عدد الزائرين للموقع

Web Hit Counter

المواضيع ألعشرة الأخيرة

معالم وشخصيات تأريخية

حقيبة الكـتب

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

احصائية الموقع

المتواجدين :

ملف قيام دولة فلسطينية، والقضية القومية الكردية ، وحقوق الأقليلت

ملف قيام دولة فلسطينية والقضية القومية الكردية
وحقوق الأقليات
حامد الحمداني
5/10/2011

– أيهما أهم برأيك، بناء دولة مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان، أم بناء دول على أساس قومي و أثنية ، بغض النظر عن مضمون الحكم فيها؟
الجواب:
مما لا شك فيه إن قيام دولة مدنية ديمقراطية قائمة على أساس المواطنة المتساوية الحقوق والواجبات، والعدالة الاجتماعية، من دون أي تمييز قومي أو ديني أو طائفي هو السبيل القويم للحفاظ على النسيج الاجتماعي، وتمتين وتوطيد أواصر العلاقات التي تجمع بين مكونات المجتمع، وديمومتها بعيد عن التهميش والصراعات القومية والطائفية التي لا يجنِ منها الشعب خيراً.
أما محاولة بناء الدولة على أسس قومية أو طائفية فإنها لن تقود المجمتع إلا إلى الكراهية بين مكونات المجتمع، والتي تقود بالتالي إلى الصراعات والحروب الأهلية الكارثية، والخراب والدمار،  والمصير المجهول، ولا بد لنا أن نتعلم من تجاربنا المرة التي مررنا بها عامي 2006، و2007 والتي أوصلتنا للحرب الأهلية، والتي بلغت فيها الكراهية والأحقاد مبلغا خطيراً جعل الشيعي والسني يذبح بعضه بعضاً على الاسم والهوية، وتم تهجير ما يتجاوز الأربعة ملايين من مساكنهم ومدنهم وقراهم، وأدت إلى خراب البلاد.                              

2- كيف ترى سبل حل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني
، وفقا للمواثيق الدولية، ومقررات الأمم المتحدة؟
الجواب:                                             .
في البداية أرى أن إقامة دولة إسرائيل في قلب الوطن العربي، وفي نقطة اتصال المشرق العربي بمغربه من قبل الإمبريالية الأنكلو سكسونية كان يهدف إلى فصل المشرق العربي عن مغربه من جهة، وخلق قاعدة متقدمة لها في منطقة الشرق الأوسط والخليج لحماية مصالحهم النفطية، وطرق مواصلاتهم، ولقد جعلوا من إسرائيل دولة تمتلك من القوة ما يوازي الدول العربية جميعاً، ومن ثم تجاوزها لتمتلك أحدث ما أنتجته المصانع الحربية الأمريكية من الطائرات والأسلحة الفتاكة، والمدمرة، وأضافت إليها السلاح النووي ليكون لها سلاحاً رادعاً يمكن أن تستخدمه في المراحل الحرجة التي يمكن أن تهدد هذا الكيان.
 وبودي أن أسأل حماة إسرائيل إذا كانوا حريصين وصادقين في دعواهم تجاه الشعب اليهودي فلماذا اختاروا لهم فلسطين، هذه البقعة الضيقة من العالم بالذات؟
ألم يكُن بالإمكان جعل الوطن المختار في كندا، أو أمريكا أو استراليا هذه البلدان الشاسعة المساحة، والتي تتميز بالأمان والتطور والرقي، التي تحقق للشعب اليهودي حياة هانئة وآمنة، بدلا من  الحروب التي شهدناها أعوام 1948، و1967، و1973، دعك عن العدوان الإسرائيلي المتكرر على لبنان، والذي بلغ مداه في احتلال العاصمة بيروت، واحتلال أجزاء واسعة من جنوب لبنان لسنوات طويلة، واحتلال مرتفعات الجولان السورية، والعدوان على قطاع غزة، والأساليب الهمجية التي تستعملها القوات الإسرائيلية والمستوطنون في الضفة الغربية وغزا منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا!!.

إن حكام إسرائيل لن يسمحوا بقيام دولة فلسطينية تمتلك مقومات حقيقية وذات سيادة واستقلال ناجزين، وهي لا تستطيع التنازل عن المستعمرات التي نشرتها في قلب القدس والضفة الغربية لتحول المجتمع الفلسطيني إلى كانتونات تعيش في جزر صغيرة ومنفصلة، وتحت حراب الجيش الإسرائيلي المسلط على رقاب الشعب الفلسطيني.
ولذلك أرى، وفي ظل الظروف الدولية السائدة، أن قيام دولة ديمقراطية في كل فلسطين، يتعايش فيها العرب واليهود على قدم المساواة، وفي ظل العدالة الاجتماعية، وسيادة القانون الذي يسري على الجميع دون تمييز وعودة اللاجئين إلى ديارهم، والتعويض العادل لمن يرغب في البقاء خارج الوطن.

أما استمرار الوضع الحالي في فلسطين فلن يحقق الأمن والسلام المنشود لطرفي النزاع، بل يجعل من منطقة الشرق الأوسط براميل بارود لا تلبث أن تنفجر بين آونة وأخرى لتشعل الحروب التي لا يجني منها الجميع سوى الخراب والدمار.   

3 - كيف تقيّم الموقف الأمريكي والدول الغربية المناهض لإعلان دولة فلسطينية مستقلة بعد خطوة الزعيم الفلسطيني وتوجهه إلى الأمم المتحدة لتحقيق ذلك؟
الجواب:
لقد أوضحت ذلك عبر السؤال الأول الموقف الأمريكي وحلفائهم الغربيين، فهم دوماً يتسم موقفهم بالولاء المطلق لإسرائيل التي تريد انتزاع أقصى ما تستطيع من الأراضي، وتجعل من دويلة فلسطين دولة مسخ غير قابلة للحياة، وتحت رحمة الهيمنة الإسرائيلية المطلقة، بحجة الحفاظ على أمنها، فكل الأمور معكوسة في عالم اليوم حيث أصبح القوي يخاف من الضعيف وإسرائيل المدججة باحدث أسلحة الدمار الشامل، بما فيها القنابل النووية تخشى حجارة الشعب الفلسطيني !!!.

لقد بات معروفا للقاصي والداني أن الولايات المتحدة بوجه خاص، والدول الغربية بوجه عام لا تستطيع إغضاب إسرائيل، فهي سيفهم المسلط على رقاب العرب، وحامية مصالحها في المنطقة، وهذه الدول تقف إلى جانبها في كل الأحول حقاً وباطلا.

كما أن الأنظمة العربية بوجه عام كلها منقادة للولايات المتحدة الأمريكية، وغير قادرة على التأثير على السياسة الأمريكية، وخير دليل على ذلك أننا لم نسمع أي نقد على الأقل، ولا أقول تهديدات مقابلة لتصريحات الرئيس أوباما الذي هدد مرارا وتكراراً فيها من أن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض في مجلس الأمن ضد قبول دولة فلسطين المنتظرة، ولو كان العالم العربي دولة متحدة قوية شامخة، وتمتلك إرادتها الحرة، لما استطاعت الولايات المتحدة التعامل مع القضية الفلسطينية بهذا الأسلوب الممالئ لإسرائيل، بل لما كانت إسرائيل قائمة في قلب العالم العربي، بل في عالم آخر. 


4-
ــ ما هي برأيك الأسباب الرئيسية للموقف السلبي من قبل الدول الكبرى تجاه إقامة دولة كردية مستقلة، تجمع أطرافها الأربع في دول الشرق الأوسط، وهو مطلب شعبي كردي وحق من حقوقهِ، ولماذا يتم تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي؟
الجواب:
الدول الكبرى ليس لها صداقة دائمة، بل لها مصالح دائمة، ومواقفها تتقرر تبعاً لتلك المصالح، فعلى سبيل المثال نجد أن الغرب لا يمكن أن يضحي بعلاقاته مع تركيا، الذراع القوي في الحلف الأطلسي، وموقعها الجغرافي الهام في المنطقة، من أجل إقامة دولة كردية تضم أجزاء كردستان العراقية والتركية والإيرانية والسورية، ولاسيما حساسية الغرب تجاه روسيا التي تمتلك درعاً نوويا هائلا، وهي اليوم باشرت بإقامة الدرع الصاروخي الأمريكي على أراضيها مقابل روسيا.

كما أن روسيا لا تستطيع أن تضحي بعلاقاتها مع العراق وسوريا ومع إيران كذلك لحرصها على مصالحها الاقتصادية أولا، وإبعاد المخاطر التي يشكلها حلف الأطلسي الممتد شرقاً نحوها حتى وصل عقر دارها في بلدان أوربا الشرقية، والدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي السابق.

انظر إلى الموقف الأمريكي من ثورة الشعب اليمني حيث تجد المصالح الأمريكية بأجلى مظاهرها، فمصلحتها الحقيقية في حماية النظام السعودي، هذا النظام الألولغاري الغارق في رجعيته، والذي يخشى قيام نظام حكم ديمقراطي في اليمن، جارها الجنوبي، في حين أن موقفها من نظام بشار الأسد، ونظام القذافي المنهار كان على النقيض من موقفها بالنسبة لليمن، وهي وحليفتها السعودية تتحملان مسؤولية الدماء الغزيرة التي تسفك في اليمن اليوم على يد نظام علي عبد الله صالح الفاشي.

أما روسيا فإن موقفها من نظام البعث الفاشي في سوريا، وكذلك نظام القذافي الفاشي هو على النقيض من موقف الولايات المتحدة بالنظر للمصالح الاقتصادية مع هذين البلدين من جهة، ومصالحها الأمنية في البحر الأبيض المتوسط، والمتمثلة بإقامة قاعدة بحرية لها في سوريا.

أما بالنسبة لتشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي، فلا اتفق مع هذا التشبيه، فهو شعب من حقه أن يكون له كيان مستقل إذا ما تهيئات له الظروف الدولية، لكني أوجه النقد لبعض القيادات الكردية والعديد من المثقفين الكرد  الذين اطلعت على كتاباتهم الغارقة في العنصرية والتهجم على العرب، وقد نالني من تهجم بعض كتابهم مرارا مع الأسف، والدفاع عن إسرائيل والرغبة الجامحة لإقامة العلاقات معها ناسين أنهم يعيشون في محيط عربي شاركهم وما يزال في كل محنهم، وكفاحكم ضد طغيان نظام البعث على الرغم من تحالفهم مع حزب البعث والقوميين العرب والتآمر على ثورة 14 تموز ظنا منهم أن البعثيين هم أكثر ديمقراطية من عبد الكريم قاسم، لكن البعثيين الذين ما لبثوا بعد أن استولوا على السلطة في انقلاب 8 شباط المشؤوم حتى اكتسحوا بقواتهم العسكرية منطقة كردستان، واستعانوا بقوات البعث السورية كذلك، منزلين بالشعب الكردي الويلات والمصائب البشعة، وبكردستان الخراب والدمار.

أملي أن يعي الإخوة الكرد أن مصلحة شعبهم من مصلحة الشعب العراقي، وليس مع إسرائيل، ولا أسياد إسرائيل الأمريكيون والبريطانيون الذين نكثوا بوعودهم، وتخلو عنهم مراراً وتكراراً منذ الحرب العالمية الأولى  وأن من مصلحة الشعب الكردي تمتين أواصر العلاقة مع اخوانهم الشعب العربي الممتزجة دماءهم مع بعضها، وإن إثارة النعرات القومية من أي طرف تقابلها نفس النعرات من الطرف الآخر بما يسئ للعلاقة الأخوية بين الشعبين، مع تمنياتي الصادقة أن تتهيأ الظروف في المستقبل لكي نشهد وحدة الشعب الكردي في ظل دولتهم الوطنية.

لكن ينبغي الانتباه إلى أن سياسة حرق المراحل تشكل مخاطر حقيقية على مستقبل القضية الكردية، وأن السلاح لا يجدِ نفعاً في تحقيق طموحات الشعب الكردي في إيران وتركيا، وأن أي دعوى لانفصال كردستان العراقية ستعطي مردوداً عكسياً بالغ الخطورة ليس فقط على قضية الشعب الكردي في تركيا وإيران وسوريا، بل كل المكاسب التي حققها الشعب الكردي في العراق، حيث الانفصال  لا يخدم مصلحة إقليم كردستان، وإن الطريق الصائب هو السعي لتحقيق هذه الطموحات عن طريق النضال السلمي حتى يبلغ الشعب الكردي في هذه البلاد المرحلة التي وصلها الشعب الكردي في العراق، وعند ذلك، وبأسلوب ديمقراطي يمكن أن يتحقق حلم الشعب الكردي الكبير.
                        
5- هل يمكن للتغیّرات الراهنة في المنطقة - الانتفاضات والمظاهرات الأخيرة – من أن تؤدي إلى خلق آفاق جديدة أرحب للقومیّات السائدة کي تستوعب الحقوق القومیّة للأقليات غير العربية مثل الأكراد، إل
ى حدّ الانفصال وإنشاء دولهم المستقلة؟ 
 الجواب:                                          .
أرى أن التركيز في كل هذه الأسئلة يدور حول الشعب الكردي، وقد تناولت هذا الموضوع في الأسئلة السابقة، ولابد لي أن أضيف إلى أنني لا اتفق مع أي دعوات لتمزيق الكيانات العربية التي تشهد اليوم الانتفاضات والمظاهرات، وتمزيق نسيجها الاجتماعي، ولاسيما ونحن نعيش اليوم عصر تكتلات كبيرة بين العديد من الدول، كما هو الحال في الاتحاد الأوربي الذي جرى من خلاله توحيد العديد من دول اوربا الغربية والشرقية، على الرغم من اختلاف اللغة والعادات والقيم لدى شعوبها، لكي تستطيع الصمود وتحقيق التطور والازدهار، والسعي لرفع مستوى معيشة شعوبها.
إنني أدعو على العكس من ذلك إلى تحقيق حلم المواطن العربي بوحدة البلدان العربية بشكل تدريجي، وعلى أسس ديمقراطية لا لبس فيها، بدءاً من أقامة السوق العربية المشتركة، وإزالة الحواجز الكمركية، وفتح الحدود ومن ثم الوحدة النقدية، بعد تحقيق مستلزماتها، وانتهاءاً بوحدة هذه البلدان وإقامة الولايات المتحدة العربية، لكي يكون لها الشأن العالمي الذي تستحقه في هذا العالم، ولاسيما وأن المنطقة العربية بما تمتلكه من مساحات شاسعة وثروات هائلة، وخبرات وكوادر قادرة على خلق دولة كبرى ينظر إليها العالم اجمع نظرة احترام وتقدير، وهيبة، ويحسبون لها ألف حساب. فالبلد الضعيف غير قادر على حماية نفسه بين عالم الأقوياء الطامعين بثروته الطبيعية، وفي المقدمة منها النفط، عصب الحياة في عالم اليوم.
                             
6- هل تعتقدون بأنّ المرحلة القادمة،
بعد الربيع العربي، ستصبح مرحلة التفاهم والتطبیع وحلّ النزاعات بین الشعوب السائدة والمضطهدة، أم سندخل مرحلة جدیدة من الخلافات وإشعال فتیل النعرات القومیة والتناحر الإثني؟
الجواب:                              .
لا اعتقد أن المرحلة القادمة بعد ما يسمى بالربيع العربي ستغير من الواقع الحالي بالنسبة للعلاقات القائمة بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جهة والدول العربية من جهة أخرى، فكل التغييرات الجارية في العالم العربي اليوم تجري بواقع الحال تحت الخيمة الأمريكية، وحلفها الأطلسي، والتغيرات التي جرت في الغالب فوقية تتمثل في تغيير رأس النظام وبعض المحيطين به، من دون تحقيق تغير جذري للأنظمة العربية البائسة، التي كانت ترتبط أشد الارتباط بالولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، ولاسيما وان هذه الدول وحلفها الأطلسي لهما دور فعال ورئيسي في هذه التغيرات المسيطر عليها، وإن إجراء التغيرات الجذرية تتطلب جهوداً ذاتية كبيرة وفترة زمنية قد تطول لأحداث التغير المنشود الذي يحقق الإرادة الحرة المستقلة، والتطور والازدهار بعيداً عن أي نوع أو شكل من أشكال الهيمنة الأجنبية. . 

7 - ما موقفك من إجراء عملیة استفتاء بإشراف الأمم المتّحدة حول تقریر المصیر للأقليات القومية في العالم العربي مثل الصحراء الغربية وجنوب السودان ويشمل أقليات أخرى في المستقبل، مع العلم أنّ حق تقریر المصیر لکلّ شعب حقّ دیمقراطي وإنساني وشرعي و يضمنه بند من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام ١٩٤٨؟
الجواب السابع:
ينبغي عدم الخلط بين الشعوب والأقليات، فبالنسبة للشعوب المضطهدة الموقف معروف، وتحدثنا عنه مرارا وتكرارا، أننا مع تحرر كل الشعوب المضطهدة، وأما الأقليات القومية والدينية والطائفية، فإن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية هي الكفيل الظامن لحقوقها وحرياتها جنباً إلى جنب مع سائر مكونات الشعب، وعلى قدم المساواة في الحقوق والواجبات.

أن تحرر الشعوب المضطهدة لا يعني بالضرورة والأمر الحتمي الانفصال وتجزئة الدول، فقد يكون من غير صالح بعضها لأسباب موضوعية، وفي مقدمتها العامل الاقتصادي، بالإضافة إلى الظروف الدولية المحيطة بها، وهذا ما أكده لنين قائد ثورة أكتوبر ومؤسس الاتحاد السوفيتي حيث قال:
{إن المطالبة بحق تقرير المصير للشعوب لا يعني بالضرورة المطالبة بالانفصال والانقسام، وظهور دويلات صغيرة، بل تعني الإعراب عن نضالها المتواصل ضد الاضطهاد القومي، وعدم المساواة}.


8- ما هي المعوقات التي تواجه قيام دولة كردية، و كيانات قومية خاصة بالأقليات الأخرى كالأمازيغ و أهالي الصحراء الغربية؟

الجواب الثامن:
إن حق تقرير المصير يعني أن لكل أمة الحق في الحاضر والمستقبل بتقرير مصيرها السياسي بحرية كاملة بما في ذلك حق الانفصال وتأسيس دولتها المستقلة، ولها حق الاختيار الحر للانضمام إلى أية دولة أخرى باتحاد فيدرالي، والتصرف في شؤونها الداخلية بما يؤمن لها  الظروف لتطورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي شرط أن لا تخل بحقوق الأمم والقوميات الأخرى.

ولا شك أن الشعب الكردي القاطن في أجزاء كردستان تتمثل فيه شروط الأمة الواحدة، فالكرد لهم أرض مشتركة على الرغم من تجزأتها من قبل الإمبرياليين القدامى والجُدد، ولهم تاريخ مشترك ولغة مشتركة وعادات وتقاليد مشتركة، ومن حقهم التوحد وإقامة دولتهم فوق أرضهم كردستان الكبرى، بموجب القانون الدولي، وشرعة الأمم المتحدة،  شرط توفر الظروف اللازمة، مع الأخذ في الاعتبار مصلحة الشعب الكردي  في المرحلة المعينة من حيث الظروف المحيطة بها تجنباً للمخاطر التي قد تنشأ والتي يمكن تنعكس سلباً على أوضاعها الحالية والمستقبلية.

إن الأسلوب الواقعي والأمثل لحل المسالة القومية الكردية اليوم ينبغي أن يكون تدريجياً، مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الداخلي، ومراعاة الحالة الدولية الراهنة في الشرقين الأدنى والأوسط، والتعامل مع الشعوب التي لا تعادي القومية الكردية بروح من التفاهم والتعاون البناء، والاحترام المتبادل لحقوق وحريات الطرفين، بما يحقق طموحات الشعب الكردي المشروعة.

لقد أكدت الأحداث التاريخية التي مرت على العراق منذ تأسيس ما يسمى بالحكم الوطني، والتي جرى فيها تجاهل الحقوق المشروعة للشعب الكردي من قبل الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم، ولجوئها لاستخدام  القوة المسلحة لإخضاع الشعب الكردي، وقوف الشعب العراقي إلى جانب شقيقه الشعب الكردي الذي كان هو الآخر يعاني من تجاهل السلطات الحاكمة لحقوقه وحرياته العامة، بل لقد شاركت تلك القوى مشاركة فعّالة في الكفاح المسلح ضد حكم الطاغية صدام حسين مدركة إن الشعب الذي يضطهد شعباً آخر لا يمكن أن يكون حراً.

إن المرحلة الحالية من تاريخ حركة التحرر الكردية اليوم، وفي ظل هذه الظروف القاسية والمخاطر الجسيمة المحدقة بالعراق وشعبه بمختلف قومياته وأديانه وطوائفه تتطلب من قيادة حركة التحرر الكردية أن تركز جهدها على تحقيق الفيدرالية لكردستان والديمقراطية للعراق بشكل متلازم، مع الالتزام بوحدة الوطن العراقي، وليكن معلوماً أن الديمقراطية هي الضمان الوحيد لتطبيق الفيدرالية وديمومتها.

إن العراق يمر بأخطر مرحلة في كل تاريخه الحديث حيث تتكالب القوى البعثفاشية وحلفائها الظلاميين من جهة، وميليشيات أحزاب الإسلام السياسي الطائفي من جهة أخرى من أجل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وعودة الفردوس المفقود بسقوط النظام الديكتاتوري البغيض الذي جثم على صدور المواطنين العراقيين جميعاً، وزج بالبلاد بحروب كارثية، داخلية وخارجية أودت بحياة مئات الألوف من المواطنين ناهيك عن مئات الألوف من الأرامل والأيتام، والمعوقين، ونكّلَ بالمعارضين لحكمه الفاشي البشع، وملأ القبور الجماعية بمئات الألوف من خيرة الوطنيين.

إن تثبيت ونجاح الفيدرالية في كردستان ينطوي على أهمية كبرى بالنسبة للشعب الكردي في أجزاء كردستان الأخرى حيث سيكون الحافز الأكبر لتحقيق طموحاته في الوصول إلى ما تم تحقيقه في كردستان العراق من تقدم وتطور في مجال الحقوق القومية والوطنية، وسيكون بكل تأكيد حصول الشعب الكردي على حقه في الفيدرالية أسوة بإخوته في العراق خطوة هامة في الطريق من أجل تحقيق حلم الشعب الكردي في قيام دولة كردية موحدة وبأسلوب ديمقراطي حضاري.

في الآونة الأخير ظهرت دعوات في صفوف العديد من المثقفين الكرد للانفصال عن العراق، وإقامة دولة كردية مستقلة في كردستان العراق، وعلى الرغم من إيماني بحق تقرير المصير للشعوب ومنها الشعب الكردي، إلا أنني اعتقد إن هذه الخطوة وفي هذا الوقت بالذات لا تخدم بأية حال من الأحوال القضية الكردية، بل تزيدها تعقيداً وتشكل خطورة بالغة ليس على مستقبل الشعب الكردي فحسب، بل والشعب العراقي بوجه عام حيث يواجه اليوم أشرس حملة فاشية معادية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وترمي إلى إعادة نظام البعث الفاشي والظلامي للعراق، أو أقامة نظام حكم إسلامي طائفي مقيت.

 وعليه فإن السبيل الوحيد المتاح اليوم للشعب العراقي بعربه وأكراده وسائر قومياته الأخرى هو الجبهة الوطنية الديمقراطية الموحدة للتصدي لهذه القوى الفاشية القومية منها والدينية التي تتربص بالجميع، ولا تخفي حقدها الشديد على الشعب العراقي بشكل عام والأكراد بوجه خاص، وتعزيز النظام الديمقراطي الموحد الذي يحفظ للشعب الكردي حقوقه القومية والوطنية بكل تأكيد.

كما أن من المهم أن ندرك أن أسلوب حرق المراحل واستعجال تحقيق الهدف الاستراتيجي الكبير والمشروع في إقامة دولة كردستان الكبرى من دون تحقق الظروف الموضوعية الضرورية في سائر منطقة كردستان الكبرى لا يخدم القضية الكردية أيضاً، بل ينطوي على مخاطر كبيرة، ونتائج سلبية على مستقبل الوحدة الكردية الكبرى، وقد تستمر لزمن طويل.

وسيبقى طموح الشعب الكردي في الوحدة وتأسيس كردستان الكبرى الحلم الأكبر بالنسبة له، وسيقف بكل تأكيد كل الديمقراطيين الحقيقيين المؤمنين بحق تقرير مصير الشعوب، وحقوق الإنسان التي نص عليها الإعلان العالمي الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1948 إلى جانب نضاله وطموحه وخياراته المشروعة.
                                         
أما ما يخص قضية الصحراء الغربية، فالذي أراه أن هناك تدخلات من جانب الجزائر، وغيرها من الدول الأخرى من جهة، وأزمة الديمقراطية في المغرب من جهة أخرى هي التي أعاقت إيجاد حل عادل يرضي طموح الشعب في الصحراء الغربية، ومنح الحقوق المشروعة للشعب المغربي واحترم حقوق وحريات المشروعة  للامازيغ الذين يتمتعون بخصوصيات في مجتمعهم من اجل تعزيز وحدة الشعب المغربي، وتحقيق العدالة الاجتماعية والحريات العامة في ظل نظام حكم ديمقراطي حقيقي.



0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

ألباحث حامد الحمداني

تجد هنا أرشيف موقع حامد الحمداني

آخرالمواضيــع

مواقع مختارة

حقيبة الكـتب