منذُ سقوط نظام الطاغية الذي انهى بوش خدماته الجليلة طيلة 35 عاماً خاض خلالها الحرب ضد إيران 8 سنوا ت نيابة عن الجيش الأمريكي .
لكن مع الأسف الشديد وقعت بعض الخسائر البشرية جراء هذه الألعاب النارية التي ربما تجاوزت حياة 650 ألف مواطن برئ، وأضطر أربعة ملايين عراقي إلى مغادرة العراق للراحة والاستجمام والسكينة والتخلص من أصوات الألعاب النارية.
و اضطر البرلمان مرارا وتكرارا أن يؤجل جلساته بسبب عدم اكتمال النصاب، فقد أجهد العمل الشاق أعضائه، وباتت الحاجة ملحة لأخذ قسط من الراحة في أوربا وأمريكا ودول الجوار، ومع ذلك استطاع المجلس المحترم بعد جهد جهيد إصدار قانون الانتخابات حسب المواصفات الديمقراطية في التعامل بين الكبار والصغار، حيث اقتضت مصالح الكبار الغاء حقوق الأقليات القومية والدينية من المواطنين العراقيين الأصلاء الكلدو آشوريين والصابئة المندائيين والأيزيديين، فمصلحة القوي ينبغي أن تكون فوق مصلحة الضعيف، وهؤلاء المواطنون العراقيون النجباء لا يمتلكون ميليشيات مسلحة مثل القادة الأربعة الكبار الذين يحكمون باسم السيد بوش دولة العراق الديمقراطية الفريدة في القرن الحادي والعشرين.
لا تلوموا ولا تزعلوا أيها الأخوات والأخوة المسيحيون والصابئة والأيزيديون على السيد بوش لدوره في هذا القرار فهو لا يريد أن يتهم بكونه يمالئ الأقليات القومية والدينية على حساب الأربعة الكبار لكي ينجزوا له المعاهدة الأمنية الطويلة الأمد مع العراق التي طال النقاش حولها، ولم يعد الوقت يسمح بالانتظار!!.
لكم الصبر الجميل فانتظروا حتى يتم بناء الديمقراطية الجديدة في العراق
فيرحل منكم من يرحل إلى بلدان اللجوء، أو يتم إضافته إلى قائمة الضحايا الذين اغتالتهم ميليشيات القوى الطائفية والعنصرية، أو غيروا انتمائكم القومي والديني والطائفي، أو ادفعوا الجزية لتسلموا على جلودكم، ولتعش ديمقراطية آخر زمان، وليعش الاحتلال ومن جاء به الاحتلال إلى سدة السلطة في البلد المنكوب الذي اسمه العراق، بلد أقدم حضارة في التاريخ ، فصبر جميل أيها الأخوات والأخوة والله المستعان على ما يفعلون.
28/9/2009
28/9/2008
هنيئاً للشعب العراقي فقد حرره الرئيس الأمريكي بوش من طغيان نظام الدكتاتور صدام حسين، وأشاد له نظاماً ديمقراطيا هو آخر ما توصلت له الأنظمة الديمقراطية في العالم الحر، وبات للعراقيين دستور عتيد وضعته خيرة أساتذة القانون الدستوري!!، لا يعترف بالتصويت في القرارات المصيرية، بل بالتوافق والتراضي بين القادة الأربعة الكبار، ولا بأس في هضم حقوق الآخرين طالما التوافق يضمن مصالح أحزابهم الكبرى، وهذا يمثل أحدث تطوير للعمل الديمقراطي في عالم اليوم.
وجرى اختيار رئيس الجمهورية ونوابه على أساس نفس هذه القواعد الديمقراطية الحديثة، حيث جرى الاتفاق والتراضي بين القادة الأربعة الكبار، وتحت إشراف المندوب السامي الأمريكي لضمان سير الانتخابات بموجب الديمقراطية آخر زمان، حيث تقاسم القادة الكبار المناصب الرئاسية حسب النظام الديمقراطي الطائفي والعرقي.
واستقال السيد رئيس الجمهورية من قيادة حزبه القومي الكردي [ الإتحاد الوطني الكردستاني] ليصبح رئيساً لكل العراقيين !!، وأعلن أنه ليس رئيساً كردستانياً بل عراقياً قلباً وقالبا، ولم يعد يطالب حكومة المالكي بكركوك والمناطق المتنازع عليها!! مع حكومة بغداد والتي تشكل نصف محافظة الموصل، وتضم المناطق الكلدو آشورية في الحمدانية وتلكيف وبعشيقة وبحزاني والقوش، وسنجار موطن الأيزيدية، وتلعفر موطن التركمان، وكذلك نصف محافظة ديالى، المنطقة الممتدة إلى جلولاء وخانقين، بل ليمتد النزاع حتى بدرة وجصان في جنوب العراق.
وجرى اختيار الحكومة الديمقراطية العتيدة على ذات الأسس الطائفية والعرقية القويمة، فكانت حكوماتنا الرشيدة قد ضمت نخبة من الاختصاصيين الذين لا يشك احد في قدراتهم الخلاقة لبناء العراق الجديد، ولا أمانتهم وحرصهم على المال العام!! ، فلا نهب لثروات العراق ، ولا رشاوى في كافة أجهزة الدولة من القمة حتى القاعدة، فالحكومة تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سرقة النفط العراقي في الجنوب أوفي الشمال، أو سرقة الأموال العراقية المخصصة للوزارات، وأنها ماضية في أعادة بناء العراق الجديد، حيث تحولت مدن العراق بفضل تلك الجهود الخارقة إلى هونكونك و دبي جديدة تسر الناظرين، وكل ذلك جرى خلال خمس سنوات من عمر نظامنا الجديد!!.
وهكذا بات الشعب العراقي يعيش في واحة الديمقراطية الأمريكية ينعم بالأمن والسلام والحرية والعيش الرغيد، الذي وفرته له حكومات الاحتلال، ولشدة سعادة الشعب بالعهد الجديد وجد لزاماً عليه أن يعبر عن بهجته وسروره يومياً، وبشكل مستمر، بهذه النعمة التي اسبغها عليه السيد بوش وأعوان الاحتلال، ويطلق الألعاب النارية! في الشوارع والطرق ليل نهار منذُ سقوط نظام الطاغية الذي انهى بوش خدماته الجليلة طيلة 35 عاماً خاض خلالها الحرب ضد إيران 8 سنوا ت نيابة عن الجيش الأمريكي .
لكن مع الأسف الشديد وقعت بعض الخسائر البشرية جراء هذه الألعاب النارية التي ربما تجاوزت حياة 650 ألف مواطن برئ، وأضطر أربعة ملايين عراقي إلى مغادرة العراق للراحة والاستجمام والسكينة والتخلص من أصوات الألعاب النارية.
و اضطر البرلمان مرارا وتكرارا أن يؤجل جلساته بسبب عدم اكتمال النصاب، فقد أجهد العمل الشاق أعضائه، وباتت الحاجة ملحة لأخذ قسط من الراحة في أوربا وأمريكا ودول الجوار، ومع ذلك استطاع المجلس المحترم بعد جهد جهيد إصدار قانون الانتخابات حسب المواصفات الديمقراطية في التعامل بين الكبار والصغار، حيث اقتضت مصالح الكبار الغاء حقوق الأقليات القومية والدينية من المواطنين العراقيين الأصلاء الكلدو آشوريين والصابئة المندائيين والأيزيديين، فمصلحة القوي ينبغي أن تكون فوق مصلحة الضعيف، وهؤلاء المواطنون العراقيون النجباء لا يمتلكون ميليشيات مسلحة مثل القادة الأربعة الكبار الذين يحكمون باسم السيد بوش دولة العراق الديمقراطية الفريدة في القرن الحادي والعشرين.
لا تلوموا ولا تزعلوا أيها الأخوات والأخوة المسيحيون والصابئة والأيزيديون على السيد بوش لدوره في هذا القرار فهو لا يريد أن يتهم بكونه يمالئ الأقليات القومية والدينية على حساب الأربعة الكبار لكي ينجزوا له المعاهدة الأمنية الطويلة الأمد مع العراق التي طال النقاش حولها، ولم يعد الوقت يسمح بالانتظار!!.
لكم الصبر الجميل فانتظروا حتى يتم بناء الديمقراطية الجديدة في العراق
فيرحل منكم من يرحل إلى بلدان اللجوء، أو يتم إضافته إلى قائمة الضحايا الذين اغتالتهم ميليشيات القوى الطائفية والعنصرية، أو غيروا انتمائكم القومي والديني والطائفي، أو ادفعوا الجزية لتسلموا على جلودكم، ولتعش ديمقراطية آخر زمان، وليعش الاحتلال ومن جاء به الاحتلال إلى سدة السلطة في البلد المنكوب الذي اسمه العراق، بلد أقدم حضارة في التاريخ ، فصبر جميل أيها الأخوات والأخوة والله المستعان على ما يفعلون.
28/9/2009
التسميات:
حقيبة المقالات
حقيبة المقالات
0 التعليقات: