عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :


هذا ما يناضل من أجله الشعب العراقي المنتفض



حامد الحمداني                                              15/10/2015



ما كان يدور في مخيلة الشعب العراقي أن يشهد مثل هذا الوضع الكارثي الذي يعيش في ظله اليوم، حيث تسيطر عصابات داعش الاجرامية على أكثر من ثلث العراق، وحيث يجري تفجير السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات المزروعة على جوانب الطرق والشوارع لتحصد كل يوم أرواح العشرات بل والمئات من أبناء الشعب، وقوات الشرطة والجيش، وتدمر الممتلكات العامة والخاصة على نطاق واسع، وحيث بات ملايين المهجرين واللاجئين دون مأوى نتيجة احتلال داعش لمحافظات الموصل والأنبار وصلاح الدين واجزاء من ديالى



لقد أصبح المواطن العراقي يعيش في ظل كابوس رهيب يتربص به الموت من كل الجهات على أيدي الإرهابيين القتلة المجرمين من عصابات ميليشيات  احزاب الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، وعصابات داعش والقاعدة صنيعة الولايات المتحدة، الذين يقودهم المجرم ابو بكر البغدادي، وفرق الموت المرتبطة بالأحزاب الدينية، الذين تمرسوا على الجريمة والقتل بدم بارد، متخذين من الإسلام شعاراً لهم .



لقد تحول العراق بفضل السياسة الأمريكية الحمقاء إلى ساحة للصراع بين القوى الإرهابية المدعومة دوليا وأقليميا على حساب أمن وسلامة المواطنين العراقيين، الذي أصبح اليوم الشغل الشاغل لهم، ناهيك عن المعانات الشديدة والقاسية نتيجة التدهور الحاصل في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والخدمية منذ أن تم إسقاط النظام الدكتاتوري الصدامي في التاسع من نيسان 2003.



 كان الشعب العراقي المظلوم يراوده الأمل بعد التخلص من ذلك النظام القمعي الذي استعبد العباد واستباح البلاد إن يستعيد الشعب حريته المسلوبة وكرامته المهانة، وتحقيق الحياة الكريمة، فإذا به اليوم يعيش في وضع مأساوي لم يشهد له مثيلاً من قبل، فلا كهرباء، ولا ماء صالح للشرب، ولا وقود، ولا رعاية صحية، ولا رعاية اجتماعية، ولا اهتمام بالثقافة، بل لقد غدت الثقافة ايمان بالخرافات، وتحولت الجامعات والمؤسسات الثقافية إلى جوامع وحسينيات بفضل السياسة الأمريكية الرعناء التي صنعت لنا نظاماً طائفيا، وشكلت على أساسه مجلس الحكم [البريمري]، وفسحت المجال واسعاً للعناصر الطائفية، مستغلة التخلف الواسع النطاق الذي خلفه لنا نظام الطاغية صدام حسين من خلال حملته الإيمانية المزيفة، ومن خلال إنعاش العلاقات العشائرية المتخلفة التي كان الشهيد عبد الكريم قاسم قد وضع حداً لها بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، ومن خلال ترك الحدود الدولية للعراق مفتوحة على مصراعيها للقوى الظلامية السنية والشيعية على حد سواء لتدخل العراق من دول الجوار تركيا إيران وسوريا والأردن والسعودية لتمارس أعمالها الإجرامية الوحشية البشعة.



 كما وضعت لنا دستوراً يكرس النظام الطائفي والعرقي، ويشجع على تفتيت العراق كوطن، وعلى تمزيق البنية الاجتماعية على أساس ديني طائفي أو عرقي يتعارض بشكل صارخ مع مصالح الشعب والوطن، وها هو الشعب العراقي اليوم بوضعه المأساوي قد وقع ضحية استقطاب طائفي لم نشهد له مثيلا من قبل، الشيعة من جهة، والسنة من جهة أخرى، والأكراد من جهة ثالثة، وبات الشيعي يقتل أخاه السني، وبات السني يقتل أخاه الشيعي، وجرى ويجري على نطاق واسع إجبار أبناء الطائفتين على الهجرة الجماعية كل إلى ساحته تحت وطأة التهديد بالقتل وحرق المساكن، وكل ذلك يجري باسم الدين الإسلامي الذي يجري استغلاله بصورة بشعة لتحقيق أهداف سياسية غير مشروعة، وغير إنسانية.



لقد بات الوضع الأمني يقض مضاجع جميع أبناء الشعب، حيث تهدر الدماء البريئة كل يوم بالمئات، وحيث تدمر الممتلكات الخاصة والعامة، وحيث يعم الخراب والجوع والإذلال، وحيث تنتشر البطالة والفقر بشكل واسع، وحيث ينخر الفساد في كافة أجهزة الدولة من القمة حتى القاعدة، وحيث السرقات للأموال العامة بمئات المليارات من الدولارات، وحيث أصبحت الرشوة هي الوسيلة الوحيدة لتمشية معاملات المواطنين في كافة دوائر الدولة بشكل علني دون خوف أو وجل، فلا سلطة للقانون، ولا وازع من ضمير.

وفي ظل استمرار هذا الوضع المأساوي الحرج، وتصاعد الإرهاب كماً ونوعاً تستمرالازمة السياسية في البلاد، دون أن يظهر أي ضوء في آخر النفق المظلم، فقادة العراق الميامين ممن أفرزتهم حرب أمريكا لتحرير العراق  ونشر الديمقراطية الموعودة! منشغلون في الصراع على السلطة والكراسي  ونهب ثروات البلاد دون وازع من ضمير، ولكل منهم أجندته الخاصة، والتي لا تمت بصلة مع أجندة العراق الوطنية، والشعب المسكين يكتوي بنير الإرهاب الظلامي الطائفي المقيت.



هل هذا ما كان يحلم به الشعب من إسقاط نظام صدام؟

هل هذه هي الديمقراطية الأمريكية الموعودة ؟

هل هذه هي الحرية التي ناضل الشعب من أجلها كل سنوات عمره ؟

هل هذه هي الجنة الموعودة حيث ينعم الشعب العراقي بهذه المفخخات والعبوات والأحزمة الناسفة ليل نهار، دعكم عن حروب داعش والقاعدة حيث تجبر العوائل على مغادرة مساكنها تحت تهديد بالقتل وحرق الدار .



أيها السادة الأمريكيون:

 لم يعد الشعب العراقي  يريد برلمانكم المزيف.

 لم يعد يريد دستوركم الطائفي المقيت.

لم يعد يريد حكومتكم الغارقة بالفساد والتي نهبت ثروات البلاد.

لم يعد يريد أزلامكم القادمين وراء دباباتكم كي يحكموا العراق .

الشعب قد فقد الثقة بكم وبكل ما أنجزتموه منذ التاسع من نيسان 2003 وحتى يومنا هذا.



الشعب يريد الأمن والسلام أن يعم في ربوع العراق .

الشعب يريد استعادة عرى الأخوة والمحبة والاحترام بين أطياف الشعب بكل أديانهم وطوائفهم وقومياتهم دون تفريق أو تمييز.

الشعب يريد الديمقراطية و الحرية الحقيقية، بعد كل تلك السنوات العجاف لطغيان نظام البعث الصدامي، وهو يرفض رفضاً قاطعا استبدال هذا الطغيان الصدامي بطغيان طائفي اشد ظلاماً وأقسى .

الشعب يريد حكومة لا تنتمي إلى كل هذه القيادات التي وضعت مصلحة الشعب والوطن وراء ظهرها .

 الشعب يريد حكومة ديمقراطية مستقلة من عناصر تنكوقراط نظيفة  أيديها، مستنيرة عقولها، قوية شكيمتها، تضع مصالح الشعب والوطن في بؤبؤ عيونها، وتعيد بناء الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية بعيداً عن الأحزاب الطائفية وميلشياتها، وتؤمن بالعراق ومصالح الشعب فقط، وتتصدى للإرهاب والإرهابيين أينما كانوا، وإلى أية جهة ينتمون، وتعيد الأمن والسلام في ربوع العراق، وتعيد بناء ما خربه النظام السابق، وما خربته الحرب الأمريكية،وما خربته العناصر الإرهابية، وتعيد بناء البنية الاجتماعية المحطمة على أساس من العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مقدمة شعاراتها وأهدافها.



الشعب يريد حكومة تقول للمحتلين اخرجوا من ديارنا، ودعونا نعيش بسلام، نبني الوطن، ونحقق الحياة الرغيدة لشعبنا الجائع الذي يعيش في هذا البلد الغني جداً ولا يجد من خيراته شيئاً.



الشعب يريد حكومة تحقق له الاستقلال التام والناجز، وإقامة العلاقات المتكافئة مع سائر بلدان العالم على أساس الاحترام المتبادل للسيادة  والمنافع المشتركة، من دون استغلال أو أستعباد.



الشعب يريد دستوراً وطنياً ديمقراطيا يفصل الدين عن الدولة، ولا يفرق بين أحد من المواطنين بسبب دينه أو طائفته أو قوميته، يحترم حقوق الإنسان ويحقق المساواة أمام القانون لسائر المواطنين دون تمييز.



إن الشعب العراقي يُحمّل الولايات المتحدة مسؤولية كل ما جرى ويجري في العراق باعتبارها الدولة التي احتلت العراق بجيوشها الجرارة، وأسلحتها الفتاكة، وصواريخها المدمرة، وجاءت لنا بهذه الحكومات الغارقة بالفساد والولايات المتحدة تمتلك كل الوسائل والسبل لإخراج العراق وشعبه من هذه المحنة إن هي شاءت، وستبقى شعلة انتفاضة الشعب العراقي متقدة و ومتصاعدة حتى تحقق اهدافها المشروعة المتمثلة بالأمن والسلام والحرية والديمقراطية، والاستقلال والسيادة الحقيقية، وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.


0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب